التقاريرالتقارير السنويةتقارير النفطحصاد 2022نفطوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج النفط وصادراته في 2022.. محطات بارزة وسط أزمة الطاقة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

شهد إنتاج النفط حول العالم ارتفاعًا ملحوظًا للعام الثاني على التوالي في 2022، مدفوعًا بنمو الطلب وارتفاع أسعار الخام على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه لم ينجح بعد في العودة إلى مستويات ما قبل وباء كورونا.

وارتفعت أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة، مع اقتراب خام برنت من 140 دولارًا للبرميل في مارس/آذار 2022، عقب بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ما شجّع على زيادة الإنتاج ورفع التوقعات بشأن الإمدادات فوق مستويات ما قبل الوباء، لكن هبوط الأسعار حول مستويات 90 ثم 80 دولارًا في النصف الثاني من العام نفسه، مع مخاوف الركود الاقتصادي، وتسارع التضخم، ضرب بهذه الآمال عرض الحائط.

وفي المجمل، فإن الصورة إيجابية لإنتاج النفط عالميًا، بدعم من إمدادات تحالف أوبك+ والرغبة في تعزيز أمن الطاقة، وبالرغم من حذر شركات النفط الكبرى -خاصة في الولايات المتحدة- تجاه تعزيز الإنفاق، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وأسهم تحالف أوبك+ بصورة كبيرة في تعزيز الإمدادات العالمية خلال العام الجاري (2022)، مع استمرار سياسة الزيادة التدريجية للإنتاج من أجل التخلّص من التخفيضات القياسية -البالغة 9.7 مليون برميل يوميًا- التي أجراها كبار المنتجين على خلفية وباء كورونا، بل قرر إنهاء اتفاقية الخفض في أغسطس/آب 2022، بدلًا من الموعد المحدد مسبقًا في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وانعكست زيادة إنتاج النفط على صادرات النفط العالمية؛ إذ عززت الولايات المتحدة والسعودية وغيرهما من الدول الصادرات من أجل تعويض نقص الإمدادات الناجم عن غزو أوكرانيا، وسط خطط الغرب لحظر الخام الروسي التي دخل بعضها حيز التنفيذ.

تغيّرات إنتاج النفط عالميًا

يتجه إنتاج النفط والوقود السائل في العالم إلى الارتفاع عند متوسط 99.98 مليون برميل يوميًا خلال 2022، مقارنة مع 95.69 مليون برميل يوميًا العام الماضي (2021)، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، والتي كانت تشير في بداية العام إلى تجاوز متوسط الإنتاج السنوي حاجز 101 مليون برميل يوميًا.

وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج النفط والسوائل الأخرى عالميًا قد هبط إلى مستوى 93.88 مليون برميل يوميًا في عام الوباء (2020)، مقابل 100.37 مليون برميل يوميًا في العام السابق له (2019).

ويعني ذلك أنه رغم إشارات التعافي طوال 2022، فإن إنتاج العالم من النفط فشل في تخطّي مستويات ما قبل الوباء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بينما تقدر أويل آند غاز جورنال، زيادة 3.7% في إنتاج النفط عالميًا خلال عام 2022، ليصل إلى 92.359 مليون برميل يوميًا مقارنة مع مستويات عام 2021 والبالغة 89.057 مليونًا، مع العلم أن هذه البيانات تشمل النفط الخام والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي والرمال النفطية.

وعلى أساس شهري، تُقدّر إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ إنتاج العالم من النفط والوقود السائل بنهاية هذا العام عند 101.07 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول، وهو أقلّ مستوى منذ يوليو/تموز 2022.

وشهد نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ارتفاع إنتاج النفط والوقود السائل عالميًا إلى 101.60 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ الشهر نفسه لعام 2019، عندما سجّل 101.75 مليون برميل يوميًا، ما يشير إلى أنه لم يتجاوز بعد مستويات ما قبل الوباء، كما يوضح الرسم البياني أدناه:

إنتاج النفط الخام والوقود السائل في العالم

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى ارتفاع إنتاج العالم من النفط الخام لمستوى 94.8 مليون برميل يوميًا في 2022، مقابل 90.3 مليون برميل يوميًا العام الماضي.

بينما تتوقع الوكالة الدولية للطاقة صعود المعروض العالمي من النفط -الذي يشمل الوقود الحيوي والإنتاج المكتسب من عمليات المعالجة- بمقدار 4.7 مليون برميل يوميًا في 2022، ليصل الإجمالي إلى 100 مليون برميل يوميًا، لكنه مجددًا سيظل أقلّ من مستويات ما قبل الوباء.

وأدّت تداعيات وباء كورونا إلى تراجع حادّ في الإمدادات العالمية من مستوى 100.6 مليون برميل يوميًا عام 2019، إلى 93.8 مليون برميل يوميًا في عام 2020، قبل أن يتعافى نسبيًا في العام التالي (2021) مسجلًا 95.3 مليونًا، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن بيانات وكالة الطاقة.

وفي عام 2022، فإن تحالف أوبك+ قد يُسهم بنحو 3 ملايين برميل يوميًا في إنتاج النفط العالمي، بفضل زيادة سنوية قدرها 1.6 مليون برميل يوميًا في إنتاج السعودية، وهو ما يعادل تقريبًا جميع زيادات الإنتاج من الدول خارج التحالف هذا العام، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على أرقام وكالة الطاقة الدولية.

ودفعت السياسات الداعمة من قبل أوبك+، منذ بداية العام، إمدادات النفط العالمية فوق مستويات ما قبل الوباء خلال أكتوبر/تشرين الأول عند 101.92 مليون برميل يوميًا، قبل أن يتراجع إلى 101.73 مليونًا خلال في نوفمبر/تشرين الثاني، ليعكس اتجاهًا صعوديًا دام لمدّة 5 أشهر، مع الاتجاه لتقليص الإنتاج.

وعلى أساس فصلي، تتوقع وكالة الطاقة الدولية -في تقريرها لشهر ديسمبر/كانون الأول- أن يبلغ إنتاج أوبك من النفط والسوائل الغازية 34.6 مليون برميل يوميًا، خلال الربع الرابع من 2022، مقابل 33 مليونًا في الربع نفسه من 2021، لكنه أقلّ من 34.9 مليونًا المسجل في الربع الثالث هذا العام.

أمّا إنتاج النفط لدى الدول خارج منظمة أوبك، فمن المرجح أن يسجل 66.9 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأخير من 2022، ارتفاعًا من 65.1 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي، ومقابل 66.1 مليونًا في الربع السابق له، ما يرفع الإجمالي العالمي في الربع الرابع إلى 101.5 مليون برميل يوميًا.

وفيما يتعلق بالأداء الشهري، تشير توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى انخفاض إنتاج النفط الخام والوقود السائل لدى منظمة أوبك عند 33.76 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول 2022، كما يُتوقع هبوط إمدادات الدول من خارج المنظمة إلى 67.40 مليون برميل يوميًا، كما يرصد الرسم التالي:

إنتاج النفط في منظمة أوبك والدول من خارجها

إنتاج دول أوبك

تُقدّر وحدة أبحاث الطاقة -اعتمادًا على التقارير الشهرية لأوبك- ارتفاع إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام إلى متوسط 28.89 مليون برميل يوميًا في العام الحالي، مقابل 26.34 مليون برميل يوميًا في العام السابق له (2021).

وكانت تداعيات وباء كورونا قد دفعت إنتاج النفط لدى أوبك إلى مستوى 25.71 مليون برميل يوميًا في 2020، بعد أن سجّل 29.36 مليون برميل يوميًا عام 2019، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وبموجب الأداء الشهري خلال 2022، فقد ارتفع إنتاج أوبك من النفط الخام خلال أول 4 أشهر من هذا العام، قبل أن يهبط في مايو/أيّار للمرة الأولى في 15 شهرًا، لكنه عاود الصعود مجددًا حتى وصل في سبتمبر/أيلول إلى 29.696 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، والبالغ حينذاك 29.753 مليون برميل يوميًا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، تراجعت إمدادات أوبك مرة أخرى إلى 29.57 مليون برميل يوميًا، ثم إلى 28.826 مليون برميل يوميًا خلال نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن أجبرت مخاوف تباطؤ الطلب تحالف أوبك+ على خفض الإنتاج. مع توقعات أن تسجّل 29.193 مليونًا خلال ديسمبر/كانون الأول.

ويوضح الرسم البياني، أدناه، الإنتاج الشهري لدول أوبك من الخام خلال المدة بين عامي 2019 و2022:

إنتاج النفط الخام في دول أوبك

وبصورة أكثر تفصيلًا، جاءت زيادة إنتاج أوبك في 2022، مع التزام تحالف أوبك+ بسياسة الزيادة التدريجية لإنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا على أساس شهري حتى أبريل/نيسان 2022، بموجب اتفاق التحالف الذي أُقِرّ في أغسطس/آب 2021، مع تعافي الاقتصاد العالمي.

وفي مايو/أيّار 2022، أعلنت المجموعة تعديلاً طفيفًا في زيادة الإنتاج، لتكون 432 ألف برميل يوميًا، مع مراجعة خط الأساس لـ5 دول -السعودية وروسيا والكويت والعراق والإمارات- ثم أبقت على الإمدادات دون تغيير خلال يونيو/حزيران التالي، قبل رفعها بمقدار 648 ألفًا في يوليو/تموز وأغسطس/آب، لتنهي بذلك التخفيضات التي كانت قد أجرتها خلال الوباء.

وقرر تحالف أوبك+ زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول، قبل خفضه بالكمية نفسها في أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن بدأ تباطؤ الطلب يتسلل إلى سوق النفط، على خلفية مخاوف الركود الاقتصادي، بفعل سياسات التشديد النقدي عالميًا ومواصلة غالبية البنوك المركزية رفع معدلات الفائدة.

ورغم تصاعد المخاوف الاقتصادية وقرار الاتحاد الأوروبي بحظر الخام والمشتقات النفطية الروسية، فإن تحالف أوبك+ قرر خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حتى ديسمبر/كانون الأول 2023.

وعلى صعيد الكمية التي تنتجها الدول الأعضاء في منظمة أوبك، يرصد الرسم البياني التالي الإنتاج الشهري بين عامي 2019 و2022:

إنتاج دول أوبك من النفط الخام - إنتاج النفط

وكانت السعودية -كما هو معتاد- الأكثر زيادة في إنتاج دول أوبك، مع ارتفاع أسعار الخام والالتزام بحصص اتفاق أوبك+، إذ من المتوقع أن يصعد إنتاج المملكة من النفط الخام إلى مستوى قياسي عند 10.6 مليون برميل يوميًا في 2022، مقابل 9.2 مليون برميل يوميًا في العام السابق له، ليتجاوز مستويات ما قبل الوباء البالغة 9.9 مليونًا في عام 2019، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وبالنسبة للإنتاج الشهري، فإن إمدادات النفط السعودي اتخذت مسارًا صعوديًا منذ بداية العام، حتى سجّلت 11.008 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2022، وهو أعلى رقم شهري مسجل منذ المستوى القياسي البالغ 11.6 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2020، قبل أن يهبط الإنتاج تدريجيًا في الأشهر التالية، حسب بيانات أوبك.

بينما تشير تقديرات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن إنتاج السعودية من النفط سيبلغ 10.400 مليونًا خلال ديسمبر/كانون الأول (2022)، في حين تصدر البيانات الرسمية من أوبك يوم 17 يناير/كانون الثاني (2023).

ويُظهر الرسم الآتي إنتاج السعودية من النفط الخام على أساس شهري بين عامي 2019 و2022:

إنتاج النفط الخام في السعودية

وكانت نيجيريا أكثر دولة انخفاضًا في إنتاج النفط بين أعضاء أوبك، إذ اتخذت مسارًا هبوطيًا منذ بداية العام من مستوى 1.472 مليون برميل يوميًا خلال يناير/كانون الثاني إلى 1.015 مليون برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول الماضي، وفق أحدث البيانات المتاحة من أوبك.

وتشير أحدث تقديرات هيئة تنظيم النفط النيجيرية إلى هبوط إنتاج النفط عند 972.39 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب، وهو أقلّ مستوى منذ 32 عامًا، وواصل الانخفاض في سبتمبر/أيلول، مسجلًا 937.76 ألف برميل يوميًا، مع استمرار عمليات السرقة والتخريب في القطاع.

وعاود إنتاج الخام في نيجيريا الارتفاع إلى 1.014 مليون برميل يوميًا خلال أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن يعزز صعوده عند 1.185 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تشير تقديرات وحدة أبحاث الطاقة إلى استمرار زيادة الإمدادات في ديسمبر/كانون الأول (2022) لتبلغ 1.167 مليونًا.

ويرصد الرسم البياني التالي الإنتاج الشهري للنفط الخام في نيجيريا منذ عام 2019 حتى 2022:

إنتاج النفط الخام في نيجيريا

أمّا ليبيا، فقد كان إنتاجها الأكثر تقلبًا بين دول أوبك خلال 2022، فما إن ارتفع من 0.367 مليون برميل يوميًا إلى متوسط 1.14 مليون برميل يوميًا في 2021، واستمر حول هذه المستويات في أول 3 أشهر من 2022، مع هدوء الأوضاع السياسية والتعافي من الوباء، حتى عاد الصراع على السلطة والاشتباكات المسلحة من جديد؛ لتهبط بالإنتاج بداية من أبريل/نيسان (2022).

وواصلت الإمدادات الهبوط، لتبلغ أقلّ مستوى لهذا العام عند 0.632 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران، مع إغلاق العديد من الحقول والمواني النفطية، قبل أن تعاود الصعود مجددًا بداية من يوليو/تموز، حتى وصل إلى مستوياته الطبيعية في أغسطس/آب عند 1.135 مليون برميل يوميًا، مع ارتفاع طفيف في الشهرين التاليين، ليبلغ 1.166 مليونًا في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، هبط إنتاج النفط الليبي بوتيرة طفيفة إلى 1.133 مليون برميل يوميًا، مع توقعات أن يرتفع مجددًا إلى 1.170 مليونًا في ديسمبر/كانون الأول، وفق تقديرات وحدة أبحاث الطاقة، مثلما يُظهر الرسم أدناه:

إنتاج النفط الخام في ليبيا

أبرز المنتجين من خارج أوبك

تتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إمدادات النفط لدى الدول خارج منظمة أوبك إلى 65.7 مليون برميل يوميًا في عام (2022)، مقارنة مع 63.8 مليونًا في العام السابق له، وفق البيانات التي اطّّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وكان المعروض النفطي من خارج دول أوبك في عام الوباء (2020) قد تراجع إلى 63 مليون برميل يوميًا، بعدما سجل 65.6 مليونًا عام 2019، وهو ما يعني أن إنتاج الدول خارج أوبك تجاوز مستويات ما قبل الوباء في 2022.

بينما تقدّر إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ إنتاج النفط والوقود السائل من خارج أوبك مستوى 65.87 مليون برميل يوميًا في 2022، ارتفاعًا من 64.03 مليون برميل يوميًا في العام السابق له.

وتقود الولايات المتحدة غالبية نمو الإمدادات النفطية لدى المنتجين من خارج أوبك، مع توقعات أن يبلغ إنتاج أميركا من النفط الخام مستوى 11.87 مليون برميل يوميًا في 2022، ارتفاعًا من 11.25 مليون برميل يوميًا العام الماضي.

ويُظهر الرسم البياني، أدناه، إنتاج النفط الخام والمكثفات في الولايات المتحدة، حسب المنطقة:

إنتاج النفط الخام والمكثفات في الولايات المتحدة حسب المنطقة

وبحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة، فإن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة قد يبلغ 12.23 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/ كانون الأول 2022، انخفاضًا من 12.33 مليون برميل في الشهرين السابقين له، والذي كان أعلى مستوى منذ مارس/آذار 2020، لكنه لا يزال أقلّ من المستوى القياسي الشهري البالغ 13 مليونًا في نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019.

ويوضح الرسم البياني الآتي، إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة شهريًا بين عامي 2019 و2022:

إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة

أمّا روسيا، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاجها من النفط والوقود السائل إلى 10.93 مليون برميل يوميًا خلال 2022، مقابل 10.78 مليون برميل يوميًا العام السابق له، لكن هذه الزيادة لا تعبّر عن التقلبات الملحوظة التي شهدتها إمدادات موسكو على مدار العام، مع تداعيات غزو أوكرانيا.

وقبل أن يتضرر إنتاج النفط الروسي من تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، فقد سجل مستوى 11.33 مليون برميل يوميًا خلال فبراير/شباط، وهو أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان 2020، لكن مع فرض الغرب عقوبات ضد روسيا وتخارج شركات النفط الكبرى من البلاد، هبط الإنتاج إلى أقلّ مستوى لهذا العام عند 10.32 مليونًا خلال أبريل/نيسان.

ورغم ذلك، تمكنت روسيا من زيادة إنتاج النفط مرة أخرى، مع تعزيز صادراتها إلى أسواق أخرى بعيدًا عن أوروبا مثل الصين والهند، حتى تجاوز 11 مليون برميل يوميًا نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، لكن يُتوقع أن يهبط مرة أخرى إلى 10.91 مليونًا بالشهر الأخير من العام، مع بدء سريان الحظر الأوروبي على الخام الروسي في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

ويرصد الرسم الآتي، إنتاج روسيا من النفط الخام والوقود السائل شهريًا منذ عام 2019 حتى عام 2022:

إنتاج النفط الخام والوقود السائل في روسيا

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة إنتاج النفط الخام في روسيا، لتصل إلى 9.70 مليون برميل يوميًا في 2022، مقابل 9.62 مليون برميل يوميًا في عام 2021، ليظلّ أقلّ من مستويات ما قبل الوباء البالغة 10.4 مليونًا عام 2019، لكن ينتظر الإنتاج الروسي المزيد من الهبوط في 2023، مع ظهور تداعيات الحظر الأوروبي ودخول الحظر الآخر على المشتقات النفطية حيز التنفيذ في فبراير/شباط 2023.

إنتاج النفط الصخري في أميركا

تشير التقديرات إلى ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة لمتوسط 8.80 مليون برميل يوميًا في 2022، مقابل 7.87 مليون برميل يوميًا في 2021، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على البيانات الشهرية لإدارة معلومات الطاقة.

وعلى أساس شهري، يتجه إنتاج النفط الصخري الأميركي إلى مستوى 9.225 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول 2022، والذي من شأنه أن يكون أعلى مستوى خلال العام، مثلما يوضح الرسم الآتي:

إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة

وقاد حوض برميان زيادة إمدادات النفط الصخري في أميركا هذا العام، بفضل ارتفاع إنتاجه إلى مستوى قياسي قد تتجاوز 1000 برميل نفط مكافئ يوميًا، وفق تقديرات شركات أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، بعدما بلغت 960 برميل نفط مكافئ يوميًا العام الماضي.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة، صعود إنتاج النفط في أكبر الأحواض الأميركية -برميان- إلى مستوى قياسي يبلغ 5.54 مليون برميل يوميًا خلال ديسمبر/كانون الأول، بعدما بدأ عام 2022 عند 4.79 مليونًا في يناير/كانون الثاني، كما يُظهر الرسم البياني أدناه:

إنتاج النفط الصخري في حوض برميان

وغمرت التوقعات المتفائلة إنتاج النفط الصخري الأميركي في النصف الأول من العام، مع ارتفاع أسعار الخام فوق مستويات 100 دولار للبرميل، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن تراجع الأسعار وارتفاع معدل التضخم في النصف الثاني من 2022 قد حدّ من زيادة كبيرة في الإمدادات لإجمالي العام.

ومع ارتفاع تكاليف خدمات حقول النفط وقيود سلسلة التوريد، واصلت شركات النفط الأميركية اتخاذ موقف حذِر بشأن تعزيز الإنفاق على عمليات الاستكشاف والإنتاج للعام الثاني على التوالي، بعد الخسائر القوية التي لحقت بها؛ جراء تداعيات وباء كورونا.

وأدى هذا الاتجاه إلى انخفاض عدد الآبار المحفورة غير المكتملة في الولايات المتحدة لأقلّ مستوى منذ 9 أعوام، عند 4333 بئرًا بنهاية سبتمبر/أيلول 2022، ما يعرقل نمو إنتاج النفط الأميركي، وفق إدارة معلومات الطاقة.

ويشير انخفاض الآبار المحفورة غير المكتملة إلى أن شركات النفط الأميركية تولي إكمال الآبار المحفورة سابقًا أفضلية أكثر من حفر المزيد من الآبار الجديدة، رغم ارتفاع الأسعار، ما يوضح حذر المنتجين من زيادة النفقات الرأسمالية بعد الوباء.

وارتفعت حفارات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة إلى 622 حفارة في الأسبوع المنتهي يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، مقابل أقلّ عدد مسجل خلال الوباء عند 172 منصة، وذلك في الأسبوع المنتهي يوم 14 أغسطس/آب 2020.

ورغم ذلك لا تزال حفارات النفط الأميركية أقلّ من مستويات ما قبل تفشّي كورونا في أوائل 2020، التي تتجاوز 670 حفارة، وفق بيانات شركة بيكر هيوز، التي يوضحها الرسم أدناه:

حفارات النفط في الولايات المتحدة

صادرات النفط في 2022

واصلت تجارة النفط العالمية التعافي من تداعيات الوباء خلال 2022، مع استمرار نمو الطلب على الخام -وإن كان بوتيرة أقلّ من 2021- فضًلا عن ارتفاع الأسعار في مجمل العام، الأمر الذي عزّز زيادة الصادرات.

وبصفة خاصة، عملت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على تعزيز صادرات النفط هذا العام؛ لتلبية رغبة أوروبا في الابتعاد عن الإمدادات الروسية، عقب أزمة غزو أوكرانيا، وهو الاتجاه المتوقع أن يتضح أكثر في العام المقبل (2023)، مع سريان حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي بداية من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى جانب تعليق الواردات من المنتجات النفطية في فبراير/شباط 2023.

وفي 2021، كانت منطقة الشرق الأوسط أكبر مصدّر صافٍ للنفط بمقدار 19.6 مليون برميل يوميًا (70% من إنتاج النفط المحلي)، ثم روسيا 7.2 مليون برميل يوميًا (66% من الإنتاج)، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن بيانات وكالة الطاقة الدولية.

واستمرت السعودية -التي تعدّ من أكبر مصدّري النفط عالميًا- في زيادة صادراتها النفطية هذا العام، إذ ارتفعت في أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى 7.77 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ الرقم القياسي المسجّل في أبريل/ نيسان 2020، حينما قررت المملكة ضخّ المزيد من الإمدادات، بعد حرب الأسعار وخلافها مع روسيا، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن مبادرة البيانات المشتركة (جودي).

ومع صعود أسعار الخام، قفزت قيمة صادرات النفط السعودي إلى 253.37 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من العام، مقابل 137.94 مليار دولار خلال المدّة نفسها من عام 2021، بحسب أحدث بيانات صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية.

وتقدّر وحدة أبحاث الطاقة أن عوائد صادرات النفط السعودي سترتفع إلى 310.109 مليار دولار في 2022، مقابل 202.166 مليار دولار في العام الماضي، لتستمر في تجاوز مستويات ما قبل وباء كورونا، ومع ذلك، فإن هذه التقديرات أقلّ من التقييمات الأولية، والتي كانت تشير لتجاوز الإيرادات 333 مليار دولار هذا العام.

وتشير توقعات وكالة بلومبرغ إلى تراجع صادرات النفط السعودي إلى 7.1 و 7.31 مليون برميل يوميًا خلال نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2022 على التوالي، ما قد يدفع متوسط هذا العام عند 7.33 مليون برميل يوميًا، وفق حسابات وحدة أبحاث الطاقة.

وفي 2021، تراجعت صادرات النفط الخام السعودي إلى 6.2 مليون برميل يوميًا، مقابل 6.5 مليون برميل يوميًا في 2020، وأكثر من 7 ملايين قبل وباء كورونا (عام 2019)، في حين ارتفعت صادرات المشتقات النفطية 32% على أساس سنوي، لتصل إلى 1.34 مليونًا في العام الماضي، وفق التقرير السنوي لمنظمة أوبك.

ووفق ما أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، يرصد الرسم البياني التالي صادرات السعودية من النفط الخام على أساس شهري بين عامي 2019 و2022:

صادرات السعودية من النفط الخام

أمّا الولايات المتحدة، فقد استفادت هي الأخرى من نقص الإمدادات الذي خلّفه الغزو الروسي لأوكرانيا، عبر تعزيز صادراتها من النفط ومشتقاته إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 9.87 مليون برميل يوميًا خلال يونيو/حزيران 2022، واقترب من هذا الرقم مجددًا في أغسطس/آب، مع توقعات أن تظل الصادرات قوية في الأشهر المقبلة.

وارتفعت صادرات المشتقات النفطية الأميركية إلى مستوى قياسي خلال النصف الأول من 2022، مسجلة 6 ملايين برميل يوميًا، بزيادة 11% أو 596 ألف برميل يوميًا، مقارنة بالمدّة نفسها من 2021، كما شهدت هذه المدّة أسرع معدل نمو منذ عام 2017، مع زيادة الطلب على المنتجات المكررة وسط انخفاض المخزونات، فضلًا عن تداعيات العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.

وفي مجمل عام 2022، يُتوقع أن تصل صادرات الخام ومشتقاته في الولايات المتحدة إلى متوسط 9.4 مليون برميل يوميًا، الذي من شأنه أن يكون أعلى مستوى على الإطلاق، بعدما بلغت 8.5 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، وفق بيانات أرقام إدارة معلومات الطاقة.

ويوضح الرسم البياني الآتي، صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام والمشتقات النفطية على أساس شهري بين عامي 2019 و2022:

صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام والمشتقات النفطية

وبالنسبة إلى روسيا، فإنها لعبت دورًا كبيرًا في تجارة النفط العالمية خلال 2022، إذ أدى انخفاض صادراتها على إثر العقوبات الغربية إلى زيادة صادرات دول أخرى إلى أوروبا بصفة خاصة، فضلًا عن اتجاه النفط الروسي إلى أسواق أخرى، مثل الهند والصين.

ومع تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية، قرر الاتحاد الأوروبي، في 31 مايو/أيار 2022، حظر معظم واردات النفط الخام الروسية بحلول ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى جانب المنتجات المكررة بداية من 5 فبراير/شباط 2023، إلّا أن أوروبا بدأت في الأشهر الأولى من الحرب خفض اعتمادها على النفط الروسي، بالتزامن مع قرار أميركا والمملكة المتحدة -أيضًا- بحظر خام موسكو.

وبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2022، انخفضت حصة الاتحاد الأوروبي في صادرات الخام والمنتجات المكررة القادمة من روسيا إلى 31% و35% على التوالي، مقابل 50% لكل منهما قبل الغزو، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وبلغت صادرات النفط الروسي 8.1 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتكون أقلّ من مستويات ما قبل الحرب البالغة 8.2 مليون برميل يوميًا في شهر فبراير/شباط 2022 -رغم ارتفاعها الملحوظ عن الأشهر القليلة السابقة- إذ تعوّض الهند والصين وتركيا نسبيًا انخفاض الصادرات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.

ويوضح الرسم أدناه، صادرات روسيا من النفط خلال أول 11 شهرًا من العام الجاري وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، وتقديرات وحدة أبحاث الطاقة لشهر ديسمبر/كانون الأول (2022):

صادرات روسيا من النفط

ليس هذا فحسب، بل إن الأسوأ بالنسبة لصادرات النفط الروسي قد يبدأ من ديسمبر/كانون الأول 2022، مع سريان الحظر الأوروبي، الذي يجعل موسكو في حاجة إلى تسويق ما يزيد على 1.1 مليون برميل يوميًا من الخام بعيدًا عن أوروبا، إلى جانب فرض سقف سعري لخام موسكو عند 60 دولارًا للبرميل.

كما قررت روسيا حظر تصدير النفط الخام والمشتقات النفطية للدول التي فرضت سقفًا على سعر النفط الروسي، لمدّة 5 أشهر، تبدأ من فبراير/شباط 2023.

وفي العام الماضي، بلغت صادرات روسيا من النفط الخام ومشتقاته 6.9 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 7.03 مليون برميل يوميًا في العام السابق له، حسب تقديرات أوبك.

اقرأ أيضًا من تقارير حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق