أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةنفط

هل خطط تحول الطاقة عالميًا واقعية.. وما هو سيناريو الـ"لالا لاند"؟ (صوت)

أحمد بدر

قال الخبير النفطي، الرئيس السابق لجمعية مهندسي البترول العالمية الدكتور سامي النعيم، إن سيناريوهات تحول الطاقة لمواجهة تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، التي أصدرتها وكالة الطاقة الدولية، لا تتفق مع ما تصدره من تقارير بشأن أزمات الطاقة العالمية.

جاء ذلك خلال مشاركة النعيم في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، تحت عنوان "في ظل قرب مؤتمر كوب 28 في الإمارات.. ضرورة تغيير المفهوم العالمي لتحول الطاقة".

وأضاف: "تقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير أشار إلى أن 3.7 مليون إنسان يموتون سنويًا، بسبب استعمال الوقود الحيوي، ولكن المؤسف أن اتجاهات تحول الطاقة تسير في اتجاه آخر، كأنها لا ترى هذه الأرقام، أو كأنها ترى العكس".

وتابع: "عند النظر إلى سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050، وهو أيضًا أصدرته منظمة الطاقة العالمية، نجد السيناريو الذي أطلق عليه وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان اسم الـ(لالا لاند)، لأنه يعني كأنهم يرون العكس، ويرون معدلات فقر الطاقة في انخفاض وليس ارتفاعًا، أو كأنهم لا يصدقون التقارير التي يصدرونها".

خطط غير واقعية

قال المستشار في مجال الطاقة الدكتور سامي النعيم، إن التقارير التي تصدرها وكالة الطاقة الدولية أو الأمم المتحدة تحوي أرقامًا مخيفة، وهذه الأرقام لم تصدرها شركة نفط عالمية أو شركة نفط وطنية، لذلك نستغرب عندما نرى هذه السيناريوهات، لأنها "أحلام"، فهناك من يحلم ويكتب أفكارًا.

وأضاف: "أحد الأمثلة على هذه الأحلام، هو منع بيع (مراجل أو غلايات الوقود الأحفوري) بحلول عام 2025، وهذه المراجل تُستعمل في مشروعات تطوير حقول النفط، أي أن العالم بحلول 2025 سيتوقف عن تطوير أي حقل نفطي، وهو كلام لن يتحقق على أرض الواقع".

تحول الطاقة

ولكن -وفق سامي النعيم- هذا الكلام يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين الواقع والأحلام الموجودة في سيناريوهات تحول الطاقة التي تسوّقها هذه المنظمات، مهما كان اسم المنظمة التي أصدرت التقرير، والأزمة أن الفجوة تتسع بصورة كبيرة، ويمكن أن تبدأ هذه الفجوة تضيق بعد 20 إلى 50 عامًا.

وتابع: "هناك أرقام مخيفة وحقائق مروعة، وأحلام غير واقعية تتعلق بتحول الطاقة، فمثلًا، لو لم توجد تقنية التكسير المائي الهيدروليكي، التي حُوربت بقوة، لاختفى نحو 3 ملايين برميل من النفط، خاصة النفط الصخري الأميركي".

وأوضح أن التكسير المائي سبب في إنتاج ما يزيد على 3 ملايين من النفط الخام حاليًا، خاصة النفط الصخري في الولايات المتحدة، وما زالت تتعرّض لهجوم شرس، فإذا توقفت هذه التقنية واختفت الـ3 ملايين برميل من الإمدادات العالمية، فكم سيصبح سعر برميل النفط؟

وأردف: "رأينا الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب السعودية وروسيا وبعض دول أوبك+، وخفض مئات الآلاف من البراميل، وهي نسبة بسيطة مقارنة مع اختفاء 3 ملايين برميل من الإمدادات حول العالم، كما أن التكسير المائي الهيدروليكي أسهم في زيادة إنتاج الغاز الصخري الأميركي، الذي تصدره الولايات المتحدة حاليًا إلى أوروبا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية".

ولفت إلى أن غياب هذه التقنية كان سيدفع أوروبا إلى خيارين لا ثالث لهما، إما العودة إلى الوراء 30 عامًا واستعمال الفحم الحجري، ويصبح ما بين 80 و90% من إنتاج الكهرباء من الفحم، وإما تقبّل الحياة في الظلام، مضيفًا: "قد يضطر شخص يعيش في لندن داخل شقة ثمنها مليونا جنيه إسترليني إلى أن يقبل بقطع الكهرباء عنه 4 أو 5 ساعات يوميًا".

سيناريوهات الـ"لالا لاند"

قال الرئيس السابق لجمعية مهندسي البترول العالمية الدكتور سامي النعيم، خلال مشاركته في برنامج "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدمه الدكتور أنس الحجي على مساحات "إكس"، إن سيناريوهات الـ"لالا لاند" الخاصة بتحول الطاقة تفرض أن نتخيل فقدان الأسواق العالمية 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام.

وأضاف سامي النعيم: "هؤلاء يريدون خفض إنتاج النفط واستهلاكه بمعدل يتراوح بين 70 و80% بحلول عام 2050، وبالطبع يريدون -أيضًا- خفض الغاز بمعدل يمكن أن يتراوح بين 40 و50% بحلول العام نفسه، وبالطبع إنهاء استعمال الفحم الحجري دون إعطاء أي فكرة عن البديل".

لذلك -وفق النعيم- أطلق وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على سيناريوهات تحول الطاقة هذه اسم الـ"لالا لاند"، الذي يشير إلى أن هناك شخصًا يحلم بحدوث أمور معينة، مضيفًا: "مع الأسف الشديد هذه السيناريوهات لا تحظى بأي مصداقية على الإطلاق".

يُذكر أن الخبير العالمي الدكتور سامي النعيم هو أكاديمي متخصص ومستشار في مجال الطاقة، ويكتب في مجال استدامة وتحول الطاقة والنفط والغاز والتحديات البيئية واقتصادات تدوير الكربون، بجانب خبرته الطويلة الممتدة إلى نحو 40 عامًا في صناعة النفط والغاز.

تحول الطاقة

وشغل النعيم، في عام 2019، منصب رئيس جمعية مهندسي البترول العالمية، التي تُعد أكبر تجمع تقني في قطاع هندسة النفط والغاز بالعالم، بالإضافة إلى عضويته في المجلس الاستشاري العالمي لجامعة تكساس الأميركية.

وهو حاصل على جائزة التميز العالمي في قطاع هندسة البترول من قبل جمعية مهندسي البترول، كما أنه عضو بالمجالس الاستشارية في جامعات الملك فهد للبترول والمعادن، والملك سعود في الرياض، والملك فيصل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق