أنسيات الطاقةأسعار النفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: سقف أسعار النفط لم يُخفّض إيرادات روسيا (صوت)

وبيانات وزارة الخزانة الأميركية غير صحيحة

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن كل ما يصدر عن وزارة الخزانة الأميركية بشأن سقف أسعار النفط يُعد نوعًا من الدعاية لا أساس له من الصحة.

وأوضح الحجي -في برنامج "أنسيّات الطاقة"، الذي قدّم حلقة منه على موقع تويتر بعنوان "العالم بين التطرف والعقلانية.. بين الأسقف السعرية والضرائب الاستثنائية.. بين النمو الاقتصادي والركود"- أن هناك عدة أدلة على عدم صحة ادعاءات وزارة الخزانة والإعلام التابع لها.

وأول هذه الأدلة -وفق الحجي- أن سقف أسعار النفط طُبّق قبل 40 يومًا فقط، وهي مدة لا تكفي لبيع النفط من جانب الشركات، وتسلم الأموال ثم تحويلها إلى روسيا، ثم دفع الضرائب إلى الحكومة الروسية عنها، وكل من يعمل في المؤسسات الكبيرة والعقود المالية يعرف هذا الكلام.

وأضاف: "يجب على حكومة الرئيس فلاديمير بوتين أولًا أن تتسلّم الضرائب، حتى نعدها حصلت على إيرادات، ولكن الضرائب تُدفع لاحقًا، كما أن سقف أسعار النفط أعلى من سعر السوق، إذ إنه حُدد عند 60 دولارًا للبرميل، في حين أن سعر النفط الروسي في الأسواق أقل من ذلك ويتراوح بين 37 و45 دولارًا للبرميل".

تراجع أسعار النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسعار النفط العالمية انخفضت بنسبة 20% تقريبًا خلال المدة الأخيرة، ومعها -خارج إطار سقف أسعار النفط- تراجع سعر النفط الروسي المنقول بحرًا.

سقف أسعار النفط
ناقلة محمّلة بشحنات النفط - الصورة من The Moscow Times

وأوضح الحجي، أنه عندما تقول وزارة الخزانة الأميركية إن سقف أسعار النفط أدى إلى خفض الإيرادات الروسية يجب أن يكون هناك معيار للمقارنة، فبما أنه طُبق في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي 2022 يجب مقارنة بداية الحرب في مطلع العام بإيرادات ديسمبر/كانون الأول 2021.

وأضاف: "الهدف هنا أن نعرف ما إذا كانت إيرادات روسيا من النفط قد ارتفعت أم انخفضت بعد تطبيق سقف أسعار النفط"، مؤكدًا أن الغريب في الأمر أن أي مقارنة تكشف عن أن الإيرادات زادت ولم تنقص، وحققت روسيا إيرادات ضخمة.

وتابع: "تقديرنا كان زيادة في الإيرادات بحدود 35%، وأعتقد أن نائب رئيس وزراء روسيا ألكسندر نوفاك أعلن رقمًا أقل وهو 27%، ولكن الفكرة أنه عند مقارنة الإيرادات خلال المدة نفسها، نجد أن هناك ارتفاعًا، وعند مقارنة ديسمبر/كانون الأول مع وقت بداية الحرب والشهرين التاليين لها نجد زيادة أيضًا".

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن متوسط سعر النفط الروسي في 2022 كان أعلى من متوسط سعره في 2021، لذا فإن حديث وزارة الخزانة الأميركية عن انخفاض الإيرادات الروسية من النفط ليس صحيحًا على الإطلاق، لأنها بالفعل حققت إيرادات ضخمة خلال العام الماضي.

وأردف: "روسيا اشترت خلال السنوات الماضية كميات ضخمة من الذهب، وخزّنت كميات كبيرة منه، كما أن انخفاض أسعار خام أورال بعد الحرب وقبل العقوبات والسقف السعري بعدة أشهر كان أكبر من المدة الأخيرة، التي طُبقت فيها العقوبات والسقف السعري".

وتساءل الحجي: "كيف إذًا ترك سقف أسعار النفط أثرًا وقد كان التخفيض قبل فرضه أكبر؟"، موضحًا أن "هذا أمر غير معقول، فالواضح أن السقف السعري كان هدية أميركية إلى الرئيس فلاديمير بوتين، لحمايته من الأوروبيين، وحماية النفط الروسي من إجراءات أكثر صرامة قد يتخذها قادة الاتحاد الأوروبي".

سهولة شراء النفط الروسي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تحديد سقف أسعار النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل جعل عملية شرائه أكثر سهولة.

النفط الروسي

وأضاف: "إذا أراد أي شخص شراء النفط الروسي، أو لديه شركة شحن ويريد تحميله على السفن، فكل ما عليه إظهار ورقتين، الأولى أن هذا النفط روسي، والثانية أنه تم شراؤه بسعر أقل من 60 دولارًا للبرميل، وهو أمر سهل لأنه يُباع بما بين 37 و42 دولارًا للبرميل".

وأوضح الحجي أنه بمجرد الحصول على هاتين الورقتين يكون من السهل الحصول على تأمين من أي شركة في أوروبا، ومن ثم الحصول على اعتماد بنكي في أي بنك أوروبي، ويمكن بعدها حصول السفن على خدمات السفن والمرافق وغيرها من أي ميناء في القارة العجوز.

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن سعر خام الأورال الروسي انخفض بهذا الشكل بعد بداية الحرب بمدة قصيرة، فعندما كان النفط يُباع بنحو 100 دولار للبرميل، كان سعر النفط الروسي 75 دولارًا، دون عقوبات أو سقف أسعار.

وتابع: "السوق الطبيعية لنفط الأورال هي أوروبا، وبالنظر إلى الخريطة نجد أنه أمر طبيعي ألا ترسل دول الخليج أغلب نفطها إلى أوروبا وترسله إلى آسيا، وأن تبيع روسيا نفطها إلى أوروبا بسبب قرب المسافة، وهو ما يحدث تاريخيًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق