التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةغازنفط

سامي النعيم: النفط والغاز محور تحول الطاقة.. والسعودية مثال رائد للاستدامة المتوازنة

تحوّل الطاقة لا يقتصر على توفير مصادر خالية من الكربون

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • "التحوّل" يسير ببطء.. وقد يؤدي ذلك إلى فقر الطاقة مع تراجع التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي
  • النفط والغاز هما المصدران الوحيدان المستدامان الموثوقان للطاقة
  • الصناعة أثبتت موثوقيتها خلال جميع الأزمات التاريخية للطاقة بما فيها كورونا
  • العالم بحاجة إلى قدرة استثمارية قوية في جميع مصادر الطاقة بقيادة صناعة النفط والغاز

ألقى الرئيس السابق للجمعية الدولية لمهندسي البترول الدكتور سامي النعيم الضوء على الدور المحوري لصناعة النفط والغاز في تحوّل الطاقة، مع تأكيده ضرورة مساهمة الصناعات الأخرى بشكل فاعل في خفض انبعاثاتها.

وخلال محاضرة بعنوان "هل تستطيع صناعة النفط والغاز قيادة تحول الطاقة؟"، شدد النعيم على أن تحوّل الطاقة يسير ببطء، ما قد يؤدي إلى فقر الطاقة مع تنمية اجتماعية ونمو اقتصادي أقل، ومن ثم فإن التنمية المستدامة العالمية -على النحو المحدد من قِبل الأمم المتحدة- ستكون في خطر كبير.

ووفقًا لذلك، أكد النعيم أن الجمعية الدولية لمهندسي البترول قامت بتضمين التنمية المستدامة في جدول أعمالها الفني، استنادًا إلى الواقع، وحقيقة أن صناعة النفط والغاز يجب أن تكون في قلب النقاش حول الطاقة لضمان مصادر الطاقة المستدامة.

تأتي محاضرة النعيم في إطار مشاركته بمؤتمر "ندوة افتراضية لتكنولوجيا النفط والغاز الطبيعي: التركيز على الاستدامة"، والذي تنظمه الجمعية الدولية لمهندسي البترول، والرابطة الأميركية لجيولوجي البترول، وجمعية علماء الجيوفيزياء الاستكشافية.

تم تنظيم هذا المؤتمر لسد الفجوة بين العالم التقني في أنشطة المنبع وصناع السياسات، خاصةً فيما يتعلق بالاستدامة والتكنولوجيا، مع الأخذ في الاعتبار التطور التكنولوجي الذي قامت به صناعة النفط والغاز منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، بالإضافة إلى الإشراف البيئي والاجتماعي، بحسب ما أكده النعيم.

التنمية المستدامة وتحوّل الطاقة

عن آرائه حول التنمية المستدامة، أشار الرئيس السابق للجمعية الدولية لمهندسي البترول إلى معادلة أكثر توازنًا في مجال الطاقة، تشمل النمو الاقتصادي، والإشراف البيئي، والتنمية الاجتماعية، مع دعم التكنولوجيات المتقدمة والسياسة الصحيحة التي تدعو إلى حوار أكثر توازنًا بدلًا من النقاش الحالي حول التحوّل.

وشدد على أن تحوّل الطاقة "لا يقتصر كما نراه على توفير مصادر طاقة خالية من الكربون فحسب، بل يتعلق أيضًا بازدهار الحياة البشرية وتعزيزها".

وقال: "قمنا بتوسيع تعريف تحوّل الطاقة، ليشمل النفط والغاز الأنظف والأكثر كفاءة، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة في الطاقة، نحو ما يقرب من الحياد الكربوني، مع نمو اقتصادي إيجابي، وتنمية اجتماعية، والحصول على الطاقة، والآثار البيئية".

وتابع: "نحن نخطط لمستقبل النفط والغاز ليكون أكثر في استخدامات غير محترقة، في صناعة ستتحول إلى خفض انبعاثات الكربون والميثان أو حياديتها بحلول أعوام 2050-2060-2070".

صناعة النفط والغاز

ألقى النعيم -خلال محاضرته- الضوء على الواقع غير المرئي لصناعة النفط والغاز، "فالنفط والغاز هما المصدران الوحيدان المستدامان الموثوقان للطاقة، مع بنية تحتية كبيرة تضم أكثر من 55% من إجمالي مزيج الطاقة".

ويرى أن الصناعة أثبتت موثوقيتها خلال جميع أزمات الطاقة التاريخية، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا الحالية، حيث استمرت إمدادات النفط والغاز في التدفق على الرغم من التأثير الكبير لهذا الوباء على سلسلة التوريد وأسعار النفط.

على الرغم من هذا الوباء يستهلك العالم اليوم ما يقرب من 90 مليون برميل من النفط ومئات المليارات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي كل يوم، لدعم مكافحة هذا الوباء، بما في ذلك تشغيل الصناعات الحيوية مثل الصحة وسلاسل التوريد، وتصنيع الأغذية، والنقل.

أمن الطاقة

أكد الخبير في هندسة البترول أن العالم بحاجة إلى قدرة استثمارية قوية في جميع مصادر الطاقة، بقيادة صناعة النفط والغاز التي لديها القدرة والموارد لإنشاء نموذج متوازن للطاقة.

كانت لصناعة النفط والغاز -ولا تزال- دورًا رئيسًا في أمن الطاقة العالمي، لدعم النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، ولم تلبِّ الصناعة جميع احتياجات الطاقة العالمية التاريخية والمستقبلية القريبة فحسب، بل قامت أيضًا بتأمين موارد كافية لتلبية احتياجات الطاقة العالمية على المدى المتوسط والطويل.

وأشار النعيم إلى أنه في الـ20 عامًا الماضية استثمرت الصناعة مئات التريليونات من الدولارات، لتعويض الكميات المرتفعة المنتجة من النفط والغاز، وزيادة أصولها الهيدروكربونية بنسبة 50% في النفط و36% في الغاز.

كما بدأت الصناعة في استثمار مليارات الدولارات لفرض التوازن البيئي، بما في ذلك: الاستفادة من مزيد من الغاز في توليد الكهرباء لتعويض انخفاض استخدام الفحم والنفط، وإنشاء برامج تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية، والاستثمار في كفاءة الطاقة وتحويل ثاني أكسيد الكربون، والحد من انبعاثات الميثان، والاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق مبادرة مناخ النفط والغاز باستثمار قدره مليار دولار في 10 سنوات.

توليد الكهرباء

بين عامي 2008-2018 عززت صناعة النفط والغاز تقنيات التكسير المائي، ما سمح بإنتاج مزيد من الغاز الطبيعي بشكل رئيسي في الولايات المتحدة لتعويض انخفاض الفحم في توليد الكهرباء.

وزاد توليد الكهرباء عن طريق الغاز الطبيعي المتاح بأكثر من الضعف، وبالتالي تم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير. في الوقت نفسه، زاد الفحم في توليد الكهرباء في مكان آخر، ما أدى إلى تقليل هذا الخفض الكبير.

وقال النعيم: "نحن كصناعة لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا".

تُعد توقعات توليد الكهرباء العالمية أكثر تفاؤلاً مع التركيز بشكل أكبر على الغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة، والطاقة المائية والنووية مع انخفاض الفحم.

ووصف النعيم هذه التوقعات بـ"الواقعية"، فهناك دول معروفة بأنها منتجة للمواد الهيدروكربونية -مثل السعودية- تعلن عن خطط واعدة جدًّا لتحقيق 50% من توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، كما هو موضح في رؤية السعودية 2030.

وتضع رؤية المملكة 2030 السعودية في قلب تحوّل الطاقة، بالإضافة إلى دورها الإستراتيجي التاريخي الذي لا مثيل له في أمن الطاقة واستقرار سوق النفط.

السعودية مثال رائد في تحقيق التوازن

استعرض النعيم الإجراءات التي قامت بها السعودية كدراسة حالة لتحقيق استدامة متوازنة للطاقة.

فقد قامت المملكة بإنشاء نظام الغاز الرئيسي الوطني في أوائل الـ70 لالتقاط كل الغاز المصاحب وغير المصاحب وحقنه في اقتصاد البتروكيماويات والأسمدة وتحلية المياه وتوليد الكهرباء، ما أدى إلى توفير تريليونات الأطنان من انبعاثات غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون حتى الآن.

وفي عام 2014، قادت أرامكو السعودية مجموعة مؤلفة من 11 شركة نفط دولية ووطنية لإطلاق مبادرة مناخ النفط والغاز، باستثمار أكثر من مليار دولار في 10 سنوات لتطوير تقنيات لمساعدة العالم على وقف انبعاثات الغازات الدفيئة.

وفي عام 2020، اقترحت السعودية من خلال قيادتها لمجموعة الـ20، الاقتصاد الدائري للكربون -الذي يعتمد على 4 إستراتيجيات هي: التخفيف، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير، والإزالة- وتم اعتماده بالإجماع من قبل جميع دول المجموعة.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن ولي العهد السعودي منذ أسبوعين عن مبادرة المملكة الخضراء، والتي تشمل أول مدينة خالية من ثاني أكسيد الكربون تم الإعلان عنها سابقًا تسمى "ذا لاين" كجزء من مشروع نيوم الطموح، والمدعوم بالكامل من الهيدروجين الأزرق.

دور الصناعات الأخرى

السؤال الذي يفرض نفسه هو ما الذي تفعله الصناعات الأخرى التي ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان لتحقيق هدف انبعاثات مماثل قريب من الحياد؟

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن نمو توليد الكهرباء باستخدام الفحم في الصين والهند عوض الانخفاض في استخدام الفحم في الولايات المتحدة وأوروبا.

بعبارة أخرى، تخفيض ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة بسبب زيادة الغاز في الكهرباء بدلًا من الفحم، تم غسله من قبل الآخرين، وفقًا لما صرح به النعيم.

كما أن هناك عديدًا من الصناعات التي تنبعث منها الغازات الدفيئة، مثل الأسمنت والزراعة والممارسات البشرية مثل ردم النفايات وإزالة الغابات.

وقال النعيم: "في رأيي، لكي نكون منصفين، يجب أن يتم تكليف الجميع بتقليل انبعاثاتهم.. وإلا، فإن كل ما تحققه صناعة النفط والغاز سيكون بمثابة غسيل".

وتابع: "إنني متفائل جدًًا بأن صناعتنا ستستمر في تزويد الطلب العالمي على الطاقة بالنفط والغاز الأنظف والأكثر كفاءة، مدعومًا بمصادر الطاقة المتجددة مع سيناريو الحياد الكربوني".

واختتم قائلًا: "سنرتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في حماية كوكب الأرض، وإثراء التنمية الاجتماعية لسكانه، والحد بشكل كبير من فقر الطاقة".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق