تقارير الغازالتقاريررئيسيةغاز

تركيا بوابة عبور الغاز الجزائري لأوروبا الشرقية.. هل تنتعش الشراكة؟

الجزائر - عماد الدين شريف

مع تولّي الرئيس المدير العام الجديد لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، مهام مسؤوليته، وانتعاش حركة الغاز الجزائري إلى أوروبا الشرقية من خلال تركيا؛ تتزايد الآمال بشأن التعاون بين البلدين.

وكان المدير العام الجديد لمجمع سوناطراك قد وقّع اتفاقية لتجديد الشراكة -في أثناء رئاسته المؤقتة للشركة في عام (2018)- مع شركة بوتاش التركية؛ الأمر الذي يُعلِّق عليه الجانبان آمالًا بشأن تحريك عجلة الشراكة والتعاون بينهما.

وفي هذا الإطار، التقى الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، اليوم الإثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول، الرئيس التنفيذي لشركة بوتاش التركية عبدالواحد فيدان، في مقر الشركة الجزائرية، وذلك بحضور عدد من قيادات الشركتين.

وقال بيان، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، إن الطرفين ناقشا، خلال اللقاء، العلاقات التجارية طويلة الأمد القائمة بين سوناطراك وبوتاش، وذلك ضمن عقود بيع الغاز الجزائري المسال وشرائه، كما اتفقا على تعزيز العلاقات التجارية، وبحث إمكان توسيع شراكتهما واكتشاف فرص جديدة.

5.4 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري

ينص العقد الموقّع بين سوناطراك الجزائرية وبوتاش التركية على رفع حجم صادرات الغاز الجزائري إلى تركيا، لنحو 5.4 مليار متر مكعب سنويًا، بدلًا من 4.4 مليار متر مكعّب المتضمنة في العقد السابق.

الغاز الجزائري

ويمتد العقد الموقّع بين الشركتين الجزائرية والتركية إلى نحو 10 سنوات، بداية من عام 2018، وعدّلت الجزائر خطتها -مؤخرًا- في التعامل مع عملائها، بالتوقيع على اتفاقيات متوسطة المدى، لا تتعدى 10 سنوات، بدلًا من الاتفاقيات الطويلة السابقة التي تصل إلى 20 عامًا.

وتُعَد هذه العقود إحدى الآليات الهادفة للتكيّف مع أسعار السوق؛ إذ تكون عادة أعلى من السعر المنصوص عليه في الاتفاقيات، والتي تطالب الجزائر بالالتزام بها، موازاةً مع استعمال ميزة مراجعة أسعار الغاز الجزائري في الاتفاقيات الطويلة، لتجنب الخسائر.

تسويق الغاز الجزائري لأوروبا الشرقية

قال الأستاذ الباحث في الشؤون الوطنية والدولية عبدالرحمان بوثلجة، إنّ تركيا يمكن أن تؤدي دور نافذة الغاز الجزائري نحو أوروبا عامة، وأوروبا الشرقية على وجه الخصوص، خاصة أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وأوروبا وتركيا جيدة وتسير في الاتجاه الصحيح.

وأوضح بوثلجة، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن هذا التفاهم من شأنه دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات نحو آفاق أفضل، وعلى هذا الأساس؛ فإنّ التعاون بين سوناطراك وبوتاش يمكن أن يثمر شراكةً أوسع.

مقر شركة سوناطراك الجزائرية
مقر شركة سوناطراك الجزائرية - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وأضاف المتحدث أنّ حجم إنتاج الغاز الجزائري والاستكشافات المسجّلة في السنوات القليلة الماضية، ترشح سوناطراك لزيادة إمداداتها من الصادرات إلى عملاء متنوّعين، موضحًا أن البلاد تنتج حاليًا نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

ولفت إلى أن نصف هذه الكمية -تقريبًا- موجّهة للاستهلاك الداخلي، والبقية موجّهة نحو مختلف الأسواق الخارجية؛ بما فيها السوق التركية، بجانب تغطية احتياجات الأسواق التقليدية للجزائر مثل إيطاليا وإسبانيا، موضحًا أن مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري سيؤدي دورًا في زيادة الصادرات الجزائرية.

تنويع الشركاء والعملاء

قال الخبير في العلاقات الخارجية عبدالرحمان بوثلجة، إنّ هذا النوع من الاتفاقيات يندرج تحت خطة الجزائر لتنويع شركائها وعملائها؛ ومن ثم الاستفادة من ارتفاع أسعار المواد الطاقوية لتحسين العائدات بالعملة الصعبة، وهو ما تعمل عليه الجزائر من خلال الاعتماد على الأسواق الفورية مؤخرًا.

من جهته، أوضح الخبير في شؤون الطاقة أحمد طرطار، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أنّ الشراكة بين سوناطراك وبوتاش قديمة؛ فهي تمتد إلى عام 1988؛ إذ تعمل الشركة التركية منذ ذلك الحين على تسويق الغاز الجزائري في تركيا.

ومن ثم، وفق طرطار؛ فإن كل اجتماع أو اتفاق يحدث بين الطرفين هدفه تأكيد هذه العلاقة والاستمرار في التعاون، فضلًا عن كونها امتدادًا للصادرات الجزائرية إلى هذه المنطقة من أوروبا عبر تركيا، رغم أن القناة الأسهل لتوصيل الغاز الجزائري إلى أوروبا هي الأنابيب البحرية التي تربط الجزائر ببلدان شمال الحوض الأبيض المتوسط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق