أخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تؤمنان الطلب على الكهرباء في بلجيكا.. لأول مرة

أسماء السعداوي

يشهد مزيج الكهرباء في بلجيكا تطورات نحو استدامة الطاقة والتحول الأخضر، إذ تسعى البلاد إلى خفض الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري ضمن تعهداتها المناخية، من الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء النظيفة، إلّا أنها مازالت تعتمد بقوة على الغاز وخاصة الروسي، وكذلك الطاقة النووية التي أصبحت مثار جدل أوروبي مؤخرًا.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة "إيليا" مشغّل شبكة الكهرباء ذات الجهد العالي، أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نجحت لأول مرة، في توليد كمية قياسية من الكهرباء النظيفة، والتي تعادل إجمالي الطلب على الكهرباء في بلجيكا.

وبحسب الشركة، تحقق ذلك الرقم القياسي بين الساعة 01:00 مساءً (02:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة) و01:30 ظهر يوم الإثنين 29 مايو/أيار، بحسب تقرير نشره موقع "بي في ماغازين" (pv-magazine)، والذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

رقم قياسي

أنتجت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في بلجيكا 8 آلاف و303 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، وكان إسهام الطاقة الشمسية أعلى بكثير من طاقة الرياح بنحو 5 آلاف و500 ميغاواط، حسب بيانات نشرتها شركة إيليا.

وقالت الشركة: "لحظات مثل تلك، تسلّط الضوء على الحاجة لإرساء نموذج سوق جديدة يحفّز على الاستهلاك المرن".

وأوضحت: "في ذلك النموذج، سيتمكن المستهلكون أصحاب الأجهزة الكهربائية المرنة، مثل المضخات الحرارية والسيارات الكهربائية، من الشحن عندما تتوافر الكثير من الكهرباء الخضراء الرخيصة المتاحة، وهو ما يسهم في الوقت نفسه في الحفاظ على توازن الشبكة".

كان آخر رقم قياسي لتوليد الكهرباء في بلجيكا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في 11 مايو/أيار من العام الماضي (2022)، عندما أسهمتا في توليد 7 آلاف و112 ميغاواط.

محطة للطاقة الشمسية
محطة للطاقة الشمسية - الصورة من بي في ماغازين

إمكانات الكهرباء في بلجيكا

نجحت بلجيكا في حجز مكانة متقدمة بسوق الكهرباء النظيفة، إذ تمتلك إحدى أكثر الشبكات ترابطًا في أوروبا، بحسب بيانات نُشرت في الموقع الرسمي لوكالة الطاقة الدولية.

كما خفضت بروكسل استهلاك الوقود الأحفوري التقليدي، ورفعت مساهمة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء، إلى جانب نجاحها في الاستغناء تدريجيًا عن استهلاك الفحم بغرض توليد الكهرباء خلال عام 2016.

وبحسب الخطة الوطنية للطاقة والمناخ 2030، تستهدف البلاد خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 35% مقارنة بمستويات عام 2005.

ولتحقيق ذلك، وضعت عدّة أهداف أولها الوصول بمساهمة الطاقة المتجددة في إجمالي استهلاك الكهرباء إلى 17.5%، كما تخطط بلجيكا لتوليد 5.7 غيغاواط من الكهرباء من طاقة الرياح البحرية، والتي سجلت 2.23 غيغاواط فقط في عام 2020.

الطاقة النووية والغاز

رغم أن الطاقة النووية مازالت تلبي أكثر من نصف الطلب على الكهرباء في بلجيكا، فإن الحكومة الفيدرالية تخطط للاستغناء تدريجيًا عن المفاعلات النووية بحلول عام 2050.

وأعلنت بدء رحلة التقاعد لثاني المفاعلات في 31 يناير/كانون الثاني من العام الجاري، وذلك بعدما أمضى 40 عامًا في إنتاج الكهرباء.

إلّا أن بروكسل اضطرت مدفوعة بالنقص الحادّ في إمدادات الغاز عقب الحرب الروسية الأوكرانية، إلى إبرام اتفاق مع شركة إنجي الفرنسية في يوليو/تموز من عام (2022)، لإطالة عمر بعض المحطات النووية لمدة 10 سنوات إضافية.

وما زالت بلجيكا تعتمد على مصادر الوقود الأحفوري، وخاصة الغاز الطبيعي، وكانت في صدارة أكبر مستوردي الغاز المسال الروسي بين دول الاتحاد الأوروبي، خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2023.

وارتفعت واردات بلجيكا من الغاز المسال الروسي بنحو 75% خلال أول شهرين من هذا العام (2023)، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وأعلنتها شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حلول بلجيكا على قائمة أكبر مستوردي الغاز المسال الروسي خلال يناير/كانون الأول وفبراير/شباط 2023:

زيادة قياسية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مزيج الكهرباء في بلجيكا

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق