التغير المناخيأخبار النفطتقارير التغير المناخيرئيسيةنفط

مسؤول: أفريقيا أكبر ضحايا تحول الطاقة.. ونواجه ضغوطًا لوقف النفط والغاز

أسماء السعداوي

وجّه الأمين العام لمنظمة منتجي النفط الأفريقية الدكتور عمر فاروق إبراهيم، انتقادات لمساعي تحول الطاقة السريع، بعيدًا عن الوقود الأحفوري بداعي خفض الانبعاثات ومكافحة تغير المناخ.

وقال الأمين العام للمنظمة المعنية بشؤون النفط والغاز، التي تضم في عضويتها 18 دولة، إن أفريقيا كانت أكبر ضحايا تحول الطاقة السريع الذي تقوده دول العالم المتقدم، بحسب تقرير نشرته صحيفة "بانش" (punchng) النيجيرية المحلية.

جاءت تصريحات إبراهيم خلال كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر الدولي الثالث لعلوم وتكنولوجيا الهيدروكربونات، الذي عُقِد في العاصمة النيجيرية أبوجا.

كما حذر من أن يؤدي التخلي عن الوقود الأحفوري مع عدم تحقيق آمال الطاقة المتجددة إلى نقص موارد الطاقة التي ستتركز في يد الدول المتقدمة فقط.

تحول الطاقة في أفريقيا

قال الأمين العام لمنظمة منتجي النفط الأفريقية إن دول القارة السمراء أُجبرت على التوقف عن تنمية موارد الوقود الأحفوري لديها، وتواجه دول أخرى ضغوطًا لوقف التنقيب عن النفط والغاز.

واستطرد: "ندين لشعوبنا بواجب استغلال موارد النفط والغاز الوفيرة في مختلف المجالات من أجل تنمية اقتصاداتها".

وتعليقًا على عنوان المؤتمر: "مستقبل صناعة النفط والغاز.. الفرص والتحديات والتنمية"، قال: "نحن (المنظمة) كثيرًا ما نتلقى تساؤلات بشأن مستقبل صناعة النفط والغاز".

وأضاف: "من الواضح أن أكبر ضحايات تحوّل الطاقة السريع ستكون الدول النامية وبخاصة الأفريقية منها".

وفسّر ذلك بقوله: "هذا لأنه في حالة فشل تحقق الاختراقات التكنولوجية المتوقعة في أبحاث وتطوير الطاقة المتجددة في الوقت المتوقع نشرها فيه بالكامل، مع التخلي عن صناعة النفط والغاز في الوقت نفسه، سيؤدي ذلك إلى نقص إمدادات الطاقة العالمية، وستحتكر الدول الغنية موارد الطاقة القليلة المتاحة".

موقع لإنتاج النفط في أفريقيا
موقع لإنتاج النفط في أفريقيا - الصورة من "ornoirafrica"

يقول الدكتور عمر فاروق إبراهيم إن الطاقة هي أقوى محفز للتنمية الاقتصادية الاجتماعية، موضحًا: "بعبارة أخرى، على أفريقيا خلق مستقبل صناعة النفط والغاز بها".

وفي هذا الصدد، قال إن منظمة منتجي النفط الأفريقية دخلت في شراكات مع مصرف أفريكسم بنك (Afreximbank) لتأسيس بنك الطاقة الأفريقي ليكون مؤسسة تمويل تنموية بدعم حكومي وخاص.

وقال إن الهدف من البنك الجديد هو التركيز على تمويل مشروعات النفط والغاز في أفريقيا، وسد الفجوة التمويلية.

تحول الطاقة في نيجيريا

قال وزير الدولة لشؤون البيئة في نيجيريا الدكتور إسحاق سالاكو، إن خطة تحول الطاقة في بلاده تواجه أزمة تمويلية؛ إذ إن التكلفة تصل إلى 1.9 تريليون دولار حتى عام 2060.

وفي المقابل، شهدت السنوات الـ10 الماضية إنفاق 655 مليون دولار فقط على مشروعات الطاقة النظيفة، وفق تقرير نشره موقع "نايرا ميتريكس" (nairametrics).

وحمَّل الوزير دول العالم المتقدمة مسؤولية التسبب في أزمة تغير المناخ، قائلًا إن أفريقيا تتحمّل عبء الأزمة التي سبّبتها بالأساس دول العالم المتقدم.

كما طالب تلك الدول بتقديم الدعم المادي للتخفيف من حدة الأزمة، قائلًا: "الأمر لا يتعلق بتقديم الصدقات أو المساعدات، بل يتجاوز ذلك إلى الدفع -سواء كان أكثر أو أقلّ نظير ما تسبّبوا فيه- لتمويل التحول الأخضر وتوفير فرص عمل بالطاقة النظيفة والتحول إلى الطاقة المستدامة بصورة عامة في أفريقيا".

يتفق مع تلك التصريحات الزعماء الأفارقة المشاركون في أول قمة مناخ أفريقية في نيروبي عاصمة كينيا في شهر سبتمبر/أيلول (2023).

وتضمّن إعلان نيروبي، الصادر عن القمة، الدعوة لإطلاق استجابة شاملة ومنهجية لأزمة الديون خارج أطر التعثر في السداد، لتوفير مساحة مالية تحتاج إليها كل الدول النامية لتمويل كلٍ من التنمية والعمل المناخي.

كما ذكّر القادة الدولَ المتقدمة بالوفاء بتعهدها السابق بتوفير 100 مليار دولار سنويًا لمواجهة تغير المناخ في الدول الأكثر فقرًا بحلول 2020.

طُعم تحول الطاقة

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن ثمة حربًا شديدة يُطلقها دعاة تحول الطاقة ضد النفط والغاز، رغم أنهم يطالبون في الوقت نفسه بزيادة أعمال التعدين والمناجم؛ إذ إن التحول الطاقي يتطلب معادن بكميات ضخمة جدًا.

وأكد الحجي، في حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، على منصة "إكس" (X) بعنوان: "التراجع عن سياسات التغير المناخي وأثره في زيادة الطلب على النفط والغاز"، أن هناك تحيزًا إعلاميًا بالصحافة الغربية -لا يمكن تفسيره- فيما يتعلق بالنفط والغاز والتحول الطاقي.

وتساءل: "هم يحاربون النفط والغاز بدعوى أنهما يولّدان الكثير من ثاني أكسيد الكربون، ولكن التنقيب عن المعادن ودخول المناجم في أماكن مختلفة حول العالم.. ألا تخلق هذه ثاني أكسيد الكربون؟".

مستشار تحرير منصة الطاقة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي
مستشار تحرير منصة الطاقة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي

وفي السياق نفسه، دعا الحجي دول الخليج -في ظل التضليل الإعلامي الحالي- إلى ألا تلتقط "طُعم" التحول الطاقي، ومن ثم تزيد استثمارات النفط والغاز.

وقال الحجي -في حلقة أخرى بعنوان "مستقبل الطاقة بين الواقع والأحلام والتضليل الإعلامي"، إنه على دول الخليج ألا تبتلع "طعم التحول الطاقي"؛ لأن الطلب على النفط والغاز سيكون كبيرًا في المستقبل؛ ومن ثم ستكون هناك حاجة كبيرة إلى استثمارات.

وأشار إلى أنه ما زال هناك نقص كبير في الاستثمارات لمقابلة الطلب العالمي على النفط والغاز، خاصة أن الطلب على الغاز عالميًا سيزيد؛ لأنه الخيار الأمثل من الناحية البيئية، مع فشل بعض سياسات تغير المناخ، وهو ما يجب أن تنتبه إليه دول الخليج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق