مقالات منوعةالمقالاترئيسيةمنوعات

هل يحقق تدوير النفايات الإلكترونية جدوى اقتصادية وبيئية؟ (مقال)

هبة محمد إمام

تعدّ النفايات الإلكترونية من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي، مع تزايد استعمال التكنولوجيا وتطورها بشكل سريع، يجري تجاهل المخاطر البيئية والصحية المرتبطة بالتخلص من هذه النفايات بشكل مستدام.

وتشير الإحصائيات إلى توليد ملايين الأطنان من هذا النوع من النفايات سنويًا، وهو أمر يستدعي اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة للتعامل معها.

وتُعرف النفايات الإلكترونية بأنها أيّ نوع من النفايات الناتجة عن الأجهزة الإلكترونية التي أصبحت غير صالحة للاستعمال أو غير المرغوبة في الاستعمال.

وتشمل هذه النفايات أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والتلفاز والأجهزة الكهربائية الأخرى، التي تحتوي على مكونات إلكترونية.

وتحتوي هذه المكونات على مواد سامة، مثل الزئبق والرصاص والكادميوم والبلاديوم والبولي كلورينات البيفينيل (PCBs)، التي تشكّل تهديدًا كبيرًا على البيئة والصحة العامة.

وسيلة فعالة ومستدامة

يعدّ تدوير النفايات الإلكترونية وسيلة فعالة ومستدامة للتعامل مع هذه المشكلة، إذ تشمل العملية عدّة خطوات مهمة تسهم في تحويل هذه النفايات إلى مواد قابلة لإعادة الاستعمال أو إعادة التصنيع.

وفيما يلي سنتطرق إلى بعض الطرق المستعملة في تدويرها:

1. جمع النفايات: تبدأ عملية التدوير بجمع النفايات من المستعملين والشركات، تُنَظَّم حملات لجمعها، وتشجع الحكومات والمنظمات غير الحكومية على التبرع بالأجهزة القديمة بدلًا من التخلص منها.

2. الفصل والتفكيك: بعد جمع النفايات، تُفَكَّك وتُفصَل المكونات المختلفة، بوساطة فرق متخصصة تستعمل أدوات وتقنيات متقدمة لفصل العناصر القيمة وإزالة المواد الضارة، تُفَكَّك الأجهزة الإلكترونية إلى مكونات رئيسة، مثل البطاريات والدوائر المطبوعة والمعادن الثمينة.

3. معالجة المواد الخام: بعد التفكيك، تُعالَج المواد الخام بما يتناسب مع خصائصها، عادةً عبر الفصل الكيميائي أو الفيزيائي، إذ تُزال المواد الضارة وتُفصَل المعادن الثمينة، مثل الذهب والفضة.

4. إعادة التدوير الكيميائي: تُستَعمَل الطرق الكيميائية لاستخلاص المواد القيمة من النفايات الإلكترونية، على سبيل المثال، يمكن استعمال عمليات التحليل الكيميائي لاستخراج المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة من الدوائر الإلكترونية.

5. إعادة التدوير الحراري: يمكن استعمال الحرارة لتحويل هذه النفايات إلى مواد أخرى قابلة للإعادة التدوير، عن طريق عمليات مثل الاحتراق المغلق.

إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في مصنع بالمملكة العربية السعودية
إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في مصنع بالمملكة العربية السعودية - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة تدوير

6. إعادة التصنيع: بعد فصل المكونات ومعالجة المواد الخام، يُعاد تصنيعها لإنتاج منتجات جديدة، بتصنيع قطع الغيار والمكونات الإلكترونية الجديدة من المواد المستعادة، وتُستَعمَل في صناعة الأجهزة الإلكترونية الجديدة.

7. التخلص الصحيح: بعد إتمام عملية التدوير، يجري التخلص الصحيح من المواد التي لا يمكن إعادة تدويرها، يجب أن يُتخلَّص من هذه المواد بطرق بيئية وصحية صحيحة لضمان عدم تلوث البيئة.

وتهدف هذه الطرق إلى تقليل تلك النفايات وتحسين استغلال الموارد وتقليل التأثير البيئي والصحي للنفايات الإلكترونية، ومن المهم إجراء عمليات إعادة التدوير بطرق آمنة ومستدامة لضمان التخلص السليم من المواد السامة والحدّ من التلوث.

وتواجه عملية إعادة التدوير العديد من التحديات، وفي مقدّمتها التأكد من جمع جميع هذه النفايات المتولدة وتوجيهها إلى العملية الصحيحة للتدوير.

كما يجب على الشركات المصنّعة تصميم المنتجات بطريقة تسهّل عملية التفكيك وإعادة التصنيع.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومات القيام بدورها في تشجيع وتنظيم عمليات التدوير وتحديد المعايير البيئية والصحية للمعالجة الصحيحة للنفايات الإلكترونية، ويجب أيضًا تعزيز التوعية العامة حول أهمية التدوير وتوفير البنية التحتية اللازمة لجمعها ومعالجتها.

تهديد كبير للبيئة والصحة العامة

تشكّل النفايات الإلكترونية تهديدًا كبيرًا للبيئة والصحة العامة، ومن هذه المشكلات البيئية والصحية التي يمكن أن تسبّبها هذه النفايات ما يلي:

1. تسرب المواد السامة: الأجهزة الإلكترونية تحتوي على مواد سامة، مثل الزئبق والرصاص والكادميوم والبلاديوم والبولي كلورينات البيفينيل (PCBs)، التي يمكن أن تتسرب إلى البيئة عند التخلص من الأجهزة بشكل غير صحيح، وهذه المواد السامة يمكن أن تلوّث التربة والمياه الجوفية وتؤثّر في الحياة النباتية والحيوانية.

2. تلوث الهواء: عند حرق النفايات الإلكترونية، يمكن تحرير مواد ضارة في الهواء، قد يحتوي البلاستيك ومواد العزل في الأجهزة الإلكترونية على مواد قابلة للاحتراق، وعندما تُحرَق، تطلق غازات سامة في الهواء مثل ثاني أكسيد الكربون والزئبق.

3. تلوث المياه: عند التخلص من هذه النفايات في المكبات العامة أو تفريغها في المياه، يمكن أن تتسرب المواد الكيميائية السامة في المياه الجوفية أو الأنهار والبحار، هذا التلوث يمكن أن يؤثّر في الكائنات الحية المائية والنظم البيئية المائية عمومًا.

4. تأثير في الصحة البشرية: يمكن أن تتعرض الكائنات الحية عمومًا للتلوث عندما يتمّ التخلص من النفايات الإلكترونية بشكل غير آمن.

5. هدر الموارد الطبيعية: تحتوي الإلكترونيات على موارد طبيعية قيمة مثل المعادن الثمينة، عندما يتم التخلص من النفايات الإلكترونية دون تدويرها، تُهدَر هذه الموارد، ما يتطلب استخراج المزيد من الموارد الطبيعية لإنتاج الأجهزة الإلكترونية الجديدة.

تجدر الإشارة إلى أن هناك جهودًا عالمية لمعالجة هذه المشكلات من خلال تعزيز إعادة التدوير والتخلص الآمن من النفايات الإلكترونية والتشجيع على تصميم الأجهزة الإلكترونية بطرق تقلّل من استهلاك الموارد والتلوث.

جوانب اقتصادية إيجابية

يمكن أن يكون لتدوير النفايات الإلكترونية العديد من الجوانب الاقتصادية الإيجابية، ومن هذه الجوانب ذات الجدوى الاقتصادية ما يلي:

1. استعادة المواد القيمة: الأجهزة الإلكترونية تحتوي على موارد طبيعية قيمة مثل المعادن الثمينة (مثل الذهب والفضة) والمواد الأخرى مثل النحاس والألومنيوم، من خلال تدوير النفايات الإلكترونية، يمكن استعادة هذه المواد القيمة وإعادة استعمالها في صناعة منتجات جديدة، ومن ثم توفير تكاليف التعدين والاستخراج الجديد لهذه الموارد.

2. خلق فرص العمل: صناعة إعادة التدوير تعزز خلق فرص العمل، يتطلب تفكيك وإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية القديمة مهارات متخصصة وعمليات معقدة، ومن ثم، تُوَفَّر فرص العمل للعمال في صناعة إعادة التدوير والمعالجة وإعادة التصنيع.

3. توفير تكاليف الإنتاج: استعمال المواد المستعادة من تدوير هذه النفايات يمكن أن يقلل من تكاليف الإنتاج للشركات، بدلًا من الاعتماد على استخراج المزيد من الموارد الطبيعية لإنتاج المكونات الإلكترونية، يمكن استعمال المواد المستعادة لتصنيع منتجات جديدة بتكلفة أقلّ.

4. توفير الطاقة: تدوير هذه النفايات يسهم في توفير الطاقة، إذ إن إعادة تدوير المواد يتطلب عادة كميات أقلّ من الطاقة مقارنة بإنتاج المواد الجديدة من الموارد الطبيعية.

5. الامتثال للتشريعات البيئية: في العديد من البلدان، هناك قوانين وتشريعات صارمة تتطلب التخلص الآمن من النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها، بالامتثال لهذه التشريعات، يمكن أن تتجنب الشركات والمنظمات عقوبات مالية وقانونية .

6. تنمية الصناعة المحلية: يمكن لإعادة التدوير أن تسهم في تنمية الصناعة المحلية ودعم الاقتصاد المحلي، من خلال إنشاء مرافق لإعادة التدوير وتوفير فرص العمل المحلية، يمكن تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين الاستدامة الاقتصادية للمجتمع.

7. تعزيز الابتكار والبحث والتطوير: تدوير النفايات الإلكترونية يمكن أن يشجع على الابتكار والبحث والتطوير في مجال إعادة التدوير وتحويل المواد المستعادة، يمكن أن يتطلب تحويل النفايات إلى منتجات جديدة ومواد مستدامة تطوير تقنيات وعمليات جديدة، هذا يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف حلول مبتكرة وتنمية صناعات جديدة.

8. تحسين السمعة والتسويق: تدوير هذه النفايات يمكن أن يسهم في تحسين سمعة الشركات والمنظمات وزيادة قدرتها التنافسية، في الوقت الراهن هناك اهتمام كبير بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، يمكن أن يعزز برنامج التدوير سمعة المنشآت ويجذب العملاء والشركاء المهتمين بالاستدامة.

ساحة لجمع مخلفات الأجهزة الإلكترونية
ساحة لجمع مخلّفات الأجهزة الإلكترونية - الصورة من رويترز

إعادة الاستعمال في الصناعات الأخرى

يمكن أن يوفر تدوير النفايات الإلكترونية مواد قيمة يمكن استعمالها في عدة صناعات، ومن هذه الصناعات التي يمكن استعمال المواد المستعادة من إعادة تدوير فيها ما يلي:

1. صناعة الإلكترونيات: يمكن استعمال المواد المستعادة في تصنيع المكونات الإلكترونية الجديدة، على سبيل المثال، يمكن استعمال الذهب والفضة المستعادة من الأجهزة الإلكترونية القديمة في صنع الأسلاك والموصلات الإلكترونية.

2. صناعة السيارات: يمكن استعمال المواد المستعادة في تصنيع أجزاء السيارات، على سبيل المثال، يمكن استعمال المعادن مثل النحاس والألومنيوم في صنع أجزاء المحرك وأنظمة الكهرباء في السيارات.

3. صناعة البناء والتشييد: يمكن استعمال المواد المستعادة في صناعة المواد البنائية، على سبيل المثال، يمكن استعمال الزجاج المستعاد من شاشات الحاسوب والهواتف القديمة في صنع الزجاج المعزول للمباني.

4. صناعة الأثاث والديكور: يمكن استعمال المواد المستعادة في صناعة الأثاث والديكور، على سبيل المثال، يمكن استعمال البلاستيك المستعاد من أجهزة الحاسوب والهواتف القديمة في صنع أثاث من البلاستيك المعاد تدويره.

5. صناعة الصلب والمعادن: يمكن استعمال المواد المعدنية المستعادة في صناعة الصلب والمعادن، على سبيل المثال، يمكن استعمال النحاس والألومنيوم والحديد المستعاد من الأجهزة الإلكترونية القديمة في صنع المنتجات المعدنية.

6. صناعة الطاقة المتجددة: يمكن -كذلك- استعمال المواد المستعادة في صناعة الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، يمكن استعمال البطاريات المستعادة من الأجهزة الإلكترونية القديمة في تخزين الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح.

هذه مجرد بعض الأمثلة على الصناعات التي يمكن استعمال المواد المستعادة من تدوير النفايات فيها، هناك العديد من الصناعات الأخرى التي يمكن استغلال المواد المستعادة فيها بطرق مختلفة، وذلك يعتمد على نوع المواد المستعادة وخصائصها.

آثار بيئية إيجابية

هناك بعض الآثار البيئية الإيجابية التي يمكن أن تحققها تقنيات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، والتي من بينها:

1. توفير الموارد الطبيعية: بدلًا من استخراج مواد جديدة من الطبيعة، يمكن استعمال تقنيات إعادة التدوير لاسترداد المواد الثمينة من النفايات الإلكترونية، هذا يقلل من الحاجة إلى استعمال الموارد الطبيعية مثل الذهب والفضة والنحاس.

2. تقليل النفايات: بدلًا من رمي هذه النفايات في المكبات، يمكن استعمال تقنيات إعادة التدوير لاسترداد المواد القيمة، هذا يقلل من حجم النفايات، ويقلل من التأثير البيئي الناتج عن التخلص غير السليم منها.

3. تقليل التلوث: إعادة التدوير تسهم في تجنّب إطلاق المواد الضارة والسامة في البيئة، إذ إنه عند التخلص من النفايات الإلكترونية بطرق غير سليمة، مثل حرقها أو رميها في المكبات، يمكن أن يحدث تلوث هواء ومياه الشرب والتربة.

4. توفير الطاقة: عملية استخلاص المواد الثمينة من النفايات الإلكترونية قد تستهلك طاقة أقلّ بكثير مقارنة بعملية استخراج المواد الخام الجديدة، هذا يؤدي إلى توفير الطاقة والحدّ من الانبعاثات الناتجة عن عمليات استخراج المواد الخام التقليدية.

هذه بعض الآثار البيئية الإيجابية لتقنيات إعادة التدوير، ويُذكر أن فعالية هذه التقنيات في تحقيق هذه الآثار قد تختلف بناءً على العمليات والممارسات المستعمَلة في عمليات إعادة التدوير.

دول قدمت نماذج ناجحة

هناك العديد من الدول التي تعدّ نماذج ناجحة في تدوير النفايات الإلكترونية، ومن بين هذه الدول:

1. سويسرا: تعدّ سويسرا واحدة من الدول الرائدة في مجال تدوير النفايات الإلكترونية، تمتلك البلاد برامج قوية للتجميع والفرز وإعادة التدوير، وتحقق معدلات عالية في استرداد المواد الثمينة من النفايات الإلكترونية.

2. النرويج: تستثمر النرويج بشكل كبير في هذا المجال، وتهتم بحماية البيئة، وتعتمد على أنظمة تجميع وإعادة تدوير النفايات للحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل التأثير البيئي.

3. هولندا: تعدّ هولندا من الدول الرائدة في تدوير هذه النفايات، إذ تقدّم الحكومة الهولندية الدعم المالي والتشريعي لتعزيز جهود إعادة التدوير، وتشجع الشركات والمواطنين على التخلص منها بشكل صحيح.

4. السويد: تعدّ السويد من الدول القليلة التي تحقق نسبة عالية من تدوير النفايات الإلكترونية، إذ تستعمل تقنيات حديثة ومتقدمة في معالجة هذه النفايات واسترداد المواد الثمينة منها.

5. كوريا الجنوبية: تعدّ كوريا الجنوبية من الدول الرائدة في هذا المجال، وتمتلك البلاد برامج قوية لجمع وفرز النفايات الإلكترونية، وتشتهر بتقنياتها المتقدمة في إعادة التدوير واسترداد المواد القيمة.

6. ألمانيا: تمتلك ألمانيا نظامًا قويًا لتدوير النفايات الإلكترونية، إذ توفر برامج تجميع وفرز فعالة، وتشجع المواطنين والشركات على إعادة التدوير بشكل صحيح.

7. الدنمارك: تعدّ الدنمارك من الدول الرائدة في تدوير النفايات الإلكترونية، إذ تتبع نهجًا شاملًا لإدارة النفايات، وتعزز الابتكار في استرداد المواد الثمينة.

8. الولايات المتحدة: تعمل الولايات المتحدة على تعزيز جهود تدوير النفايات الإلكترونية من خلال تطبيق تشريعات وبرامج قوية، وتشجع الشركات على استعمال التقنيات الحديثة في إعادة التدوير.

9. بلجيكا: تعدّ بلجيكا من الدول الرائدة في تدوير النفايات الإلكترونية، إذ تستثمر في البحث والتطوير لتحسين تقنيات إعادة التدوير واسترداد المواد القيمة.

10. اليابان: تعدّ اليابان من الدول المتقدمة في تكنولوجيا إعادة التدوير وتدوير النفايات الإلكترونية، وتمتلك مراكز متخصصة لمعالجة النفايات الإلكترونية واسترداد المواد القيمة.

11. فنلندا: تعدّ فنلندا من الدول الرائدة في تدوير النفايات الإلكترونية، إذ تتبنى استراتيجيات قوية لإدارة النفايات وتشجع الابتكار والبحث في هذا المجال.

هذه بعض الدول التي تعدّ نماذج ناجحة في تدوير النفايات الإلكترونية، ويُحَقَّق هذا النجاح بفضل استثماراتها في البنية التحتية، وتشجيع الوعي العام، وتطبيق السياسات والتشريعات القوية للتحكم بتدوير هذه النفايات.

تحسين جهود عملية التدوير

هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدول، والتي تكفل أن تتحسن الجهود المتخذة في سبيل إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وبين بينها:

1. التوعية العامة: يجب توعية الجمهور بأهمية تدوير النفايات الإلكترونية وتأثيرها البيئي السلبي، يمكن أن تشمل هذه الجهود حملات إعلامية، وورش عمل، وتوزيع مواد توعوية.

2. توفير نقاط لجمع النفايات: يجب توفير نقاط جمع متاحة للأفراد والشركات للتخلص من هذه النفايات بشكل صحيح، يمكن أن تكون هذه النقاط في المباني الحكومية، والمدارس، والمراكز التجارية.

3. التعاون مع الشركات: يجب تشجيع الشركات على تبنّي مبادرات التدوير وتعزيز الاستدامة في سلاسل التوريد، يمكن توفير حوافز مالية أو الالتزام بالمعايير البيئية في عقود الشراء.

4. تعزيز إعادة التدوير واسترداد المواد القيمة: يجب تطوير وتنفيذ تقنيات متقدمة لاسترداد المواد الثمينة من النفايات، مثل استعمال الروبوتات والتحليلات الذكية.

5. تشريعات قوية وتنظيمات فعالة: يجب وضع تشريعات وتنظيمات صارمة للتحكم في تدوير النفايات وفرض الالتزام على الشركات بالتخلص من النفايات بشكل صحيح، يجب أيضًا تنظيم ورقمنة سلاسل التوريد لتسهيل تتبُّع النفايات وضمان معاملاتها بشكل قانوني ومستدام.

6. البحث والابتكار: يجب تشجيع البحث والابتكار في مجال تدوير النفايات الإلكترونية، وتطوير تقنيات جديدة لإعادة التدوير واسترداد المواد الثمينة بكفاءة عالية.

هذه بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين جهود تدوير النفايات الإلكترونية، ويجب أن تكون هذه الإجراءات شاملة وتشمل التوعية، والمشاركة العامة، والتشريعات القوية، والتكنولوجيا المتقدمة.

جانب من عمليات إعادة تدوير نفايات الأجهزة الإلكترونية
جانب من عمليات إعادة تدوير نفايات الأجهزة الإلكترونية - الصورة من بلومبرغ

أبرز تقنيات إعادة التدوير

هناك الكثير من التقنيات المتقدمة التي يمكن استعمالها لاسترداد المواد الثمينة من النفايات الإلكترونية، والتي تتمثل في:

1. التحليل الذكي: يمكن استعمال التحليل الذكي لفحص النفايات الإلكترونية وتحديد المواد الثمينة الموجودة بداخلها، إذ تستعمل تقنيات لتحليل المكونات الإلكترونية وفصل المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة.

2. الروبوتات: يمكن استعمال الروبوتات لفصل المكونات الإلكترونية واستخراج المواد الثمينة بشكل فعال، إذ تستعمل الروبوتات ذات الذراع المتعددة والمستشعرات الذكية لفصل المكونات والمعادن الثمينة.

3. تكنولوجيا الليزر: يمكن استعمال تكنولوجيا الليزر لفصل المواد الثمينة من النفايات، وتستعمل التقنية الليزرية القوية لتحديد وفصل المعادن الثمينة من المواد الأخرى.

4. الترشيح الكهروستاتيكي: يمكن استعمال هذه التقنية لاسترداد المواد الثمينة، إذ تعمل على فصل المواد بناءً على خواصها الكهروستاتيكية، وتُشحَن الجسيمات وتُفصَل بناءً على تفاوت شحناتها.

5. الاستخلاص بالسوائل الأيونية: يمكن استعمال السوائل الأيونية لاستخلاص المواد الثمينة من النفايات الإلكترونية، تستعمل هذه التقنية المذيبات الأيونية غير القابلة للتبخر لاستخلاص المعادن الثمينة بكفاءة عالية.

ومع استعمال هذه التقنيات المتقدمة لاسترداد المواد الثمينة، يجب ملاحظة أنها قد تختلف في التطبيق والتكلفة والكفاءة فيما بينها، وتعتمد على نوع النفايات الإلكترونية والمواد الثمينة المستهدفة.

ويتضح أن تقنيات إعادة التدوير تحمل آثارًا بيئية إيجابية مهمة، إذ تسهم في توفير الموارد الطبيعية، وتقليل حجم النفايات، وتجنّب تلوث البيئة، وتوفر الطاقة، كما تعزز استدامة قطاع الإلكترونيات، وتسهم في تحقيق الأهداف البيئية العالمية.

ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن التحديات ما تزال موجودة في مجال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وتحتاج هذه التقنيات لاستثمارات كبيرة وتكنولوجيا متقدمة لتحقيق الكفاءة والاستدامة، كما تحتاج إلى توعية المستهلكين والشركات بأهمية التخلص السليم من هذه النفايات ودعم جهود إعادة التدوير.

لذلك، يجب أن تكون الجهود متعددة الجوانب، إذ على الشركات تبنّي ممارسات مسؤولة في التصنيع والتخلص من النفايات، بينما على المستهلكين التعلم عن أهمية إعادة التدوير والتخلص الصحيح من الأجهزة القديمة، فيما على الحكومات والمؤسسات البحثية والشركات العمل معًا لتطوير تقنيات إعادة التدوير المستدامة وتعزيز الابتكار بهذا المجال.

إعادة التدوير ليست مجرد تقنية، بل هي جزء من المساعي لحماية البيئة والحفاظ على موارد الأرض، فتبنّي هذه التقنيات ودعمها سيسهم في خلق عالم أكثر استدامة، لذا، دعونا نعمل معًا لتعزيز إعادة تدويرها والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ويجب أن ندرك أهمية التعامل المسؤول مع النفايات الإلكترونية وتدويرها بشكل صحيح، إذ يوفر الفرصة للاستفادة من الموارد القيمة والحدّ من التأثير البيئي السلبي، من خلال تبنّي أفضل الممارسات وتعزيز الوعي البيئي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق