التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تجعلها ضمن الكبار.. وهذه خريطتها (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • احتياطيات الجزائر من الغاز الصخري في المركز الثالث عالميًا.
  • 7 أحواض تضم موارد محتملة للغاز الصخري تصل إلى 3.41 كوادريليون قدم مكعبة.
  • احتجاجات شعبية في منطقة عين صالح عاقت التجارب المبكرة لاستخراج الغاز الصخري.
  • الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، متحمّس لاستغلال الموارد.
  • أوروبا تتجه لزيادة الاعتماد على الغاز الجزائري ضمن بدائل الغاز الروسي.

تصاعد الجدل حول احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر، خلال العامين الماضيين، بصورة مكثفة، بعد أن أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية حاجة أوروبا الماسة إلى واردات الغاز من شمال أفريقيا أكثر من أي وقت مضى.

واحتلّت الجزائر المرتبة الثانية بين أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي، خلال العام الماضي (2023)، متفوقة على روسيا، كما كانت ضمن أكبر مصدري الغاز المسال.

وتخطط الدول الأوروبية، ولا سيما إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، لزيادة وارداتها المستقبلية من الجزائر ودول أخرى في إطار توجهات إستراتيجية للتخلص من الغاز الروسي على المدى الطويل بسبب الحرب الأوكرانية وتداعياتها ومخاوف تكرارها مستقبلًا.

وأسهم هذا الإقبال الأوروبي في عودة الجدل حول أهمية الإسراع نحو استغلال احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر؛ للاستفادة من فرص التصدير المستقبلية، مع زيادة التساؤلات حول حجم هذه الاحتياطيات وتحدياتها والنسبة القابلة للاستخراج، وغيرها من الأسئلة ذات الطابع الفني والاقتصادي، وتقدم وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن) في هذا التقرير إجابات تفصيلية.

تقديرات احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر

تأتي احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر بالمركز الثالث عالميًا قبل الولايات المتحدة، بموارد قابلة للاستخراج تقدر بنحو 707 تريليونات قدم مكعبة.

وتُعَد الصين صاحبة أكبر احتياطيات للغاز الصخري عالميًا بنحو 1.15 كوادريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج، تليها الأرجنتين بنحو 802 تريليون قدم مكعبة، ما يزيد عن الجزائر بنحو 5 تريليونات قدم مكعبة فقط.

بينما تحتل الولايات المتحدة المركز الرابع عالميًا بنحو 665 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج، تليها كندا في المركز الخامس بنحو 573 تريليون قدم مكعبة، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وترصد وحدة أبحاث الطاقة، في الرسم التالي، قائمة أكثر 10 دول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز الصخري بالعالم:

أكبر 10 دول من حيث احتياطيات الغاز الصخري في العالم

ويتركّز أكثر من نصف احتياطيات الغاز الصخري غير الأميركية في 5 دول هي: الصين والأرجنتين والجزائر وكندا والمكسيك.

ويطلق على الغاز الصخري مسميات أخرى مثل الغاز غير التقليدي أو غاز السجيل، وهو غاز ظل محبوسًا في تجويفات صخور السجيل الرسوبية ذات النفاذية الضعيفة بعد تعرضه لضغوط مرتفعة وحرارية عالية على مدار ملايين السنين، على خلاف الغاز التقليدي الذي نجح في هجر الصخور الأم والتدفق لأعلى؛ ما سهّل عمليات استخراجه عالميًا.

وعادة ما يستخرج الغاز الصخري بطرق غير تقليدية مثل الحفر الأفقي والتكسير المائي (الهيدروليكي)، خلافًا للغاز التقليدي المستخرج بطريقة الحفر الرأسية المعروفة والتي تمكنه من الاندفاع لأعلى مثل موارد النفط التقليدية، بحسب تعريفه من جانب وحدة أبحاث الطاقة.

أحواض الغاز الصخري في الجزائر

تشير تقييمات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تتركّز في 7 أحواض هيدروكربونية تحتوي على 3.419 كوادريليون قدم مكعبة؛ منها 707 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

وتضم هذه الأحواض كلًا من حوض غدامس (بركين)، وحوض إليزي شرق البلاد، وأحواض تيميمون وأحنات ومويدير في الوسط، وحوضي رقان وتندوف جنوب غرب البلاد.

وفضلًا عن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر، يحتوي 6 من الأحواض الـ7 على 121 مليار برميل من النفط الصخري والمكثفات؛ منها 5.7 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا، بحسب التقييمات الصادرة عام 2015.

توضّح الخريطة التالية -التي أعدّتها وحدة أبحاث الطاقة- موقع أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر الخاضعة لتقييم إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر

وتقدّر احتياطيات غدامس أو حوض بركين -الذي يقع داخل حوض أكبر في شرق الجزائر وجنوب تونس وغرب ليبيا- بنحو 731 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري (الرطب والجاف) التي تعود للعصر السيلوري؛ منها 176 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

بينما تقدر احتياطيات الحوض من الغاز الصخري الذي يعود للعصر الديفوني قرابة 496 تريليون قدم مكعبة؛ منها 106 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

ويمتد تركز احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر إلى حوض إليزي شرق البلاد، والذي يحتوي على موارد تقدر بنحو 304 تريليونات قدم مكعبة؛ منها 56 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

أما حوض تيميمون؛ فيقدر حجم احتياطياته من الغاز الصخري العائد إلى العصر السيلوري بنحو 296 تريليون قدم مكعبة؛ منها 59 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج.

كما يحتوي الحوض على موارد غاز صخري تعود للعصر الديفوني تُقدر بنحو 467 تريليون قدم مكعبة؛ منها 93 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

تقييم موارد الغاز الصخري في 3 أحواض

تمتد احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر إلى حوض أحنات أو أحنيت الذي يحتوي على موارد تعود للعصر السيلوري تقدر بنحو 256 تريليون قدم مكعبة؛ منها 51 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

كما يحتوي هذا الحوض على موارد غاز صخري أخرى تعود إلى العصر الديفوني تقدر بنحو 50 تريليون قدم مكعبة؛ منها 9 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج.

على الجانب الآخر، يضم حوض مويدير موارد من الغاز الصخري تصل إلى 48 تريليون قدم مكعبة؛ منها 10 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا، بحسب تقييم إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

كما يحتوي حوض رقان على موارد غاز صخري (رطب وجاف) تعود للعصر السيلوري تصل إلى 542 تريليون قدم مكعبة؛ منها 105 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

بينما يحتوي هذا الحوض على احتياطيات غاز صخري أخرى تعود للعصر الديفوني وتقدر بنحو 94 تريليون قدم مكعبة؛ منها 16 تريليون قدم مكعّبة قابلة للاستخراج.

أما الحوض الأخير "تندوف"؛ فيضم موارد غاز صخرية رطبة وجافة تصل إلى 135 تريليون قدم مكعبة؛ منها 26 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج، بحسب بيانات التقييم الفنية التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

تحديات استغلال الغاز الصخري في الجزائر

يجري الحديث عن استغلال احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر منذ سنوات طويلة، لكن البلاد لم تتخذ خطوات جريئة في تطويرها منذ محاولة الاستكشاف بمنطقة عين صالح الصحراوية إبان حكم الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة؛ حيث تعرّضت المحاولة لرفض شعبي آنذاك.

وكانت شركة النفط والغاز الحكومية سوناطراك قد أعلنت خطة، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014، لتطوير بعض احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر على أمل بدء إنتاجه بحلول عام 2022؛ تمهيدًا لوصوله إلى 10 مليارات متر مكعب سنويًا بحلول عام 2025، بحسب موقع أرغوس ميديا المتخصص.

ونجحت الشركة في حفر أول بئرين من الغاز الصخري بمنطقة عين صالح خلال عامين من إعلان الخطة، لكنها اضطرت إلى وقف أعمال البحث في يناير/كانون الثاني 2016، بعد إغلاق الحكومة للبئرين؛ استجابةً لاحتجاجات سكان المنطقة.

وفي مارس/آذار 2019، توقّفت المحادثات بين شركة النفط الأميركية الكبرى "إكسون موبيل" مع نظيرتها الجزائرية سوناطراك لتطوير حقل غاز صخري في حوض أحنات، بسبب الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لمدة رئاسية خامسة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز في حينها.

وعاد الأمل باستغلال احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر مع فوز الرئيس عبدالمجيد تبون بالرئاسة عام 2019؛ حيث تحدّث الرئيس، خلال أول مقابلة إعلامية له، عن ضرورة الإسراع في استغلال هذه الموارد؛ لأهميتها الاقتصادية القصوى للبلاد.

ووصف تبون التجربة الأولى للبحث عن هذه الموارد بمنطقة عين صالح بالخطأ؛ لوجود مناطق صحراوية أخرى شاسعة تحتوي على الموارد وعدم الحديث مع سكان المنطقة لتهيئتهم قبل أعمال البحث؛ ما فتح الباب للتأويلات حتى الشعوذة -على حد تعبيره- في يناير/كانون الثاني 2020 (تاريخ المقابلة).

وأشار الرئيس الجزائري إلى منطقة شناشن الموجودة بين تندوف وأدرار، بوصفها منطقة من الرمال الخالية من السكان مع احتوائها على كمية كبيرة من الغاز الصخري يمكن التنقيب عنها دون مشكلات مع السكان.

وبدأت شركتا شيفرون وإكسون موبيل الأميركيتان جولة محادثات جديدة مع السلطات الجزائرية منذ فبراير/شباط 2024، للفوز بصفقات جديدة بقطاع المنبع، تشمل التنقيب عن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر، بحسب تقرير منشور على موقع إنرجي إنتليغنس المتخصص (Energy Intelligence).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قبل التكلم عن استغلال الغاز الصخري وجب التكلم عن مخاطره البيئية اولا و فرضا ان كانت هناك تكنولوجيات جديدة يمكن استغلالها بغرض استخراجه هل هي متاحة و مضمونة ويمكن طرح السؤال التالي لماذا تتجه الجزائر الى هكذا اتجاه اليس من المفترض تركيز الجهود على استغلال الاحتياطي العادي اولا لاسيما انا نحتل مرتبة عالمية فيما يخص الغاز الطبيعي
    اوليس التفكير في الغاز الصخري استهداف للاحتيطي الضخم للمياه الجوفية و بذلك ضرب القطاع الفلاحي في النواحي الصحراوية ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق