التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

طفرة الطاقة المتجددة أداة فعالة في إدارة الكربون.. 4 دروس مستفادة من التجربة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • التنافس ضد الأنظمة القائمة على الوقود الأحفوري منذ قرون ليس بالأمر السهل
  • الطاقة المتجددة تمثّل أكثر من 42% من توليد الكهرباء العالمي بحلول عام 2028
  • طفرة الطاقة المتجددة أظهرت قيمة الاستثمار الأولي لتحقيق مكاسب طويلة الأجل
  • الاستثمارات العامة والخاصة نجحت في خفض تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

تمثّل الطفرة التي حققتها مصادر الطاقة المتجددة في إزالة الكربون وخفض الانبعاثات مجالًا للاستفادة من الدروس السابقة وتطوير التقنيات المجدية اقتصاديًا وبيئيًا، في ظل سعي الحكومات والشركات إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني.

ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإنه نتيجة لظهور جيل جديد من البنية التحتية النظيفة في أنحاء العالم، تبحث الحكومات والشركات عن طرق مناسبة لتسريع نشر تقنيات إدارة الكربون المتطورة، وخصوصًا بالنسبة للقطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها.

وتشير إدارة الكربون إلى تقنيات خفض الانبعاثات، بما في ذلك احتجاز الكربون وإزالته وإعادة تدويره، وما تزال بعض هذه التقنيات قيد التطوير، لكن بعضها الآخر قد ثبت نجاحه تجاريًا.

رغم ذلك، فإن التنافس ضد الأنظمة القائمة على الوقود الأحفوري منذ قرون ليس بالأمر السهل، ولن يحدث الانتقال إلى نماذج اقتصادية أكثر استدامة بين عشية وضحاها.

نمو مصادر الطاقة المتجددة

بعد بداية بطيئة في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، شهدت مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نموًا سريعًا، ما دفع الاستثمارات الكبرى في البنية التحتية والحوافز الحكومية إلى اعتمادها في جميع أنحاء العالم.

وانخفضت تكاليف النشر بشكل كبير، وتتوقع الرابطة الدولية للطاقة أن تمثّل الطاقة المتجددة أكثر من 42% من توليد الكهرباء العالمي بحلول عام 2028، بحسب مقال للرئيسة التنفيذية لشركة الصناعات الكيميائية لانزاتك LanzaTech الأميركية، جينيفر هولمغرين، نشره المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

صهاريج تخزين ثاني أكسيد الكربون في مصنع للأسمنت ومنشأة لاحتجاز الكربون بمقاطعة آنهوي في الصين
صهاريج تخزين ثاني أكسيد الكربون في مصنع للأسمنت ومنشأة لاحتجاز الكربون بمقاطعة آنهوي في الصين– الصورة من رويترز

دروس مستفادة من إستراتيجيات الطاقة المتجددة

أولًا: بناء الطلب في السوق مع بناء القدرات

بالنظر إلى أنه يمكن للإنجازات التكنولوجية أن تؤثّر بشدة في الأسواق الراسخة، يجب على الشركات الناشئة أولًا عبور "مرحلة حاسمة" بين البحث والتطوير والنطاق التجاري.

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة الصناعات الكيميائية لانزاتك LanzaTech الأميركية، جينيفر هولمغرين: إن "الشركات تحتاج إلى التخلص من مخاطر تقنياتها لتشجيع العملاء المحتملين على اعتمادها".

وتتمثل إحدى طرق تسريع هذه العملية في بناء طلب مبكر على التكنولوجيا الجديدة، بينما توسّع الشركات قدرتها على تلبية هذا الطلب.

وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أدت اتفاقيات شراء القطاع العام والتزامات الشركات في مجال الطاقة المتجددة إلى زيادة الطلب، ما أتاح للشركات الجديدة في السوق مصادر إيرادات متوقعة وطويلة الأجل.

وأوضحت جينيفر هولمغرين أن شركة الصناعات الكيميائية لانزاتك LanzaTech الأميركية تعمل مع مولّدي الكربون ومستعمِليه لإنشاء سوق للمواد الخام المستدامة المصنوعة من الكربون المعاد تدويره، ما يمهّد الطريق لاقتصاد الكربون الدائري.

ثانيًا: ربط مستثمري رأس المال بتقنيات إدارة الكربون

تحتاج تقنيات إدارة الكربون إلى طريقة أفضل لربط مستثمري رأس المال بتقنيات إدارة الكربون الجاهزة للاستعمال التجاري لتسريع عملية التوسع.

وأشارت الرئيسة التنفيذية ل شركة الصناعات الكيميائية لانزاتك LanzaTech الأميركية، جينيفر هولمغرين، إلى أن قطاع الطاقة المتجددة توسَّع بنجاح لأنه استعمَل تمويل البنية التحتية العامة والخاصة لتمويل مرحلة نموه المتسارعة.

وأوضحت أن القطاع استفاد من الصناديق المخصصة للطاقة المتجددة والسندات الخضراء والقروض الحكومية، حسبما نشره المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

وتستعمل شركة لانزاتك نموذجًا مماثلًا وأكثر استهدافًا بالتعاون مع شركاء ماليين مثل شركة العليان للتمويل وبروكفيلد، مع التركيز على تعزيز النشر التجاري لتكنولوجيا إعادة تدوير الكربون في الصناعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها في الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية.

الرئيسة التنفيذية لشركة الصناعات الكيميايئة لانزاتك الأميركية جينيفر هولمغرين
الرئيسة التنفيذية لشركة الصناعات الكيميائية لانزاتك الأميركية، جينيفر هولمغرين– المصدر: إنرجي نولدج

ثالثًا: الاستفادة من مشروعات البنية التحتية النظيفة الجاري تنفيذها

أدى الإجماع العالمي المتزايد بشأن خفض انبعاثات الكربون إلى قيام الحكومات باستثمارات في البنية التحتية للطاقة المتجددة، بما في ذلك البلدان التي تعتمد اقتصاداتها تاريخيًا على الوقود الأحفوري.

لقد وضعت دول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والهند والإمارات العربية المتحدة والبرازيل ونيجيريا، أهدافًا طموحة لزيادة قدراتها في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ومع وجود عدد كبير من المشروعات الجاري تنفيذها، فإن هذه المناطق لديها الفرصة للقفز على جهود خفض الانبعاثات في البلدان الأخرى، من خلال نشر تقنيات إدارة الكربون، إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة.

على سبيل المثال، طورت وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية البرنامج الوطني لاقتصاد الكربون الدائري، لتوجيه التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق العناصر الـ4 لإدارة الكربون: التخفيض، وإعادة الاستعمال، وإعادة التدوير، والإزالة.

رابعًا: التركيز على العائد على الاستثمار على المدى الطويل

في اقتصاد يكافئ العائدات المالية القصيرة الأجل على التأثير الطويل الأجل، يتعين علينا أن نثبت قيمة رأس المال الصبور.

وتُعدّ مخاوف المستثمرين بشأن "العلاوة الخضراء" شائعة، إلا أن طفرة الطاقة المتجددة أظهرت قيمة الاستثمار الأولي لتحقيق مكاسب طويلة الأجل، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد نجحت الاستثمارات العامة والخاصة في خفض تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، الأمر الذي مكّن هذه التكنولوجيات من المنافسة مع الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق