التقاريرتقارير النفطدول النفط والغازموسوعة الطاقةنفط

الجزائر.. ماذا تعرف عن أكبر منتج للطاقة في أفريقيا؟

هذا التقرير حُدِّثَ حتى 18 مارس 2024

وحدة أبحاث الطاقة

في عام 1969، انضمّت الجزائر إلى منظمة الدول المصدّرة للنفط، بعد اكتشاف النفط داخل البلاد، وقطاع النفط والغاز الطبيعي كان وما زال العمود الفقري لاقتصاد أكبر دولة منتجة للطاقة في أفريقيا.

وتُعدّ الجزائر أكبر دولة عضو في أوبك وفي أفريقيا من ناحية المساحة، ويتميّز أغلب النفط الجزائري بخاصيتين، كونه عالي الجودة من النفط الخفيف الحلو، وقربه من الأسواق الأوروبية.

كما أن البلاد من كبار منتجي الغاز عالميًا، الذي تُصدّره إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، وكذلك تنتج وتصدّر الدولة الأفريقية الغاز المسال، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومع ذلك، تعاني صناعة النفط والغاز في الجزائر مشكلات عدة، بعضها يعود إلى قدم بعض الحقول وصعوبة التعامل معها، لكنها استفادت مؤخرًا من تداعيات أزمة غزو روسيا لأوكرانيا ومساعي قارة أوروبا في الابتعاد عن الغاز الروسي، إذ يظهر الوقود الأحفوري الجزائري بصفته بديلاً مناسبًا.

اكتشاف النفط والغاز

يعود تاريخ الإنتاج الفعلي للنفط في الجزائر إلى بداية الخمسينيات، إذ اكتُشِف أول حقل للغاز الطبيعي عام 1954، تلاه اكتشاف أول حقل نفطي مهم وهو حقل حاسي مسعود عام 1956، بالإضافة إلى حقل الغاز الطبيعي، حاسي الرمل، في العام ذاته.

وبعدما حصلت البلاد على استقلالها عام 1962، كان الاقتصاد هشًا، ليكون أول ما تقوم به الحكومة الجزائرية هو إنشاء الشركة الوطنية لنقل المحروقات وتسويقها، سوناطراك، في عام 1963، وذلك قبل أن تلتحق بمنظمة أوبك في عام 1969.

وشهد عام 2022 العديد من الاكتشافات النفطية في الجزائر، كانت البداية مع اكتشاف احتياطيات تصل إلى 140 مليون برميل في منطقة زملة العربي الواقعة داخل حوض بركين في مارس/آذار، من قبل شركة سوناطراك الجزائرية بالتعاون مع إيني الإيطالية.

كما توصلت الشركة الجزائرية في الشهر نفسه إلى اكتشافين نفطين، الأول في بئر ترسيم غرب عقلة الناصر 2 الواقعة شمال حقل حاسي مسعود، تُقدر احتياطياته بنحو 415 مليون برميل، والثاني في بئر "أولاد سيدي الشيخ- 1"، هذا إلى جانب اكتشافات أخرى مهمة في للغاز والنفط في يوليو/تموز وأغسطس/آب من 2022.

وبحسب البيانات الحكومية، حققت الجزائر نحو 15 اكتشافًا للنفط والغاز في عام 2023، أغلبها من قبل شركة سوناطراك.

احتياطيات النفط

بلغت احتياطيات الجزائر من النفط نحو 12.2 مليار برميل بنهاية عام 2023، بحسب تقديرات أويل آند غاز جورنال، دون تغيير تقريبًا السنوات الـ10 الأخيرة، التي تتوافق مع أحدث بيانات معهد الطاقة البريطاني، إذ لم تستطع البلاد زيادة تلك الاحتياطيات في السابق، بسبب مشكلات كثيرة في القطاع، وإلى جانب عدم وجود مناخ استثماري مشجع لدخول شركات النفط العالمية بقوة.

وفي حقيقة الأمر، كانت أعمال العنف ثم الاضطرابات السياسية تؤثر في تعثر قطاع النفط والغاز داخل البلاد.

وبعد استقرار دام عدّة سنوات، من المتوقع أن تختلف الصورة قليلًا، عند النظر لاحتياطيات النفط في الجزائر، مع تحقيق العديد من الاكتشافات المهمة، والتوصل إلى مكامن جديدة للنفط والغاز الطبيعي خلال عامي 2022 و2023.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات النفط المؤكدة في الجزائر منذ عام 1980 حتى 2023:

احتياطيات النفط في الجزائر 2024

وتقع جميع حقول النفط الجزائرية في البر، إذ إن الاكتشافات البحرية محدودة للغاية، وفق المعلومات التي توصلت إليها وحدة أبحاث الطاقة.

ويُعد حقل حاسي مسعود، الذي اكتشف في عام 1956، أكبر وأقدم حقل نفط في البلاد، كما يقع في الجزء الشرقي بالقرب من الحدود الليبية، وتُقدّر احتياطيات هذا الحقل بنحو 3.9 مليار برميل.

كما أن هناك حقل المرك النفطي الذي يقع في ولاية إليزي على بُعد 350 كيلومترًا من حقل حاسي مسعود، وكذلك يوجد حقل أورهود الذي يحتوي على احتياطيات نفطية بنحو 1.9 مليار برميل.

وبحسب سوناطراك، يحتوي حاسي مسعود على 71% من إجمالي احتياطيات البلاد المؤكدة والمحتملة والممكنة من النفط، في حين يحتوي حوض إليزي، ثاني أكبر مساحة، على 15%، وفق ما نقلته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتمتلك الجزائر نحو 121 مليار برميل من النفط والمكثفات الصخرية، منها 5.7 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، لكن البلاد لم تستغل هذه الموارد حتى الآن، وسط معارضة شعبية وعدم جاهزية البنية التحتية اللازمة لذلك.

إنتاج النفط في الجزائر

بصفة عامة، تُعدّ الجزائر أكبر منتج للطاقة في القارة الأفريقية، بنحو 6.66 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن شركة تحليل البيانات (ستاتيستا)، تليها جنوب أفريقيا ونيجيريا ومصر بإنتاج 5.3 و5.15 و4.16 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية على التوالي.

فيما يتعلق بالنفط فقط؛ فإن الجزائر رابع أكبر منتج للخام في أفريقيا خلال عام 2023، إذ أدّت التخفيضات الطوعية ضمن تحالف أوبك+ إلى تراجع إنتاجها عند 976 ألف برميل يوميًا في 2023، مقابل 1.018 مليون برميل يوميًا.

وبصورة تفصيلية، اتخذ إنتاج الخام الجزائري اتجاهًا صعوديًا منذ بداية 2022، ليرتفع من مستوى يزيد على حاجز 900 ألف برميل يوميًا، ويكسر حاجز المليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان (2022) لأول مرة منذ عام 2020، مع التعافي من تداعيات جائحة كورونا والتخلص من تخفيضات الإنتاج التي أجرتها البلاد ضمن اتفاق تحالف أوبك+.

واستمر الإنتاج الجزائري فوق مستوى مليون برميل يوميًا -مع بعض الانخفاضات الطفيفة- حتى مايو/أيار 2023، الذي سجّل خلاله 973 ألف برميل يوميًا، بالتزامن مع بدء البلاد تخفيضات طوعية للإنتاج بمقدار 48 ألف برميل يوميًا، إلى جانب 8 دول أخرى من تحالف أوبك+، قبل أن يُقرَّر تمديد هذا الخفض حتى نهاية 2024.

ويأتي ذلك بالتوازي مع اتفاق تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، الذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ويستمر حتى نهاية 2024، بعدما قرر التحالف تمديده لمدة عام.

واستمر إنتاج النفط الجزائري في الانخفاض إلى 940 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس/آب 2023، وهو أقلّ مستوى سبتمبر/أيلول 2021، بعدما قررت البلاد خفضًا طوعيًا إضافيًا لمدة شهر واحد بمقدار 20 ألف برميل يوميًا، تزامنًا مع تخفيضات إضافية أجرتها السعودية وروسيا.

وبلغ إنتاج الجزائر من النفط 960 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول 2023، قبل أن يواصل استقراره حول مستويات قريبة قبل أن يهبط إلى 911 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2024، بالتزامن مع بدء تخفيضات طوعية إضافية أجرتها البلاد بمقدار 51 ألف برميل يوميًا، مُدِّدَت حتى نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل، ضمن إجمالي تخفيضات من عدّة دول بتحالف أوبك+، تقترب من 2.2 مليون برميل يوميًا.

وبلغ إنتاج النفط الجزائري نحو 918 ألف برميل يوميًا خلال فبراير/شباط 2024، بحسب أحدث بيانات منظمة أوبك، التي يرصدها الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:

إنتاج النفط في الجزائر

وتاريخيًا، كان انخفاض الاستثمار في قطاع النفط والغاز الجزائري قد أدى إلى هبوط مستمر في إنتاج النفط، إذ تراجع الإنتاج من 1.992 مليون برميل يوميًا في عام 2007 إلى 1.332 مليون برميل يوميًا في 2020، قبل أن يرتفع إلى 1.353 مليون برميل يوميًا في 2021، ثم إلى 1.474 مليون برميل يوميًا خلال 2022، وفق المراجعة الإحصائية السنوية الصادرة عن معهد الطاقة، والتي تشمل النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في الجزائر منذ عام 1965 حتى 2022، وفق أحدث بيانات معهد الطاقة:

إنتاج النفط في الجزائر

وبالنسبة إلى استهلاك النفط في البلاد، فقد بلغ 439 ألف برميل يوميًا خلال 2022، مقارنة مع 405 آلاف برميل يوميًا في 2021، ليتجاوز مستويات ما قبل الوباء عام 2019 البالغة 430 ألفًا، وفقًا لأرقام معهد الطاقة، التي يستعرضها الرسم أدناه:

استهلاك النفط في الجزائر

صادرات النفط الجزائري

هبط متوسط صادرات النفط الخام الجزائري خلال العام الماضي (2023) إلى 403 آلاف برميل يوميًا، مقابل 408 آلاف برميل يوميًا في عام 2022، وفق أحدث البيانات المعلنة من مبادرة البيانات المشتركة "جودي"، وتذهب غالبية الصادرات إلى أوروبا.

ومع بداية عام 2024، بلغت صادرات النفط الخام الجزائري 417 ألف برميل يوميًا، خلال يناير/كانون الثاني 2024، قبل أن تنخفض إلى ما يقرب من 360 ألف برميل يوميًا خلال فبراير/شباط 2024، وفق بيانات شركة كبلر، التي يوضحها الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من النفط الخام

كما بلغت صادرات الجزائر من السوائل النفطية في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2024 نحو 400 ألفًا و328 ألف برمل يوميًا على التوالي، مع استحواذ النافثا وزيت الوقود على غالبية الصادرات خلال أول شهرين من 2024.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، صادرات الجزائر من النفط الخام ومشتقاته شهريًا بين عامي 2022 و2024:

صادرات الجزائر من الخام والمشتقات النفطية

وارتفعت إيرادات صادرات النفط الجزائري إلى 32.513 مليار دولار خلال عام 2022، مقابل 23.356 مليار دولار عام 2021، مستفيدة من اشتعال الأسعار على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، لتمثّل نحو 47% من إجمالي عائدات صادرات البلاد، وفق تقديرات أوبك.

وفي عام 2023، أوضحت بيانات حكومية أن إجمالي إيرادات البلاد من النفط والغاز قد انخفض بنسبة 16%، لتسجل ما يقرب من 50 مليار دولار، مقابل 60 مليار دولار في 2022.

ومن جهة أخرى، تمتلك الجزائر طاقة تكريرية تبلغ 677 ألف برميل يوميًا بنهاية 2022، دون تغيير منذ عام 2020، مع وجود 6 مصافٍ في البلاد.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، معلومات عن مصافي النفط في الجزائر:

مصافي تكرير النفط في الجزائر

الغاز الطبيعي

اكتشفت الجزائر أكبر حقل للغاز الطبيعي، حاسي الرمل، في عام 1956، وتمتلك الدولة الأفريقية موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الصخري، لكنها تواجه العديد من العقبات أمام تطويرها.

وأصبحت البلاد أول مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، عندما سلّمت شحنتها الأولى إلى المملكة المتحدة في عام 1964.

ويقع حاسي الرمل في وسط البلاد إلى الشمال الغربي من حقل النفط حاسي مسعود، كما يحتوي على احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي تبلغ 85 تريليون قدم مكعبة (2.4 تريليون متر مكعب)، أيّ أكثر من نصف إجمالي احتياطيات الغاز.

وما تبقى من احتياطيات الغاز الطبيعي الجزائرية تقع في حقول الغاز المصاحب، وغير المصاحب في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد، مثل حقل أحنات للغاز الواقع في جنوب غرب الجزائر، وحقل عين تسيلا الواقع في مقاطعة إليزي، الذي اكتشف عام 2012.

ويبلغ إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في البلاد نحو 4.5 تريليون متر مكعب بنهاية 2023، دون تغيير عن 2022، حسب تقديرات أويل آند غاز جورنال.

ويوضح الرسم التالي احتياطيات الغاز الطبيعي في الجزائر بين عامي 1980 و2020، وفق تقديرات معهد الطاقة، إلى جانب عامي 2021 و2022 و2023 من بيانات أويل آند غاز جورنال:

احتياطيات الغاز في الجزائر

وتمتلك الجزائر موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الصخري، إذ تحتوي على 707 تريليونات قدم مكعبة (20 تريليون متر مكعب) من موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج عبر التقنيات الحالية، وهي ثالث أكبر كمية في العالم بعد الصين والأرجنتين

إلا أنه يصعب تطوير هذه الحقول وسط معارضة شعبية، ووجود العديد من العقبات، بما في ذلك الموقع البعيد للأراضي الصخرية، ونقص البنية التحتية.

الخريطة التالية، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، ترصد أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر:

أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر

وبالنسبة إلى إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر، فقد سجل 98.2 مليار متر مكعب بنهاية عام 2022، مقابل 101.1 مليار متر مكعب عام 2021، وارتفاعًا من 2.4 مليار متر مكعب في عام 1970، وفقًا لأحدث بيانات معهد الطاقة البريطاني.

وفي عام 2023، بلغ إنتاج الغاز الجزائري نحو 105 مليارات متر مكعب، بزيادة تتجاوز 9% على أساس سنوي، وفق أحدث تقديرات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).

وبالنظر إلى تقديرات "جودي" في 2023، واعتمادًا على البيانات التاريخية من معهد الطاقة، فإن إنتاج الغاز في الجزائر بلغ مستوى قياسيًا سنويًا خلال العام الماضي، لتظل البلاد على رأس قائمة أكبر منتجي الغاز في أفريقيا.

ويرصد الرسم البياني الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر بين عامي 1970 و2023:

إنتاج الغاز في الجزائر

ومع هذا الإنتاج الضخم، تستهلك الدولة الأفريقية نحو 44.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي محليًا بنهاية 2022، انخفاضًا من 47.7 مليار متر مكعب عام 2021، وفق أحدث أرقام معهد الطاقة، كما يرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

استهلاك الغاز الطبيعي في الجزائر

صادرات الغاز

تُصدّر الجزائر الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب، مع كون أوروبا -خاصة إسبانيا وإيطاليا- أكبر مستورد للغاز الطبيعي منها، وزادت أهمية ذلك بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ صدّرت الدولة العربية 31.5 مليار متر مكعب إلى القارة العجوز خلال 2022، كما صدّرت الغاز الطبيعي إلى أفريقيا بنحو 4 مليارات متر مكعب.

وفي عام 2023، بلغت صادرات الجزائر إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب 30 مليار متر مكعب، لتصبح ثاني أكبر مصدّر للقارة العجوز في 2023، متفوقةً على روسيا، وفقًا لبيانات منتدى الدول المصدّرة للغاز.

ويوجد لدى الجزائر عدّة خطوط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي للخارج، وهي خط الأنابيب عبر المتوسط، لنقل الغاز إلى إيطاليا، عبر تونس، مع حقيقة بدء تشغيله عام 1983 بطول 1025 ميلًا، وقدرة تصدير تبلغ 1340 مليار قدم مكعبة سنويًا (37.5 مليار متر مكعب)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما ينطلق من الجزائر خط أنابيب غاز المغرب العربي وأوروبا -الذي بدأ عام 1996 بعقد مدته 25 عامًا- لنقل الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل في الجزائر إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب.

ويبلغ طول خط أنابيب الغاز 325 ميلًا، بقدرة تصدير 390 مليار قدم مكعبة سنويًا (11 مليار متر مكعب)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتُجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد أوقفت الصادرات عبر هذا الأنبوب في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعد انهيار العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، فيما تستغله إسبانيا حاليًا لنقل الغاز في الاتجاه العكسي إلى المغرب.

وفي عام 2011، بدأت الدولة الأفريقية تصدير الغاز إلى إسبانيا مباشرة عبر خط ميدغاز، البالغ طوله 125 ميلًا، وبسعة 280 مليار قدم مكعبة سنويًا (7.9 مليار متر مكعب).

ولدى الدولة الأفريقية خط أنابيب غالسي، الذي لم يدخل حيز التشغيل بعد، لينقل الغاز من الجزائر إلى إيطاليا، بسعة 238 مليار قدم مكعبة سنويًا (6.7 مليار متر مكعب)، وطول 534 ميلًا، وسط خطط حالية لاستغلاله لتصدير الهيدروجين.

فضلًا عن ذلك، هناك خط الغاز الجزائري النيجيري أو خط أنابيب العابر للصحراء، ويعد مقترحًا لنقل الغاز من نيجيريا مرورًا بالنيجر، ليصل إلى الجزائر، ومن ثم إمكان نقله إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الأخرى، التي تنطلق من الجزائر.

وتبلغ قدرة خط الأنابيب المقترح نحو 1059 مليار قدم مكعبة سنويًا (29.8 مليار متر مكعب)، فيما يصل طوله إلى 2602 ميل، وتم إنجاز نحو 55% منه حتى الآن.

الغاز المسال

تُعدّ الجزائر ضمن أكبر مصدّري للغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ بلغت صادراتها 12.9 مليون طن (17.54 مليار متر مكعب) في 2023، مقابل 10.2 مليون طن (13.87 مليار متر مكعب) عام 2022، لتسجّل أعلى مستوى منذ 2010، وفق بيانات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك).

وفي بداية 2024، ارتفعت صادرات الجزائر من الغاز المسال خلال يناير/كانون الثاني على أساس شهري، لتبلغ 1.043 مليون طن، مقابل 0.956 مليون طن في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وفي فبراير/شباط 2024، تراجعت صادرات الغاز المسال الجزائري إلى 0.983 مليون طن، وفق الأرقام التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة من شركة تحليل بيانات الشحن كبلر، التي يرصدها الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من الغاز المسال حتى فبراير 2024

وفي عام 2023، أصبحت الجزائر أكبر مصدّر للغاز المسال في أفريقيا، متجاوزة نيجيريا، بعدما عززت البلاد صادراتها إلى أوروبا، مستفيدة من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكانت الدول الأوروبية في صدارة أكبر مستوردي الغاز المسال الجزائري في 2023، خاصة تركيا، التي استوردت 4.3 مليون طن وفرنسا (3.2 مليون طن) وإيطاليا (1.8 مليون طن) وإسبانيا (1.4 مليون طن) على الترتيب.

*مليون طن يعادل 1.360 مليار متر مكعب

كما تصدر الجزائر الغاز المسال إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إذ تُعدّ الصين والهند واليابان أكبر المستوردين.

وفي منطقة الشرق الأوسط، تُعدّ الكويت الدولة الوحيدة التي تستورد الغاز المسال من الجزائر، خاصة خلال فصل الصيف.

وتوجد لدى الجزائر 4 محطات للغاز الطبيعي المسال اثنتان منها (GL1Z وGL2Z) تقعان في منطقة بيثيوة، فيما يوجد مصنع (GL1K) في سكيكدة، كما تقع المحطة الرابعة (GL3Z) في أرزو.

قطاع الكهرباء

تتمتع الجزائر بالمركز الأول في أفريقيا من ناحية نسبة السكان الذين يستعملون الكهرباء، إذ تقترب من 100%، وساعدها على ذلك وفرة الغاز وإيرادات صادرات النفط، وتركيز الحكومات المتعاقبة على توفير الكهرباء.

وتقوم الحكومة بدعم فواتير الكهرباء، لهذا فإن ما يدفعه المواطنون ثمنًا للكهرباء أقل من التكلفة، إذ تشير البيانات إلى أن أسعار الكهرباء نهاية عام 2020 كانت ثلث المتوسط العالمي للأسعار.

وبلغ سعر الكهرباء في الدولة الأفريقية 0.040 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة للمنازل، و0.034 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة للشركات.

ويعتمد أغلب قطاع الكهرباء في الجزائر على الغاز الطبيعي -وهو المصدر الموجود بوفرة لديها- كونها من أكبر منتجي الغاز عالميًا، مع واقع أن البيانات تشير إلى أن 98% من طاقة التوليد تعتمد على الغاز، في حين يأتي الباقي من النفط والطاقة المتجددة، كما يستعرض الرسم التالي:

مزيج توليد الكهرباء في الجزائر

وبلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في الدولة الأفريقية 141.4 مليون طن في 2022، مقابل 143.9 مليون طن عام 2021، كما يوضح الرسم أدناه:

انبعاثات قطاع الطاقة في الجزائر

وتسعى الجزائر لزيادة قدرة توليد الكهرباء بنسبة 45% بحلول عام 2028 لتصل إلى 36 ألف ميغاواط، إذ تأتي هذه الزيادة ضمن خطة حكومية تهدف إلى تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق الحصول على 27% من الكهرباء عبر مصادر للطاقة المتجددة عام 2030 وزيادة سعة التوليد من مصادر الطاقة النظيفة إلى 37% بحلول العام نفسه.

وينتج عن ذلك انخفاض حصة الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء إلى 84%، فيما ستزيد حصة الطاقة الشمسية إلى 15% من سعة التوليد المركبة.

وفي هدف طويل الأجل، تخطط الحكومة الجزائرية لتوليد نحو 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2035، وهو ما يحتاج للمزيد من الجهود، حيث تبلغ سعة الطاقة المتجددة في الجزائر 599 ميغاواط بنهاية 2022، كما يوضح الرسم التالي:

سعة الطاقة المتجددة في الجزائر

وشهد قطاع الكهرباء نموًا مطردًا خلال العقود الـ6 الماضية بمعدل سنوي بلغ 7%، نتيجة استثمارات مستمرة في القطاع، إذ استثمرت الحكومة ما يقرب من 40 مليار دولار في البنية التحتية للكهرباء خلال العقدين الماضيين، بما في ذلك 50 محطة لتوليد الكهرباء، لاستيعاب الزيادات المستمرة -15% على أساس سنوي- في الطلب على الكهرباء خلال ذروة الطلب في أشهر الصيف.

ويوضح الشكل البياني أدناه، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، الزيادة المستمرة في توليد الكهرباء خلال العقود الماضية، إذ زادت كمية الكهرباء المولدة بنحو 8 مرات خلال 4 عقود، لتصل إلى 91.6 تيراواط/ساعة في عام 2022.

كمية الكهرباء المولدة في الجزائر

الربط الكهربائي

تتصل الشبكة الكهربائية في الجزائر مع المغرب عبر خط واحد بجهد 400 كيلوفولت، وخطين 220 كيلوفولت بسعة تبلغ 1500 ميغاواط، كما ترتبط الجزائر مع تونس عبر خطين بجهد 90 كيلوفولت، فيما لا يزال مشروع الربط مع إسبانيا قيد الدراسة.

ووجود هذا الربط يعني تصدير الفائض إذا احتاجته الدول الأخرى واستيراد فائض الدول الأخرى عندما تحتاجه الجزائر.

وتشير البيانات إلى أن صادرات الجزائر من الكهرباء وصلت لنحو 597 غيغاواط في 2019، على حين استوردت البلاد 506 غيغاواط.

أبرز الأرقام لدولة الجزائر لعام 2022:

الدولة الجزائر
عدد السكان 45.4 مليون نسمة
المساحة 2.382 مليون كيلومتر مربع
الناتج المحلي الإجمالي 186.99 مليار دولار
احتياطيات النفط الخام المؤكدة 12.20 مليار برميل
إنتاج النفط الخام 1.02 مليون برميل يوميًا
سعة التكرير 677 ألف برميل يوميًا
استهلاك النفط 431 ألف برميل يوميًا
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 141.4 مليون طن
صادرات النفط الخام 477 ألف برميل يوميًا
صادرات المنتجات النفطية 509 آلاف برميل يوميًا
احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة 4.5 تريليون متر مكعب
إنتاج الغاز الطبيعي 98.2 مليار متر مكعب
صادرات الغاز 48.9 مليار متر مكعب

وفيما يلي تستعرض منصة "الطاقة" لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:

اقرأ أيضًا لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. السلام عليكم

    صححوا معلوماتكم فالحزاير فقط مدينة والباقي اراض مغربية او تونسية او ازوادية
    ما بني على باطل الاستعمار يبقى باطلا
    يقول الشاعر:
    ولو كان الذي بني بباطل
    يدوم لظل قذافي زعيما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق