التقاريرالتقارير السنويةتقارير الغازحصاد 2022رئيسيةسلايدر الرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج الغاز الطبيعي وصادراته في 2022.. أزمة الغزو تقود تحركات السوق

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تضرّر إنتاج الغاز الطبيعي حول العالم خلال 2022، هامشيًا، وذلك بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، لكنه ظلّ أعلى من مستويات ما قبل وباء كورونا (2019).

ويرجع هبوط إمدادات الغاز العالمية إلى تراجع الإنتاج الروسي الناتج عن انخفاض الطلب وزيادة تنويع الواردات في أوروبا، ما يعوّض الزيادات من المناطق الأخرى، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

واستمرت الولايات المتحدة في كونها أكبر منتج للغاز الطبيعي عالميًا خلال 2022، إذ عززت صادراتها إلى أوروبا، لتعويض انخفاض تدفقات الغاز الروسي.

كما أثّرت الأزمة الروسية الأوكرانية في تجارة الغاز العالمية، خاصة التدفقات عبر خطوط الأنابيب، مع رغبة أوروبا في تقليص الاعتماد على الإمدادات الروسية.

إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا

تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى تراجع هامشي في إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا، ليبلغ 4.089 تريليون متر مكعب هذا العام، مقارنة مع 4.11 تريليون متر مكعب العام الماضي (2021)، لكنه يُتوقع أن يعاود الصعود مجددًا إلى 4.129 تريليونًا العام المقبل، كما يُظهر الرسم أدناه:

إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا

وكان إنتاج العالم من الغاز قد تجاوز مستويات ما قبل الوباء (2019) البالغة 4.071 تريليون متر مكعب خلال العام الماضي، بعد انخفاضه إلى 3.945 تريليون متر مكعب خلال 2020، وفق وكالة الطاقة.

وتاريخيًا، فإن إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا قد شهد أعلى مستوى في تاريخه خلال 2021، حينما بلغ 4.03 تريليون متر مكعب، ومن شأن تراجعه خلال 2022 أن يكون الهبوط الثاني -بعد عام الوباء- منذ عام 2009، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.

ويرصد الرسم البياني التالي إنتاج الغاز الطبيعي حول العالم تاريخيًا منذ عام 1970 حتى 2021:

إنتاج الغاز الطبيعي في العالم

وأدّت العقوبات الغربية وانخفاض الطلب على الغاز في 2022، خاصة في أوروبا، إلى تراجع الإمدادات من جانب روسيا -ثاني أكبر منتج للغاز في العالم- إذ لم يكن ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية كافيًا لتعزيز الإنتاج.

وفي المجمل، من المرجح انكماش الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنحو 0.8% هذا العام، ليصل إلى 4.07 تريليون متر مكعب، حسب وكالة الطاقة الدولية.

وبصفة عامة، بدأت الطاقة المتجددة تأخذ حيزًا أكبر من الإنفاق الرأسمالي، ما يؤثّر بالطبع في النفط والغاز؛ إذ يُرجّح ارتفاع الاستثمارات الرأسمالية في مصادر الطاقة المتجددة إلى 494 مليار دولار في عام 2022، مقابل 446 مليار دولار في قطاع استكشاف وإنتاج النفط والغاز، حسب تقديرات شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

إنتاج الغاز حسب المنطقة

قادت منطقة أوراسيا هبوط إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا خلال العام الجاري، بل كانت المنطقة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في الإمدادات، يرجع -في الغالب- إلى روسيا، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وانخفضت إمدادات الغاز في أوراسيا بمقدار 114 مليار متر مكعب، على أساس سنوي، ليصل الإجمالي إلى 841 مليار متر مكعب خلال 2022، وهو أقلّ من المستوى المسجّل خلال عام الوباء (2020) عند 866 مليار متر مكعب.

وكما هو معتاد في السنوات الأخيرة، كانت منطقة أميركا الشمالية الأكثر إنتاجًا للغاز عالميًا، إذ يتجه الإجمالي إلى تسجيل 1.212 تريليون متر مكعب في 2022، ارتفاعًا من 1.178 تريليون متر مكعب العام السابق له، بدعم زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة.

وعاود إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا الارتفاع هذا العام إلى 232 مليار متر مكعب، بعد انخفاضه خلال عامي 2020 و2021 إلى 230 و223 مليار متر مكعب على الترتيب، إذ أجبرت أزمة الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا المنتجين الأوروبيين على تعزيز الإمدادات، في محاولة لسدّ الفجوة، التي خلّفها تراجع تدفقات غاز موسكو إلى القارة العجوز.

وبحسب تقديرات رسمية، من المتوقع أن تنتج النرويج 122 مليار متر مكعب من الغاز هذا العام، بزيادة قدرها 8% عن مستويات 2021، كما شهدت إمدادات الغاز في المملكة المتحدة زيادة قدرها 26% خلال النصف الأول من 2022 وحده.

وزاد إنتاج الغاز الطبيعي في أفريقيا 8 مليارات متر مكعب، ليصل إلى 270 مليار متر مكعب هذا العام، كما ارتفعت إمدادات منطقة الشرق الأوسط إلى 715 مليار متر مكعب، مقارنة مع 694 مليارًا العام الماضي، إذ عملت عدّة دول في المنطقتين على زيادة صادراتها إلى أوروبا، لتعويض نقص الغاز الروسي، والاستفادة من الأسعار المرتفعة.

وكانت منطقة أميركا الوسطى والجنوبية الأقلّ زيادة في إنتاج الغاز الطبيعي خلال 2022، بنحو ملياري متر مكعب فقط، ليصل إلى 149 مليار متر مكعب، لكن الارتفاع يأتي بعد هبوط لعامين متتاليين، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الرسم البياني الآتي إنتاج الغاز الطبيعي حسب المنطقة منذ عام 2019 حتى عام 2023:

إنتاج الغاز الطبيعي حسب المنطقة

إنتاج الغاز في أميركا

تواصل الولايات المتحدة تعزيز مكانتها بصفتها أكثر الدول المنتجة للغاز الطبيعي حول العالم، وهو اللقب الذي تحتفظ به منذ عام 2011، بحصة تتجاوز 23% من الإنتاج العالمي، حسب تقديرات شركة النفط البريطانية بي بي.

ومن المتوقع ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي الجاف في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي عند 98.1 مليار قدم مكعبة يوميًا (2.78 مليار متر مكعب يوميًا) خلال 2022، مقارنة مع 94.57 مليار قدم مكعبة يوميًا (2.68 مليار متر مكعب يوميًا) العام الماضي، وفق توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

بينما تُقدّر وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إنتاج الغاز في الولايات المتحدة إلى مستوى 1010 مليار متر مكعب هذا العام (أو ما يعادل 2.78 مليار متر مكعب يوميًا)، مقارنة مع 973 مليار متر مكعب العام الماضي، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى أساس شهري، صعد إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا لأعلى مستوى على الإطلاق عند 100.96 مليار قدم مكعبة يوميًا (2.86 مليار متر مكعب يوميًا)، خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022، مع تقديرات هبوطه في الشهرين التاليين، لكنه سيظل فوق مستويات 100 مليار قدم مكعبة يوميًا (2.83 مليار متر مكعب يوميًا).

ويُظهر الرسم، أدناه، إنتاج الغاز الطبيعي الجاف في الولايات المتحدة خلال آخر 4 سنوات، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة

وجاء صعود إنتاج الغاز الأميركي عام 2022 مدفوعًا بزيادة نشاط الحفر في منطقة هاينزفيل وحوض برميان، إلى جانب التوسعات الجديدة في البنية التحتية لخطوط الأنابيب في كلتا المنطقتين، خاصة مع رغبة الولايات المتحدة بتلبية الطلب الأوروبي على الغاز.

وارتفعت حفارات التنقيب عن الغاز الطبيعي إلى 155 حفارة خلال الأسبوع المنتهي في 22 ديسمبر/كانون الأول، مقارنة مع 106 منصات خلال الأسبوع نفسه من العام الماضي، حسب بيانات شركة بيكر هيوز.

إنتاج الغاز في روسيا

شهد إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا هبوطًا حادًا بلغ 111 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 651 مليار متر مكعب خلال 2022، وفق أحدث تقديرات وكالة الطاقة الدولية، التي تشير إلى استمرار الهبوط عند 623 مليار متر مكعب، العام المقبل.

وفي يناير/كانون الثاني 2022، قبل غزو أوكرانيا، كانت وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع إنتاج الغاز الروسي إلى مستوى قياسي عند 763 مليار متر مكعب هذا العام، قبل أن تصبح هذه التوقعات واقعًا من الخيال.

وكانت تداعيات أزمة غزو أوكرانيا أكثر حدّة على إنتاج الغاز الطبيعي الروسي من وباء كورونا وما تبعه من انخفاض الطلب، إذ هبطت الإمدادات 46 مليار متر مكعب في عام 2020، لتصل إلى 692 مليار متر مكعب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويرصد الرسم التالي إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا بين عامي 2019 و2023:

إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا

ومع العقوبات الأوروبية ونزوح الشركات الأجنبية من روسيا، تتجه استثمارات النفط والغاز في موسكو للانخفاض بنحو 15 مليار دولار في 2022، مقارنة مع مستويات ما قبل الحرب، لتصل إلى 35 مليار دولار، وفق شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

واضطرت موسكو إلى تقييد إنتاجها من الغاز، مع خفض صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي؛ ردًا على العقوبات المفروضة، ورغبة أوروبا -أيضًا- في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.

وبحسب بيانات أولية، أنتجت شركة غازبروم الروسية -أكبر منتج للغاز في روسيا- نحو 394.1 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، خلال المدة من أول يناير/كانون الثاني 2022 وحتى 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بانخفاض 19.6%، أو ما يعادل (96.3 مليار متر مكعب) عن مستويات عام 2021، والذي كان شاهدًا على أفضل أداء سنوي في غضون 13 عامًا.

صادرات الغاز الطبيعي في 2022

من المتوقع أن تنخفض تجارة الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب بنسبة 1.9% سنويًا بداية من 2022 حتى 2025، مع تراجع حادّ لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا في أعقاب غزو أوكرانيا، حسب وكالة الطاقة الدولية.

وبالعودة للعام الماضي (2021)، ارتفعت تجارة الغاز العالمية -الغاز الطبيعي المسال وخطوط الأنابيب- بنسبة تزيد عن 9%، أي ما يعادل 85 مليار متر مكعب، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن الوكالة الدولية.

وبلغت صادرات الغاز الطبيعي العالمية عبر خطوط الأنابيب 704.4 مليار متر مكعب في 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.

وكان انخفاض الصادرات الروسية إلى أوروبا السبب الرئيس في تراجع الصادرات العالمية هذا العام، مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، فضلًا عن مطالبة موسكو بالدفع بالروبل الروسي مقابل الغاز في نهاية مارس/آذار 2022.

وقبل غزو أوكرانيا، بلغت صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا 155 مليار متر مكعب سنويًا في عام 2021، وهو ما يعادل 30% من احتياجات القارة العجوز، وأكثر من نصف صادرات موسكو البالغة 247.1 مليار متر مكعب في العام نفسه.

وصدّرت شركة غازبروم الروسية -المورّد الوحيد للغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب- قرابة 97.8 مليار متر مكعب منذ بداية العام وحتى منتصف ديسمبر/كانون الأول (2022)، بانخفاض 45.1% (أو أقلّ بنحو 80.2 مليار متر مكعب) عن المدّة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات غازبروم، وتعبّر هذه الأرقام عن صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي وتركيا والصين.

ويوضح الرسم البياني التالي مقارنة صادرات روسيا من الغاز الطبيعي منذ بداية عام 2021 وحتى أواخر عام 2022:

صادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا أغلقت خط أنابيب نورد ستريم -طريق التصدير الرئيس للغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة- بداية من 11 يوليو/تموز 2022، لأجل غير مسمى، فضلًا عن توقّف إمداد الغاز من خلال خط أنابيب يامال عبر بولندا، بدءًا من منتصف مايو/أيار 2022.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، بلغ إجمالي صادرات خطوط الأنابيب الروسية إلى أوروبا عبر طرق الإمداد الرئيسة المتبقية -خط أنابيب ترك ستريم ونقطة العبور عبر أوكرانيا- 1.86 مليار متر مكعب، بانخفاض 5% على أساس شهري، ومقارنة مع 10.09 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من 2021، وفق تقديرات ستاندرد آند بورز غلوبال.

ومن جانبها، تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض صادرات الغاز الروسية عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا من 140 مليار متر مكعب عام 2021، إلى 60 مليار متر مكعب فقط هذا العام.

ومن أجل الاستفادة من ارتفاع أسعار الغاز المسال والطلب الأوروبي هذا العام، اهتمت الولايات المتحدة بتعزيز صادراتها من الغاز المسال، وهو ما أثّر نسبيًا في التدفقات عبر خطوط الأنابيب، بحسب تحليل وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الرسم البياني التالي صادرات الغاز الطبيعي الأميركية على أساس شهري بين عامي 2019 و2022:

صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض صادرات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى 8.42 مليار قدم مكعبة يوميًا (0.238 مليار متر مكعب يوميًا)، مقابل 8.47 مليار قدم مكعبة يوميًا (0.239 مليار متر مكعب يوميًا) العام الماضي.

ومن المرجح زيادة إجمالي صادرات الغاز الأميركية -تشمل الغاز المسال والغاز الطبيعي- إلى 19.01 مليار قدم مكعبة يوميًا (0.538 مليار متر مكعب يوميًا) خلال 2022، مقابل 18.23 مليار قدم مكعبة يوميًا (0.516 مليار متر مكعب يوميًا) العام الماضي.

وعلى أساس شهري، من المتوقع أن تصل الصادرات الأميركية عبر خطوط الأنابيب إلى 9.02 مليار قدم مكعبة يوميًا (0.255 مليار متر مكعب يوميًا)، وهو أعلى مستوى شهري منذ 2017 على الأقلّ، وفق البيانات المتاحة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، مع ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لمستوى قياسي.

اقرأ أيضًا من تقارير حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق