التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير دوريةدول النفط والغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةغازموسوعة الطاقةوحدة أبحاث الطاقة

روسيا.. قوة عالمية كبرى في صناعة النفط والغاز (10 رسومات بيانية)

المستقبل الأخضر لا يزال ضبابيًا لموسكو

وحدة أبحاث الطاقة

تلعب روسيا دورًا رئيسًا في أسواق الطاقة العالمية، فهي تملك حصة كبيرة من احتياطي وإنتاج النفط والغاز حول العالم، كما أنها محط الأنظار في الوقت الراهن وسط الحرب الروسية الأوكرانية، التي لم تضع أوزارها حتى الآن، وأسهمت في تغيير مشهد الطاقة العالمي؛ سواء من ناحية تجارة الوقود الأحفوري؛ إذ تسعى أوروبا لفطم نفسها عن الإمدادات الروسية، في الوقت الذي تعمل فيه الصين والهند وعدة دول أخرى على تعزيز أمن الطاقة وزيادة وارداتها من موسكو، أو من جهة تسريع التحول الأخضر حتى لا تجد الدول الأوروبية نفسها أسيرة مجددًا لارتفاعات قياسية في أسعار الطاقة.

وتتربع موسكو على عرش احتياطيات الغاز الطبيعي عالميًا، في حين تحتل المركز الثاني من حيث إنتاج الغاز، بينما تُعد ثالث أكبر منتج للنفط -بعد الولايات المتحدة والسعودية- وفق رصد وحدة أبحاث الطاقة لبيانات الدول حسب الاحتياطيات والإنتاج.

وكانت روسيا على رأس منتجي النفط، الذين شاركوا في تكوين تحالف مؤيد لأوبك مكون من منتجي الخام من خارج المنظمة، وهو ما عُرِفَ باسم تحالف أوبك+ عام 2016، وذلك بهدف تحقيق استقرار أسعار النفط، لتصبح الآن عنصرًا فاعلًا في المجموعة.

ومع الزخم الكبير الذي تشهده صناعة النفط والغاز في روسيا؛ فإن التحوّل الأخضر لم يجد لنفسه -حتى الآن- مكانة في أجندة الحكومة الروسية، رغم أنها من أكبر مُصدري الانبعاثات الضارة عالميًا.

اكتشاف النفط في روسيا

بدأ التنقيب عن النفط في روسيا القيصرية خلال القرن الـ19 في بئر بالقرب من مدينة باكو -عاصمة أذربيجان حاليًا- وهى أُمّ صناعة النفط العالمية، والتي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي، بحسب ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

وابتداءً من سبعينيات القرن الـ19، أنهت الحكومة الروسية الاحتكار وفتحت منطقة باكو أمام الشركات الخاصة المنافسة وأصبحت البلاد منتجًا عالميًا بحلول عام 1900.

وبعد باكو، كانت منطقة (الفولغا - الأورال) ثاني المناطق التي شهدت اكتشاف النفط في الاتحاد السوفيتي، واستغرقت المنطقة عدّة سنوات بين الاكتشاف وبدء إنتاج النفط (خلال المدة من عام 1929 وحتى نهاية أربعينيات القرن العشرين).

وأصبحت غرب سيبيريا ثالث أكبر منطقة منتجة للنفط في الاتحاد السوفيتي والأكبر في تاريخ البلاد عام 1968، بعد اكتشافه لأول مرة عام 1960.

وكان للنفط الروسي دور كبير في إمبراطورية الاتحاد السوفيتي، وبعد تفككه وفر النفط والغاز الطبيعي 80% من العملة الصعبة لروسيا.

احتياطيات النفط الروسي

تقع غالبية احتياطيات روسيا من النفط في غرب سيبيريا، بين جبال الأورال وهضبة سيبيريا الوسطى، وفي منطقة الفولغا - الأورال، وتمتد إلى بحر قزوين.

وتمثل حقول يامبرغ (Yamburg) ويورنغوي (Urengoy) وميدفيزهي (Medvezhye) وحدها أكثر من 40% من هذه الاحتياطيات.

وبنهاية عام 2020، بلغت احتياطيات روسيا المؤكدة من النفط نحو 107.8 مليار برميل، دون تغيير عن العام السابق له، وفق آخر بيانات المراجعة الإحصائية السنوية لشركة النفط البريطانية بي بي، وهذا يكفي لنحو 80 عامًا بمعدلات الإنتاج الحالية.

وبلغت احتياطيات النفط في روسيا مستوى 116.1 مليار برميل عام 1991، وهو أول عام بدأت فيه بي بي رصد بيانات الاحتياطيات الروسية، ولم تصل إلى هذا المستوى منذ ذلك الحين.

وشهد عام 2015، أقلّ مستوى لاحتياطيات النفط في البلاد عند 102.4 مليار برميل، بحسب بيانات بي بي.

وتشير التقديرات الأولية لعام 2022، وفق أويل آند غاز جورنال، إلى أن احتياطيات النفط الروسي بلغت 80 مليار برميل، دون تغيير عن العام السابق له (2021)، مع الوضع في الحسبان اختلاف منهجية الرصد بين تقديرات شركة النفط البريطانية بي بي وأويل آند غاز جورنال.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، تطور احتياطيات النفط الروسي منذ عام 1991 حتى 2022:

احتياطيات روسيا من النفط

إنتاج النفط الروسي

مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتساقط العقوبات الغربية على موسكو؛ تزايدت توقعات تضرر إنتاج روسيا من النفط، لكن على النقيض من ذلك؛ أظهرت الإمدادات الروسية مرونة كبيرة خلال الأزمة، التي لم تنتهِ بعد.

وفي عام 2021، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، بلغ إنتاج النفط في روسيا 10.944 مليون برميل يوميًا، مقابل 10.66 مليون برميل يوميًا خلال عامي 2020، وفقًا لشركة بي بي -التي ترصد إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية- لتكون ثالث أكبر منتج للخام عالميًا.

وبحسب تقديرات بي بي بدايةً من عام 1985، بلغ إنتاج النفط الروسي أعلى مستوى على الإطلاق عام 2019 عند 11.679 مليون برميل يوميًا، وأقل مستوى في عام 1996، عند 6.062 مليونًا، كما يُظهر الرسم التالي:

إنتاج النفط في روسيا

وتُقدّر بيانات أويل آند غاز جورنال -التي تشمل إنتاج النفط والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي والرمال النفطية- أن إنتاج النفط الروسي بلغ 10.950 مليون برميل يوميًا عام 2022، ارتفاعًا من 10.870 مليونًا عام 2021.

وأثرت تداعيات جائحة كورونا -من انهيار الأسعار وانخفاض الطلب على النفط- سلبًا في إنتاج النفط عام 2020، إلى جانب تخفيضات الإنتاج ضمن اتفاق تحالف أوبك+، قبل البدء في زيادة تدريجية للإنتاج مع تعافي أسعار النفط من صدمة الجائحة.

وتعافى الاقتصاد العالمي بوتيرة سريعة وازداد الطلب؛ ما أسفر في النهاية عن تسارع التضخم، لتبدأ المصارف المركزية حملتها لكبح جماحه عبر رفع أسعار الفائدة بصورة كبيرة؛ لدرجة أدّت إلى تزايد مخاوف الركود، ونتيجة لذلك قرر تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط مليوني برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية عام 2023، وهو القرار، الذي سبقه عدة مراجعات شهرية للإنتاج.

وردًا على العقوبات الغربية، التي استهدفت صادرات الخام والمشتقات النفطية وتحديد سقف سعري لها؛ تعهّدت روسيا بخفض إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بدءًا من مارس/آذار 2023، قبل أن تمدد هذا الخفض ضمن تخفيضات طوعية شملت 9 دول من تحالف أوبك+ -منها السعودية- بداية من مايو/أيار 2023 حتى نهاية العام الحالي.

وفي مطلع يونيو/حزيران 2023، قرر تحالف أوبك+ استمرار سياسة خفض الإنتاج حتى نهاية 2024؛ لدعم استقرار السوق، مع تعديل مستويات إنتاج النفط الإجمالية إلى 40.46 مليون برميل يوميًا، بدءًا من يناير/كانون الثاني 2024 حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو ما صاحبه -أيضًا- تمديد التخفيضات الطوعية سالفة الذكر، فضلًا عن قرار سعودي منفصل بخفض طوعي إضافي قدره مليون برميل يوميًا خلال يوليو/تموز 2023، وهو ما رآه بعض الخبراء إشارة ضمنية إلى موسكو بضرورة خفض إنتاجها.

وفي ظل العقوبات الغربية وقرارات أوبك+؛ فإن إنتاج النفط الخام الروسي بلغ 9.60 مليون برميل يوميًا، خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2023، وفق أحدث التقارير الشهرية الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، بانخفاض طفيف عن متوسط عام 2022 البالغ 9.75 مليونًا.

صادرات النفط الروسي

تستهلك موسكو أكثر من 3.4 مليون برميل يوميًا من النفط بنهاية 2021، وفق آخر تقديرات بي بي، قبل أن يرتفع إلى 3.7 مليونًا عام 2022، حسب وكالة الطاقة الدولية، ما يعني وجود فائض كبير للتصدير.

ويستعرض الرسم الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، استهلاك النفط في روسيا بين عامي 1985 و2022:

استهلاك النفط في روسيا

وقبل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، بلغت صادرات روسيا من النفط الخام والمكثفات مستوى 4.7 مليون برميل يوميًا في 2021؛ ما يعادل أكثر من 45% من إجمالي الإنتاج، وفق ما نقلته إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن مؤسسة غلوبال تريد تراكر.

وكانت دول أوروبا لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هي المستورد الرئيس، بمقدار 49% من إجمالي صادرات الطاقة الروسية، تليها منطقة آسيا وأوقيانوسيا بمقدار 38%.

وعلى مستوى الدول، استوردت الصين وحدها ثلث صادرات النفط الخام والمكثفات الروسية عام 2021؛ ما يعادل 1.4 مليون برميل يوميًا.

وتضخ روسيا أكثر من 85% من إجمالي صادرات النفط الخام عبر خطوط أنابيب شركة ترانسنفط، المملوكة للدولة، حيث تُعَد أوروبا المستورد الرئيس للنفط الروسي؛ إذ تمثل أكثر من نصف صادرات النفط الروسية حتى نهاية 2021.

وأمام ذلك، انقلب الوضع رأسًا على عقب منذ اندلاع غزو أوكرانيا؛ إذ بدأ الاتحاد الأوروبي تقليص وارداته من النفط الروسي، بل فرض حظرًا عليها، في الوقت الذي سعت فيه الصين والهند وتركيا إلى استيراد المزيد من خام موسكو، الذي يُباع بخصم، نتيجة تأثير العقوبات الغربية.

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي والحلفاء الغربيون على حظر واردات النفط الخام الروسي بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى جانب فرض سقف سعري عند 60 دولارًا للبرميل.

وفي بداية فبراير/شباط 2023، دخل حظر آخر على المشتقات النفطية الروسية حيز التنفيذ، إلى جانب سقف سعري يصل إلى 100 دولار للبرميل للمنتجات الأعلى سعرًا، مثل وقود الديزل والبنزين، ونحو 45 دولارًا للبرميل بالنسبة إلى المنتجات الأقل جودة.

ورغم ذلك؛ تُظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية، التي تابعت تفاصيلها وحدة أبحاث الطاقة، أن كمية صادرات روسيا من النفط أثبتت مرونة كبيرة ضد العقوبات الغربية؛ فرغم تراجعها بصورة طفيفة في الأشهر الأولى للحرب؛ فإنها عادت للارتفاع إلى مستويات ما قبل الغزو خلال أبريل/نيسان 2023، مسجلةً 8.3 مليون برميل يوميًا؛ إذ عوّضت زيادة الصادرات إلى الصين والهند بصفة خاصة، انخفاض الواردات الأوروبية، وإن كانت الإيرادات قد تضرّرت بصورة ملحوظة بسبب المقاطعة الأوروبية من جهة، ورغبة الحكومة الروسية إيجاد أسواق أخرى من جهة ثانية، أما السقف السعري المفروض على الخام والمنتجات النفطية الروسية، فهناك خلاف بين الخبراء حول أثره، حيث يرى البعض أنه لا أثر له على الإطلاق.

ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، صادرات النفط الخام والمنتجات المكررة الروسية منذ يناير/كانون الثاني 2022 حتى أبريل/نيسان 2023:

صادرات روسيا من النفط الخام والمشتقات النفطية

الغاز الطبيعي في روسيا

تُعَد روسيا أكثر دول العالم امتلاكًا لاحتياطيات الغاز الطبيعي؛ إذ بلغت 37.4 تريليون متر مكعب بنهاية 2020، مقابل 37.6 تريليون متر مكعب في العام السابق له، وفقًا لآخر بيانات بي بي.

وفي عامي 2021 و2022، تشير تقديرات أويل آند غاز جورنال إلى أن احتياطيات روسيا من الغاز الطبيعي بلغت 1688 تريليون قدم مكعبة (47.8 تريليون متر مكعب)، كما يستعرض الرسم الآتي:

احتياطيات روسيا من الغاز

بينما تحتل موسكو المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في قائمة الدول الأكثر إنتاجًا للغاز الطبيعي؛ إذ بلغ إنتاج روسيا 701.7 مليار متر مكعب في 2021، ارتفاعًا من 638.5 مليار متر مكعب عام 2019.

ومع تداعيات غزو أوكرانيا، انخفض إنتاج روسيا من الغاز الطبيعي في العام الماضي (2022) إلى 672 مليار متر مكعب، مع تراجع الطلب على الوقود الأحفوري الروسي من جانب دول الاتحاد الأوروبي، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

وتسيطر الشركات الحكومية في روسيا على قطاع الغاز الطبيعي، ولا سيما شركة غازبروم، التي تمتلك أكثر من 70% من الاحتياطيات المؤكدة للبلاد، والمسؤولة عن 73% من إنتاج الغاز.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا منذ عام 1985 حتى 2022:

إنتاج روسيا من الغاز الطبيعي

وكسرت روسيا سيطرة الولايات المتحدة على لقب الأكثر إنتاجًا للغاز عالميًا في الثمانينات، وأخذت زمام المبادرة حتى 2011، حينما عادت أميركا مجددًا إلى الريادة، مع طفرة التكسير المائي، وفقًا لموقع أويل برايس.

وتتوقّع وكالة الطاقة الدولية استمرار انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي الروسي إلى 620 مليار متر مكعب خلال 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفيما يتعلق باستهلاك روسيا للغاز الطبيعي؛ فقد سجّل مستوى 474.6 مليار متر مكعب عام 2021، لتكون في المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة، وفقًا لشركة بي بي، في حين تشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب على الغاز في موسكو لم يشهد تغييرًا كبيرًا في 2022، ليسجّل 475 مليار متر مكعب، مثلما يُظهر الرسم التالي:

استهلاك الغاز الطبيعي في روسيا

صادرات الغاز الطبيعي

في 2021 -قبل غزو أوكرانيا- بلغت صادرات الغاز الروسية 36% من إجمالي الإنتاج؛ ما يعادل 8.9 تريليون قدم مكعبة (252 مليار متر مكعب)، مع استحواذ التصدير عبر خطوط الأنابيب على 84%، والباقي على هيئة غاز مسال، وفق إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، استوردت أوروبا نحو 6.6 تريليون قدم مكعبة (187 مليار متر مكعب) -الغالبية من غاز الأنابيب- من إجمالي صادرات الغاز الروسية البالغة 8.9 تريليون قدم مكعبة (252 مليار متر مكعب) خلال عام 2021، قبل أن تأتي الحرب الأوكرانية وتشهد واردات القارّة العجوز من موسكو انخفاضًا حادًا.

وبعد بناء خط أنابيب نورد ستريم 1، لتعزيز صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، انتهت موسكو من بناء نورد ستريم 2، بسعة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويًا، لنقل الغاز عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، لكن الإجراءات التنظيمية كانت عائقًا لبدء تشغيله العام الماضي، قبل أن تأتي الحرب الروسية الأوكرانية، لتعقّد الأمور، واضطرت ألمانيا إلى عدم الموافقة على بدء تشغيل الخط.

وردًا على العقوبات الغربية، أغلقت روسيا خط أنابيب نورد ستريم 1 -طريق التصدير الرئيس للغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة- بدءًا من أغسطس/آب 2022، لأجل غير مسمى، فضلًا عن توقّف إمداد الغاز من خلال خط أنابيب يامال عبر بولندا، بدءًا من منتصف مايو/أيار 2022.

تُجدر الإشارة إلى أنه في يوم 26 سبتمبر/أيلول (2022)، تعرّض خطا أنابيب نورد ستريم 1 و2 لتفجيرات متعمَّدة تسببت في إطلاق كميات هائلة من غاز الميثان، لكن ما يزال الفاعل مجهولًا حتى الآن.

وفي فبراير/شباط (2022)، طالبت روسيا الأمم المتحدة ومجلس الأمن بفتح تحقيق مستقل بشأن أعمال التخريب التي طالت خطي الأنابيب الروسيين، وأدّى إلى خسائر كبيرة لروسيا والدول المستوردة للغاز.

وبحسب أحدث التقارير، التي نشرتها نشرته صحيفة وول ستريت جورنال (يونيو/حزيران 2023)؛ فقد أظهرت تحقيقات ألمانية تورط بولندا في عمليات تخريب خطي الأنابيب في بحر البلطيق.

ونتيجة لذلك، انخفضت واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب بنسبة 50%، ما يعادل 83 مليار متر مكعب خلال العام الماضي (2022)، لكن اتجهت دول الاتحاد الأوروبي إلى النرويج وأذربيجان لتعويض الغاز الطبيعي الروسي، فضلًا عن زيادة واردات الغاز المسال من أميركا بصفة خاصة.

وبحسب البيانات الحكومية، انخفض إجمالي صادرات الغاز الروسية بنسبة 25.1% إلى 184.4 مليار متر مكعب، خلال العام الماضي، مع تراجع الواردات الأوروبية.

وفي الربع الأول من 2023، هبطت واردات أوروبا من الغاز الروسي بنحو 78% على أساس سنوي، لتسجّل 6 مليارات متر مكعب، ما يشكّل 15% من إجمالي الواردات الأوروبية، لتفقد موسكو لقب أكبر مورد للقارة العجوز.

وعلى جانب آخر، بلغت صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال نحو 39.6 مليار متر مكعب عام 2021، بحسب البيانات السنوية لشركة بي بي.

وتوجد في روسيا محطتان رئيستان للغاز المسال هما سخالين-2، ويامال، اللتان تنتجان 40 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، تتجه جميعها إلى التصدير.

وفي أواخر شهر سبتمبر/أيلول 2022، بدأت روسيا تشغيل محطة ثالثة للغاز الطبيعي المسال وهي بورتوفايا بسعة صغيرة 1.5 مليون طن سنويًا (2 مليار متر مكعب)، وتقع على خليج فنلندا، بالقرب من محطة ضخ الغاز المغذية لخط نورد ستريم 1.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، صادرات روسيا من الغاز المسال خلال 2022، مع الوضع في الحسبان أن مليون طن من الغاز المسال يعادل 1.360 مليار متر مكعب:

صادرات روسيا من الغاز المسال خلال 2022

 

واحتلت روسيا المركز الرابع عالميًا في قائمة أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال؛ إذ لم تتأثر صادرات موسكو من الغاز المسال نهائيًا، جراء أزمة غزو أوكرانيا، على عكس صادرات خطوط الأنابيب.

وبحسب بيانات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"؛ ارتفعت صادرات الغاز المسال الروسية بنسبة 9.5% على أساس سنوي، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 32.3 مليون طن (44 مليار متر مكعب تقريبًا) خلال 2022.

ويأتي ذلك مع مواصلة الدول الأوروبية استيراد الغاز المسال الروسي، رغم الخطط المعلنة بالاستغناء عن الإمدادات الروسية، وهو ما تجلّى بصورة واضحة خلال الربع الأول من 2023.

واستحوذت دول الاتحاد الأوروبي على 4.75 مليون طن (6.5 مليار متر مكعب)، من إجمالي الصادرات الروسية من الغاز المسال، خلال الربع الأول من 2023، البالغة 8.1 مليون طن (11.02 مليار متر مكعب).

تحديات أمام صناعة النفط والغاز الروسية

تركزت سياسة الدولة للنفط والغاز في الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية ودعم الشركات الحكومية، خاصة مع تعرض الاستثمار الأجنبي لضربة قوية في السنوات الماضية، وزاد الأمر سوءًا انسحاب الشركات الغربية من موسكو بعد غزو أوكرانيا.

وحتى قبل غزو أوكرانيا، واجه قطاع النفط والغاز الروسي أوقاتًا أكثر صعوبة في السنوات الأخيرة بصفة خاصة؛ بسبب انخفاض أسعار النفط وتراجع الاستثمار والتمويل جراء العقوبات الدولية، فضلًا عن تراجع الطلب العالمي في ضوء تداعيات فيروس كورونا.

وفي عام 2014، فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على موسكو، استهدفت على وجه التحديد 4 شركات طاقة روسية: نوفاتيك، وروسنفط، وغازبروم، وترانسنفط، وذلك ردًا على سياسات الحكومة الروسية فيما يتعلق بأوكرانيا، كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة.

وفي مواجهة ذلك، عرضت الحكومة الروسية إعفاءات ضريبية لتشجيع الاستثمار في الموارد التي يصعب تطويرها، مثل الحقول البحرية في القطب الشمالي.

ومع ذلك، لم يتأثر إنتاج النفط في روسيا منذ بدء العقوبات المفروضة على قطاع النفط عام 2014، بل زاد إلى مستويات 11 مليون برميل يوميًا، من 10 ملايين برميل يوميًا في السنوات القليلة التي سبقت فرض العقوبات، في حين قد يكون التأثير قد جاء من جهة التكاليف الاقتصادية من أجل تحفيز مستويات إنتاج الخام ودعمها.

وما زاد من التحديات أن العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا جاءت عام انهيار أسعار النفط من متوسط ​​سعر خام برنت 109 دولارات للبرميل في النصف الأول من عام 2014 إلى متوسط ​​أقل من 50 دولارًا للبرميل في يناير/كانون الثاني التالي.

وتسبب كل من العقوبات وانخفاض أسعار النفط في الضغط على الاقتصاد الروسي بشكل عام؛ ما جعل من الصعب على شركات الطاقة الروسية تمويل مشروعات جديدة، لتتراجع عائدات الدولة من أنشطة النفط والغاز الطبيعي بشكل كبير.

وردًا على ذلك، عملت الحكومة الروسية على زيادة الإيرادات بطرق مختلفة؛ إذ أقبلت على تغيير ضريبة استخراج المعادن وضرائب التصدير على الهيدروكربونات عدة مرات في العامين التاليين لانخفاض أسعار الخام.

وشكّلت عوائد النفط والغاز 45% من ميزانية روسيا خلال عام 2021، مع تعافي أسعار النفط، إلا أن قطاع الهيدروكربونات الروسي سيظل تحت الضغط بعد العقوبات الغربية على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.

الكهرباء والطاقة المتجددة

مع اعتماد الاقتصاد الروسي بصورة كبيرة على الهيدروكربونات -النفط والغاز والفحم- فإن التحول للطاقة المتجددة لا يجد اهتمامًا كبيرًا لدى حكومة موسكو، رغم أنها تُعد من أكبر 5 دول إطلاقًا للانبعاثات الكربونية من قطاع الطاقة عالميًا؛ إذ بلغت انبعاثاتها 1.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بنهاية 2021، بحسب بيانات بي بي، التي يرصدها الرسم التالي:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في روسيا

ومن ناحية أخرى، بلغ إجمالي كمية الكهرباء المولّدة في روسيا 1157.1 تيراواط/ساعة بنهاية عام 2021، مقابل 1085.4 تيراواط/ساعة في العام السابق له، كما تشير بيانات بي بي.

وفي العموم، يمثل الغاز الطبيعي الحصة الأغلب من التوليد؛ إذ شكل نحو 496.8 تيراواط/ساعة خلال عام 2021، في حين تأتي الطاقة النووية والطاقة المائية في المركزين الثاني والثالث بنحو 222.4 و214.5 تيراواط/ساعة على التوالي.

بينما تُشكل الطاقة المتجددة الأخرى 5.4 تيراواط/ساعة فقط بنهاية 2021، وتأتي الحصة المتبقية من مصادر التوليد الأخرى، وفقًا لبيانات بي بي.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، كمية الكهرباء المولَّدة في روسيا منذ عام 1985:

كمية الكهرباء المولدة في روسيا

وتحتل روسيا المرتبة الأخيرة بين دول مجموعة الـ20 التي أعلنت سياسات التحوّل إلى الطاقة المتجددة، كما أنها لم تعلن خطة واضحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، رغم توقيعها اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.

ولا تبذل موسكو جهودًا كبيرة للتحوّل إلى الطاقة النظيفة؛ إذ تبالغ في تقدير دور الغاز الطبيعي -الأقل إطلاقًا للانبعاثات من النفط والفحم- للانتقال بعيدًا عن صناعة الوقود الأحفوري، رغم امتلاكها إمكانات هائلة من مصادر الطاقة المتجددة.

ويُقدر كبير المحللين في مركز سكولكوفو للطاقة، يوري ميلنيكوف، أن الإمكانات التقنية لطاقة الرياح وحدها في روسيا يمكنها إضافة ما يصل إلى 17 ألف تيراواط/ساعة.

وأمام ذلك، أعلنت روسيا في يوليو/تموز 2021 مخططًا لتطوير صناعة الطاقة المتجددة، مع خطط وصول السعة المركبة لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة نحو 5.6 غيغاواط بحلول عام 2024، ثم إلى 8.3 غيغاواط بحلول عام 2030، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية.

وزادت قدرة توليد الكهرباء المركّبة في روسيا إلى 283 غيغاواط في نهاية عام 2021، بعدما أضافت البلاد 7 غيغاواط من الطاقة المتجددة (الطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح).

ومن المتوقع -أيضًا- أن تزيد القدرة الإجمالية المركبة لمحطات الطاقة الكهرومائية ومحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من 54 غيغاواط عام 2021 إلى 56.5 غيغاواط عام 2024، وإلى 59.5 غيغاواط بحلول نهاية العقد.

تنويه.. هذا التقرير جرى تحديثه حتى 9 يونيو/حزيران 2023، وفق أحدث البيانات المتاحة.

وفيما يلي تستعرض منصة "الطاقة" لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:

اقرأ أيضًا لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق