التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية تكشف فرص تمويل الطاقة النظيفة وتحدياته في أفريقيا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

دعت وكالة الطاقة الدولية إلى خفض تكاليف التمويل وتعزيز القدرة على الوصول إلى رأس المال بصورة عاجلة، من أجل زيادة استثمارات الطاقة النظيفة في أفريقيا، خاصة مع تزايد التحديات بعد أزمتي كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

وجعلت الأزمات الأخيرة -بالتزامن مع تفاقم المخاطر المناخية- من الصعب على العديد من الدول الأفريقية جمع التمويل اللازم لدعم طموحاتها في قطاع الطاقة النظيفة، على الرغم من مواردها الضخمة والمتنوعة، وفق تقرير حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

وتستحوذ الطاقة النظيفة في أفريقيا على 2% من الاستثمارات العالمية في هذا المجال، رغم أنها تمثّل نحو 20% من سكان العالم، وفق تقرير صادر اليوم الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول 2023 عن وكالة الطاقة الدولية، بالتعاون مع مجموعة بنك التنمية الأفريقي.

وجاء صدور التقرير على هامش قمة المناخ الأفريقية في نيروبي، بحضور المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، ورئيس بنك التنمية الأفريقي أكينوومي أديسينا.

استثمارات الطاقة النظيفة في أفريقيا

تحتاج أفريقيا إلى زيادة الاستثمار في الطاقة إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2030، من 90 مليار دولار في الوقت الحالي، على أن يذهب ثلثا الإنفاق إلى الطاقة النظيفة.

وعلى مدار السنوات الأخيرة، ظلّت استثمارات الطاقة النظيفة في أفريقيا ثابتة تقريبًا، في حين انخفض الإنفاق على الوقود الأحفوري -الذي يمثّل عادة نحو ثلثي الاستثمار الإجمالي في الطاقة-.

وتحتاج أفريقيا إلى زيادة الاستثمارات بصورة عاجلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالطاقة، بما في ذلك حصول الجميع على مصادر الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، فضلًا عن الوفاء بجميع تعهدات المناخ المعلنة.

ويتطلب ذلك تغييرًا تدريجيًا في الاستثمار، والابتعاد عن مشروعات الوقود الأحفوري لصالح الطاقة النظيفة، وكل هذا يحتاج إلى توفير مجموعة من مصادر رأس المال وأساليب التمويل الجديدة، كما ترى وكالة الطاقة الدولية.

وبحلول عام 2030، يجب أن يصل الاستثمار في مجال الحصول على الطاقة في أفريقيا إلى ما يقرب من 25 مليار دولار سنويًا، لضمان توفير مصادر الطاقة الجديدة للجميع، وهي حصة صغيرة من إجمالي الاستثمار في الطاقة.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، استثمارات العالم في تقنيات الطاقة النظيفة سنويًا:

تراخيص الطاقة النظيفة

تحديات تمويل الطاقة في أفريقيا

هناك العديد من الحواجز تعوق تطوير فرص الطاقة النظيفة في أفريقيا وتمنع الاستثمارات الخاصة، في الوقت الذي تئن فيه الحكومات تحت وطأة أزمة الديون.

وفي الأسواق الناشئة، غالبًا ما تكون البيئة التنظيمية غير متطورة بصورة كاملة، وقد تؤدي إلى عدم استقرار العقود وتأخيرها، فضلًا عن زيادة مخاطر الاستثمار في مرافق مملوكة للدولة داخل البلدان التي تعاني ارتفاع مستويات الديون.

وفي الدول الهشة، يمكن أن تكون المخاطر السياسية وغيرها المتعلقة بالسمعة مرتفعة للغاية، ما يجعل من الصعب على المستثمرين إيجاد مشروعات كافية للاستثمار، وفق رؤية وكالة الطاقة الدولية.

ومن شأن هذه المخاطر والتحديات السابقة أن تؤدي إلى ارتفاع تكلفة رأس المال، الأمر الذي يمكن أن يجعل مشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا غير تجارية أو أكثر تكلفة بالنسبة إلى المستهلكين النهائيين حتى مع انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة.

وترى وكالة الطاقة الدولية أنه على الرغم من المخاطر التقنية المحدودة، فإن تكلفة رأس المال لمشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا أعلى بما لا يقل عن مرتين إلى 3 مرات من الاقتصادات المتقدمة والصين.

مشروع طاقة شمسية في أفريقيا
مشروع طاقة شمسية في أفريقيا - الصورة من وكالة الطاقة الدولية

معالجة تحديات التمويل

من أجل خفض تكلفة رأس المال لمشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا، يجب توفير المزيد من التمويل في المراحل المبكرة والعمل على تقليل العقبات السياسية والتنظيمية لجذب رأس المال الخاص، وسيتطلب ذلك مشاركة قوية من القطاعين العام والخاص، فضلًا عن دعم المؤسسات الأجنبية والمحلية.

وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى ضرورة أن يؤدي المجتمع الدولي دورًا رئيسًا في توسيع نطاق الاستثمار في الطاقة النظيفة في أفريقيا، إذ يمكن للتمويل الميسر -التمويل من مؤسسات تمويل التنمية والجهات المانحة- أن يكون حافزًا حاسمًا.

وخلص التقرير إلى أن هناك حاجة في أفريقيا إلى رأس مال ميّسر يبلغ 28 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويمكن للديون المنخفضة التكلفة بأسعار معقولة، من خلال أدوات مثل السندات الخضراء، أن تعزز مشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويجب أن يؤدي القطاع الخاص العالمي دورًا مهمًا في تعبئة التمويل لتطوير سلسلة توريد الطاقة النظيفة، خاصة في الدول التي تمتلك معادن حيوية، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق ومدغشقر، أو ذات إمكانات الهيدروجين المنخفضة الانبعاثات، مثل ناميبيا وموريتانيا، في ظل الطلب العالمي المتزايد على الطاقة النظيفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق