التقاريرتقارير النفطدول النفط والغازموسوعة الطاقةنفط

الجزائر.. ماذا تعرف عن أكبر منتج للطاقة في أفريقيا؟

هذا التقرير حُدِّثَ حتى 30 أكتوبر 2025

وحدة أبحاث الطاقة

في عام 1969، انضمّت الجزائر إلى منظمة الدول المصدّرة للنفط، بعد اكتشاف النفط داخل البلاد، وقطاع النفط والغاز الطبيعي كان وما زال العمود الفقري لاقتصاد أكبر دولة منتجة للطاقة في أفريقيا.

والجزائر أكبر دولة عضو في أوبك وفي أفريقيا من ناحية المساحة، ويتميّز أغلب النفط الجزائري بخاصيتين، كونه عالي الجودة من النفط الخفيف الحلو، وقربه من الأسواق الأوروبية.

كما أن البلاد من كبار منتجي الغاز عالميًا، الذي تُصدّره إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، وكذلك تنتج وتصدّر الغاز المسال، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).

ومع ذلك، تعاني صناعة النفط والغاز في الجزائر مشكلات عدة، بعضها يعود إلى قدم بعض الحقول وصعوبة التعامل معها، لكنها استفادت في السنوات الأخيرة من تداعيات أزمة غزو روسيا لأوكرانيا ومساعي قارة أوروبا في الابتعاد عن الغاز الروسي، إذ برز الغاز الجزائري بصفته بديلاً مناسبًا.

اكتشاف النفط والغاز

يعود تاريخ الإنتاج الفعلي للنفط في الجزائر إلى بداية الخمسينيات، إذ اكتُشِف أول حقل للغاز الطبيعي عام 1954، تلاه اكتشاف أول حقل نفطي مهم وهو حقل حاسي مسعود عام 1956، بالإضافة إلى حقل الغاز الطبيعي، حاسي الرمل، في العام ذاته.

وبعدما حصلت البلاد على استقلالها عام 1962، كان الاقتصاد هشًا، ليكون أول ما تقوم به الحكومة الجزائرية هو إنشاء الشركة الوطنية لنقل المحروقات وتسويقها، سوناطراك، في عام 1963، وذلك قبل أن تلتحق بمنظمة أوبك في عام 1969.

وشهد عام 2022 العديد من الاكتشافات النفطية في الجزائر، كانت البداية مع اكتشاف احتياطيات تصل إلى 140 مليون برميل في منطقة زملة العربي الواقعة داخل حوض بركين في مارس/آذار، من قبل شركة سوناطراك الجزائرية بالتعاون مع إيني الإيطالية.

كما توصلت الشركة الجزائرية في الشهر نفسه إلى اكتشافين نفطين، الأول في بئر ترسيم غرب عقلة الناصر 2 الواقعة شمال حقل حاسي مسعود، تُقدر احتياطياته بنحو 415 مليون برميل، والثاني في بئر "أولاد سيدي الشيخ- 1"، هذا إلى جانب اكتشافات أخرى مهمة في للغاز والنفط في يوليو/تموز وأغسطس/آب من 2022.

وبحسب البيانات الحكومية، حققت الجزائر نحو 15 اكتشافًا للنفط والغاز في عام 2023، أغلبها من قبل شركة سوناطراك.

وفي عام 2024، نجحت الجزائر في تحقيق 14 اكتشافًا جديدًا للنفط والغاز، وجاء أغلبها في حوضَي حاسي مسعود وبركين.

وكانت شركتا سوناطراك الوطنية وإيني الإيطالية أكثر الشركات نشاطًا في مجال الحفر الاستكشافي خلال العام الماضي.

وتأتي الاكتشافات ضمن برنامج ضخم تنفّذه الشركة الجزائرية، يستهدف استثمار 40 مليار دولار في المدة من 2023 إلى 2027، منها 30 مليار دولار في مجال استكشاف النفط والغاز.

احتياطيات النفط

بلغت احتياطيات الجزائر من النفط نحو 12.2 مليار برميل بنهاية عام 2024، وهو المستوى نفسه منذ 2006، بحسب تقديرات منظمة أوبك.

وفي حقيقة الأمر، كانت أعمال العنف ثم الاضطرابات السياسية في السابق تؤثر في تعثر قطاع النفط والغاز داخل البلاد.

وبعد استقرار دام عدّة سنوات، من المتوقع أن تختلف الصورة قليلًا، عند النظر لاحتياطيات النفط في الجزائر، مع تحقيق العديد من الاكتشافات المهمة، والتوصل إلى مكامن جديدة للنفط والغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات النفط المؤكدة في الجزائر منذ عام 1980 حتى 2024:

احتياطيات النفط في الجزائر

وتقع جميع حقول النفط الجزائرية في البر، إذ إن الاكتشافات البحرية محدودة للغاية، وفق المعلومات التي توصلت إليها وحدة أبحاث الطاقة.

ويمثل حقل حاسي مسعود، الذي اكتشف في عام 1956، أكبر وأقدم حقل نفط في البلاد، كما يقع في الجزء الشرقي بالقرب من الحدود الليبية، وتُقدّر احتياطيات هذا الحقل بنحو 3.9 مليار برميل.

كما أن هناك حقل المرك النفطي الذي يقع في ولاية إليزي على بُعد 350 كيلومترًا من حقل حاسي مسعود، وكذلك يوجد حقل أورهود الذي يحتوي على احتياطيات نفطية بنحو 1.9 مليار برميل.

وبحسب سوناطراك، يحتوي حاسي مسعود على 71% من إجمالي احتياطيات البلاد المؤكدة والمحتملة والممكنة من النفط، في حين يحتوي حوض إليزي، ثاني أكبر مساحة، على 15%، وفق ما نقلته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتمتلك الجزائر نحو 121 مليار برميل من النفط والمكثفات الصخرية، منها 5.7 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، لكن البلاد لم تستغل هذه الموارد حتى الآن، وسط معارضة شعبية وعدم جاهزية البنية التحتية اللازمة لذلك.

إنتاج النفط في الجزائر

بصفة عامة، الجزائر أكبر منتج للطاقة في القارة الأفريقية، بنحو 6.72 كوادرليون وحدة حرارية بريطانية، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن شركة تحليل البيانات (ستاتيستا)، تليها جنوب أفريقيا ونيجيريا ومصر بإنتاج 6.03 و4.45 و3.89 كوادرليون وحدة حرارية بريطانية على التوالي.

وفيما يتعلق بالنفط فقط، فإن الجزائر رابع أكبر منتج للخام في أفريقيا خلال عام 2024، إذ أدّت التخفيضات الطوعية ضمن تحالف أوبك+ إلى تراجع إنتاجها عند 905 آلاف برميل يوميًا في 2024، مقابل 969 ألف برميل يوميًا عام 2023.

وبدأ الإنتاج يرتفع تدريجيًا في عام 2025، مع التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية، إذ ا ارتفع في سبتمبر/أيلول 2025 للشهر الخامس على التوالي إلى 951 ألف برميل يوميًا، ليقترب من أعلى مستوى سجّله منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، البالغ 957 ألف برميل يوميًا.

ويأتي ذلك مع قرار مجموعة الـ8 دول في أوبك+، من بينها الجزائر، بإعادة كميات التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا للسوق منذ شهر أبريل/نيسان 2025 -كانت قد بدأت في يناير/كانون الثاني 2024-، عبر رفع سقف الإنتاج تدريجيًا حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025.

كما قررت الدول نفسها إعادة تخفيضات إنتاج النفط الطوعية الأخرى البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، عبر إضافة 137 ألف برميل يوميًا إلى السوق شهريًا، بدأت خلال أكتوبر/تشرين الأول 2025.

ويأتي ذلك مع التزام الجزائر بسياسة خفض الإنتاج الرسمية المعلَنة من أوبك+، بإجمالي مليونَي برميل يوميًا حتى نهاية عام 2026، التي بدأ تنفيذها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد إنتاج الجزائر من الخام شهريًا منذ عام 2021 حتى سبتمبر/أيلول 2025:

إنتاج الجزائر من النفط خلال سبتمبر

وتاريخيًا، كان انخفاض الاستثمار قد أدى إلى هبوط مستمر في إنتاج النفط، إذ تراجع الإنتاج من 1.992 مليون برميل يوميًا في عام 2007 إلى 1.38 مليونًا عام 2024، وفق المراجعة الإحصائية السنوية الصادرة عن معهد الطاقة، والتي تشمل النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية.

ومن المتوقع أن يصعد إنتاج الجزائر من المحروقات إلى 206 ملايين طن مكافئ نفط (1.5 مليار برميل) خلال عام (2025)، وفقًا لوزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب.

ويستعرض الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في الجزائر منذ عام 1965 حتى 2024، وفق أحدث بيانات معهد الطاقة:

إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في الجزائر

وبالنسبة إلى استهلاك النفط في البلاد، فقد بلغ 461.4 ألف برميل يوميًا خلال 2024، مقارنة مع 439.9 ألف برميل يوميًا في 2023،، وفقًا لأرقام معهد الطاقة، التي يستعرضها الرسم أدناه:

استهلاك الجزائر من النفط

صادرات النفط الجزائري

تراجعت صادرات الجزائر من النفط الخام والمشتقات خلال العام الماضي (2024) إلى 976 ألف برميل يوميًا، مقابل 998 ألف برميل يوميًا خلال العام السابق له، بحسب بيانات منظمة أوبك.

وجاء ذلك، نتيجة انخفاض صادرات الجزائر من النفط الخام إلى 459 ألف برميل يوميًا في عام 2024، مقابل 483 ألف برميل يوميًا في عام 2023.

وبحسب أحدث بيانات وحدة أبحاث الطاقة، ارتفعت صادرات الجزائر من النفط الخام المنقول بحرًا خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025 إلى 418 ألف برميل يوميًا، مقابل 409 آلاف في المدة نفسها من 2024.

ومع بداية عام 2025، بلغت صادرات النفط الخام الجزائري نحو 316 ألف برميل يوميًا، خلال يناير/كانون الثاني، وارتفعت إلى 466.4 ألف برميل يوميًا في شهر فبراير/شباط، ثم قفزت إلى 537.4 ألفًا في أبريل/نيسان 2025.

وظلّت ما بين الارتفاع والانخفاض، لتصل إلى 393 ألف برميل يوميًا في شهر سبتمبر/أيلول 2025، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة، التي يوضحها الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من النفط الخام المنقول بحرًا

وفي الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025، تصدرت البلدان الأوروبية قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط الجزائري بقيادة إسبانيا بمتوسط 83 ألف برميل يوميًا، وفرنسا بنحو 72 ألف برميل يوميًا، والمملكة المتحدة بمتوسط 47 ألف برميل يوميًا.

وفي سياق متصل، انخفضت إيرادات صادرات النفط الجزائري إلى 25.815 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 26.101 مليار دولار عام 2023، لتمثّل نحو 47% من إجمالي عائدات صادرات البلاد، وفق تقديرات أوبك.

وفي عام 2024، أوضحت بيانات حكومية أن إجمالي إيرادات البلاد من النفط والغاز قد انخفض بنسبة 10.4%، لتسجل ما يقرب من 45.23 مليار دولار، مقابل 50.49 مليار دولار في 2023.

ومن جهة أخرى، تمتلك الجزائر طاقة تكريرية تبلغ 677 ألف برميل يوميًا بنهاية 2024، دون تغيير منذ عام 2020، مع وجود 6 مصافٍ في البلاد، تدعم الاكتفاء الذاتي.

الغاز الطبيعي

اكتشفت الجزائر أكبر حقل للغاز الطبيعي، حاسي الرمل، في عام 1956، وتمتلك الدولة الأفريقية موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الصخري، لكنها تواجه العديد من العقبات أمام تطويرها.

وأصبحت البلاد أول مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، عندما سلّمت شحنتها الأولى إلى المملكة المتحدة في عام 1964.

ويقع حاسي الرمل في وسط البلاد إلى الشمال الغربي من حقل النفط حاسي مسعود، كما يحتوي على احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي تبلغ 85 تريليون قدم مكعبة (2.4 تريليون متر مكعب)، أيّ أكثر من نصف إجمالي احتياطيات الغاز.

وما تبقى من احتياطيات الغاز الطبيعي الجزائرية تقع في حقول الغاز المصاحب، وغير المصاحب في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد، مثل حقل أحنات للغاز الواقع في جنوب غرب الجزائر، وحقل عين تسيلا الواقع في مقاطعة إليزي، الذي اكتشف عام 2012.

وشهد العام الماضي (2024)، توقيع شركة سوناطراك عقدًا مع الشركة الصينية للهندسة النفطية، لتنفيذ وحدات جديدة لتعزيز حقل الغاز "الرار"، الواقع في حوض إليزي، بهدف معالجة النضوب الطبيعي في الحقل لزيادة الإنتاج بمعدل 10 ملايين متر مكعب قياسية يوميًا.

ويبلغ إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في البلاد نحو 4.504 تريليون متر مكعب بنهاية 2024، وهو المستوى نفسه منذ 2009، حسب تقديرات منظمة أوبك.

ويوضح الرسم التالي احتياطيات الغاز الطبيعي في الجزائر بين عامي 1980 و2024، وفق تقديرات أوبك:

احتياطيات الغاز في الجزائر

وتمتلك الجزائر موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الصخري، إذ تحتوي على 707 تريليونات قدم مكعبة (20 تريليون متر مكعب) من موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج عبر التقنيات الحالية، وهي ثالث أكبر كمية في العالم بعد الصين والأرجنتين.

إلا أنه يصعب تطوير هذه الحقول وسط معارضة شعبية، ووجود العديد من العقبات، بما في ذلك الموقع البعيد للأراضي الصخرية، ونقص البنية التحتية.

وكانت شركة سوناطراك قد وقّعت في 2024 اتفاقًا مبدئيًا مع شركتَي "إكسون موبيل" و"شيفرون" الأميركيتين، تتضمّن دراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد النفط والغاز في كل من حوضي أهنات وقورارة، وهو ما من شأنه محاولة استغلال نحو 60 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري القابل للاستخراج.

وفي أحدث التطورات، أكد رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط)، سمير بختي، قرب الانتهاء من القضايا العالقة بشأن استغلال الغاز الصخري مثل "التوافق التجاري".

كما شهد عام 2025 -وتحديدًا في شهر يوليو/تموز- توقيع الجزائر اتفاقًا مع شركة سينوبك الصينية للتنقيب عن الغاز الصخري.

الخريطة التالية، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، ترصد أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر:

أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر

وبالنسبة إلى إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر، فقد سجل 94.7 مليار متر مكعب بنهاية عام 2024، متراجعًا عن 101.5 مليار متر مكعب عام 2023، وارتفاعًا من 2.4 مليار متر مكعب في عام 1970، وفقًا لأحدث بيانات معهد الطاقة البريطاني.

واعتمادًا على البيانات التاريخية من معهد الطاقة، فإن إنتاج الغاز في الجزائر بلغ مستوى قياسيًا سنويًا خلال عام 2023، لتكون البلاد على رأس قائمة أكبر منتجي الغاز في أفريقيا.

وتستهدف الجزائر زيادة إنتاج الغاز إلى 110 مليارات متر مكعب سنويًا، ضمن برنامج استثماري بأكثر من 52 مليار دولار.

وبحسب أحدث البيانات المتاحة الصادرة عن "جودي"، بدأ إنتاج الغاز الجزائري في 2025 عند مستويات مرتفعة، ليحقق 9.74 مليار متر مكعب خلال شهر يناير/كانون الثاني 2025، وتراجع في مايو/أيار إلى 7.85 مليار متر مكعب.

و في يونيو/حزيران، عاد إنتاج الجزائر من الغاز للارتفاع إلى 8.2 مليار متر مكعب، وإلى 8.36 مليارًا في أغسطس/آب 2025.

ويرصد الرسم البياني الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر بين عامي 1970 و2024:

إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر

ومع هذا الإنتاج الضخم، تستهلك الدولة الأفريقية نحو 50.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي محليًا بنهاية 2024، انخفاضًا من 54.2 مليار متر مكعب عام 2023، وفق أحدث أرقام معهد الطاقة، كما يرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

استهلاك الغاز في الجزائر

صادرات الغاز

تُصدّر الجزائر الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب، مع كون أوروبا -خاصة إسبانيا وإيطاليا- أكبر مستورد للغاز الطبيعي منها، وزادت أهمية ذلك بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.

وتراجعت صادرات الجزائر من الغاز عبر الأنابيب خلال العام الماضي (2024) إلى 33.81 مليار متر مكعب، مقابل 34.48 مليار متر مكعب في العام السابق له (2023).

وتوضح أحدث بيانات "جودي" ارتفاع صادرات الجزائر من الغاز عبر الأنابيب خلال شهر أغسطس/آب الماضي إلى 3.1 مليار متر مكعب، مقابل 2.89 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من العام الماضي.

ويوجد لدى الجزائر عدّة خطوط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي للخارج، وهي خط الأنابيب عبر المتوسط، لنقل الغاز إلى إيطاليا، عبر تونس، مع حقيقة بدء تشغيله عام 1983 بطول 1025 ميلًا، وقدرة تصدير تبلغ 1340 مليار قدم مكعبة سنويًا (37.5 مليار متر مكعب)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما ينطلق من الجزائر خط أنابيب غاز المغرب العربي وأوروبا -الذي بدأ عام 1996 بعقد مدته 25 عامًا- لنقل الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل في الجزائر إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب.

ويبلغ طول خط أنابيب الغاز 325 ميلًا، بقدرة تصدير 390 مليار قدم مكعبة سنويًا (11 مليار متر مكعب)، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وتُجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد أوقفت الصادرات عبر هذا الأنبوب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعد انهيار العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، فيما تستغله إسبانيا حاليًا لنقل الغاز في الاتجاه العكسي إلى المغرب.

وشهد عام 2025 محاولات لإعادة تصدير الغاز الطبيعي إلى إسبانيا من خلال أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، وهو ما رفضته الجزائر، إذ عدّت الملف مغلقًا تمامًا، في ظل أزمة "قضية الصحراء".

وبحسب مصادر تحدثت إلى منصة الطاقة المتخصصة، طرحت إسبانيا وعدد من الشركاء الدوليين على الجزائر إعادة الاستفادة من الأنبوب مرة أخرى، وتنويع مسارات ضخ الغاز الجزائري إلى أوروبا.

وفي مقابل ذلك، سيستفيد المغرب من جزء من هذا الغاز لتلبية احتياجاته الداخلية، خاصةً أنه سيكون أرخص من الغاز الذي يستورده حاليًا عبر إسبانيا، بنحو 4 إلى 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وفي عام 2011، بدأت الدولة الأفريقية تصدير الغاز إلى إسبانيا مباشرة عبر خط ميدغاز، البالغ طوله 125 ميلًا، وبسعة 280 مليار قدم مكعبة سنويًا (7.9 مليار متر مكعب).

ولدى الدولة الأفريقية خط أنابيب غالسي، الذي لم يدخل حيز التشغيل بعد، لينقل الغاز من الجزائر إلى إيطاليا، بسعة 238 مليار قدم مكعبة سنويًا (6.7 مليار متر مكعب)، وطول 534 ميلًا، وسط خطط حالية لاستغلاله لتصدير الهيدروجين.

فضلًا عن ذلك، هناك خط الغاز الجزائري النيجيري أو خط أنابيب العابر للصحراء، ويعد مقترحًا لنقل الغاز من نيجيريا مرورًا بالنيجر، ليصل إلى الجزائر، ومن ثم إمكان نقله إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الأخرى، التي تنطلق من الجزائر.

وتبلغ قدرة خط الأنابيب المقترح نحو 1059 مليار قدم مكعبة سنويًا (29.8 مليار متر مكعب)، فيما يصل طوله إلى 2602 ميل.

الغاز المسال

الجزائر ضمن أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال في العالم، وتصدّرت القارة الأفريقية في 2023، متفوقةً على نيجيريا، قبل أن تتراجع للمركز الثاني منذ عام 2024.

وبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة، هبطت صادرات الغاز المسال الجزائري إلى 11.62 مليون طن في العام الماضي (2024)، مقابل 13.45 مليون طن في عام 2023.

كما تشير تقديرات معهد الطاقة البريطاني إلى تراجع صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال خلال العام الماضي إلى 16 مليار متر مكعب، مقابل 17.8 مليار متر مكعب في عام 2023، وفقًا لما يرصده الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من الغاز المسال

وفي الأشهر الـ9 الأولى من 2025، واصلت صادرات البلاد من الغاز المسال انخفاضها إلى 6.92 مليون طن، مقابل 8.86 مليونًا في المدة المقابلة من العام السابق له، أي بانخفاض 1.94 مليون طن، بحسب تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.

*(مليون طن يعادل 1.360 مليار متر مكعب)

وفي الربع الثالث وحده، بلغت صادرات الجزائر من الغاز المسال نحو 2.13 مليون طن، مقابل 2.61 مليون طن في الربع المقارن من 2024، كما يرصد الرسم البياني التالي:

صادرات الجزائر من الغاز المسال على أساس فصلي

وتوجد لدى الجزائر 4 محطات للغاز الطبيعي المسال؛ 3 منها في أرزيو، ومحطة واحدة في سكيكدة.

قطاع الكهرباء

تتمتع الجزائر بالمركز الأول في أفريقيا من ناحية نسبة السكان الذين يستعملون الكهرباء، إذ تقترب من 100%، وساعدها على ذلك وفرة الغاز وإيرادات صادرات النفط، وتركيز الحكومات المتعاقبة على توفير الكهرباء.

وشهد قطاع الكهرباء نموًا مطردًا خلال العقود الـ6 الماضية بمعدل سنوي بلغ 7%، نتيجة استثمارات مستمرة في القطاع، إذ استثمرت الحكومة ما يقرب من 40 مليار دولار في البنية التحتية للكهرباء خلال العقدين الماضيين، بما في ذلك 50 محطة لتوليد الكهرباء، لاستيعاب الزيادات المستمرة -15% على أساس سنوي- في الطلب على الكهرباء خلال ذروة الطلب في أشهر الصيف.

ويوضح الشكل البياني أدناه، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، الزيادة المستمرة في توليد الكهرباء خلال العقود الماضية، إذ زادت كمية الكهرباء المولدة بنحو 8 مرات خلال 4 عقود، لتصل إلى 101.1 تيراواط/ساعة في 2024، مرتفعًا من 95.6 تيراواط/ساعة خلال 2023.

كمية الكهرباء المولدة في الجزائر

ويعتمد أغلب قطاع الكهرباء في الجزائر على الغاز الطبيعي -وهو المصدر الموجود بوفرة لديها- كونها من أكبر منتجي الغاز عالميًا، مع واقع أن البيانات تشير إلى أن 98.6%% من طاقة التوليد تعتمد على الغاز، في حين يأتي الباقي من النفط والطاقة المتجددة والكهرومائية، كما يرصد الرسم أدناه:

مزيج توليد الكهرباء في الجزائر

ومن المتوقع أن تسهم الطاقة المتجددة بصورة أكبر في مزيج توليد الكهرباء الجزائري، مع بدء تشغيل مشروعات الطاقة الشمسية المتعددة التي تشرع البلاد في تنفيذها.

وبلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في الجزائر 156.4 مليون طن في 2024، متراجعًا من 160.1 مليون طن عام 2023، كما يوضح الرسم أدناه:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في الجزائر

وتسعى الجزائر لزيادة قدرة توليد الكهرباء بنسبة 45% بحلول عام 2028 لتصل إلى 36 ألف ميغاواط، إذ تأتي هذه الزيادة ضمن خطة حكومية تهدف إلى تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق الحصول على 27% من الكهرباء عبر مصادر للطاقة المتجددة عام 2030 وزيادة سعة التوليد من مصادر الطاقة النظيفة إلى 37% بحلول العام نفسه.

وينتج عن ذلك انخفاض حصة الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء إلى 84%، فيما ستزيد حصة الطاقة الشمسية إلى 15% من سعة التوليد المركبة.

وفي مارس/آذار (2024)، وضعت الجزائر حجر أساس أول محطة طاقة شمسية بقدرة إنتاج 200 ميغاواط، كما وضعت في أبريل/نيسان حجر أساس ثاني محطة بطاقة 150 ميغاواط، والثالثة بقدرة 220 ميغاواط، ودشّنت رابع محطة بقدرة 80 ميغاواط.

وفي النصف الأول من العام الجاري، وضعت البلاد حجر أساس محطة طاقة شمسية جديدة بسعة 80 ميغاواط.

وجاء ذلك بعد توقيع شركة سونلغاز في عام 2024 اتفاقيات إنشاء 20 محطة طاقة شمسية، وانقسمت على مناقصتين، تضمنت الأولى تنفيذ 15 محطة بسعة 2 غيغاواط، في حين تضمنت المناقصة الثانية تنفيذ 5 محطات بسعة إجمالية 1 غيغاواط.

وفي الوقت نفسه، أطلقت وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة مشروع "طاقاتي 2 (TaqatHy+) في منتصف أبريل/نيسان (2025)، بتمويل مشترك بين الاتحاد الأوروبي وألمانيا بقيمة 28 مليون يورو (31.91 مليون دولار)، ويمتد تنفيذه لعام 2029.

وفي هدف طويل الأجل، تخطط الحكومة الجزائرية لتوليد نحو 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2035 لرفع نسبتها في مزيج الطاقة إلى 30%، وهو ما يحتاج إلى المزيد من الجهود، حيث تبلغ سعة الطاقة المتجددة في الجزائر 601 ميغاواط، كما يوضح الرسم التالي:

سعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الجزائر

ويأتي تطوير الطاقة المتجددة لتدعم خطط الجزائر نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ تخطط البلاد بحلول عام 2040 لتوفير 10% من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر.

وتستهدف الجزائر ضخ استثمارات تتراوح من 20 مليارًا إلى 25 مليار دولار، لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر على الأمد الطويل.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2024)، وقّعت الجزائر مذكرة تفاهم لإجراء دراسات الجدوى المشتركة، لمشروع ممر الهيدروجين "الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين" (SoutH2 Corridor)، الذي من المقرر أن يربط بين الجزائر وألمانيا، وذلك عبر إيطاليا والنمسا.

ومن المستهدف خلال الممر الجنوبي نقل ما يقرب من 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا من الجزائر إلى دول أوروبا.

الربط الكهربائي

تتصل الشبكة الكهربائية في الجزائر مع المغرب عبر خط واحد بجهد 400 كيلوفولت، وخطين 220 كيلوفولت بسعة تبلغ 1500 ميغاواط، كما ترتبط الجزائر مع تونس عبر خطين بجهد 90 كيلوفولت، فيما لا يزال مشروع الربط مع إسبانيا قيد الدراسة.

ووجود هذا الربط يعني تصدير الفائض إذا احتاجته الدول الأخرى واستيراد فائض الدول الأخرى عندما تحتاجه الجزائر.

وكانت تصريحات لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية قد كشفت عن توقف التبادل الكهربائي مع الجزائر، رغم وجود البنية التحتية لمشروع الربط الكهربائي بين البلدين كما هي.

أبرز الأرقام لدولة الجزائر لعام 2024 وفق بيانات أوبك:

الدولة الجزائر
عدد السكان 46.7 مليون نسمة
المساحة 2.382 مليون كيلومتر مربع
الناتج المحلي الإجمالي 266.97 مليار دولار
احتياطيات النفط الخام المؤكدة 12.20 مليار برميل
إنتاج النفط الخام 905 آلاف برميل يوميًا
سعة التكرير 677 ألف برميل يوميًا
استهلاك النفط 461.4 ألف برميل يوميًا
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 156.4 مليون طن
صادرات النفط الخام 459 ألف برميل يوميًا
صادرات المنتجات النفطية 516 ألف برميل يوميًا
احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة 4.5 تريليون متر مكعب
إنتاج الغاز الطبيعي 94.7 مليار متر مكعب
صادرات الغاز 49.08 مليار متر مكعب

 

وفيما يلي تستعرض منصة "الطاقة" لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:

اقرأ -أيضًا- لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. السلام عليكم

    صححوا معلوماتكم فالحزاير فقط مدينة والباقي اراض مغربية او تونسية او ازوادية
    ما بني على باطل الاستعمار يبقى باطلا
    يقول الشاعر:
    ولو كان الذي بني بباطل
    يدوم لظل قذافي زعيما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق