تقارير الغازالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا.. ما حجمها وأين توجد؟ (خريطة)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • ثلث مساحة ليبيا البالغة 1.7 مليون كيلومتر مربع لم يستكشف حتى الآن
  • مصادر أميركية تُقدّر احتياطيات النفط الصخري في ليبيا بنحو 26.1 مليار برميل
  • ليبيا في المركز الخامس عالميًا من حيث احتياطيات النفط الصخري
  • احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج تصل إلى 122 تريليون قدم مكعبة
  • 3 أحواض تستحوذ على احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا

يتصاعد الحديث عن احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا بصورة مكثفة خلال العامين الماضيين، مع عودة الاستقرار النسبي إلى البلاد، بعد سنوات الصراعات المسلحة الطاحنة منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

وزاد الجدل حول الموارد الهيدروكربونية الصخرية في ليبيا، بعد حديث وزير النفط والغاز الليبي المهندس محمد عون -مؤخرًا- عن امتلاك بلاده احتياطيات هائلة من هذه الموارد، مشيرًا إلى أن 30% من مساحة البلاد البالغة 1.7 مليون كيلومتر لم تستكشف حتى الآن.

وكشف عون في افتتاح قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024 قيام لجنة فنية موسّعة بدراسة وتقييم احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا، لتنتهي الدراسة إلى وجود كميات هائلة من هذه الموارد.

وأشار عون إلى أن هذه النتائج عُرِضت على الحكومة الليبية، ووافقت على دعم خطوات التقييم اللاحقة عبر حفر إحدى الآبار، واختبار النتائج الفعلية خلال المدة المقبلة.

ومن هذا المنطلق، ترصد وحدة أبحاث الطاقة أحدث البيانات الدولية المتاحة عن احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا ومكان وجودها بالتحديد.

تقديرات احتياطيات النفط والغاز الصخري

وفق ما توصلت إليه وحدة أبحاث الطاقة، فإن إدارة معلومات الطاقة الأميركية ركّزت بتقييم احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا على 3 أحواض رئيسة، مع ترك حوض الكُفْرة في الجنوب الشرقي للبلاد دون تقييم كمي بسبب صعوبة ذلك، وسط محدودة البيانات المتاحة.

وتضم الأحواض الثلاثة محل التقييم كلًا من: حوض غدامس في غرب ليبيا، وحوض سرت في الوسط، وحوض مرزق في جنوب غرب البلاد.

وقدّرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية احتواء الأحواض الثلاثة المذكورة على 942 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري، منهم 122 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا، وفق تقديرات تعود إلى عام 2015.

كما تشير التقديرات إلى احتواء هذه الأحواض على 613 مليار برميل من النفط الصخري والمكثفات، منها 26.1 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا.

وتوضح هذه الخريطة الفنية -التي أعدّتها وحدة أبحاث الطاقة- أماكن وجود احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا:

أحواض احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا

وقدّر أحدث تقييم صادر عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، في يونيو/حزيران 2019، متوسط الموارد غير المكتشفة القابلة للاستخراج بنحو 23.7 مليار برميل من النفط الصخري و23 تريليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب في الجزء البري من حوض سرت، وذلك باستعمال منهجية تقييم جيولوجية.

وضمن احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا، صنّف التقييم المناطق الصخرية في حوض سرت من النوعيات السميكة ذات الجودة الكافية لعمليات الحفر الأفقي مع تقييم ذلك بصورة منفصلة، إذ أدى نقص البيانات إلى منع ترسيم وحدات تقييم الغاز الصخري، على الرغم من وجوده في منطقة محدودة من الحوض.

كما تعدّ ليبيا موطنًا للنفط الصخري المترسب من العصر السيلوري، وهو أهم مصدر هيدروكربوني من العصر الحجري القديم في شمال أفريقيا، ويمكن أن يُنتج ضعف كمية النفط الصخري التي تنتجها الرواسب المماثلة في المكسيك وفنزويلا مجتمعة.

ويُطلَق النفط أو الغاز الصخري على الموارد المستخرجة بطرق غير تقليدية عن طريق الحفر الأفقي والتكسير المائي (الهيدروليكي) كما في الولايات المتحدة، ويختلف هذا النوع عن النفط والغاز التقليدي المستخرج بطريقة الحفر المعروفة، عبر اندفاع النفط إلى الأعلى، وهو النوع السائد في أغلب العالم، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ليبيا الخامسة عالميًا في احتياطيات النفط الصخري

صنفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ليبيا في المركز الخامس عالميًا من حيث أكثر الدول امتلاكًا لاحتياطيات النفط الصخري القابلة للاستخراج، ما يبشّر بمستقبل واعد حال تطوير احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا.

وجاءت ليبيا في هذا المركز باحتياطيات تصل إلى 26 مليار برميل، بعد الأرجنتين التي بلغت احتياطياتها من النفط الصخري نحو 27 مليار برميل.

بينما جاءت روسيا في المركز الأول، باحتياطيات تصل إلى 75 مليار برميل، تليها الولايات المتحدة بـ58 مليار برميل، ثم الصين بـ32 مليار برميل، بحسب نتائج مسح دولي صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية 2013.

وتَراوحَ إجمالي احتياطيات النفط الصخري القابلة للاستخراج حول العالم في هذا المسح بين 335 و345 مليار برميل، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ولم تظهر ليبيا في تصنيف أكبر 10 دول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج في العالم، إذ ما تزال الأحجام المؤكدة لديها أقل من المكتشفة بقائمة الكبار، التي تتصدرها الصين بنحو 1.11 كوادريليون قدم مكعبة يوميًا، وتتذيّلها البرازيل بنحو 245 تريليون قدم مكعبة، بحسب بيانات المسح الأميركي التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتواجه احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا سلسلة من التحديات، أبرزها التقنيات المطلوبة لتطويرها، والشروط التعاقدية المقدمة لشركات النفط والعالمية والخدمات اللوجستية لحفر آلاف الآبار الجديدة وربطها بالبنية التحتية.

خريطة أحواض النفط في ليبيا

فضلًا عن احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا، هناك تقديرات عامة لإجمالي الموارد، إذ يضم حوض سرت 16 حقل عملاق تحتوي احتياطيات قابلة للاستخراج تصل إلى 117 مليار برميل من النفط، وتمثّل 89% من إجمالي الاحتياطيات النفطية المكتشفة في ليبيا حتى الآن، ويمثّل النفط الصخري من العصر الطباشيري مصدرًا رئيسًا لموارد الحوض.

ويعدّ هذا الحوض من أغزر الأحواض النفطية في شمال أفريقيا، وتتراوح كثافته بين 44 و32 درجة بحسب معيار معهد النفط الأميركي (API gravity)، كما يحتوي على نسب كبريت منخفضة جدًا تتراوح بين 0.15 و0.66%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، يحتوي حوض غدامس على احتياطيات نفطية قابلة للاستخراج تصل إلى 3 مليارات برميل، كما تبلغ احتياطيات حوض مزرق قرابة مليار برميل، بينما لم يشهد حوض الكفرة أيّ اكتشافات تجارية حتى الآن، بحسب موقع سبيم ستراتا المتخصص (SEPM STRATA).

وتمتلك الأحواض البحرية في ليبيا موارد واعدة من النفط والغاز، لكنها لم تتعرض إلّا لعمليات محدودة من الاستكشاف حتى الآن، ويتركز الإنتاج البحري في حوض تريبوليتانيا البحري أو حوض طرابلس، وخاصة من حقل البوري النفطي الذي ينتج قرابة 60 ألف برميل يوميًا، مع احتياطيات قابلة للاستخراج تُقدَّر بـ2 مليار برميل.

وأبلغت شركة هيس كورب الأميركية، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2008، عن اكتشاف بحري بطول 500 قدم يقع على الامتداد البحري لحوض سرت الأكبر في ليبيا، لكنها لم توضح حجم الاكتشاف، لتظل منطقة سرت البحرية غير منتجة حتى الآن.

احتياطيات النفط العامة قد تتجاوز 74 مليار برميل

تمتلك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، بنحو 48.4 مليار برميل، وفق بيانات أويل آند غاز جورنال.

وتعادل هذه الاحتياطيات 3.9% من إجمالي احتياطيات منظمة أوبك، ما يجعلها في المركز السابع على مستوى دول المنظمة المصدّرة للنفط، بحسب التقرير السنوي لأوبك.

وتتوقع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ارتفاع احتياطيات النفط المؤكدة للبلاد إلى ما يزيد على 74 مليار برميل عند إضافة احتياطيات النفط الصخري المقدّرة بنحو 26 مليار برميل، حسب تقرير منشور بموقع ليبيا ريفيو المتخصص (Libya review).

وإذا أضيفت احتياطيات النفط الصخري إلى إجمالي الاحتياطيات النفطية في ليبيا، فسيؤدي ذلك إلى زيادة العمر الافتراضي لإنتاج النفط في البلاد من 70 عامًا إلى 112 عامًا، بحسب تقديرات المؤسسة الوطنية للنفط.

فريق المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا
فريق المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا - الصورة من موقع المؤسسة

وتشتهر ليبيا بإنتاج أفضل أنواع النفط الخفيف الحلو عالميًا، مع قلة شوائبه واحتوائه على نسب كبريت منخفضة، ما يجعله مفضلًا لمصافي التكرير في أوروبا والعالم.

كما يتميز النفط الليبي بقربه من أسواق الاستهلاك العالمية؛ ما يخفض من تكاليف نقله بحريًا، بسبب انفتاح الساحل الليبي على أوروبا وقارات العالم، إلى جانب ابتعاده عن المضائق المائية غير مستقرة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن تنعكس مزايا الموقع والجودة إيجابيًا على فرص تطوير احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا خلال السنوات المقبلة، ما سيمثّل عامل جذب للاستثمارات الأجنبية في القطاع.

على الجانب الآخر، يتوقع ارتفاع احتياطيات الغاز الطبيعي في البلاد من 55 تريليون قدم مكعبة إلى 177 تريليون قدم مكعبة، بعد إضافة 122 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج، بحسب تقديرات مسح إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتمتلك ليبيا 1.5 تريليون متر مكعب (53 تريليون قدم مكعبة) من الاحتياطيات المؤكدة للغاز الطبيعي بنهاية عام 2023، بحسب أويل آند غاز جورنال.

تطورات إنتاج النفط والغاز في ليبيا

أدت الصراعات العسكرية الممتدة منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي، في عام 2011، إلى حالة من عدم الاستقرار أثّرت بالسلب في مستويات إنتاج النفط والغاز.

ويتجاوز عدد الحقول المنتجة للنفط والغاز في ليبيا 320 حقلًا، وبلغ إنتاج النفط الليبي ذروته عند 3.3 مليون برميل يوميًا في عام 1970، قبل أن يبدأ الانخفاض.

وظل إنتاج النفط الليبي يتراوح حول 1.5 مليون برميل يوميًا حتى عام 2009، قبل أن ينخفض بشكل حادّ إلى 462 ألف برميل يوميًا عام 2011، الذي شهد الإطاحة بالرئيس معمر القذافي.

وشهد إنتاج النفط في ليبيا نموًا تدريجيًا حتى بلغ 1.097 مليون برميل يوميًا في عام 2019، قبل أن يهبط في عام 2020 إلى0.367 مليون برميل يوميًا، بسبب ظروف جائحة كورونا وعودة الاضطرابات السياسية للبلاد مرة أخرى.

وارتفع الإنتاج فوق 1.1 مليون برميل يوميًا خلال 2021، ثم هبط إلى 980 ألف برميل يوميًا عام 2022، قبل أن يعاود الارتفاع إلى 1.19 مليون برميل يوميًا عام 2023، وفق أحدث بيانات صادرة عن أوبك.

يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط في ليبيا خلال المدة من 2009 إلى 2023:

إنتاج النفط في ليبيا

أمّا إنتاج الغاز الطبيعي، فقد تعطَّل بالكامل لأوقات طويلة عام 2011، ثم بدأ التعافي تدريجيًا مثل النفط، ليصل إلى 14.8 مليار متر مكعب بنهاية عام 2022، مقارنة بنحو 16 مليار متر مكعب عام 2010، بحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق