التقاريرتقارير النفطدول النفط والغازموسوعة الطاقةنفط

الجزائر.. ماذا تعرف عن أكبر منتج للطاقة في أفريقيا؟

هذا التقرير حُدِّثَ حتى 31 أكتوبر 2024

وحدة أبحاث الطاقة

في عام 1969، انضمّت الجزائر إلى منظمة الدول المصدّرة للنفط، بعد اكتشاف النفط داخل البلاد، وقطاع النفط والغاز الطبيعي كان وما زال العمود الفقري لاقتصاد أكبر دولة منتجة للطاقة في أفريقيا.

والجزائر أكبر دولة عضو في أوبك وفي أفريقيا من ناحية المساحة، ويتميّز أغلب النفط الجزائري بخاصيتين، كونه عالي الجودة من النفط الخفيف الحلو، وقربه من الأسواق الأوروبية.

كما أن البلاد من كبار منتجي الغاز عالميًا، الذي تُصدّره إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، وكذلك تنتج وتصدّر الغاز المسال، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).

ومع ذلك، تعاني صناعة النفط والغاز في الجزائر مشكلات عدة، بعضها يعود إلى قدم بعض الحقول وصعوبة التعامل معها، لكنها استفادت مؤخرًا من تداعيات أزمة غزو روسيا لأوكرانيا ومساعي قارة أوروبا في الابتعاد عن الغاز الروسي، إذ يظهر الوقود الأحفوري الجزائري بصفته بديلاً مناسبًا.

اكتشاف النفط والغاز

يعود تاريخ الإنتاج الفعلي للنفط في الجزائر إلى بداية الخمسينيات، إذ اكتُشِف أول حقل للغاز الطبيعي عام 1954، تلاه اكتشاف أول حقل نفطي مهم وهو حقل حاسي مسعود عام 1956، بالإضافة إلى حقل الغاز الطبيعي، حاسي الرمل، في العام ذاته.

وبعدما حصلت البلاد على استقلالها عام 1962، كان الاقتصاد هشًا، ليكون أول ما تقوم به الحكومة الجزائرية هو إنشاء الشركة الوطنية لنقل المحروقات وتسويقها، سوناطراك، في عام 1963، وذلك قبل أن تلتحق بمنظمة أوبك في عام 1969.

وشهد عام 2022 العديد من الاكتشافات النفطية في الجزائر، كانت البداية مع اكتشاف احتياطيات تصل إلى 140 مليون برميل في منطقة زملة العربي الواقعة داخل حوض بركين في مارس/آذار، من قبل شركة سوناطراك الجزائرية بالتعاون مع إيني الإيطالية.

كما توصلت الشركة الجزائرية في الشهر نفسه إلى اكتشافين نفطين، الأول في بئر ترسيم غرب عقلة الناصر 2 الواقعة شمال حقل حاسي مسعود، تُقدر احتياطياته بنحو 415 مليون برميل، والثاني في بئر "أولاد سيدي الشيخ- 1"، هذا إلى جانب اكتشافات أخرى مهمة في للغاز والنفط في يوليو/تموز وأغسطس/آب من 2022.

وبحسب البيانات الحكومية، حققت الجزائر نحو 15 اكتشافًا للنفط والغاز في عام 2023، أغلبها من قبل شركة سوناطراك.

ومنذ بداية عام 2024، نجحت سوناطراك في تحقيق 8 اكتشافات نفطية وغازية، تقع في كل من بشار وجنوب عين صالح وشمال جانت وجنوب إليزي وشمال ورقلة.

وجاءت الاكتشافات ضمن برنامج ضخم تنفّذه الشركة الجزائرية، يستهدف استثمار 40 مليار دولار في المدة من 2023 إلى 2027، منها 30 مليار دولار في مجال استكشاف النفط والغاز.

احتياطيات النفط

بلغت احتياطيات الجزائر من النفط نحو 12.2 مليار برميل بنهاية عام 2023، دون تغيير تقريبًا السنوات الـ10 الأخيرة، بحسب تقديرات أويل آند غاز جورنال،، التي تتوافق مع أحدث بيانات معهد الطاقة البريطاني، إذ لم تستطع البلاد زيادة تلك الاحتياطيات في السابق، بسبب مشكلات كثيرة في القطاع، وإلى جانب عدم وجود مناخ استثماري مشجع لدخول شركات النفط العالمية بقوة.

وفي حقيقة الأمر، كانت أعمال العنف ثم الاضطرابات السياسية تؤثر في تعثر قطاع النفط والغاز داخل البلاد.

وبعد استقرار دام عدّة سنوات، من المتوقع أن تختلف الصورة قليلًا، عند النظر لاحتياطيات النفط في الجزائر، مع تحقيق العديد من الاكتشافات المهمة، والتوصل إلى مكامن جديدة للنفط والغاز الطبيعي خلال عامي 2022 و2023.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات النفط المؤكدة في الجزائر منذ عام 1980 حتى 2023:

احتياطيات النفط في الجزائر 2024

وتقع جميع حقول النفط الجزائرية في البر، إذ إن الاكتشافات البحرية محدودة للغاية، وفق المعلومات التي توصلت إليها وحدة أبحاث الطاقة.

ويمثل حقل حاسي مسعود، الذي اكتشف في عام 1956، أكبر وأقدم حقل نفط في البلاد، كما يقع في الجزء الشرقي بالقرب من الحدود الليبية، وتُقدّر احتياطيات هذا الحقل بنحو 3.9 مليار برميل.

كما أن هناك حقل المرك النفطي الذي يقع في ولاية إليزي على بُعد 350 كيلومترًا من حقل حاسي مسعود، وكذلك يوجد حقل أورهود الذي يحتوي على احتياطيات نفطية بنحو 1.9 مليار برميل.

وبحسب سوناطراك، يحتوي حاسي مسعود على 71% من إجمالي احتياطيات البلاد المؤكدة والمحتملة والممكنة من النفط، في حين يحتوي حوض إليزي، ثاني أكبر مساحة، على 15%، وفق ما نقلته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتمتلك الجزائر نحو 121 مليار برميل من النفط والمكثفات الصخرية، منها 5.7 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، لكن البلاد لم تستغل هذه الموارد حتى الآن، وسط معارضة شعبية وعدم جاهزية البنية التحتية اللازمة لذلك.

إنتاج النفط في الجزائر

بصفة عامة، الجزائر أكبر منتج للطاقة في القارة الأفريقية، بنحو 6.72 كوادرليون وحدة حرارية بريطانية، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن شركة تحليل البيانات (ستاتيستا)، تليها جنوب أفريقيا ونيجيريا ومصر بإنتاج 6.03 و4.45 و3.89 كوادرليون وحدة حرارية بريطانية على التوالي.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز أرقام قطاع الطاقة في الجزائر:

أرقام قطاع النفط والغاز في الجزائر

فيما يتعلق بالنفط فقط؛ فإن الجزائر رابع أكبر منتج للخام في أفريقيا خلال عام 2023، إذ أدّت التخفيضات الطوعية ضمن تحالف أوبك+ إلى تراجع إنتاجها عند 973 ألف برميل يوميًا في 2023، مقابل 1.013 مليون برميل يوميًا عام 2022.

وبصورة تفصيلية، اتخذ إنتاج الخام الجزائري اتجاهًا صعوديًا منذ بداية 2022، ليرتفع من مستوى يزيد على حاجز 900 ألف برميل يوميًا، ويكسر حاجز المليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان (2022) لأول مرة منذ عام 2020، مع التعافي من تداعيات جائحة كورونا والتخلص من تخفيضات الإنتاج التي أجرتها البلاد ضمن اتفاق تحالف أوبك+.

واستمر الإنتاج الجزائري فوق مستوى مليون برميل يوميًا -مع بعض الانخفاضات الطفيفة- حتى مايو/أيار 2023، الذي سجّل خلاله 973 ألف برميل يوميًا، بالتزامن مع بدء البلاد تخفيضات طوعية للإنتاج بجانب دول من تحالف أوبك+.

ويشار إلى أن البلاد تطبق منذ مايو/أيار 2023 مع عدّة دول من أوبك+ تخفيضات طوعية إجمالية بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا، حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2025.

ويأتي ذلك بالتوازي مع اتفاق تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، الذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ويستمر حتى نهاية 2024، بعدما قرر التحالف تمديده لمدة عام.

واستمر إنتاج النفط الجزائري في الانخفاض إلى 940 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس/آب 2023، وهو أقلّ مستوى سبتمبر/أيلول 2021، بعدما قررت البلاد خفضًا طوعيًا إضافيًا لمدة شهر واحد بمقدار 20 ألف برميل يوميًا، تزامنًا مع تخفيضات إضافية أجرتها السعودية وروسيا.

وبلغ إنتاج الجزائر من النفط 960 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول 2023، ثم واصل استقراره حول مستويات قريبة قبل أن يهبط إلى 911 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2024، بالتزامن مع بدء تخفيضات طوعية إضافية أجرتها البلاد بمقدار 51 ألف برميل يوميًا، ضمن إجمالي تخفيضات من عدّة دول بتحالف أوبك+، تقترب من 2.2 مليون برميل يوميًا.

ومن المقرر أن تستمر التخفيضات الإضافية حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024، على أن يجري التخلص منها تدريجيًا بداية من شهر ديسمبر/كانون الأول 2024، أو عكس اتجاهها حسب ظروف السوق.

وبلغ إنتاج النفط الجزائري نحو 909 آلاف برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول الماضي، مقابل 910 آلاف برميل يوميًا في أغسطس/آب السابق له، بحسب أحدث بيانات منظمة أوبك، التي يرصدها الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:

إنتاج النفط في الجزائر

وتاريخيًا، كان انخفاض الاستثمار قد أدى إلى هبوط مستمر في إنتاج النفط، إذ تراجع الإنتاج من 1.992 مليون برميل يوميًا في عام 2007 إلى 1.332 مليون برميل يوميًا في 2020، قبل أن يرتفع إلى 1.353 مليونًا في 2021، ثم إلى 1.443 مليونًا خلال 2022 وتراجع إلى 1.408 مليونًا عام 2023، وفق المراجعة الإحصائية السنوية الصادرة عن معهد الطاقة، والتي تشمل النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية.

ومن المتوقع أن يصعد إنتاج الجزائر من المحروقات إلى 206 ملايين طن مكافئ نفط (1.5 مليار برميل) خلال العام المقبل (2025)، وفقًا لوزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في الجزائر منذ عام 1965 حتى 2023، وفق أحدث بيانات معهد الطاقة:

إنتاج النفط في الجزائر

وبالنسبة إلى استهلاك النفط في البلاد، فقد بلغ 440 ألف برميل يوميًا خلال 2023، مقارنة مع 418 آلاف برميل يوميًا في 2022، ليتجاوز مستويات ما قبل الوباء عام 2019 البالغة 430 ألفًا، وفقًا لأرقام معهد الطاقة، التي يستعرضها الرسم أدناه:

استهلاك الجزائر من النفط

صادرات النفط الجزائري

هبط متوسط صادرات النفط الخام الجزائري خلال العام الماضي (2023) إلى 403 آلاف برميل يوميًا، مقابل 408 آلاف برميل يوميًا في عام 2022، وفق مبادرة البيانات المشتركة "جودي"، وتذهب غالبية الصادرات إلى أوروبا.

وبحسب أحدث بيانات وحدة أبحاث الطاقة، ارتفعت صادرات الجزائر من النفط الخام خلال أول 10 أشهر من العام الجاري (2024) إلى 411 ألف برميل يوميًا، مقابل 378 ألف برميل يوميًا عام 2023.

ومع بداية عام 2024، بلغت صادرات النفط الخام الجزائري 418 ألف برميل يوميًا، خلال يناير/كانون الثاني 2024، قبل أن تنخفض إلى 360 ألف برميل يوميًا في شهر فبراير/شباط، ثم قفزت إلى 481 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2024.

وظلّت ما بين الارتفاع والانخفاض، لتصل إلى 422 ألف برميل يوميًا في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة، التي يوضحها الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من النفط الخام حتى أكتوبر 2024

وتصدّرت فرنسا قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط الخام الجزائري خلال مدة الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري بمتوسط بلغ 86 ألف برميل يوميًا، وتليها إسبانيا بحجم 55 ألف برميل يوميًا، وإيطاليا بمتوسط واردات من النفط الخام الجزائري سجل 49 ألف برميل يوميًا.

وفي سياق متصل، انخفضت إيرادات صادرات النفط الجزائري إلى 26.115 مليار دولار خلال عام 2023، مقابل 32.545 مليار دولار عام 2022، لتمثّل نحو 43.25% من إجمالي عائدات صادرات البلاد، وفق تقديرات أوبك.

وفي عام 2023، أوضحت بيانات حكومية أن إجمالي إيرادات البلاد من النفط والغاز قد انخفض بنسبة 16%، لتسجل ما يقرب من 50 مليار دولار، مقابل 60 مليار دولار في 2022.

ومن جهة أخرى، تمتلك الجزائر طاقة تكريرية تبلغ 677 ألف برميل يوميًا بنهاية 2023، دون تغيير منذ عام 2020، مع وجود 6 مصافٍ في البلاد.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، معلومات عن مصافي النفط في الجزائر:

مصافي تكرير النفط في الجزائر

الغاز الطبيعي

اكتشفت الجزائر أكبر حقل للغاز الطبيعي، حاسي الرمل، في عام 1956، وتمتلك الدولة الأفريقية موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الصخري، لكنها تواجه العديد من العقبات أمام تطويرها.

وأصبحت البلاد أول مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، عندما سلّمت شحنتها الأولى إلى المملكة المتحدة في عام 1964.

ويقع حاسي الرمل في وسط البلاد إلى الشمال الغربي من حقل النفط حاسي مسعود، كما يحتوي على احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي تبلغ 85 تريليون قدم مكعبة (2.4 تريليون متر مكعب)، أيّ أكثر من نصف إجمالي احتياطيات الغاز.

وما تبقى من احتياطيات الغاز الطبيعي الجزائرية تقع في حقول الغاز المصاحب، وغير المصاحب في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد، مثل حقل أحنات للغاز الواقع في جنوب غرب الجزائر، وحقل عين تسيلا الواقع في مقاطعة إليزي، الذي اكتشف عام 2012.

وشهد العام الجاري (2024)، توقيع شركة سوناطراك عقدًا مع الشركة الصينية للهندسة النفطية، لتنفيذ وحدات جديدة لتعزيز حقل الغاز "الرار"، الواقع في حوض إليزي، بهدف معالجة النضوب الطبيعي في الحقل لزيادة الإنتاج بمعدل 10 ملايين متر مكعب قياسية يوميًا.

ويبلغ إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في البلاد نحو 4.5 تريليون متر مكعب بنهاية 2023، دون تغيير عن 2022، حسب تقديرات أويل آند غاز جورنال.

ويوضح الرسم التالي احتياطيات الغاز الطبيعي في الجزائر بين عامي 1980 و2020، وفق تقديرات معهد الطاقة، إلى جانب عامي 2021 و2022 و2023 من بيانات أويل آند غاز جورنال:

احتياطيات الغاز في الجزائر

وتمتلك الجزائر موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الصخري، إذ تحتوي على 707 تريليونات قدم مكعبة (20 تريليون متر مكعب) من موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج عبر التقنيات الحالية، وهي ثالث أكبر كمية في العالم بعد الصين والأرجنتين.

إلا أنه يصعب تطوير هذه الحقول وسط معارضة شعبية، ووجود العديد من العقبات، بما في ذلك الموقع البعيد للأراضي الصخرية، ونقص البنية التحتية.

وفي مايو/أيار (2024)، وقّعت شركة سوناطراك اتفاقية مع شركة إكسون موبيل الأميركية، تتضمّن دراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد النفط والغاز في كل من حوضي أهنات وقورارة، وهو ما من شأنه محاولة استغلال نحو 60 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري القابل للاستخراج.

الخريطة التالية، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، ترصد أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر:

أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر

وبالنسبة إلى إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر، فقد سجل 101.5 مليار متر مكعب بنهاية عام 2023، مقابل 97.6 مليار متر مكعب عام 2022، وارتفاعًا من 2.4 مليار متر مكعب في عام 1970، وفقًا لأحدث بيانات معهد الطاقة البريطاني.

واعتمادًا على البيانات التاريخية من معهد الطاقة، فإن إنتاج الغاز في الجزائر بلغ مستوى قياسيًا سنويًا خلال العام الماضي، لتظل البلاد على رأس قائمة أكبر منتجي الغاز في أفريقيا.

وتستهدف الجزائر زيادة إنتاج الغاز إلى 110 مليارات متر مكعب سنويًا، ضمن برنامج استثماري بأكثر من 52 مليار دولار.

وتراجع إجمالي إنتاج الغاز في الجزائر إلى 58.51 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يوليو/تموز 2024، مقابل 63.21 مليار متر مكعب في المدة المقابلة من العام الماضي، بحسب أحدث البيانات الصادرة عن "جودي".

ويرصد الرسم البياني الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر بين عامي 1970 و2023:

إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر

ومع هذا الإنتاج الضخم، تستهلك الدولة الأفريقية نحو 46.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي محليًا بنهاية 2023، انخفاضًا من 50.3 مليار متر مكعب عام 2022، وفق أحدث أرقام معهد الطاقة، كما يرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

استهلاك الغاز في الجزائر

صادرات الغاز

تُصدّر الجزائر الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب، مع كون أوروبا -خاصة إسبانيا وإيطاليا- أكبر مستورد للغاز الطبيعي منها، وزادت أهمية ذلك بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ صدّرت الدولة العربية 31.5 مليار متر مكعب إلى القارة العجوز خلال 2022، كما صدّرت الغاز الطبيعي إلى أفريقيا بنحو 4 مليارات متر مكعب.

وفي عام 2023، بلغت صادرات الجزائر إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب 30 مليار متر مكعب، لتصبح ثاني أكبر مصدّر للقارة العجوز في 2023، متفوقةً على روسيا، وفقًا لبيانات منتدى الدول المصدّرة للغاز.

ويوجد لدى الجزائر عدّة خطوط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي للخارج، وهي خط الأنابيب عبر المتوسط، لنقل الغاز إلى إيطاليا، عبر تونس، مع حقيقة بدء تشغيله عام 1983 بطول 1025 ميلًا، وقدرة تصدير تبلغ 1340 مليار قدم مكعبة سنويًا (37.5 مليار متر مكعب)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما ينطلق من الجزائر خط أنابيب غاز المغرب العربي وأوروبا -الذي بدأ عام 1996 بعقد مدته 25 عامًا- لنقل الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل في الجزائر إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب.

ويبلغ طول خط أنابيب الغاز 325 ميلًا، بقدرة تصدير 390 مليار قدم مكعبة سنويًا (11 مليار متر مكعب)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وتُجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد أوقفت الصادرات عبر هذا الأنبوب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعد انهيار العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، فيما تستغله إسبانيا حاليًا لنقل الغاز في الاتجاه العكسي إلى المغرب.

وفي عام 2011، بدأت الدولة الأفريقية تصدير الغاز إلى إسبانيا مباشرة عبر خط ميدغاز، البالغ طوله 125 ميلًا، وبسعة 280 مليار قدم مكعبة سنويًا (7.9 مليار متر مكعب).

ولدى الدولة الأفريقية خط أنابيب غالسي، الذي لم يدخل حيز التشغيل بعد، لينقل الغاز من الجزائر إلى إيطاليا، بسعة 238 مليار قدم مكعبة سنويًا (6.7 مليار متر مكعب)، وطول 534 ميلًا، وسط خطط حالية لاستغلاله لتصدير الهيدروجين.

فضلًا عن ذلك، هناك خط الغاز الجزائري النيجيري أو خط أنابيب العابر للصحراء، ويعد مقترحًا لنقل الغاز من نيجيريا مرورًا بالنيجر، ليصل إلى الجزائر، ومن ثم إمكان نقله إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الأخرى، التي تنطلق من الجزائر.

وتبلغ قدرة خط الأنابيب المقترح نحو 1059 مليار قدم مكعبة سنويًا (29.8 مليار متر مكعب)، فيما يصل طوله إلى 2602 ميل، وتم إنجاز نحو 55% منه حتى الآن.

الغاز المسال

الجزائر ضمن أكبر مصدّري للغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ بلغت صادراتها 12.9 مليون طن (17.54 مليار متر مكعب) في 2023، مقابل 10.2 مليون طن (13.87 مليار متر مكعب) عام 2022، لتسجّل أعلى مستوى منذ 2010، وفق بيانات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك).

وبحسب تقديرات معهد الطاقة البريطاني، قفزت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال خلال العام الماضي إلى 19 مليار متر مكعب، مقابل 14.4 مليار متر مكعب في عام 2022، وفقًا لما يرصده الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من الغاز المسال

وفي عام 2023، أصبحت الجزائر أكبر مصدّر للغاز المسال في أفريقيا، متجاوزة نيجيريا، بعدما عززت البلاد صادراتها إلى أوروبا، مستفيدة من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكانت الدول الأوروبية في صدارة أكبر مستوردي الغاز المسال الجزائري في 2023، خاصة تركيا، التي استوردت 4.3 مليون طن وفرنسا (3.2 مليون طن) وإيطاليا (1.8 مليون طن) وإسبانيا (1.4 مليون طن) على الترتيب.

*(مليون طن يعادل 1.360 مليار متر مكعب)

كما تصدر الجزائر الغاز المسال إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إذ تُعدّ الصين والهند واليابان أكبر المستوردين.

ويُظهر تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، أن صادرات الغاز المسال الجزائري تراجعت بنسبة 10.7% إلى 8.88 مليون طن (12.07 مليار متر مكعب) خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2024، مقابل 9.95 مليون طن (13.53 مليار متر مكعب) في المدة المقارنة من 2023.

وفي الربع الثالث من العام الجاري (2024)، بلغت صادرات الغاز المسال الجزائري نحو 2.63 مليون طن (3.57 مليار متر مكعب)، كما يرصد الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من الغاز المسال حتى الربع الثالث 2024

وتوجد لدى الجزائر 4 محطات للغاز الطبيعي المسال؛ 3 منها في أرزيو، ومحطة واحدة في سكيكدة.

قطاع الكهرباء

تتمتع الجزائر بالمركز الأول في أفريقيا من ناحية نسبة السكان الذين يستعملون الكهرباء، إذ تقترب من 100%، وساعدها على ذلك وفرة الغاز وإيرادات صادرات النفط، وتركيز الحكومات المتعاقبة على توفير الكهرباء.

وشهد قطاع الكهرباء نموًا مطردًا خلال العقود الـ6 الماضية بمعدل سنوي بلغ 7%، نتيجة استثمارات مستمرة في القطاع، إذ استثمرت الحكومة ما يقرب من 40 مليار دولار في البنية التحتية للكهرباء خلال العقدين الماضيين، بما في ذلك 50 محطة لتوليد الكهرباء، لاستيعاب الزيادات المستمرة -15% على أساس سنوي- في الطلب على الكهرباء خلال ذروة الطلب في أشهر الصيف.

ويوضح الشكل البياني أدناه، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، الزيادة المستمرة في توليد الكهرباء خلال العقود الماضية، إذ زادت كمية الكهرباء المولدة بنحو 8 مرات خلال 4 عقود، لتصل إلى 91.2 تيراواط/ساعة في 2022 ثم تراجعت إلى 85.9 تيراواط/ساعة خلال 2023.

كمية الكهرباء المولدة في الجزائر

ويعتمد أغلب قطاع الكهرباء في الجزائر على الغاز الطبيعي -وهو المصدر الموجود بوفرة لديها- كونها من أكبر منتجي الغاز عالميًا، مع واقع أن البيانات تشير إلى أن 98.8%% من طاقة التوليد تعتمد على الغاز، في حين يأتي الباقي من النفط والطاقة المتجددة والكهرومائية، كما يستعرض الرسم التالي:

مزيج توليد الكهرباء في الجزائر

وبلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في الدولة الأفريقية 144.7 مليون طن في 2023، مقابل 149.6 مليون طن عام 2022، كما يوضح الرسم أدناه:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في الجزائر

وتسعى الجزائر لزيادة قدرة توليد الكهرباء بنسبة 45% بحلول عام 2028 لتصل إلى 36 ألف ميغاواط، إذ تأتي هذه الزيادة ضمن خطة حكومية تهدف إلى تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق الحصول على 27% من الكهرباء عبر مصادر للطاقة المتجددة عام 2030 وزيادة سعة التوليد من مصادر الطاقة النظيفة إلى 37% بحلول العام نفسه.

وينتج عن ذلك انخفاض حصة الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء إلى 84%، فيما ستزيد حصة الطاقة الشمسية إلى 15% من سعة التوليد المركبة.

وفي مارس/آذار (2024)، وضعت الجزائر حجر أساس أول محطة طاقة شمسية ضمن برنامج 3 آلاف ميغاواط الذي تشرف عليه شركة سونلغاز، في ولاية المغيير جنوب شرق البلاد، بقدرة إنتاج 200 ميغاواط.

وفي هدف طويل الأجل، تخطط الحكومة الجزائرية لتوليد نحو 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2035 لرفع نسبتها في مزيج الطاقة إلى 30%، وهو ما يحتاج إلى المزيد من الجهود، حيث تبلغ سعة الطاقة المتجددة في الجزائر 599 ميغاواط بنهاية 2022، كما يوضح الرسم التالي:

سعة الطاقة المتجددة في الجزائر

ويأتي تطوير الطاقة المتجددة لتدعم خطط الجزائر نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ تخطط البلاد بحلول عام 2040 لتوفير 10% من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر.

وتستهدف الجزائر ضخ استثمارات تتراوح من 20 مليارًا إلى 25 مليار دولار، لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر على الأمد الطويل.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2024)، وقّعت الجزائر مذكرة تفاهم لإجراء دراسات الجدوى المشتركة، لمشروع ممر الهيدروجين "الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين" (SoutH2 Corridor)، الذي من المقرر أن يربط بين الجزائر وألمانيا، وذلك عبر إيطاليا والنمسا.

ومن المستهدف خلال الممر الجنوبي نقل ما يقرب من 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا من الجزائر إلى دول أوروبا.

الربط الكهربائي

تتصل الشبكة الكهربائية في الجزائر مع المغرب عبر خط واحد بجهد 400 كيلوفولت، وخطين 220 كيلوفولت بسعة تبلغ 1500 ميغاواط، كما ترتبط الجزائر مع تونس عبر خطين بجهد 90 كيلوفولت، فيما لا يزال مشروع الربط مع إسبانيا قيد الدراسة.

ووجود هذا الربط يعني تصدير الفائض إذا احتاجته الدول الأخرى واستيراد فائض الدول الأخرى عندما تحتاجه الجزائر.

وكانت تصريحات لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية قد كشفت عن توقف التبادل الكهربائي مع الجزائر، رغم وجود البنية التحتية لمشروع الربط الكهربائي بين البلدين كما هي.

أبرز الأرقام لدولة الجزائر لعام 2023 وفق بيانات أوبك:

الدولة الجزائر
عدد السكان 46.5 مليون نسمة
المساحة 2.382 مليون كيلومتر مربع
الناتج المحلي الإجمالي 246.8 مليار دولار
احتياطيات النفط الخام المؤكدة 12.20 مليار برميل
إنتاج النفط الخام 973 ألف برميل يوميًا
سعة التكرير 677 ألف برميل يوميًا
استهلاك النفط 472 ألف برميل يوميًا
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 144.7 مليون طن
صادرات النفط الخام 483 ألف برميل يوميًا
صادرات المنتجات النفطية 515 ألف برميل يوميًا
احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة 4.5 تريليون متر مكعب
إنتاج الغاز الطبيعي 104.2 مليار متر مكعب
صادرات الغاز 52.03 مليار متر مكعب

وفيما يلي تستعرض منصة "الطاقة" لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:

اقرأ أيضًا لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. السلام عليكم

    صححوا معلوماتكم فالحزاير فقط مدينة والباقي اراض مغربية او تونسية او ازوادية
    ما بني على باطل الاستعمار يبقى باطلا
    يقول الشاعر:
    ولو كان الذي بني بباطل
    يدوم لظل قذافي زعيما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق