التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

نفايات الأجهزة الإلكترونية مصدر مهم لتصنيع تقنيات مكافحة تغير المناخ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • تصنيع التقنيات اللازمة لمكافحة تغير المناخ يتطلب المزيد من المعادن
  • • أكوام النفايات الإلكترونية التي تتخلص منها البشرية سنويًا مصدر محتمل للمعادن الأرضية النادرة
  • • بعض الكميات الكبيرة من معادن تحوُّل الطاقة ينتهي في سلة المهملات
  • • الألومنيوم والنحاس من أكثر المعادن القابلة لإعادة التدوير، والموجودة بكثرة في النفايات الإلكترونية

في ظل السعي المتواصل لتحقيق أهداف تحول الطاقة والحياد الكربوني، تمثّل نفايات الأجهزة الإلكترونية مصدرًا مهمًا للمعادن الأرضية النادرة التي تدخل في تصنيع التقنيات اللازمة لمكافحة تغير المناخ.

يأتي ذلك على الرغم من أن التنقيب عن هذه المعادن المستعمَلة في الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، وبطاريات السيارات الكهربائية يؤدي إلى الإضرار بالنظم البيئية والمجتمعات، وفق ما جاء في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب التقرير، فإن أن أكوام نفايات الأجهزة الإلكترونية، التي تتخلص منها البشرية سنويًا، تُعدّ مصدرًا محتملًا للنحاس والنيكل والألومنيوم والمعادن الأرضية النادرة اللازمة لتحقيق استقرار المناخ.

تجدر الإشارة إلى غياب بيانات دقيقة عن معادن الطاقة النظيفة الموجودة في أجهزة الحاسوب المحمولة والطابعات والثلاجات الذكية التي يتخلص منها العالم.

وكان من الصعب تحديدًا الحصول على البيانات المتعلقة بمعادن أكثر غموضًا، مثل النيوديميوم والبلاديوم، التي تؤدي أدوارًا صغيرة، ولكنها مهمة في تقنيات الطاقة الخضراء الراسخة والناشئة.

سد فجوات بيانات نفايات الأجهزة الإلكترونية

اتخذت الأمم المتحدة الخطوة الأولى نحو سدّ الفجوات في البيانات من خلال الإصدار الأخير من تقريرها الدوري عن نفايات الأجهزة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، حسبما نشرته مجلة علماء الذرة (Bulletin of the Atomic Scientists) المعنية بقضايا العلوم والأمن العالمي.

ويُظهر تقرير "المرصد العالمي الجديد لنفايات الأجهزة الإلكترونية "، الذي صدر الشهر الماضي، الحجم الكبير لأزمة النفايات الإلكترونية، التي وصلت إلى رقم قياسي جديد في عام 2022، عندما تخلّص العالم من 62 مليون طن متري من الإلكترونيات.

ولأول مرة، يتضمن التقرير تفصيلًا للمعادن الموجودة في النفايات الإلكترونية، وعدد مرّات إعادة تدويرها.

معالجة نفايات الأجهزة الإلكترونية في الصين
معالجة النفايات الإلكترونية في الصين – الصورة من نيو ساينتست

وقال أبرز مؤلفي التقرير، كيس بالدي، لمجلة غريست Grist الأميركية المعنية بأخبار البيئة والمناخ: "هناك القليل جدًا من التقارير بشأن استخراج المعادن من النفايات الإلكترونية على مستوى العالم".

وأشار التقرير إلى أن بعض الكميات الكبيرة من معادن تحوُّل الطاقة ينتهي بها الأمر في سلة المهملات.

ويُعدّ الألومنيوم والنحاس من أكثر المعادن القابلة لإعادة التدوير والموجودة بكثرة في نفايات الأجهزة الإلكترونية.

ومن المقرر أن يؤدي كلاهما أدوارًا أساسية في تحول الطاقة، فالأسلاك النحاسية منتشرة في مجموعة من التقنيات منخفضة ومنعدمة الكربون، من توربينات الرياح إلى خطوط نقل الكهرباء التي تحمل الطاقة المتجددة.

الطلب على الألومنيوم والنحاس

يُستعمل الألومنيوم في بعض خطوط الكهرباء، ويمثّل معدن دعم خفيف الوزن في هياكل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية وما إلى ذلك.

من ناحية ثانية، أُعيدَ تدوير 60% فقط من ما يُقدَّر بـ 4 ملايين طن متري من الألومنيوم ومليوني طن متري من النحاس الموجود في نفايات الأجهزة الإلكترونية عام 2022، وانتهى الأمر بملايين الأطنان الأخرى في مكبّات النفايات حول العالم.

وفي عام 2022، بلغ الطلب على النحاس في قطاع التكنولوجيا المناخية ما يقرب من 6 ملايين طن متري، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وفي سيناريو خفض الانبعاثات من أجل الحدّ من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية، فإن الطلب على النحاس للتكنولوجيات المنخفضة الكربون قد يتضاعف 3 مرات تقريبًا بحلول عام 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينمو الطلب على الألومنيوم بنسبة تصل إلى 80% بحلول عام 2050، بسبب ضغوط تحول الطاقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ونظرًا لأن إنتاج الألومنيوم الخام ينتج عنه انبعاثات كربونية أكثر بـ 10 مرات من إعادة تدوير الألومنيوم في المتوسط، فإن زيادة إعادة التدوير تُعدّ إستراتيجية مهمة لكبح البصمة الكربونية للألومنيوم، وسط ارتفاع الطلب على المعدن.

نفايات الهواتف المحمولة
نفايات الهواتف المحمولة – الصورة من بلومبرغ

أمّا بالنسبة لمعادن تحول الطاقة الأخرى، فإن معدلات إعادة التدوير تُعدّ أقل بكثير، حسبما نشرته مجلة علماء الذرة (Bulletin of the Atomic Scientists).

على سبيل المثال، يُستعمل عنصر النيوديميوم الأرضي النادر في المغناطيس الدائم الموجود بمكبرات صوت جهاز "آي فون" iPhone ومحركات السيارات الكهربائية ومولدات توربينات الرياح البحرية.

النيوديميوم في نفايات الأجهزة الإلكترونية

قدًر مؤلفو تقرير "المرصد العالمي الجديد لنفايات الأجهزة الإلكترونية "، الصادر عن الأمم المتحدة، أن هناك 7 آلاف و248 طنًا متريًا من النيوديميوم في النفايات الإلكترونية عام 2022.

وتمثّل هذه الكمية ما يقرب من 3 أرباع 9 آلاف و768 طنًا متريًا من النيوديميوم التي تحتاج إليها قطاعات الرياح والسيارات الكهربائية في ذلك العام، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

على صعيد آخر، يعاد تدوير أقل من 1% من جميع المعادن الأرضية النادرة في نفايات الأجهزة الإلكترونية، بسبب عدم نضج تقنيات إعادة التدوير الأساسية، فضلًا عن التكلفة والتحديات اللوجستية لجمع المكونات الغنية بالمعادن الأرضية النادرة.

وقال أبرز مؤلفي التقرير، كيس بالدي: "إن جمع وفصل" المغناطيسات الأرضية النادرة لإعادة التدوير أمر صعب للغاية".

وأوضح أنه "على الرغم من النمو السريع في احتياجات قطاعي السيارات الكهربائية وطاقة الرياح من العناصر الأرضية النادرة، لا يوجد أيّ دافع من السوق أو المشرّعين لاستردادها".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق