قناة السويس في 2022.. أرقام قياسية وافتتاح أول مشروع وقود أخضر
مع زيادة عبور ناقلات النفط
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
وسط حالة من التوترات الجيوسياسية عالميًا والتي كانت سائدة خلال عام 2022؛ وفي مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي، واصلت قناة السويس -باعتبارها شريانًا رئيسًا ومهمًا في حركة التجارة العالمية- تسجيل أرقام قياسية.
ويأتي ارتفاع إيرادات قناة السويس، خلال العام الجاري (2022)، مع زيادة في ناقلات النفط والغاز والفحم العابرة لشريانها طوال العام، وذلك بالتوازي مع مواصلة البلاد تنفيذ مشروعات تطويرية وتوسعية لها، والعمل على جذب استثمارات خصوصًا في مجال الطاقة النظيفة بالمنطقة الاقتصادية للقناة.
وبعد تخفيضات طبّقتها على السفن خصوصًا ناقلات النفط والغاز خلال عام 2022، تتجه مصر إلى رفع رسوم المرور بقناة السويس بداية من العام المقبل (2023)، مع ارتفاع قيمة تأجير ناقلات النفط الخام وناقلات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 88% و11% على التوالي خلال 2022 على أساس سنوي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
الإيرادات التاريخية تتواصل
شهدت قناة السويس تسجيل إيرادات قياسية في غالبية أشهر عام 2022، مع تحقيق أعلى مستوى تاريخيًا في أغسطس/آب الماضي، بحسب البيانات الحكومية المتاحة.
وبعد أن سجّلت قناة السويس في مجمل عام 2021 إيرادات تقارب 6.3 مليار دولار؛ فإنها تتجه إلى تحقيق إيرادات قياسية في عام 2022 تقدرها وحدة أبحاث الطاقة بنحو 7.8 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، أكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، أن تنامي أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة طوال عام 2022 انعكس على تحقيق طفرة كبيرة في حصيلة إيرادات القناة المقومة بالدولار؛ إذ يرجح أن تصل لنحو 7.8 مليار دولار، وهو أعلى عائد سنوي في تاريخ القناة، ويعني زيادة بنسبة 23.3% عن العوائد المحققة عام 2021.
وأوضح الفريق أسامة ربيع أن التقارير الملاحية، خلال عام 2022، رصدت طفرة كبيرة في أعداد السفن العابرة للقناة لتسجل -وفقًا للتوقعات- أعلى معدل عبور سنوي على الإطلاق بعبور 23.869 ألف سفينة مقابل عبور 20.694 سفينة خلال عام 2021، بوتيرة زيادة سنوية 15.3%، بينما بلغ إجمالي الحمولات الصافية العابرة للقناة خلال 2022، ما يقرب من 1.4 مليار طن، مسجلةً أعلى حمولة صافية سنوية في تاريخ القناة، مقابل حمولة 1.2 مليار طن في 2021.
ويشار إلى أن إيرادات قناة السويس ارتفعت، خلال النصف الأول من 2022، إلى 3.6 مليار دولار، مقابل 3 مليارات دولار خلال النصف المقارن من 2021.
إيرادات القناة طوال 12 شهرًا
في يناير/كانون الثاني 2022، سجّلت قناة السويس إيرادات بلغت 545.7 مليون دولار، مقابل 495.7 مليون دولار خلال الشهر المقارن من 2021، قبل أن ترتفع خلال فبراير/شباط إلى 546.8 مليون دولار، مقابل 474.1 مليون دولار خلال الشهر نفسه من العام الماضي (2021).
وصعدت إيرادات قناة السويس في مارس/آذار الماضي إلى 601.7 مليون دولار، مقابل 439.4 مليون دولار في مارس/آذار (2021)، ثم زادت الإيرادات أيضًا في أبريل/نيسان إلى 630.5 مليون دولار، مقابل 553.6 مليون دولار خلال الشهر نفسه من 2021.
وفي مايو/أيار الماضي، سجّلت إيرادات قناة السويس نحو 654.1 مليون دولار، مقابل 532.1 مليون دولار، خلال الشهر نفسه من 2021، كما شهد شهر يونيو/حزيران ارتفاعًا بالعوائد إلى 661.1 مليون دولار، مقابل 501.1 مليون دولار، خلال الشهر المقارن من 2021.
وقفزت إيرادات قناة السويس، في يوليو/تموز، إلى 705.8 مليون دولار، مقابل 531.8 مليون دولار، خلال يوليو/تموز 2021، قبل أن يشهد أغسطس/آب عوائد تاريخية وصلت إلى 745.6 مليون دولار، مقابل 562.7 مليون دولار في الشهر نفسه من 2021.
ورغم ارتفاع إيرادات قناة السويس على أساس سنوي في سبتمبر/أيلول الماضي؛ فإنها تراجعت على أساس شهري بما يخالف الاتجاه الصعودي المسجل منذ بداية فبراير/شباط 2022، إذ بلغت نحو 686 مليون دولار، مقابل 561.3 مليون دولار خلال الشهر المقارن من 2021.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عادت إيرادات قناة السويس للارتفاع على أساس شهري لتسجل 709.6 مليون دولار، مقابل 552.9 مليون دولار خلال الشهر نفسه من 2021، بينما تقدر وحدة أبحاث الطاقة أن تبلغ الإيرادات نحو 655 مليون دولار خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مقابل العوائد المحققة في الشهر نفسه من العام الماضي عند 573.9 مليون دولار.
ووفقًا لتقديرات وحدة أبحاث الطاقة، يُرجَّح أن تبلغ إيرادات قناة السويس، خلال ديسمبر/كانون الأول، نحو 670 مليون دولار، مقابل 555.3 مليون دولار عوائد محققة في ديسمبر/كانون الأول 2021.
ويرصد الرسم البياني التالي إجمالي إيرادات قناة السويس المحققة من رسوم عبور السفن على أساس شهري منذ بداية عام 2019 حتى نهاية 2022:
ناقلات النفط تنتعش بدعم أوروبي
جاءت سفن الصب الجاف (سفن نقل البضائع غير المعبأة مثل الحبوب والفحم) وناقلات النفط والغاز في المرتبة الثانية والثالثة والرابعة على الترتيب بقائمة أكثر الفئات العابرة للقناة خلال المدة الزمنية من يوليو/تموز 2021 حتى نهاية يونيو/حزيران 2022.
وهو ما أرجعته القناة إلى تنامي تجارة الفحم خصوصًا الشحنات المتجهة للقارة الأوروبية التي تبحث عن بديل للغاز الروسي.
وتوضح بيانات القناة أن سفن الحاويات تصدرت قائمة أكثر فئات السفن العابرة للقناة وفقًا لإجمالي الحمولات العابرة ونسبتها من الإيراد المحقق؛ إذ بلغ عدد السفن العابرة من ذلك النوع نحو 5520 سفينة بحمولات صافية 638 مليون طن، مسجلة إيرادات قدرها 3.4 مليار دولار خلال العام المالي الماضي (الذي يبدأ في يوليو/تموز 2021 وينتهي في يونيو/حزيران 2022).
وجاءت سفن الصب الجاف في المرتبة الثانية بعدد بلغ 6327 سفينة صب خلال العام المالي المنتهي في يونيو/حزيران الماضي، وحمولات صافية قدرها 254 مليون طن، مسجلة إيرادات 1.3 مليار دولار، مدعومة بزيادة الطلب على الفحم خصوصًا السفن المتجهة إلى أوروبا والتي تبحث عن بديل لتعويض نقص الإمدادات الروسية.
واحتلت ناقلات النفط المرتبة الثالثة بالقائمة؛ إذ عبرت 5451 ناقلة نفط بحمولات صافية 236 مليون طن، محققة إيرادات قدرها 1.2 مليار دولار في تلك المدة سالفة الذكر، نتيجة تحسن الطلب على النفط الخام.
وفي المركز الرابع، حلّت ناقلات الغاز الطبيعي المسال؛ إذ عبرت 886 ناقلة غاز طبيعي مسال، خلال العام المالي الماضي، بحمولات صافية بلغت 97 مليون طن، مسجلة إيرادات بقيمة 435 مليون دولار.
ناقلات النفط العابرة للقناة
بحسب بيانات حكومية، بلغ عدد ناقلات النفط العابرة قناة السويس، في يناير/كانون الثاني (2022)، نحو 394 سفينة، و365 ناقلة نفط في فبراير/شباط 2022.
وعادت إلى الارتفاع في مارس/آذار الماضي، ليبلغ عدد نافلات النفط العابرة قناة السويس خلال ذلك الشهر نحو 458 سفينة، لتواصل الارتفاع في شهر أبريل/نيسان إلى 527 ناقلة نفط.
كما زاد عدد ناقلات النفط العابرة لقناة السويس إلى 533 سفنية في مايو/أيار الماضي، وإلى 590 ناقلة نفط في يونيو/حزيران 2022، وإلى 615 ناقلة نفط في يوليو/تموز الماضي.
وفي أغسطس/آب الماضي ارتفع أيضًا عدد ناقلات النفط إلى 608 سفن، وإلى 628 ناقلة نفط في سبتمبر/أيلول الماضي، وتراجعت في أكتوبر/تشرين الأول إلى 590 ناقلة نفط.
ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، عدد ناقلات النفط العابرة لقناة السويس، في غضون آخر 4 أعوام:
وكان شهر يونيو/حزيران 2022 شاهدًا على نجاح أول عملية عبور من نوعها في تاريخ قناة السويس لوحدة عائمة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتصنيعه وتخزينه، بعبور الوحدة إنرجين باور (ENERGEAN POWER) ضمن قافلة الجنوب، التي استمرت رحلة عبورها داخل قناة السويس نحو 26 ساعة.
وتؤكد قناة السويس أن عبور تلك الوحدة استلزم اتخاذ إجراءات وتدابير ملاحية مُعقّدة؛ نظرًا إلى طبيعة الوحدة العائمة البالغ طولها 227 مترًا، وعرضها 59 مترًا، بحمولة إجمالية 92.680 ألف طن وارتفاعها من سطح الماء 96.5 مترًا والتي تعتمد على القُطر فقط لتوجيهها وتحريكها.
كما نجحت قناة السويس في استقبال الجيل الجديد من سفن الحاويات العملاقة ذات الطاقة الاستيعابية البالغة 24 ألف حاوية.
القناة خلال 153 عامًا
توضح بيانات هيئة قناة السويس أن القناة شهدت عبور ما يزيد على 1.4 مليون سفينة على مدار 153 عامًا -القناة افتتحت عام 1869- بحمولات صافية وصلت إلى 32.4 مليار طن.
وعلى مدار تلك الأعوام نجحت قناة السويس في تحقيق إيرادات ضخمة بلغت 155.6 مليار دولار.
ووفقًا لبيانات حكومية، اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، ارتفعت إيرادات قناة السويس خلال عام 2021 إلى 6.3 مليار دولار، مقابل 5.6 مليار دولار في 2020.
وسجّلت قناة السويس إيرادات تاريخية خلال العام المالي الماضي -أي المدة من يوليو/تموز 2021 حتى نهاية يونيو/حزيران 2022- وصلت إلى 7 مليارات دولار، مقابل 5.8 مليار دولار خلال العام المالي السابق له (2020-2021)، لتتجاوز بذلك إيراداتها التاريخية.
وعبرت قناة السويس خلال (2021-2022) نحو 22.03 ألف سفينة مقابل عبور 19.04 ألف سفينة خلال العام المالي السابق له.
وارتفعت كذلك الحمولات الصافية للسفن المارة من قناة السويس خلال ذلك العام إلى 1.32 مليار طن، مقارنة بنحو 1.19 مليار طن في العام المالي السابق له.
وشهد عام 2022 مستويات مرتفعة من إجمالي عدد السفن والناقلات العابرة لقناة السويس مقارنة بالسنوات السابقة حتى مدة ما قبل الوباء (2019)، وهو ما انعكس على الإيرادات، كما يوضح الرسم البياني التالي:
تطوير القناة يتواصل
واصلت مصر، خلال عام 2022، تنفيذ مشروع تطوير المجرى الملاحي لقناة السويس وتوسعته، بهدف زيادة القدرة الاستيعابية لها واختصار زمن عبور السفن، في إطار جذب المزيد من السفن لأحد أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد استغلالًا للموقع الإستراتيجي للقناة.
ومن بين مشروعات التطوير المنفذة بالقناة، توسعة القطاع الجنوبي عبر ازدواج القناة بمنطقة البحيرات المرة الصغرى من الكيلومتر 122 إلى الكيلومتر 132 ترقيم قناة، وتوسعة القناة من الكيلومتر 132 إلى الكيلومتر 162.
وبحسب آخر بيانات قناة السويس المتاحة خلال 2022، انتهت الهيئة من تنفيذ كامل أحواض الترسيب في القطاع الجنوبي للقناة، بينما بلغت نسبة إنجاز أعمال التكسيات 84%، وارتفعت نسبة تنفيذ شمعات الرباط إلى نحو 75%.
وتؤكد قناة السويس أن مشروع التطوير سيعمل على زيادة عامل الأمان الملاحي بالقطاع الجنوبي بنسبة 28% وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة في تلك المنطقة بمعدل 6 سفن إضافية.
وعلى صعيد توسعة قناة السويس أزالت الهيئة 8 ملايين متر مكعب من الرمال المشبعة من المياه حتى منتصف يوليو/تموز 2022، ووصلت نسبة تنفيذ أعمال التكريك إلى 43.6%.
وبشأن مشروع ازدواج القناة بمنطقة البحيرات المرة، تشير آخر البيانات المتاحة إلى أنه أزيل نحو 22 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة من المياه، وبلغت نسبة تنفيذ أعمال التكريك نحو 35.5%.
وتكمن أهمية توسعة القطاع الجنوبي -بحسب قناة السويس- مع زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 6 سفن إضافية، وتقليل زمن عبور السفن بها، في العمل على زيادة عامل الأمان الملاحي في المنطقة الجنوبية بنسبة 28%، وزيادة مسطح القطاع المائي، وتقليل التيارات الملاحية بالقناة.
رسوم العبور ترتفع في 2023
من المقرر أن تبدأ قناة السويس، مع مطلع العام المقبل (2023)، زيادة رسوم العبور لجميع أنواع السفن بنسبة تصل إلى 15%، وتطبيق زيادة تصل إلى 10% على سفن الصب الجاف والسفن السياحية فقط.
وأرجعت قناة السويس قرارها بزيادة رسوم العبور إلى استمرار ارتفاع فئات التأجير الزمني اليومي لمعظم أنواع السفن لمستويات غير مسبوقة، مع توقعات استمرار الزيادة خلال 2024.
وبحسب هيئة قناة السويس؛ فقد ارتفعت قيمة تأجير ناقلات النفط الخام بنسبة 88% في المتوسط على أساس سنوي خلال 2022، كما ارتفعت قيمة تأجير ناقلات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 11% مقارنة بمتوسط عام 2021.
وفي الوقت نفسه، سجلت نوالين الشحن -القيمة المدفوعة لمالك السفينة لنقل البضائع من ميناء الشحن إلى ميناء التفريغ- زيادات كبيرة ومتتالية خلال 2022 مقارنة بالأسعار التي سبقت أزمة كورونا خصوصًا نوالين سفن الحاويات، وتوضح قناة السويس أن تحديد رسوم عبور السفن يتوقف على عدة عوامل؛ أبرزها متوسط أسعار نوالين الشحن لمختلف فئات السفن.
وترى قناة السويس أن رفع رسوم عبور السفن له ضرورة في ظل ارتفاع أسعار الطاقة ومعدلات التضخم العالمية، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة تكاليف التشغيل والصيانة وتقديم الخدمات الملاحية بالقناة.
وتؤكد الهيئة أن ارتفاع أسعار الطاقة يؤدي إلى زيادة متوسط سعر وقود السفن، وهو ما يبرز الوفر الذي تحققه قناة السويس مقارنة بالطرق البديلة الأخرى.
تخفيضات 2022
جاء قرار رفع الرسوم بعد تخفيضات طبّقتها قناة السويس استمرت خلال 2022، على رسوم عبور ناقلات النفط الخام القادمة من مواني الخليج الأمريكي، وأميركا اللاتينية ومتجهة إلى آسيا.
وبحسب بيانات حكومية، وصل التخفيض إلى 35% للناقلات القادمة من مواني الخليج الأميركي ومنطقة الكاريبي إلى مواني غرب شبه القارة الهندية، و75% للناقلات من مواني الخليج الأميركي ومنطقة الكاريبي إلى المواني التي تقع شرق ميناء كوتشي.
وكذلك تخفيض يصل إلى 75% للناقلات من مواني أميركا اللاتينية وتحديدًا من كولومبيا وما يقع جنوبها ومتجهة إلى أو قادمة من مواني آسيا ابتداءً من ميناء كراتشي وما يقع شرقه.
كما منحت قناة السويس تخفيضات لناقلات غاز النفط المسال العاملة بين الخليج الأميركي ومناطق الهند وما يقع شرقها، بنسبة وصلت إلى 20% للناقلات من مواني غرب الهند وجزر المالديف حتى ميناء كوتشي، وخفض بنسبة تتراوح بين 55% و75% للناقلات من مواني شرق ميناء كوتشي بغرب الهند حتى مواني سنغافورة وما يقع شرقها.
وقررت كذلك مد التخفيضات الممنوحة لسفن الحاويات القادمة من الساحل الشرقي الأميركي والمتجهة مباشرة إلى منطقتي جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، بنسبة تتراوح بين 20% و40% للسفن من مواني الساحل الشرقي الأميركي ومتجهة إلى مواني كولمبو وما يقع شرقها.
واستمر أيضًا خلال 2022 التخفيض الممنوح لسفن بضائع الصب الجاف التي تعمل بين مواني منطقة شرق الأميركتين من جهة ومواني منطقة آسيا من جهة أخرى بنسبة تتراوح بين 30% و45% للسفن من شمال ميناء سافانا إلى ميناء كوشي وما يقع شرقه.
وفي سياق متصل، تبلغ نسب التخفيض 15% للسفن من ميناء سافانا وما يقع جنوبه إلى مواني غرب شبه القارة الهندية بداية من ميناء كراتشي وحتى ما قبل ميناء كوشي، و65% إلى 75% للسفن من ميناء سافانا وما يقع جنوبه إلى ميناء كوشي وما يقع شرقه.
جنوح جديد وسرعة في الحل
شهدت قناة السويس، خلال عام 2022، مشكلة جنوح جديدة نجحت الهيئة في حلها بشكل سريع، والتي تأتي بعد أزمة الجنوح الشهيرة التي وقعت عام 2021 للسفينة البنمية العملاقة "إيفر جيفن".
وهو التحدي الذي أبرز مدى أهمية قناة السويس بصفتها شريانًا رئيسًا لحركة التجارة العالمية، ونجاح مصر في مواجهة الأزمة التي اتسمت بصعوبات بالغة لحجم السفينة وحمولتها الكبيرة.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، نجحت وحدات الإنقاذ وقاطرات هيئة قناة السويس في إنقاذ وتعويم ناقلة الوقود إيفنتي (Affinity) بحمولة بلغت 64 ألف طن، بعد أن جنحت بالكيلومتر 141 ترقيم قناة، وذلك بسبب عطل فني بدفة السفينة تسبب في فقد القدرة على توجيه السفينة وجنوحها.
وبعد جنوح ناقلة الوقود شكّلت قناة السويس مجموعة عمل، ودفعت بعدد 5 قاطرات للتعامل السريع مع الموقف وتعويم السفينة.
قناة السويس وإنتاج الطاقة الخضراء
تستهدف المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن تكون مركزًا إقليميًا لإنتاج الطاقة الخضراء بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، عبر تنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر صديق البيئة.
وقررت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس رفع المساحة المخصصة لمشروعات الوقود الأخضر إلى 20 مليون متر مربع بالمنطقة الصناعية في السخنة، مقابل 13 كيلومترًا مربعًا، وهو ما أرجعته إلى الإقبال على هذه المشروعات داخل المنطقة الاقتصادية.
وشهدت منطقة قناة السويس افتتاح المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي ينفذه تحالف شركات مصر للهيدروجين الأخضر وفرتيجلوب وسكاتك النرويجية.
ويضم المشروع 100 ميغاواط من المحللات الكهربائية، من المقرر دعمها بنحو 260 ميغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح معًا لإنتاج 15 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بوصفها مادة وسيطة لإنتاج ما يصل إلى 90 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وترتكز إستراتيجية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على توطين صناعة الهيدروجين الأخضر عبر 3 محاور رئيسة؛ هي تصنيع الوقود الأخضر من الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء والميثانول، أما المحور الثاني فتضمن توفير الصناعات المكملة لصناعات الهيدروجين الأخضر من محللات كهربائية وألواح شمسية وتوربينات.
بينما شمل المحور الثالث لإستراتيجية القناة تقديم خدمات تموين السفن بالوقود الأخضر عن طريق المواني التابعة للهيئة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، منح مجلس الوزراء المصري الرخصة الذهبية لمشروعات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس تستهدف إنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر؛ منها مشروع شركة مصر للهيدروجين الأخضر، الذي يستهدف إنشاء محطة تُنتج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميغاواط بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة، بتكلفة استثمارية 135 مليون دولار.
وحصل كذلك مشروع شركة مصر للأمونيا الخضراء على الرخصة الذهبية، ويتمثل في إنتاج الأمونيا الخضراء بقدرة 1 مليون طن سنويًا، بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة، بتكلفة استثمارية 5.5 مليار دولار.
ويشار إلى أن الرخصة الذهبية للمشروعات في مصر، تعني الموافقة الواحدة على إقامة المشروع وتشغيله وإدارته بما في ذلك تراخيص البناء، وتخصيص العقارات اللازمة له، وتكون هذه الموافقة نافذة بذاتها دون حاجة إلى اتخاذ أي إجراء آخر.
وبهدف توطين صناعة الوقود الأخضر، وقّعت مصر نحو 21 مذكرة تفاهم، نجحت في تحويل 9 مذكرات منها لاتفاقيات إطارية للبدء في تنفيذ هذه المشروعات.
وشهد شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، توقيع مصر 7 مذكرات تفاهم مع شركات وتحالفات عالمية، بشأن بدء الدراسات الخاصة بمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وتضمّنت مذكرات التفاهم التوقيع مع شركة أكوا باور السعودية، وتحالف بنشمارك، والشركة القابضة للصناعات الكيميائية، وشركة تشاينا إنرجي الصينية، وشركة ديا الألمانية، وشركة أوسيور إنرجي الهندية، وشركة النفط البريطانية بي بي، وتحالف تقوده شركة طاقة الإماراتية.
كما شهد مؤتمر المناخ (كوب 27)، الذي عُقد بمدينة شرم الشيخ المصرية، في نوفمبر/تشرين الثاني، توقيع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس -التي تبلغ مساحتها قرابة 455 كيلومترًا مربعًا- اتفاقيات إطارية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الوقود الأخضر بإجمالي استثمارات يصل إلى 73 مليار دولار على مدار 20 عامًا.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن قناة السويس أسهمت في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 31 مليون طن خلال 2021، وتوفير الوقود بنحو 10.3 مليون طن، كما أسهمت في توفير 53 مليون طن مكافئ لثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضًا من تقارير حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022..
- إنتاج النفط وصادراته في 2022.. محطات بارزة وسط أزمة الطاقة
- الطلب على النفط في 2022.. نمو ملحوظ قيدته الضغوط الاقتصادية
- أسعار النفط في 2022.. التقلبات الحادة تمحو المكاسب
- أسعار الوقود في المنطقة العربية.. 4 دول ضمن الأكثر تطبيقًا للزيادات في 2022
- سوق النفط في 2023.. توقعات حذرة للطلب والمعروض
- سعر برميل النفط 2023.. كيف توقعت موازنات العرب تحركات الخام؟
- إنتاج الغاز الطبيعي وصادراته في 2022.. أزمة الغزو تقود تحركات السوق
- الطلب على الغاز الطبيعي في 2022.. تحولات تاريخية بفعل الأزمة الأوكرانية
- أسعار الغاز الطبيعي في 2022.. تقلبات حادة وسط أزمة الإمدادات
- الغاز المسال في 2022.. الطلب الأوروبي يقود تغيّرات كبيرة في السوق
- الغاز الحصان الرابح خلال 2022.. شحنات العرب تغزو أوروبا
- سوق الغاز في 2023.. هل تتفاقم أزمة الإمدادات للأسوأ؟
- اكتشافات النفط والغاز في 2022.. زيادات ملحوظة بقيادة النرويج وغايانا
- اكتشافات النفط والغاز عربيًا خلال 2022.. طفرة تشهدها 6 دول
- احتياطيات النفط والغاز في 2022.. زيادات ملحوظة عربيًا وعالميًا
- الطاقة في المنطقة العربية.. 3 أزمات تضرب القطاع خلال 2022
- الطاقة المتجددة في 2022.. تداعيات أزمة أوكرانيا تعزز النمو القياسي
- الطاقة المتجددة في المنطقة العربية.. مشروعات ضخمة خلال 2022
- مشروعات الهيدروجين في 2022.. زخم مستمر وريادة عالمية
- الهيدروجين في 2022.. سباق عربي بمشروعات عملاقة
- توطين صناعة السيارات الكهربائية.. مبيعات قوية وتنافس عربي خلال 2022
- سوق الفحم في 2022.. أرقام قياسية للطلب والإنتاج والأسعار
- الانبعاثات الكربونية في 2022.. استثمارات وإستراتيجيات لعمالقة النفط