إنتاج النفط في نيجيريا يهبط إلى أدنى مستوى في 32 عامًا

ما يزال قطاع النفط في نيجيريا يواجه تحديات واسعة مع استمرار عمليات السرقة والتخريب، وأدى ذلك إلى تراجع البلاد عن مركز الصدارة بصفتها أكبر منتج في أفريقيا.

وقالت هيئة تنظيم النفط النيجيرية -في تقريرها الشهري الصادر يوم الخميس 8 سبتمبر/أيلول (2022)- إن إنتاج النفط تراجع إلى أقل من مليون برميل يوميًا في شهر أغسطس/آب (2022)، مقارنة بـ1.083 مليون برميل في يوليو/تموز (2022)، حسب وكالة رويترز.

وكان إنتاج النفط في نيجيريا أقل من حصة الإنتاج اليومية التي حددتها أوبك لشهر أغسطس/آب، بـ853 ألفًا و606 براميل يوميًا، والبالغة 1.82 مليون برميل.

ويعني ذلك أن البلاد خسرت 85.76 مليون دولار يوميًا أو نحو مليارين و658 مليون دولار على أساس متوسط سعر 100 دولار للبرميل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تراجع الإنتاج

للمرة الثالثة في 8 أشهر، تمكّنت عمليات سرقة النفط من إزاحة نيجيريا عن مركز الصدارة بعد انخفاض إنتاج النفط الخام إلى 972 ألفًا و394 برميلاً يوميًا.

وأظهرت بيانات من هيئة تنظيم قطاع النفط في نيجيريا أن إجمالي إنتاج النفط والمكثفات في البلاد انخفض إلى أدنى مستوى سنوي له عند 1.18 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022).

وقال رئيس الجغرافيا السياسية لشركة إنرجي أسبكتس الاستشارية ريتشارد برونز، إن الصادرات كانت الأدنى منذ عام 1990 على الأقل، إذ أدت الإصدارات في محطة تصدير فوركادوس إلى تدهور الإمدادات الضعيفة.

• سرقة النفط في نيجيريا تتفاقم.. والحكومة والشعب يتقاذفان الاتهامات

ووفقًا للأرقام، لم يتراجع إنتاج النفط في نيجيريا إلى دون 1.4 مليون برميل يوميًا حتى مع احتدام هجمات المتشددين في دلتا النيجر بين عامي 2009-2010، وفي عام 2016.

وبلغ أعلى إنتاج خلال العام الجاري عند 1.68 مليون برميل يوميًا في شهر يناير/كانون الثاني (2022)، رغم أن البلاد قادرة على تصدير قرابة مليوني برميل يوميًا.

في الوقت نفسه، أظهر مسح أجرته وكالة بلومبرغ أن إنتاج النفط في ليبيا لشهر أغسطس/آب بلغ 1.08 مليون برميل يوميًا، أما متوسط الإنتاج في أنغولا فوصل إلى 1.17 مليون برميل يوميًا.

سرقة النفط

في شهر يوليو/تموز (2022)، قال مسؤول تنفيذي في شركة شل إن سرقة النفط تشكل تهديدًا وجوديًا لصناعة النفط في نيجيريا، إذ أدت إلى إغلاق اثنين من خطوط الأنابيب الرئيسة.

بينما أكد الرئيس النيجيري محمد بخاري أن تفاقم المشكلة يؤثر في الوضع المالي للبلاد بدرجة كبيرة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شهر أغسطس/آب، قال رئيس شركة النفط الوطنية في نيجيريا "إن إن بي سي" ميلي كياري، إن بلاده فقدت 700 ألف برميل يوميًا من الصادرات، بسبب سرقة النفط وإغلاق الشركات عملياتها في حقول أخرى لتجنب اللصوص.

وأفادت بعض الشركات بأن أكثر من 80% من النفط الذي تضخه في خطوط أنابيب محددة يتعرّض للسرقة.

وأعربت نقابة عمال النفط هذا الأسبوع عن قلقها على سلامة أعضائها، وهددت بالإضراب حال عدم اتخاذ الحكومة إجراءات سريعة للحد من عمليات سرقة النفط.

إجراءات لوقف عمليات السرقة

في محاولة للتصدي لعمليات السرقة، اتخذت البلاد سلسلة من الإجراءات، كان في مقدمتها تعزيز إرسال أفراد الأمن لدلتا النيجر، ومراقبة خطوط الأنابيب.

بالإضافة إلى ذلك، منحت الحكومة عقودًا لشركات مملوكة لمتشددين سابقين، مثل المتشدد السابق تومبولو، لحماية المنشآت.

وفي غضون ذلك، تظاهر عمال النفط والغاز، يوم الخميس 8 سبتمبر/أيلول (2022)، اعتراضًا على ارتفاع مستوى سرقة النفط في دلتا النيجر، ولمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات ضد المجرمين.

وقال العمال إن الشركات تكافح من أجل الوقوف على قدميها وسط تراجع الإيرادات.

• نيجيريا تحارب سرقة النفط بمتمردين سابقين

بينما أعرب رئيس رابطة كبار موظفي النفط والغاز الطبيعي في نيجيريا فيستوس أوسيفو، عن أسفه لتواطؤ المواطنين في دلتا النيجر، وحث النيجيريين على توحيد الصفوف والتصدي لهذا الخطر.

تراشق الاتهامات

سبق أن اتهم الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية ميلي كياري جميع فئات الشعب بسرقة النفط، وفقدان كميات ضخمة تبلغ 200 ألف برميل يوميًا.

وحذّر من تفاقم أزمة سرقة النفط، لا سيما أن خط أنابيب "بوني" يفقد قرابة 95% من الكميات المنقولة بسبب عمليات السرقة.

كما إن عمليات السرقة لم تعد مقتصرة على المافيا والعصابات، وامتدت إلى بعض المساجد والكنائس في نيجيريا.

وقال كياري إن عمليات السرقة أدت إلى عرقلة الصادرات، إذ تراجعت بنحو 700 ألف برميل يوميًا.

وأسفرت هذه الاتهامات عن غضب رجال الدين، وقال المتحدث الرسمي لجماعة نيجيريا الكاثوليكية مايكل أوموه إنه يتعيّن على رئيس شركة النفط الوطنية التحديد في تصريحاته، متهمًا الحكومة بالتقاعس عن القيام بواجبها.

اقرأ أيضًا..

• هل تراجعت حصة النفط العراقي في آسيا مع دخول روسيا؟.. سومو تجيب
• بالأرقام والخرائط.. خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا بعد إغلاق نورد ستريم 1 (تقرير)
• أزمة الطاقة وتحديد سعر الغاز الروسي على طاولة وزراء الطاقة الأوروبيين