نفطتقارير النفطرئيسية

شركات النفط والغاز تعزز استثماراتها منخفضة الكربون إلى 24 مليار دولار في 2022

بزيادة 60% عن العام السابق

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • زيادة الاستثمارات منخفضة الكربون من قبل شركات النفط والغاز في عام 2022
  • شركات النفط والغاز تضطلع بدورها في جهود الحياد الكربوني
  • الاستثمارات في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه تضاعفت بواقع 3 مرات
  • انبعاثات غاز الميثان هبطت بواقع النصف منذ عام 2017
  • تشتمل التقنيات منخفضة الكربون على إبرام صفقات الاستحواذ وإجراء البحوث وتطوير المشروعات

لا تُغفِل شركات النفط والغاز الدور المهم الذي يتعيّن عليها الاضطلاع به نحو البيئة والمجتمع ككل، ممثلًا في مكافحة التغيرات المناخية، ما يَظهر بوضوح في الاستثمارات الضخمة التي تضخها تلك الكيانات في مصادر الطاقة المتجددة، اتساقًا مع أهدافها المناخية.

ويسعى قرابة 34% من كبريات شركات الوقود الأحفوري في العالم لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، لكن 93% من تلك الشركات لن تُحقق أهدافها تلك بحلول عام 2030 وفق ما هو مُخطط لها، ما لم تسرع وتيرة خفض انبعاثاتها إما عبر إزالة الكربون وإما حتى الاتجاه نحو تبني تقنيات الطاقة النظيفة، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق قالت مجموعة من أكبر شركات النفط والغاز في العالم إنها رفعت بصورة جماعية الاستثمارات منخفضة الكربون بأكثر من الثُلثين في العام الماضي (2022)، في الوقت الذي واجهت فيه الصناعة انتقادات لاذعة لتحقيق أرباح قياسية واستغلال الجانب الأكبر من عائداتها لمكافأة المستثمرين والتوسع في إنتاج الوقود الأحفوري، وفق ما أورده موقع بيزنس غرين ( Business Green).

وقالت مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ (أو جي سي آي)، وهي مجموعة يقودها الرؤساء التنفيذيون وتتألف من شركات تمثل -مجتمعةً- ما نسبته 30% من إنتاج النفط والغاز العالمي، إن أعضاءها الـ12 قد رفعوا مستويات الإنفاق على التقنيات منخفضة الكربون، إلى ما إجمالي قيمته 24.3 مليار دولار في العام الماضي (2022).

وتشتمل تلك التقنيات منخفضة الكربون على إبرام صفقات الاستحواذ، وإجراء البحوث وتطوير المشروعات، من بين أخرى عديدة.

ويمثّل هذا المبلغ زيادة نسبتها 60% في الاستثمارات منخفضة الكربون، مقارنةً بالعام السابق (2021)؛ إذ تمثّل مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس ما يزيد على نصف إجمالي تلك الاستثمارات.

محطة طاقة شمسية
محطة طاقة شمسية - الصورة من calmatters

مشروعات منخفضة الكربون

تشتمل الاستثمارات منخفضة الكربون الأخرى التي تدعمها (أو جي سي آي) على مشروعات الهيدروجين الأزرق والأخضر، والوقود الاصطناعي وتخزين الطاقة، والنقل المستدام، بحسب ما قالته المجموعة، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأكدت المجموعة -أيضًا- أن الاستثمارات في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه قد تضاعفت بواقع 3 مرات خلال المدة بين عامي 2021 و2022.

ويضم أعضاء مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ الرؤساء التنفيذيين للعديد من كبرى شركات النفط في العالم، أمثال أرامكو السعودية، والنفط البريطانية بي بي، ومؤسسة البترول الوطنية الصينية "سي إن بي سي"، وإيني الإيطالية، وإكوينور النرويجية، وإكسون موبيل الأميركية ومواطنتيها شيفرون وأكسيدنتال، وبتروبراس البرازيلية، وريبسول الإسبانية، وشل متعددة الجنسيات، وتوتال إنرجي الفرنسية.

وكوّنت تلك الشركات العملاقة مجموعة "أو جي سي آي" قبل عقد -تقريبًا- لدعم جهودها في مجال تحول الطاقة اتساقًا مع اتفاقية باريس للمناخ 2015.

انتقادات حادة

يأتي آخر تحديث بشأن الاستثمارات منخفضة الكربون التي ضختها "أو جي سي آي" في الوقت الذي ما تزال فيه الصناعة تواجه سيلًا من الانتقادات الحادة من قبل أنصار ونشطاء البيئة، وبعض المستثمرين، ممن يتهمون القطاع بمواصلة تنفيذ خططه التوسعية في قطاع النفط والغاز، ورفض إعادة استثمار الجانب الأكبر من عائداته المتحققة بفضل أسعار الطاقة المرتفعة، في المشروعات منخفضة الكربون.

ومنذ عام 2017، قالت "أو جي سي آي"، إن أعضاءها الـ12 قد ضخوا -مجتمعين- استثمارات بقيمة إجمالية بلغت 65 مليار دولار في التقنيات منخفضة الكربون، غير أن تقديرات صادرة هذا العام (2023) تشير إلى أن 5 أعضاء فقط من المجموعة -إكسون موبيل وشل وبي بي وشيفرون وتوتال إنرجي- قد حققوا -معًا- أرباحًا بقيمة 190 مليار دولار في العام الماضي (2022).

ووسط توقعات عدد من المحللين بإمكان وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته قبل عام 2030، تتنامى المخاوف من أن تشهد شركات النفط والغاز العالمية التي لم تلتزم بهدف تحول الطاقة، تعطلًا على نطاق واسع في الأصول في ظل تراجع الطلب على الوقود الأحفوري.

مزرعة رياح
مزرعة رياح - الصورة من todayshomeowner

تراجع الانبعاثات

قالت مجموعة "أو جي سي آي" في التقرير الصادر في 19 أكتوبر/تشرين الأول (2023) إن انبعاثات النطاق 1 قد انخفضت بنسبة 17% منذ عام 2017، ما يعادل التخلص من 27 مليون طن من الطرق في عام واحد.

ومع ذلك لم يتضمن التقرير أي بيانات بشأن انبعاثات النطاق 3، الناجمة عن استعمال منتجات الوقود الأحفوري التي تشكل نصيب الأسد من الآثار المناخية على القطاع.

لكن التقرير زعم أن انبعاثات غاز الميثان قد هبطت بواقع النصف منذ عام 2017، كما هبطت معدلات الحرق الدوري بنسبة 45%.

ضغوط متنامية

تقع الدول الأعضاء في مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ تحت وطأة ضغوط متنامية، لمواجهة انبعاثات غاز الميثان الصادرة عن الأنابيب التي تشهد حوادث تسرب.

وفي هذا الصدد وقع ما يزيد على 150 دولة حول العالم على مبادرة التعهد العالمي للميثان التي تستهدف تقليص انبعاثات هذا الغاز بنسبة 30% خلال العقد الحالي.

وفي العام الماضي (2022)، أطلقت "أو جي سي آي" حملة على نطاق الصناعة لخفض انبعاثات الميثان إلى ما يقارب الصفر، من عمليات النفط والغاز بحلول نهاية عام 2030؛ إذ أكد تقرير المجموعة على أن أكثر من 90 شركة قد انضمت -الآن- إلى الحملة المذكورة.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -من تصميم منصة الطاقة المتخصصة- أكبر مصدري الانبعاثات من قطاع الكهرباء بنهاية عام 2022:

أكبر مصدري انبعاثات الكهرباء حول العالم

احتجاز الكربون وتخزينه

قالت المجموعة، إن شركات النفط والغاز الأعضاء بها قد انخرطت -مجتمعةً- في تطوير 40 مركزًا لاستغلال تقنية تخزين الكربون واحتجازه حول العالم، التي من الممكن أن تزيل ما يصل إلى 300 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030.

وقال رئيس اللجنة التنفيذية لمجموعة "أو جي سي آي"، بيورن أوتو سفيردروب، إن شركات النفط والغاز الأعضاء بها قد أحرزت تقدمًا مُرضيًا في عام 2022، مضيفًا: "لكننا ندرك أنه ما يزال هناك الكثير لنفعله".

وأضاف: "لمواجهة تحدي التغيرات المناخية، يتعيّن علينا تسريع الإجراءات المُتخذة في صناعتنا، وقطاعات أخرى"، في تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتابع أوتو سفيردروب: "بينما نقترب من قمة المناخ كوب 28، نرى فرصًا للعمل الجماعي على تقليص انبعاثات غاز الميثان، والجهود التي تُبذل على مستوى الصناعة، لخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن العمليات التجارية".

وختم تصريحه قائلًا: "التقنيات النظيفة المتقدمة مثل احتجاز الكربون وتخزينه ستكون -أيضًا- حاسمة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق