كيف أثرت أزمة الطاقة في الطلب على الغاز المسال عالميًا؟.. 4 رسومات تكشف بالأرقام

ياسر نصر

2022-12-20

0 966

كشف تقرير رسمي أن أزمة الطاقة التي واجهتها الدول الأوروبية في 2022 دفعت الطلب على الغاز المسال لتسجيل مستويات قياسية خلال الـ9 أشهر الأولى من العام الجاري.

وأشار تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" إلى أن استمرار تنامي الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال بات مدعومًا بتنامي الطلب في السوق الأوروبية.

وأوضح التقرير الصادر تحت عنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2022"، والذي أعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن أوروبا باتت على مقربة من تحقيق رقم قياسي في حجم واردات الغاز المسال بنهاية عام 2022.

حجم واردات الغاز المسال

كشف تقرير أوابك أن إجمالي واردات الغاز المسال إلى الأسواق الرئيسة خلال الربع الثاني من عام 2022 بلغ نحو 95.5 مليون طن، مقارنة بنحو 92.5 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2021، بمعدل نمو على أساس سنوي 3%.

وارتفع الطلب على الغاز المسال عالميًا إلى 97 مليون طن خلال الربع الثالث من عام 2022، مقابل 90 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بمعدل نمو على أساس سنوي 8%.

واردات أوروبا من الغاز المسال

بلغ إجمالي واردات أوروبا من الغاز المسال خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 30.3 مليون طن، مقابل 21.3 مليون طن في الربع المماثل من العام السابق 2021، بنسبة نمو على أساس سنوي 42.3%.

واستمرت واردات الغاز المسال الأوروبية في النمو خلال الربع الثالث من العام 2022، لتسجل 27.9 مليون طن، مقابل 14.1 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو على أساس سنوي 97.9%، وهي الأعلى في تاريخ أوروبا.

وصل إجمالي ما استوردته أوروبا من الغاز الطبيعي المسال خلال الـ9 أشهر الأولى من عام 2022 نحو 90 مليون طن، ما يجعلها على مقربة من تحقيق رقم قياسي بنهاية 2022.

أسباب زيادة الطلب في أوروبا

يرى خبير أوابك المهندس وائل عبدالمعطي -في التقرير الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه- أن زيادة الطلب على الغاز المسال في أوروبا يرجع إلى عدّة عوامل، أبرزها مساعي الدول نحو إحلال الغاز المسال محلّ صادرات الغاز الطبيعي من روسيا عبر خطوط الأنابيب.

كما عملت الدول الأوروبية على ملء خزانات الغاز وفق الهدف الذي حددته المفوضية، وهو 80%، قبل الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، للاستعداد بمخزون كافٍ خلال فصل الشتاء، الذي عادة ما يصل فيه الطلب إلى ذروته بسبب التدفئة، إذ وصلت المخزونات إلى مستويات مرتفعة تخطّت حتى هدف الـ 80%، منذ شهر سبتمبر/أيلول 2022.

وحافظت الولايات المتحدة على مكانتها أكبرَ مزوّد لأوروبا بالغاز المسال خلال الشهور الـ9 الأولى من عام 2022، بإجمالي 40.5 مليون طن، ما يعادل نحو 45% من إجمالي واردات السوق الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال.

وجاءت قطر في المرتبة الثانية بحصة 16.3%، في حين احتلّت روسيا المرتبة الثالثة بحصّة 13.7%، إذ صدّرت ما مجموعه 12.4 مليون طن، ما يعني نجاحها في تسويق أكثر من 50% من إجمالي صادراتها من الغاز المسال داخل الأسواق الأوروبية خلال المدة نفسها.

الطلب على الغاز المسال في آسيا

في مقابل زيادة الطلب على الغاز المسال في أوروبا، كانت السوق الآسيوية على موعد مع تراجع الطلب؛ بسبب تراجع النشاط الاقتصادي في الصين نتيجة انتشار موجة جديدة من جائحة كورونا.

وسجلت واردات السوق الآسيوية من الغاز المسال نحو59.5 مليون طن خلال الربع الثاني من عام 2022، مقابل 64 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع غير معتادة بلغت على أساس سنوي 7%.

وبلغت واردات آسيا خلال الربع الثالث من عام 2022 نحو 62.6 مليون طن، مقابل 66.8 مليون طن خلال الربع المماثل من العام الماضي 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 6.3%.

وجاء التراجع الأكبر في "أسواق شرق آسيا" التي تضم الصين واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية، إذ بلغت وارداتها مجتمعة خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو45 مليون طن، مقابل 50 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 10%.

وسجلت واردات شرق آسيا نحو 49.8 مليون طن خلال الربع الثالث من عام 2022، مقابل 53.1 مليون طن خلال الربع المماثل من العام الماضي 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 6.2%.

الطلب في الصين واليابان

تراجعت واردات الصين، والتي تعدّ المحرك الرئيس لنمو الطلب العالمي على الغاز المسال، خلال الربع الثاني 2022، إلى 14.3 مليون طن، بنسبة تراجع على أساس سنوي 29%؛ بسبب تراجع النشاط الاقتصادي نتيجة انتشار موجة جديدة من جائحة كورونا.

كما تفضّل الصين إمدادات الغاز من روسيا عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا"، كونها تعدّ أقلّ كلفة من شحنات الغاز المسال في السوق الفورية.

كما تراجعت واردات الصين خلال الربع الثالث إلى 14.8 مليون طن، بنسبة تراجع على أساس سنوي 22%.
ومن المتوقع أن يؤدي التراجع المستمر في واردات الصين إلى تراجعها للمرتبة الثانية عالميًا خلف اليابان، بصفتها أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال، بعد أن تخطّت اليابان لأول مرة في عام 2021، وفقًا لتقرير أوابك الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي اليابان، بلغت الواردات خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 17.1 مليون طن، مقابل 15.8 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، إذ أسهم ارتفاع حرارة الصيف في شهر يونيو/حزيران بدفع الطلب نحو النمو.

وسجلت واردات اليابان خلال الربع الثالث من عام 2022 نحو 18.1 مليون طن، مقابل 17.7 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، إذ بدأت بكين في الإسراع بإعادة ملء خزاناتها من الغاز بعد فصل الصيف الحارّ، الذي ارتفع فيه الطلب لأغراض التبريد.

الصين تطلق أول مناقصة لشراء الغاز المسال — إحدى ناقلات الغاز المسال - أرشيفية

أسواق جنوب آسيا

بلغت واردات "أسواق جنوب آسيا"، التي تضم كلًا من الهند وباكستان وبنغلاديش، خلال الربع الثاني من عام 2022، نحو 9.2 مليون طن، مقابل 9.8 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بتراجع 6.1%، ثم سجلت 7.1 مليون طن خلال الربع الثالث، مقابل 9.6 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 26%.

ويعود التراجع المستمر في واردات أسواق جنوب آسيا، وفقًا لتقرير أوابك الذي أعدّه وائل عبدالمعطي، لعدم قدرة المنطقة على المنافسة وجذب شحنات الغاز المسال من السوق الفورية، إذ تقدّم الأسواق الأوروبية أسعارًا أعلى لجذب الشحنات الفورية.

وبالرغم من سعي باكستان نحو استقطاب شحنات بعقود متوسطة المدة عبر طرح مناقصة لاستيراد 72 شحنة خلال المدة 2023-2028، فإنها لم تتلقّ أيّ عطاء من المورّدين، في حالة تعكس الوضع الحالي المتأزم للإمدادات في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال.

كما بلغت واردات أسواق جنوب شرق آسيا مجتمعة خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 5.3 مليون طن، مقابل 4.2 مليون طن مقارنة بالربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو على أساس سنوي 26.2%، ويعود ذلك إلى تنامي واردات تايلاند من الغاز المسال بسبب التراجع الحادّ في إنتاجها المحلي من الغاز.

كما سجلت واردات المنطقة –جنوب شرق آسيا- خلال الربع الثالث 5.7 مليون طن، مقابل 4.1 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو على أساس سنوي 39%.

الطلب على الغاز في أميركا

بلغ إجمالي واردات الغاز المسال في منطقة الأميركتين خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 3.3 مليون طن، مقابل 4.9 مليون خلال الربع المماثل من عام 2021، بتراجع 32.7%.

وبلغ الطلب على الغاز المسال في الربع الثالث نحو 4 مليون طن، مقابل 6.3 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بتراجع نسبته 36.5%، إذ تراجعت واردات البرازيل، التي تعدّ السوق الرئيسة في المنطقة، بفضل تحسّن إنتاج الطاقة الكهرومائية بعد موسم غزير للأمطار، ومن ثم تراجع حاجة قطاع الكهرباء إلى واردات الغاز.

واردات الكويت من الغاز المسال

واردات الشرق الأوسط من الغاز المسال

بلغت واردات أسواق الشرق الأوسط، التي تضم كلًا من الكويت والإمارات والأردن وفلسطين المحتلة، من الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 2.4 مليون طن، مقابل 2.3 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو على أساس سنوي 4.3%.

وارتفعت واردات الشرق الأوسط من الغاز المسال خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى 2.5 مليون طن، لكنها جاءت أقلّ بالمقارنة مع الربع المماثل من عام 2021، الذي بلغت فيه 2.8 مليون طن.

وتعدّ الكويت السوق الأكبر والأهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ بفضل مرفأ الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور، والذي بدأ تشغيله في يوليو/تموز 2021، وتُقدَّر طاقته التصميمية بنحو 22 مليون طن سنويًا.

واستوردت الكويت خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 2 مليون طن، و1.9 مليون طن خلال الربع الثالث، ليصل إجمالي ما تمّ استيراده عبر ميناء الزور خلال الـ9 أشهر الأولى من عام 2022 نحو 4.8 مليون طن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..