حصاد 2021التقاريرالتقارير السنويةتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج النفط وصادراته في 2021.. مرحلة حذرة بعد صدمة الوباء

مع الزيادات القوية في أسعار الخام

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

بدأ إنتاج النفط وصادراته مرحلة التعافي في 2021، بعد ضربة غير مسبوقة شهدتها أسواق الخام بسبب وباء كورونا في العام السابق.

وجاء تعافي إنتاج النفط في العالم مع الزيادات القوية في أسعار الخام هذا العام، التي عانقت أعلى مستوياتها في 7 سنوات فوق حاجز 85 دولارًا، مع انحسار الوباء وتخفيف قيود الإغلاق، قبل أن تقلّص مكاسبها جزئيًا مؤخرًا.

ورغم ذلك، لا يزال إنتاج النفط بعيدًا عن مستويات ما قبل الوباء، مع استمرار عدم اليقين بشأن المتحورات الجديدة من وباء كورونا، فضلًا عن بعض العقبات الداخلية لأكبر منتجي النفط، كما في الولايات المتحدة، حسب تحليل أجرته وحدة أبحاث الطاقة.

إنتاج النفط عالميًا

من المتوقع ارتفاع إنتاج النفط الخام والوقود السائل عالميًا بنحو 1.8 مليون برميل يوميًا خلال عام 2021، بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بشأن آفاق الطاقة قصيرة الأجل والصادر في شهر ديسمبر/كانون الأول.

ويعني ذلك إن إجمالي إنتاج دول العالم من النفط الخام والوقود السائل يرجّح أن يصل إلى متوسط قدره 95.59 مليون برميل يوميًا في مجمل عام 2021، لكنه مع ذلك لا يزال أقلّ من مستويات ما قبل الوباء.

ولمواجهة التراجع الحادّ في أسعار النفط العام الماضي -إذ وصل خام غرب تكساس للسالب- خفض كبار منتجي الخام عالميًا الإمدادات، بقيادة تحالف أوبك+، بعد فرض قيود الإغلاق المتعلقة بالوباء، والتي أدّت إلى انهيار الطلب على الخام.

ونتيجة لذلك، تراجع متوسط إنتاج النفط الخام والوقود السائل في العالم إلى نحو 93.87 مليون برميل يوميًا في 2020، مقارنة مع 100.37 مليونًا العام السابق له، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ومع تعافي الطلب، فإن إنتاج النفط العالمي في ديسمبر/كانون الأول المتوقع عند 99.45 مليون برميل يوميًا، قد يكون أعلى مستوى شهري منذ أبريل/نيسان 2020، حينما بلغ 99.64 مليون برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.

إنتاج النفط

ويأتي ذلك في ظل تمسّك أوبك+ بشكل كامل بقيود الإنتاج هذا العام، إذ فضّل التحالف أن تكون عودة إمدادات النفط إلى السوق تدريجية، مع حالة عدم اليقين المستمرة، التي يفرضها فيروس كورونا ومتحوراته.

ومن جهة أخرى، أعطى منتجو النفط في الولايات المتحدة الأولوية لصالح تحسين الميزانية العمومية وزيادة عوائد المستثمرين، بدلًا من رفع الإنفاق الرأسمالي وتعزيز نمو الإنتاج، بحسب تقرير أعدته شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.

كما يرى رئيس شركة بايونير ناتشورال ريسورسز، سكوت شيفيلد، أن منتجي النفط الصخري فضّلوا الانتظار حتى يستعيد تحالف أوبك+ إنتاجه بالكامل قبل أن يضيفوا المزيد من الحفّارات، خوفًا من أن تقابل زيادة الإمدادات بتعزيز الإنتاج من قبل أوبك وحلفائها، بحسب تقرير سابق نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وفي 2020، بلغ إنتاج أوبك من النفط والمكثفات والسوائل الغازية 31.11 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 35.46 مليونًا عام 2019، كما تراجع إنتاج الدول خارج أوبك إلى 57.27 مليون برميل يوميًا، مقابل 59.49 مليونًا خلال المدة المقارنة نفسها، بحسب بيانات بي بي.

ووفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة، من المتوقع أن يبلغ إنتاج أوبك من النفط الخام والسوائل الأخرى 31.63 مليون برميل يوميًا في 2021، ارتفاعًا من 30.70 مليونًا العام الماضي.

وبالمثل، من المرجح ارتفاع إنتاج النفط من دول خارج أوبك إلى 64 مليون برميل يوميًا هذا العام، مقارنة مع 63.14 مليونًا العام المنصرم.

إنتاج النفط

إنتاج أوبك

بدأ إنتاج أوبك من النفط الخام التعافي بوتيرة ملحوظة في النصف الثاني من العام الجاري، مع الزيادة التدريجية التي أقرّها تحالف أوبك+ بنحو 2.1 مليون برميل يوميًا خلال الـ3 أشهر المنتهية في يوليو/تموز الماضي، قبل أن يقرر استمرار الزيادة، لكن بنحو 400 ألف برميل يوميًا كل شهر بداية من أغسطس/آب المنصرم حتى نهاية العام.

ونتيجة لذلك، ارتفع إنتاج أوبك النفطي إلى 27.717 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، مواصلًا الارتفاع للشهر التاسع على التوالي، كما إنه أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان عام 2020، حينما بلغ 30.49 مليونًا، وسط تقديرات أن يصل الإنتاج إلى 27.95 مليون برميل يوميًا بنهاية الشهر الأخير من 2021.

إنتاج النفط

وفي إجمالي 2021، بلغ إنتاج أوبك من النفط الخام في المتوسط 26.31 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 25.65 مليونًا في 2020، و29.36 مليونًا في عام 2019، بحسب بيانات منظمة أوبك.

واتفق تحالف أوبك+ أبريل/نيسان 2020 على تخفيضات قياسية للإنتاج تقارب 10 ملايين برميل يوميًا؛ لمواجهة تراجع الطلب الناجم عن الوباء، قبل تخفيفها تدريجيًا إلى 5.8 مليون برميل يوميًا.

وفي اجتماع شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، قرر تحالف أوبك+ تثبيت الزيادة التدريجية 400 ألف برميل يوميًا -التي أقرّها للمرة الأولى بداية من أغسطس/آب- خلال شهر يناير/كانون الثاني 2022.

إنتاج النفط

السعودية

مثلما كان للسعودية دور كبير في تخفيض الإمدادات، خاصةً من خلال الخفض الطوعي الذي قدّمته، فإنها الداعم الأكبر لزيادة إنتاج أوبك من النفط هذا العام، بصفتها أكبر دولة عضو منتجة للخام في المنظمة.

وفي العام الماضي، بلغ متوسط إنتاج السعودية من النفط الخام 9.18 مليون برميل يوميًا، متراجعًا من 9.79 مليونًا العام السابق له، بحسب بيانات أوبك.

ويتجه إنتاج النفط في السعودية إلى تسجيل مستوى 9 ملايين برميل يوميًا في إجمالي 2021، وفقًا لبيانات أوبك.

وبالنسبة للإنتاج الشهري، فإن إمدادات النفط السعودي سجّلت مستوى 9.867 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو أعلى مستوى شهري منذ الرقم التاريخي البالغ 11.6 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2020.

وكان شهر يونيو/حزيران 2020، الأكثر تضررًا من تداعيات الوباء، إذ تراجع إنتاج الدولة التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط -بعد فنزويلا- إلى 7.4 مليون برميل يوميًا.

إنتاج النفط

إنتاج الولايات المتحدة

رغم أنه لا يزال بعيدًا عن المستوى القياسي المسجل في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قرب 13 مليون برميل يوميًا، فإن إنتاج النفط في الولايات المتحدة بدأ تعويض تراجعه خلال مدة الوباء.

وتقدّر إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة قد يبلغ 11.7 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/ كانون الأول 2021، وهو المستوى الذي من شأنه أن يكون الأعلى منذ أبريل/نيسان لعام 2020.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يسجل إنتاج النفط في أميركا نحو 11.18 مليون برميل يوميًا في المتوسط خلال عام 2021 بأكمله، مقارنة مع 11.28 مليونًا العام الماضي، لكنه سيظل أقلّ من مستويات ما قبل الوباء البالغة 12.29 مليون برميل يوميًا، في عام 2019.

إنتاج النفط

ويأتي هبوط إنتاج النفط الأميركي هذا العام بفعل العقبات التي واجهت المنتجين الأميركيين، إذ تعرّضت ولاية تكساس خلال فبراير/شباط 2021 إلى موجة من ظروف الطقس القاسية، والتي هبطت بالإنتاج إلى 9.77 مليون برميل يوميًا حينذاك.

وضرب كذلك خليج المكسيك إعصار آيدا، وذلك نهاية أغسطس/آب الماضي، في تطورات سلبية على جانب تعافي إنتاج النفط الأميركي.

إنتاج النفط

صادرات النفط في 2021

ارتفع الطلب العالمي على النفط، مع تعافي النشاط الاقتصادي، وزيادة حركة السفر، وسط قيام المزيد من الدول بإعادة فتح حدودها، إذ تتوقع منظمة أوبك أن ينمو استهلاك النفط عالميًا نحو 5.65 مليون برميل يوميًا هذا العام، وهذا من شأنه أن يعزز تجارة الخام، بعد ركود الطلب العام المنصرم.

واستمرت السعودية -من بين أكبر مصدّري النفط عالميًا- في زيادة صادراتها من النفط الخام هذا العام، لترتفع لأعلى مستوى في 8 أشهر، بنهاية سبتمبر/أيلول الماضي، حينما بلغت 6.51 مليون برميل يوميًا، لكن من المتوقع أن تقارب صادرات الرياض 7 ملايين برميل يوميًا بنهاية 2021.

بينما بلغت صادرات السعودية من النفط ومشتقاته معًا 7.84 مليون برميل يوميًا في شهر سبتمبر/أيلول 2021، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مبادرة البيانات المشتركة (جودي).

ومع صعود أسعار الخام، قفزت قيمة صادرات النفط السعودي إلى 141.84 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من العام، مقابل 86.93 مليار دولار خلال المدة نفسها من عام 2020، بحسب أحدث بيانات صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية.

وفي غضون الـ3 أعوام الماضية، سجلت صادرات النفط السعودي أعلى مستوى عند 10.23 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2020، حينما قررت الرياض ضخّ المزيد من الإمدادات، بعد حرب الأسعار وخلافها مع روسيا، قبل أن تبلغ أقلّ مستوى عند 4.98 مليونًا في يونيو/حزيران من العام نفسه، بحسب بيانات جودي.

صادرات النفط

وفي إجمالي العام الماضي، تراجعت صادرات السعودية من النفط إلى 6.65 مليون برميل يوميًا، مقابل 7.03 مليونًا في 2019، وفقًا لتقرير أوبك السنوي.

صادرات أميركا

أمّا الولايات المتحدة، فبعد أن أصبحت العام الماضي مُصدِّرًا سنويًا صافًيا للنفط للمرة الأولى منذ عام 1949 على الأقلّ، حالت الظروف الطبيعية دون تعزيز الصادرات بشكل كبير هذا العام، مع تضرّر الإنتاج.

وأدّت موجة الطقس البارد في تكساس، عاصمة صناعة النفط الأميركية، إلى تراجع الصادرات من النفط الخام خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار، ليسجّلا 2.70 و2.68 مليون برميل يوميًا على التوالي.

وفي الأشهر التالية، صعدت الصادرات الأميركية من الخام لتصل إلى 3.34 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران، ثم جاء إعصار آيدا، ليهبط بالصادرات الأميركية من النفط خلال سبتمبر/أيلول الماضي إلى أقلّ مستوى منذ يناير/كانون الثاني 2019، عند 2.64 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وفي 2020، بلغت صادرات النفط الخام الأميركية مستوى 3.17 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 2.98 مليونًا عام 2019، وفقًا لتقرير أوبك السنوي.

صادرات النفط

انتعاش النفط الصخري

يُتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، عام 2022، بينما سيعاني إنتاج النفط في خليج المكسيك؛ بسبب نقص الاستثمارات، وأعمال الصيانة، والأعاصير الموسمية.

ومن المقرر أن يستمر انتعاش قطاع النفط الصخري مع زيادة التدفقات النقدية الحرة للشركات وارتفاع أرباحها، والتي أدت إلى زيادة الاستثمارات في القطاع من قبل الشركات والصناديق المتخصصة، كما من المتوقع أن تقوم بعض البنوك بتغيير سياساتها والبدء في إقراض شركات الصخري.

إلّا أنه علينا أن ندرك أن انتعاش إنتاج الصخري في عام 2021 كان نتيجة فتح الآبار التي أُغلقت في الفصلين الثاني والثالث من عام 2020، وإكمال الآبار المحفورة وغير المكتملة (وهذا يعني إنفاقًا استثماريًا أقلّ)، وتحسّن الكفاءة إداريًا وتقنيًا، وكل هذه الأمور قد تتكرر في عام 2022.

كما إن هناك عوامل ستمنع إنتاج النفط الصخري من النمو بشكل كبير في 2022، ومن أهم هذه العوامل التضخم وارتفاع الأجور، نتيجة نقص أعداد المهندسين والعمالة الماهرة، بعد تسريح الآلاف منهم خلال الجائحة في 2020، وعدم قدرة الجامعات على تخريج المزيد، بعد عزوف الطلاب عن التخصص في الجيولوجيا وهندسة النفط.

ومن هذه العوامل نوعية النفط المستخرج، فأغلب الزيادة في الإنتاج، الشهور الأخيرة، من حقول الصخري من المكثفات والغازات السائلة، والتي يجب تصديرها، لعدم قدرة المصافي الأميركية على استيعابها.

لهذا نجد أن صادرات الولايات المتحدة بلغت مستويات قياسية مؤخرًا، رغم عدم تعافي الإنتاج إلى مستويات ما قبل كورونا، كما إن القدرة على التصدير مرهونة بعوامل عدّة، منها عودة النفط الإيراني إذا حصل اتفاق حول برنامجها النووي، إذ إن المكثفات الأميركية حلّت محلّ المكثفات الإيرانية في آسيا، بعد أن أعاد الرئيس السابق، دونالد ترمب، فرض العقوبات على إيران، نهاية 2018.

ومن هذه العوامل أيضًا ضعف التمويل، فرغم تحسّن التمويل في الآونة الأخيرة، ورغم تحسّن رؤية المستثمرين تجاه النفط الصخري، فإن مستويات التمويل ما زالت منخفضة.

وما زالت القوانين البيئية وتركيز مجالس الإدارة على الحوكمة البيئة والاجتماعية واستهداف الحياد الكربوني أحد أهم المعوقات لنمو إنتاج النفط عمومًا، والنفط الصخري خصوصًا.

ولهذا، فإن إنتاج النفط الصخري سينمو، ولكن سيكون نموه محدودًا في عام 2022، وسيكون أقلّ مما توقّعته أوبك في تقريرها الأخير، إذ توقّعتْ نمو إنتاج الولايات المتحدة بنحو مليون برميل يوميًا في 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق