التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم تحول بحر الشمال لمركز ربط كهربائي (فيديو)

وتطور جديد في عملية البناء

هبة مصطفى

تشكّل أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم خطوة مهمة في مسار تحقيق الطموحات الخضراء، ويبدو أن أحلام بعض الدول الأوروبية على وشك التحول إلى واقع.

وفي بحر الشمال، تتعاون بلجيكا وهولندا لتحويل الجزيرة إلى "موقع تخزين" لإمدادات الكهرباء الفائضة في البلدان المحيطة، بعد ربطها بعدد من مزارع الرياح.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بدأت ملامح أول جزيرة طاقة اصطناعية تتّضح، بعدما أنجزت الشركات بناء أولى قيسونات الجزيرة (غواصات أو وحدات غاطسة مضادة للمياه).

وتسعى دول القارة العجوز إلى التغلب على مخاوف أمن الطاقة، وبدأت وتيرة مشروعات الطاقة النظيفة تتسارع يومًا بعد يوم، تمهيدًا للوصول إلى موارد مستقلة تضمن إفلات هذه الدول من قبضة الغاز الروسي.

مركز ربط

تمتاز أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم بالجمع بين تيار الكهرباء المباشر أو المستمر وبين التيار المتردد، بما يضمن تأسيس بنية تحتية تعتمد على الجهد العالي.

ومن المقرر ربط الجزيرة -التي يُطلق عليها جزيرة الأميرة إليزابيث- بمزارع الرياح في البلدان والمناطق المحيطة، عبر خطوط تنقل تدفقات الكهرباء الفائضة، إذ تعمل الجزيرة بمثابة موقع لتخزين الكهرباء.

وتتبع الجزيرة بصورة مباشرة مشغّل نظام نقل الكهرباء في بلجيكا وألمانيا إيليا ترانسميشن (Elia Transmission)، في حين يتولى عملية بناء الأساسات اتحاد يضم شركتي: دي إي إم إي (DEME)، وجان دو نول (Jan De Nul)، حسب منصة أوفشور ويند (Offshore Wind).

جزيرة الأميرة إليزابيث
جزيرة الأميرة إليزابيث - الصورة من شركة Elia

وتحظى أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم بدعم قوي، وخصّص صندوق تابع للاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع حكومة بلجيكا ما يقرب من 100 مليون يورو (107 مليون دولار أميركي).

(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)

ولم تسقط الاعتبارات البيئية من حسابات داعمي الجزيرة، وتعهّد الاتحاد الأوروبي وبلجيكا باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الطبيعة، والاستعانة بخبراء الحياة البحرية، بما يضمن التنوع البيولوجي.

تطور البناء في الجزيرة

أنجزت الشركات التي تباشر إنشاء أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم بناء أول قيسونة من أصل 23 وحدة غاطسة مقاومة للماء تعتزم الشركات نشرها على أرجاء جزيرة الأميرة إليزابيث، التي تتخذ من مدينة فليسينجن الهولندية مقرًا لها.

وتُشير خطط البناء إلى أن فصل الصيف المقبل سيشهد غمر هذه القيسونة في مياه بحر الشمال، لتعدّ أولى الخطوات التنفيذية في أساسات الجزيرة، بعدما انطلقت أعمال البناء في سبتمبر/أيلول العام الماضي 2023.

وبالتوازي مع بناء الوحدات الغاطسة المقاومة للماء، يُؤَسَّس لطريقة نقلها وتثبيتها بحريًا، ما يعكس قدرة الشركات البلجيكية على دمج التقنيات المبتكرة مع التصميم صديق البيئة والطبيعة.

تصور للجزيرة في وسط البحر بعد تشغيلها
تصوّر للجزيرة في وسط البحر بعد تشغيلها - الصورة من موقع شركة Elia

وتحفر أولى الوحدات الغاطسة ملامح أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم، بمشاركة يومية في موقع البناء لنحو 300 موظفًا.

وتستعمل الشركات المطورة كتل خرسانية بوزن 22 ألف طن في عمليات البناء، بطول 57 مترًا، وعرض 30 مترًا، وارتفاع 30 مترًا.

وعقب إتمام عملية البناء للـ23 وحدة غاطسة، تنتقل الشركات لمرحلة أخرى ببناء جدار الجزيرة، عبر تثبيت الوحدات الغاطسة المقاومة للمياه بشكل دائري.

ويلخص المقطع المصور أدناه تطورات بناء جزيرة الأميرة إليزابيث:

ملامح الجزيرة

تُبنى أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم على مساحة 2.3 مليون متر مربع، وتستعمل الشركات المطورة رمالًا محلية تُنقل لبحر الشمال على سواحل المدينة الهولندية.

وتُشير الخطط إلى أن عملية البناء لكامل المرافق ستستغرق 3 أعوام حتى نهاية 2026، وعقب ذلك يبدأ تركيب المعدّات الكهربائية وتثبيت خطوط الربط وغيرها قبل طرح العقود.

وأكدت الرئيسة التنفيذية لمجموعة "جان دي نول"، جول دي نول، أن مضي الشركاء قدمًا بإنجاز أول جزيرة طاقة اصطناعية في العالم يعكس القدرة على تنفيذ مشروعات انتقال الطاقة برًا وبحرًا.

وأضافت "دي نول" أن جزيرة الأميرة إليزابيث في هولندا تشكّل قفزة باتجاه مستقبل أكثر استدامة، مشيرة إلى أن دمج الوحدات الغاطسة معًا بعد بنائها واحدة تلو الأخرى، سيشكّل معالم الجزيرة ومرافقها.

وحدات التخزين في الجزيرة
وحدات التخزين في الجزيرة - الصورة من موقع شركة Elia

نقلة نوعية لبلجيكا

تؤدي الجزيرة الاصطناعية الأولى من نوعها عالميًا منفعة مزدوجة، ولن يقتصر دورها على تنسيق مبادلة إمدادات الكهرباء بين الدول وبعضها، ولكنها توفر كميات هائلة من الإمدادات الخضراء لبلجيكا، بعد ربط مزارع الرياح البحرية الحديثة شمال بحر الشمال.

وتعول عليها بروكسل بوصفها ذات أهمية إستراتيجية في خطط انتقال الطاقة لدى الدولة الأوروبية، خاصة مع فتحها المجال أمام مشروعات رياح بحرية جديدة.

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة إيليا ترانزميشن، كاثرين فاندنبور، إن جزيرة الأميرة إليزابيث ستتحول تدريجيًا إلى أول مركز للطاقة في منطقة بحر الشمال، يربط بين مزارع رياح الدول المحيطة ويخزّن إنتاجها من الطاقة المتجددة.

ومن شأن هذا المركز أن يغذّي الصناعات البلجيكية ومنازل الأسر بكهرباء مستدامة بسعر زهيد، إلى حدٍّ وَصَفه رئيس الوزراء "ألكسندر دي كرو" بأنه داعم قوي لاستقلال بلاده طاقيًا.

وأحرزت بلجيكا تقدّمًا رائدًا في توسعات طاقة الرياح البحرية، ودعمت إستراتيجية الحكومة مضي الشركات قدمًا في المشروعات النظيفة محليًا وخارجيًا.

تصميم لأول جزيرة طاقة اصطناعية
تصميم لأول جزيرة طاقة اصطناعية - الصورة من Electrek

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق