8 اكتشافات نفطية في الجزائر.. وصفقة مع شيفرون قريبًا
نجحت شركة سوناطراك في تحقيق 8 اكتشافات نفطية في الجزائر منذ بداية العام الجاري، في خطوة من شأنها تعزيز احتياطيات البلاد من الهيدروكربونات وتأمين احتياجاتها المحلية وزيادة صادراتها إلى الخارج.
ووفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلن وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب تحقيق 8 اكتشافات "كبيرة" و"مهمة جدًا" في مجال المحروقات بالجزائر.
وقال عرقاب خلال استضافته في التلفاز العمومي مساء أمس الأربعاء 29 مايو/أيار (2024): "منذ بداية العام نجحنا بتحقيق 8 اكتشافات نفطية في الجزائر في "مواقع جديدة"، بفضل مجهودات ذاتية لشركة سوناطراك".
وتمتلك الجزائر ما يصل إلى 159 تريليون قدم مكعّبة من موارد الغاز الطبيعي، و12.2 مليار برميل من احتياطيات النفط، وتنتج نحو 910 آلاف برميل من النفط، و9.9 مليار قدم مكعّبة من الغاز يوميًا.
اكتشافات النفط والغاز
قال عرقاب: "كانت لنا اكتشافات كبيرة بداية من مطلع هذه السنة حتى نهاية الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار الجاري، وعددها 8 اكتشافات نفطية وغازية مهمة جدًا".
وأضاف: "سوف تعطي الاكتشافات الجديدة إضافة كبيرة بالنسبة للاحتياطات الوطنية من المحروقات، لا سيما بالنسبة للغاز الطبيعي".
وأوضح أن الاكتشافات المسجلة تخصّ "مكامن جديدة للمحروقات تقع بكلّ من بشار وجنوب عين صالح وشمال جانت وجنوب إليزي وشمال ورقلة".
وتعمل شركة سوناطراك -بالتعاون مع شركائها من كبرى شركات النفط العالمية- على زيادة رقعة الاستكشاف ووضع حقول جديدة على خطوط الإنتاج، من أجل تأمين احتياجات عملائها من النفط والغاز.
وتأتي اكتشافات النفط والغاز في الجزائر ضمن إطار برنامج استثماري ضخم تنفّذه شركة سوناطراك يستهدف استثمار 40 مليار دولار في المدة من 2023 إلى2027، منها 30 مليار دولار في مجال استكشاف النفط والغاز وإنتاجهما، بهدف زيادة الإنتاج على المديَين القصير والمتوسط.
صفقة شيفرون
كشف وزير الطاقة الجزائري توقيع اتفاقية مهمة بين سوناطراك وعملاقة النفط الأميركية "شيفرون" في "الأيام القليلة القادمة"، وهو ما سيساعد في "تطوير منجم كبير" وزيادة الإنتاج الوطني للمحروقات.
يأتي التجهيز لتوقيع صفقة شيفرون بعد أيام من توقيع مذكرة تفاهم بين سوناطراك وإكسون موبيل ستتوج بـ"عقود تطوير قبل نهاية السنة، وتعطي إضافة كبيرة جدًا لإنتاج الغاز في الجزائر".
وأشار عرقاب إلى أن سوناطراك وقّعت، في وقت سابق ضمن إطار قانون المحروقات الذي دخل حيز التطبيق عام 2020، اتفاقات مع كبرى الشركات العالمية على غرار "إكوينور" النرويجية و"ايني" الإيطالية و" أوكسيدنتال بتروليوم" الأميركية لعقود "مهمة وكبيرة" في مجال استغلال وتكرير وإنتاج المحروقات.
وقال عرقاب: "لقد أدت الجزائر دورًا في تأمين احتياجات أوروبا من الطاقة.. وسنواصل القيام بذلك بصفتنا دولة موثوقة فيما يتعلق بالالتزامات بالعقود طويلة الأجل والكميات الكبيرة التي نورّدها إلى الأسواق الأوروبية، وكذلك الأسواق الأخرى في آسيا، بشكل غاز طبيعي مسال".
شهد قطاع الطاقة الجزائري انتعاشًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ تدخلت عندما كانت أوروبا تكافح للعثور على إمدادات بديلة.
وقّعت إيطاليا وإسبانيا وألمانيا اتفاقيات لتعزيز المشتريات من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، التي تمثّل حاليًا نحو 14% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال.
إنتاج الجزائر من الغاز
أكد عرقاب أن الجزائر تملك الإمكانات لرفع إنتاجها من الغاز إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا "على المدى المتوسط"، مقابل إنتاج حالي بـ137 مليار متر مكعب.
وأوضح أن زيادة إنتاج الجزائر من الغاز تأتي تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، الذي أمر برفع كمية التصدير إلى 100 مليار متر مكعب سنويًا.
وقال، إن الهدف الموضوع خلال السنوات الـ5 المقبلة هو بلوغ إنتاج الغاز 200 مليار متر مكعب سنويًا لتغطية الطلب المتزايد على المستوى الداخلي، وزيادة الكميات الموجهة للتصدير.
وأرجع وزير الطاقة الإنجازات المسجلة في مجال الشراكة إلى تجسيد سياسة الرئيس عبدالمجيد تبون فيما يتعلق بتحسين مناخ الاستثمار، مشيدًا بالديناميكية التي تعرفها الجزائر في عديد القطاعات.
وتمتلك الجزائر بعض أكبر احتياطيات النفط والغاز في أفريقيا، لكن الإنتاج ظل متوقفًا منذ مدة طويلة بسبب سوء الإدارة ونقص الاستثمار، إلى أن أجرت إصلاحات شاملة في قوانينها الخاصة بالمحروقات والاستثمارات بدءًا من عام 2020.
ووفق بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تراجع إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي خلال الربع الأول من العام الجاري (2024) بمقدار 5.52 مليار متر مكعب، مقارنة بالربع نفسه من 2023، في حين ارتفع استهلاك البلاد من ذلك الوقود بتوليد الكهرباء والتدفئة.
وانخفض إنتاج الغاز الجزائري إلى 26.28 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار 2024، مقابل 31.81 مليار متر مكعب في الربع المقارن من 2023، الذي شهد مستويات قياسية للإنتاج؛ ما أدى إلى الانخفاض الملحوظ على أساس سنوي في الربع الأول من 2024.
شبكة كهربائية أفريقية مترابطة
أكد عرقاب، حول آفاق نشاط تحويل وتثمين موارد المحروقات محليًا، أن بلاده تهدف إلى رفع نسبة التثمين من نحو 32% حاليًا إلى 50% مستقبلًا، في إطار نشاط البتروكيماويات.
وأوضح أنه يُمنع حاليًا تصدير خام الحديد وخام الفوسفات لتحويلهما محليًا، مضيفًا أنه بالنسبة للمحروقات، وُضِعَ هدف في إطار مخطط عمل الحكومة وبرنامج سوناطراك للوصول إلى تحويل 50% من النفط الخام محليًا لتصنيع المواد الأولية للصناعة التحويلية في الجزائر التي تُستَورَد حاليًا.
وأكد أن العمل جارٍ كذلك على تنفيذ مشروع ربط الشبكة الكهربائية لشمال الوطن مع الشبكة الجنوبية، موضحًا أن تنفيذ الأعمال وصلت إلى ولاية المنيعة حاليًا، وأن هذا "المشروع الضخم" من شأنه تعزيز ربط المحيطات الفلاحية في الجنوب ودفع التنمية في البلاد عمومًا.
وقال، إنه رُبِط 64 ألف محيط فلاحي عبر الوطن بالشبكة الكهربائية، ويبقى الهدف متمثلًا في بلوغ 100 ألف محيط فلاحي، بالشراكة مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية.
كما تطرّق عرقاب لمشروع ربط الشبكة الوطنية للكهرباء بالشبكة الأفريقية للوصول إلى السوق الأفريقية من خلال مدّ خطوط لنقل الكهرباء ذات الضغط العالي والعالي جدًا، بالموازاة مع خط السكة الحديدية التي ستصل إلى أدرار وتمنراست.
وأوضح عرقاب أن "الفكرة هي كيفية إنشاء شبكة كهربائية أفريقية موحدة ومترابطة، علمًا أن 700 مليون أفريقي يعيشون دون كهرباء"، مبرزًا أن الجزائر تُعدّ "بلدًا قويًا في مجال إنتاج الكهرباء وفي التحكم التام في مجال الطاقة".
وأضاف أنه كانت له في المدة الأخيرة العديد من اللقاءات مع مسؤولين أفارقة بُحِثَت خلالها كيفيات نقل الخبرة الجزائرية في هذا المجال، مشيرًا إلى أهمية المشروع المتعلق بالربط الكهربائي الممتد نحو أوروبا عبر إيطاليا لتصدير الكهرباء نحو السوق الأوروبية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- مزيج توليد الكهرباء في مصر.. حصة الغاز عند أعلى مستوى منذ 2020 (إنفوغرافيك)
- من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي بعد 31 شهرًا من وقف إمدادات الجزائر؟
- التوازن بين الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري معادلة صعبة.. كيف تحققها السعودية؟
لنفترض ان الانتاج اليومي هو 10 مليار قدم مكعب يوميا . سنويا يكون ب 3.6 تريليون قدم مكعب وعند تحويلها سيكون لدينا 101 مليار متر مكعب اعتقد انه ليس هناك خلط بين روسيا والجزائر والحساب سليم
هل تنتج الجزائر 9.9 مليار قدم مكعب (280 مليار متر مكعب) شكلكم اخلطتم بين الجزائر و روسيا !