التقاريرتقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

أبرز 4 سيناريوهات قبل اجتماع أوبك+ اليوم

أحمد بدر

ساعات قليلة تفصلنا على بدء اجتماع أوبك+ المرتقب؛ استعدادًا لحسم أحد أكثر الملفات إثارة للجدل، وهو: كيف يُحكِم التحالف سيطرته على مقاليد الأمور في أسواق النفط لضبطها، وسط أزمة أسعار الخام الآخذة في التراجع، من خلال إجراءات معينة، قد تحمل الكثير من المفاجآت.

ومع استعداد قادة إنتاج النفط العالميين للاجتماع، اليوم الأحد 4 يونيو/حزيران (2023)، تُثار عدة سيناريوهات، يمكن أن تكون مخرجًا من أزمة أسواق النفط الحالية؛ منها إقرار خفض إضافي للإنتاج، أو تحويل الخفض الطوعي الحالي من جانب بعض دول التحالف إلى رسمي، وما يمكن أن يستجد من أفكار.

واجتمعت لجنة المراقبة الوزارية للتحالف، أمس السبت، قبل اجتماع أوبك+ اليوم، بهدف رسم مسار الخطة المنتظرة من التحالف لتعديل أوضاع السوق المهتزة، وسط تسريبات من مصادر بأن هناك دراسة ومناقشة لخفض إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.

وتستعرض منصة الطاقة المتخصصة أبرز 4 سيناريوهات على مائدة وزراء التحالف، الذي يقعد اجتماعه برئاسة مشتركة بين وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.

السيناريو الأول: خفض إضافي رسمي

خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، وجّه وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، تحذيرًا إلى التجار والمتلاعبين بأسواق النفط، وهو التحذير الذي فسّره البعض بأنه تلميح لإمكان الاتفاق على خفض جديد في إنتاج النفط خلال اجتماع التحالف اليوم.

وطرحت مصادر إمكان أن يخرج اجتماع أوبك+ بنتيجة مهمة ومباشرة، وهي الاتفاق على خفض إنتاج النفط الخام بمقدار مليون برميل، تضاف إلى الخفض الرسمي المتفق عليه من جانب دول التحالف في أكتوبر/تشرين الأول 2022، والذي بدأ تطبيقه في نوفمبر/تشرين الثاني، ويستمر حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.

وفي حالة اتفاق دول التحالف على هذا الخفض، يكون التراجع الإجمالي في إنتاج أوبك+ نحو 3 ملايين برميل يوميًا بشكل رسمي، بالإضافة إلى 1.66 مليون برميل جرى الاتفاق على خفضها من جانب بعض الدول بشكل طوعي، ليكون إجمالي الكميات -الرسمية والطوعية- المخفضة من الإنتاج 4.66 مليون برميل؛ بما يشكّل 4.5% من الإنتاج العالمي، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وترى مصادر مطلعة أن تراجع أسعار النفط الخام إلى قرب 70 دولارًا للبرميل، خلال تعاملات الأسبوع الماضي، من أهم أسباب طرح فكرة الخفض الإضافي للإنتاج، ولا سيما بعدما أسهم اتفاق سقف الدين الأميركي في تحقيق الخام خسائر أسبوعية، حسب تقرير لوكالة رويترز

وأيّد هذا الاتجاه رئيس شركة رابيدان إنرجي الأميركية بوب مكنالي، الذي قال، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن وزراء أوبك+ يفضّلون تمديد اتفاقهم، والسماح بأن تدخل تخفيضات الإنتاج هذا الشهر حيز التنفيذ، ولكن خفضًا آخر للإنتاج قد يطرح نفسه، حال تراجع أسعار النفط بشكل أكبر خلال عطلة نهاية الأسبوع (يقصد الأسبوع المنتهي يوم الجمعة 2 يونيو/حزيران).

في الوقت نفسه، اعتبر كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، أنه من الممكن تحفيز المناقشات داخل أوبك+ بشأن تعديل مستويات الإنتاج لإدارة السوق، وذلك في حالة انخفاض أسعار النفط إلى 75 دولارًا للبرميل، ولا سيما أن التحالف له قرارات تاريخية بشأن خفض أو زيادة الإنتاج، وذلك استجابة لعوامل عدة، منها ظروف السوق وديناميكيات العرض والطلب.

السيناريو الثاني: تحويل الخفض الطوعي إلى رسمي

من بين السيناريوهات المطروحة على طاولة اجتماع أوبك+، وفق الخبراء، تحويل الخفض الطوعي من جانب بعض دول التحالف إلى خفض رسمي للإنتاج، بهدف تقنين وضع السوق، وضبط قواعد ومستويات العرض والطلب؛ لتعميم فكرة توزيع الحصص من جديد بشكل متناسب مع كل دولة من الدول المؤيدة لفكرة الهبوط بسقف الإنتاج.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم الخفض الطوعي من جانب 9 دول ضمن تحالف أوبك+:

قرارات دول أوبك+ ترفع أسعار النفط الخام

يقول رئيس تحرير منصة "بتروليوم إيكونوميست" بول هيكن، إنه من الواضح أنه لا توجد رغبة كبيرة لدى الوزراء الذين سيديرون اجتماع أوبك+ لخفض إنتاج النفط الخام بشكل أكبر مما هو مخفض في الوقت الحالي، ولا سيما بعد المدة القصيرة التي مرّت منذ جولة التخفيضات الأخيرة، موضحًا أن السيناريو المرجّح هو تحويل التخفيضات الطوعية لاتفاق رسمي، لتحسين المصداقية والمسؤولية.

رئيس تحرير منصة "بتروليوم إيكونوميست" بول هيكن
رئيس تحرير منصة "بتروليوم إيكونوميست" بول هيكن

السيناريو الثالث: خفض طوعي جديد

توقع خبراء أن يشهد اجتماع أوبك+ المقبل اتفاقًا على خفض طوعي جديد لإنتاج النفط الخام، بقيادة المملكة العربية السعودية، ولكن هذه الخطوة لن تكون منفردة؛ إذ إن الإقبال عليها يتطلب أحد أمرين، إما إلغاء الخفض الطوعي السابق أو تعديله، وإما تحويل الخفض الطوعي الذي دخل حيز التنفيذ في مايو/أيار الماضي إلى خفض رسمي، ثم الاتفاق على الطوعي الجديد بين بعض الدول الأعضاء في التحالف.

وفي كلا الحالتين، سيتطلب إقرار خفض طوعي جديد إجراء معينًا يلغي أو يرسمن القرار السابق المتخذ طواعية من جانب 9 دول ضمن تحالف أوبك+.

وفي هذا السياق، ترى مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري، أن التحالف قد يُضفي طابعًا رسميًا على التخفيضات الطوعية، في اجتماعه المقبل.

وبسؤالها عن إمكان أن تحقق السعودية مفاجأة بإقرار خفض طوعي جديد، قالت فاندانا، في تصريحات إلى منصة الطاقة: "من الصعب رؤية المملكة تعرض خفضًا طوعيًا إضافيًا وحدها، خاصةً فيما تقدّم روسيا ما يزيد قليلًا على نصف الخفض الذي تعهّدت به، والبالغ 500 ألف برميل يوميًا"، في إشارة إلى إمكان مشاركة دول أخرى في الإجراء.

السيناريو الرابع: الإبقاء على الوضع الحالي

على الرغم من أن فاندانا هاري قد أشارت إلى إمكان الاتفاق على تحويل الخفض الطوعي إلى رسمي؛ فإن الرؤية الأكثر ترجيحًا لديها كانت تثبيت الوضع الحالي، ومنح القرار الأخير، مع القرارات السابقة، فرصة للتأثير في الأسواق بشكل أفضل.

مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري
مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري

وقالت، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن أوبك+ دائمًا ما يمنح نفسه وقتًا للوصول للامتثال الكامل، ومراقبة تأثير أيّ خفض إنتاجي في السوق الفعلية، قبل اتخاذ خطوات أخرى، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن السوق النفطية ستضع في حسبانها خطر حدوث مفاجأة؛ إذ إن التحالف سبق له أن فجّر مفاجآت مماثلة خلال السنوات الأخيرة.

وأيّد هذا الاتجاه محلل السلع في بنك "يو بي إس" السويسري جيوفاني ستانوفو، الذي قال إن تحالف أوبك+ سيعمل على مواصلة الالتزام بموقفه الحذر، وذلك بهدف الحفاظ على توازن سوق النفط وعدم انجرافها بعيدًا عن الهدف المحدد من الخفض الطوعي.

وأوضح ستانوفو، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن خفض الإنتاج الطوعي الذي أُعلِنَ في أبريل/نيسان الماضي من جانب بعض دول التحالف، والذي بدأ تنفيذه خلال شهر مايو/أيار، يحتاج إلى وقت للتأثير في توازن السوق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق