التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

سوق الغاز المسال تواجه توقعات مستقبلية صادمة.. وترقب لتوسعات قطر

للعامين المقبلين 2025 و2026

هبة مصطفى

باتت الأنظار معلقة صوب سوق الغاز المسال في الآونة الحالية، بعدما انصب التركيز عليها في أعقاب اضطراب إمدادات الغاز الروسي والتقلبات التي شهدتها سوق الغاز العالمية منذ اندلاع الحرب الأوكرانية وفرض العقوبات.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فما زالت السوق -حتى الآن- تعاني نقص الإمدادات، رغم عقد التجار الآمال على تطور إيجابي بحلول 2025.

وكشفت توقعات صادمة لسوق الغاز المسال عن أن الاكتفاء وفائض المعروض الذي كان متوقعًا العام المقبل لن يجري وفق التصورات والتحليلات، وأنه قد يتأخر لما هو أبعد من ذلك، نظرًا إلى تأخر انطلاق مشروعات كبرى ورئيسة للسوق.

الواقع الحالي للسوق

قد تستمر "محدودية" إمدادات سوق الغاز المسال الحالية، في امتداد لحالة الاضطراب منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وتُشير التوقعات إلى أن الاستهلاك الأوروبي يتجه إلى الارتفاع مع دخول فصل الصيف للعام المقبل، بنحو يفوق توقعات الاستهلاك لصيف العام الجاري 2024 بنسبة 10%، طبقًا لتقديرات بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

وتستعد القارة الأوروبية لاستقبال آخر إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، خلال العام الجاري، بعدما أعلن مشغل نظام النقل الأوكراني أنه لا ينوي تجديد اتفاق النقل عبر حدودها مع موسكو.

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من Accelleron Industries

ويبدو أن عدم وفرة الإمدادات سيلاحق العقود الآجلة حتى عام 2025، خاصة أن العقود القياسية في أوروبا (معيار لأسعار العقود) تسجّل منذ مارس/آذار الماضي ارتفاعًا بنحو 17%، وفق نشرة الطاقة لبلومبرغ.

وبالنسبة إلى السوق الآسيوية، تتواصل زيادة معدل الاستهلاك، وسط ترقب التجار والمشترين لانخفاض الأسعار إلى أقل من 10 دولارات/مليون وحدة حرارية بريطانية.

لماذا تستمر محدودية الإمدادات؟

تعود التوقعات غير المتفائلة بشأن وفرة إمدادات الغاز المسال إلى حد الاكتفاء بحلول العام المقبل، واحتمال تأخر هذه التخمة إلى العام اللاحق له أو بعد ذلك؛ إلى تأخر انطلاق مشروعات كبرى ورئيسة، كان يعول عليها لتغذية سوق الغاز المسال بالإمدادات.

وتأخّر بناء بعض محطات تصدير جديدة على ساحل الخليج الأميركي، ما يشير إلى استغراق هذه المرحلة وقتًا أطول من المتوقع، في حين قد تتوقف مشروعات أخرى لأغراض الصيانة والإصلاح.

ويبدو أن مشروع محطة "غولدن باس" التابعة لشركة قطر للطاقة (Qatar Energy) في ولاية تكساس الأميركية، لن ينطلق في الموعد المخطط له (النصف الأول من العام المقبل)، نظرًا إلى انخفاض عدد العاملين بالمشروع.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- ترتيب الدول المصدرة للغاز المسال في الربع الأول 2024:

أكبر 10 دول مصدرة للغاز المسال في العالم

وأثار إعلان شركة شينير إنرجي (Cheniere Energy) الأميركية عزمها بدء التوسعات في مشروع "كوربوس كريستي"، العام الجاري، المخاوف من تعطل الإنتاج ومواجهة خطة التوسعة أي تحديات.

وتتزامن هذه التأخيرات مع قرار الرئيس الأميركي جو بايدن تعليق الموافقات على بناء محطات جديدة لتصدير الغاز المسال.

ورغم تأخر بعض المشروعات، وتجميد أخرى جديدة، فإن هذه العوامل لن يدوم تأثيرها في سوق الغاز المسال على المدى الطويل، إذ رجحت التوقعات مواجهة سوق الغاز المسال هذه التقلبات من نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار حتى عام 2026.

دور قطر

يتسبب استمرار العقوبات على روسيا في تقليص طاقة مشروع محطة القطب الشمالي 2 للغاز المسال (Arctic LNG 2) في موسكو، في وقت تترقب فيه المحطة تراجع مستويات الجليد مع دخول فصل الصيف لإطلاق العنان لأولى شحناته إلى الصين.

ومن جانب آخر، يعزز انخفاض إنتاج أستراليا -المتوقع بحلول العام المقبل- من توقعات تراجع الصادرات، ويمتد الأمر إلى مصر وإندونيسيا، إذ يدفع خفض الإنتاج وارتفاع الاستهلاك المحلي نحو النتيجة ذاتها.

وتختلف هذه التوقعات بالنسبة إلى السنوات الأخيرة من العقد الجاري، مع دخول إنتاج الغاز المسال القطري إلى الأسواق بعد التشغيل المرتقب للتوسعات، بما يرتفع بالأسواق إلى حد مرحلة "فائض المعروض".

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور الصادرات القطرية من عام 2015 حتى 2023:

صادرات الغاز المسال من أميركا وأستراليا وقطر 2015- 2023

وتركز قطر للطاقة جهودها على إتمام مشروع توسعة حقل الشمال، بحلول عام 2027، وعوّلت عليه لتوفير الإمدادات اللازمة للوفاء بحجم طلب صفقاتها طويلة الأجل.

وتضمّنت استعدادات قطر لمرحلة ما بعد التوسعة توقيع صفقات لبناء ناقلات جديدة كبيرة الحجم، واستئجار أخرى لتلبية الطلب على نقل الشحنات في الآونة الحالية.

وسبق أن أكد خبير الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن قرار بايدن تعليق موافقات محطات إسالة الغاز الجديدة وتراخيصها يأتي في صالح صادرات الغاز المسال القطرية.

وقال -في تصريحات لقناة العربية أدلى بها في مارس/آذار الماضي- إن خطط توسعة حقل الشمال القطري تضيف إلى الطاقة الإنتاجية للدولة الخليجية ما يُقدر بنحو 49 مليون طن سنويًا، ما يسمح لها بتوقيع تعاقدات جديدة.

وحصلت قطر على المركز الثالث ضمن قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، العام الماضي 2023، بإجمالي صادرات يصل إلى 79.9 مليون طن، وفق بيانات تقرير أوابك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق