التقاريرالتقارير السنويةتقارير الغازتقارير النفطحصاد 2022غازنفطوحدة أبحاث الطاقة

اكتشافات النفط والغاز عربيًا خلال 2022.. طفرة تشهدها 6 دول

السعودية والجزائر والمغرب والإمارات في الصدارة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

في الوقت الذي كانت تعاني فيه دول العالم من أزمة طاقة، فإن عام 2022 كان مليئًا بتحقيق العرب العديد من اكتشافات النفط والغاز، مما يدعم الدور الرئيس لدول المنطقة في مواصلة قيادتها لسوق الطاقة العالمية.

وغلب على اكتشافات النفط والغاز داخل المنطقة العربية خلال العام الجاري (2022) التوصل إلى حقول جديدة للغاز الطبيعي الذي يزداد استعماله بصفته وقودًا انتقاليًا نحو عالم الطاقة منخفضة الكربون.

وتساعد اكتشافات النفط والغاز الجديدة في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، ذلك النوع الذي يواجه أزمة في الإمدادات تسببت بقفزات قوية في سعره، وصلت لمستويات قياسية، خصوصًا مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز اكتشافات النفط والغاز في الأراضي العربية المليئة بالثروات الطبيعية خلال العام الجاري (2022)، في استفادة علنية لأسعار الغاز.

السعودية.. 7 اكتشافات

السعودية تتصدر اكتشافات النفط والغاز الجديدة للعرب
حقل بحري تابع لأرامكو - أرشيفية

جاءت المملكة العربية السعودية في مقدمة أكثر الدول العربية التي توصلت إلى اكتشافات النفط والغاز خلال عام 2022، بعدد 7 حقول.

وبدأت بشائر الاكتشافات السعودية منذ فبراير/شباط 2022، إذ أعلنت وقتها التوصل إلى 5 حقول للغاز الطبيعي غير التقليدي في 3 مناطق بأراضيها الغنية بثرواتها الطبيعية.

وتضمنت اكتشافات النفط والغاز المعلنة في فبراير/شباط الماضي، حقل "شدون" للغاز الطبيعي الواقع على بُعد 180 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الرياض بالمنطقة الوسطى، مع تدفّق الغاز من بئر "شدون-1" بمعدل 27 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا (765 ألف متر مكعب يوميًا)، بالإضافة إلى 3.3 ألف برميل من المكثفات.

وعلى بعد 70 كيلومترًا جنوب غرب حقل الشيبة بمنطقة الربع الخالي، عثرت المملكة على حقل "شهاب"، بمعدل تدفّق للغاز الطبيعي وصل إلى 31 مليون قدم مكعبة يوميًا (878 ألف متر مكعب يوميًا).

كما توصلت البلاد بمنطقة الربع الخالي، وعلى بعد 120 كيلومترًا جنوب غرب حقل الشيبة، إلى حقل "الشرفة" للغاز الطبيعي، إذ تدفّق الغاز من بئر "الشرفة-2" بنحو 16.9 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا (478.7 ألف متر مكعب يوميًا)، مع 50 برميلًا من المكثفات.

وتضمنت اكتشافات النفط والغاز كذلك عثور المملكة على حقل "أم خنصر" للغاز الطبيعي غير التقليدي بمنطقة الحدود الشمالية، وعلى بُعد 71 كيلومترًا جنوب شرق مدينة عرعر، وتدفّق للغاز من بئر "أم خنصر-1" بمعدل مليوني قدم مكعبة قياسية يوميًا (57 ألف متر مكعب يوميًا)، بالإضافة إلى 295 برميلًا من المكثفات.

وفي المنطقة الشرقية جنوب حقل الغوار، وعلى بعد 211 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الظهران، عثرت السعودية على حقل "سمنة" للغاز الطبيعي غير التقليدي، وبمعدل 11.6 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا (328.6 ألف متر مكعب يوميًا) تدفّق الغاز من بئر سمنة-1، بالإضافة إلى 169 برميلًا من المكثفات.

وفي الوقت نفسه، تدفّق الغاز من بئر "سمنة-2" بمعدل 5.8 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا (164.3 ألف متر مكعب يوميًا)، بالإضافة إلى 24 برميلًا من المكثفات، في حين يتدفق الغاز من بئر سمنة -6 بمعدل 9.25 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا (262 ألف متر مكعب يوميًا).

وبنهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، توصلت المملكة إلى كشفين آخريين للغاز الطبيعي في مدينة ظهران، جنوب غرب حقل الغوار، إذ تَمثَّل الكشف الأول في حقل أوتاد للغاز للغاز الطبيعي غير التقليدي جنوب غرب حقل الغوار، على بُعد 142 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الهفوف.

وتدفَّق الغاز من بئر (أوتاد-108001) بمعدل 10 ملايين قدم مكعبة قياسية يوميًا، و740 برميلًا من المكثفات، بحسب بيانات وزارة الطاقة السعودية، في حين تشير البيانات كذلك إلى تدفّق الغاز من بئر (أوتاد-100921) بمعدل 16.9 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، بالإضافة إلى 165 برميلًا من المكثفات.

بينما وقّع الكشف الثاني المعلَن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على بُعد 230 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الظهران، وحمل اسم حقل "الدهناء" للغاز الطبيعي غير التقليدي، وتدفّق الغاز من بئر (الدهناء-4) بنحو 8.1 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، كما تدفّق الغاز من بئر (الدهناء-370100) بنحو 17.5 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، و362 برميلًا من المكثفات.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز المعلومات عن كشفَي حقل أوتاد وحقل الدهناء في السعودية:

اكتشافات جديدة بشأن الغاز في السعودية

الجزائر.. 7 اكتشافات

جاءت الجزائر بمركز السعودية نفسه في قائمة أكثر الدول العربية وصولًا إلى اكتشافات النفط والغاز خلال 2022، إذ بلغت 7 اكتشافات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتأتي اكتشافات النفط والغاز تلك لتدعم موقف الجزائر بصفتها دولة ذات موثوقية عالية في تصدير الغاز المسال، مع تصنيفها بأنها أحد الحلول الأبرز أمام الدول الأوروبية الباحثة عن بديل للغاز الروسي، مما يساعدها على اقتناص فرصة تصديرية بشكل أكبر.

وفي شهر مارس/آذار، استهلت الجزائر بداية اكتشافات النفط والغاز خلال عام 2022، إذ عثرت البلاد بمنطقة زملة العربي الواقعة في حوض بركين، بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية، على بئر جديدة بتقديرات أولية تصل إلى 140 مليون برميل من النفط.

اكتشافات النفط والغاز في الجزائر تنشط خلال 2022
منشأة نفطية تابعة لسوناطراك الجزائرية - أرشيفية

وأنتجت البئر الجديدة في حوض بركين -وفقًا للمؤشرات الأولية- بمرحلة الاختبارات نحو 7 آلاف برميل من النفط يوميًا، بالإضافة إلى 140 ألف متر مكعب من الغاز المصاحب في اليوم.

بينما وقّع الكشف الثاني خلال العام في بئر ترسيم غرب عقلة الناصر-2 شمال حقل حاسي مسعود، وتشير البيانات الحكومة أن تلك البئر رفعت إجمالي احتياطيات الخام غرب عقلة الناصر 2 إلى 961 مليون برميل من النفط، مع تقدير احتياطي البئر الجديدة بنحو 415 مليون برميل.

وبلغ إنتاج البئر الجديدة في غرب عقلة الناصر خلال مرحلة الاختبارات نحو 5.094 ألف برميل يوميًا من النفط، بالإضافة إلى 186 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وعثرت الجزائر على الكشف الثالث في منطقة "العوابد" بولاية البيض، وهو بئر "أولاد سيدي الشيخ- 1" إذ بلغ معدل تدفّق البئر نحو 925 برميل يوميًا من النفط، و6.456 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز.

وفي يوليو/تموز (2022)، توصلت الجزائر إلى الكشف الرابع بمنطقة عين إكر جنوب الجزائر، إذ عثرت على مكمن للغاز بلغ معدل إنتاجه 300 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز، و26 متر مكعب يوميًا من المكثفات.

كما عُثر في المنطقة نفسها على الكشف الخامس، وهو مكمن للغاز بمعدل تدفّق 213 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز، و17 متر مكعب يوميًا من المكثفات.

وبالتعاون مع إيني الإيطالية، توصلت سوناطراك الجزائرية إلى الكشف السادس خلال 2022، بعد حفر بئر استكشاف تقع في غرد أولاد جمعة غرب-1، بمعدل تدفّق بلغ 1300 برميل يوميًا من النفط الخام، بالإضافة إلى 51 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز المصاحب.

بينما عثرت الجزائر على الكشف السابع في أغسطس/آب 2022، وهو عبارة عن مكامن جديدة للنفط بعد حفر بئر حاسي إيلاتو شرق بولاية أدرار، بمعدل تدفّق بلغ ما بين 48 و150 مليون برميل.

الإمارات.. 5 اكتشافات

اكتشافات النفط والغاز تدعم هدف الإمارت لزيادة إنتاج النفط
منشأة نفطية تابعة لأدنوك - أرشيفية

بلغ عدد اكتشافات النفط والغاز الجديدة لدولة الإمارات 5 اكتشافات خلال عام 2022، مما يعزز من هدف البلاد نحو زيادة إنتاجها النفطي والتحول إلى الاكتفاء الذاتي في الغاز.

وتوصلت الإمارات إلى أول كشف للغاز خلال العام في شهر فبراير/شباط 2022، قبالة سواحل إمارة أبوظبي، بالمنطقة البحرية التي تقع ضمن مناطق الامتيازات البحرية في الجولة الأولى من المزايدة التي أطلقتها أبوظبي عام 2019.

وتوضح أدنوك الإماراتية أن النتائج المبدئية تشير إلى أن موارد الغاز المكتشفة بتلك المنطقة البحرية قد تتراوح بين 1.5 و2 تريليون قدم مكعبة قياسية (ما يعادل 42 مليار متر مكعب و56 مليار متر مكعب).

وفي 19 مايو/أيار 2022، أعلنت أدنوك الإماراتية نجاحها في التوصل إلى 3 اكتشافات جديدة للنفط، بكمية اجمالية تصل إلى 650 مليون برميل.

واكتشفت الإمارات نحو 500 مليون برميل من خام مربان عالي الجودة في تكوين جيولوجي جديد ضمن منطقة حقل "بوحصا"، وكذلك نحو 100 مليون برميل من النفط في امتياز المنطقة البرية رقم "3"، بينما توصلت إلى الكشف الثالث في منطقة امتياز الظفرة بكمية بلغت 50 مليون برميل من خام مربان الخفيف ومنخفض الكبريت.

كما توصلت الإمارات، في نهاية يوليو/تموز 2022، إلى الكشف الخامس خلال العام، وهو كشف جديد للغاز واقع ضمن امتياز المنطقة البحرية رقم 2 في أبوظبي، والذي تديره شركة "إيني" الإيطالية، وبحسب بيانات أدنوك، يُقدَّر حجم الاكتشاف الجديد بنحو 1.5 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز (42 مليار متر مكعب من الغاز).

المغرب.. ثالث القائمة

نجح المغرب في تحقيق أكثر من كشف غازي خلال 2022، لتحلّ البلاد بعد السعودية والجزائر بقائمة أكثر الدول العربية تحقيقًا لاكتشافات النفط والغاز خلال العام من حيث العدد، وهو الأمر الذي يساعد البلاد التي تعاني من تبعية للخارج في توفير ما تحتاجه من الوقود، وتقليل استيرادها من الخارج، بل وتعزيز الصادرات.

اكتشافات النفط والغاز في المغرب تساعدها على تقليل فاتورة الاستيراد
حقل بحري - أرشيفية

وفي مطلع عام 2022، توصلت شركة شاريوت البريطانية إلى كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في بئر حقل أنشوا-2، الواقع شمال المغرب قبالة سواحل مدينة العرائش.

وتقدّر الشركة البريطانية -التي تستحوذ على حصة امتياز في الحقل تصل إلى 75%- كميات الغاز القابلة للاستخراج من حقل أنشوا بنحو 1.4 تريليون قدم مكعبة، مع توقعات ببدء الإنتاج من الحقل خلال 2024، ليساعد في تغطية جزء من احتياجات البلاد اللازمة لتوليد الكهرباء.

ويمتلك المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في المغرب نسبة الـ25% المتبقية من حصة الحقل، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي المدة نفسها، أعلنت شركة بريداتور أويل آند غاز البريطانية توصّلها إلى كميات غاز ضخمة بتقديرات تصل إلى 393 مليار قدم مكعبة في امتياز حقل غرسيف بالشمال الشرقي للمغرب، والمالكة فيه حصة تصل إلى 75%، بينما يمتلك المغرب الحصة المتبقية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عثرت شركة "إس دي إكس" البريطانية على اكتشافين للغاز في شمال المغرب في بئر "إس إيه كيه 1"، موضحةً أن تلك الكميات تفوق التقديرات السابقة قبل الحفر، لتتجاوز 0.44 مليار قدم مكعبة.

ويشار أن المغرب حفر نحو 67 بئرًا خلال المدة الزمنية منذ عام 2000 حتى 2022، احتوى 40 منها على كميات من الغاز الطبيعي.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- اكتشافات الغاز الطبيعي في المغرب خلال عام 2022:

اكتشافات الغاز في المغرب

مصر.. 4 اكتشافات

انضمت مصر كذلك إلى قائمة اكتشافات النفط والغاز الجديدة للعرب خلال 2022، بتحقيق أكثر من كشف نفطي عبر تعاونها مع شركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد، وسط توقعات بمزيد من اكتشافات النفط والغاز.

ومن بين تلك الاكتشافات، إعلان شركة إيني الإيطالية في أبريل/نيسان 2022 توصُّلها إلى بئر في امتيازات "مليحة" بالصحراء الغربية، بمعدل تدفّق 8.5 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ.

اكتشافات النفط والغاز في مصر تدعم هدف تحولها لمركز إقليمي لتجارة الغاز
حقل بحري - أرشيفية

وفي الصحراء الغربية أيضًا، عثرت الشركة التابعة لمجموعة يونايتد إنرجي الصينية، "كويت إنرجي"، على بئر في منطقة امتياز أبوسنان بمعدل إنتاج 6 آلاف و379 برميلًا من النفط يوميًا، بالإضافة إلى 6.7 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا (أو 189.8 ألف متر مكعب يوميًا).

كما نجحت شركة دراجون أويل الإماراتية -المملوكة لحكومة دبي- بعد استحواذها على كامل أصول امتيازات الإنتاج والاكتشاف لشركة النفط البريطانية بي بي في خليج السويس، في تحقيق أول كشف لها داخل أراضي مصر.

وتشير التقديرات الأولية إلى احتواء البئر على احتياطي يُقدَّر بنحو 100 مليون برميل للنفط، وسط توقعات بالمزيد عند البدء في خطة التنمية، ليكون بذلك أحد أكبر اكتشافات النفط والغاز في خليج السويس منذ 20 عامًا، وفقًا لوصف وزارة البترول المصرية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، نقلت هيئة الاستعلامات المصرية عن شركة شيفرون الأميركية توصُّلها إلى اكتشاف بئر غاز جديدة في منطقة النرجس البحرية تسمى "نرجس 1X" بالقرب من مدينة العريش، وتحتوي على احتياطي 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز (99.1 مليار متر مكعب).

وكان وزير البترول المصري طارق الملا قد قال في تصريحات سابقة، إن إعلان كشف الغاز الطبيعي في منطقة نرجس البحرية سيكون بعد الانتهاء من تقييم احتياطياته، وتحديد خطة تنميته بين الوزارة وشركة شيفرون الأميركية.

سوريا.. كشف واحد

توصلت سوريا خلال عام 2022 إلى كشف واحد، وهي بئر جديدة للغاز باسم زملة المهر-1، لتنضم لقائمة اكتشافات النفط والغاز الجديدة التي شهدتها الدول العربية.

وبعد اكتشاف البئر مطلع عام 2022، نجحت سوريا في وضع البئر -الواقعة 40 كيلومترًا غرب مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص- على شبكة الإنتاج، بطاقة 250 ألف متر مكعب يوميًا.

وتتوقع سوريا أن يرتفع إنتاج حقل زملة المهر إلى 500 ألف متر مكعب من الغاز يوميًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

اقرأ أيضًا من تقارير حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق