التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةروسيا وأوكرانياعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

كيف يحدد الطلب على الغاز المسال في آسيا توازن السوق العالمية؟ (تقرير)

تاريخيًا أوروبا كانت سر توازن سوق الغاز المسال لكن الوضع اختلف بعد غزو أوكرانيا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

أحدث الغزو الروسي لأوكرانيا تحولات كبيرة في الطلب على الغاز حول العالم، تزامنًا مع جهود أوروبا لتقليل الاعتماد على الإمدادات الروسية، ما دفع الأسعار إلى مستويات قياسية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انكماش الطلب العالمي على الغاز في العام الجاري (2022)، مع ارتفاع الأسعار جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتاريخيًا، كانت أوروبا السوق التي تُحدث التوازن بين الطلب والمعروض من الغاز المسال، من خلال واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية، لكن في ظل الظروف الحالية، والتنافس بين أوروبا وآسيا على إمدادات الغاز المسال، باتت الأخيرة هي سوق التوازن، بحسب تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي.

وتسببت المنافسة مع أوروبا وارتفاع الأسعار لمستويات قياسية في انخفاض واردات الغاز الطبيعي المسال الآسيوية بنسبة 7% منذ بداية العام، بقيادة الصين والهند وباكستان وبنغلاديش.

الطلب على الغاز المسال في آسيا

على الرغم من ارتفاع أسعار الغاز المسال لمستويات قياسية خلال 2022، ومخاوف عدم القدرة على تحمّل التكاليف، واصل مشترو الغاز المسال في آسيا تعزيز الواردات.

ونتيجة لذلك، زاد إنفاق آسيا على واردات الطاقة خلال عام 2022 حتى الآن، وأدّى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي إلى تفاقم الاضطرابات السياسية والاجتماعية في بلدان مثل باكستان وبنغلاديش.

وبناءً على ذلك، فإن الاستدامة المالية لعمليات شراء الغاز المسال بأسعار مرتفعة غير مؤكدة، ما يجعل الطلب في السوق الفورية عرضة للخطر.

في المقابل، يشتري مستوردو الغاز المسال الكبار في آسيا غالبية احتياجاتهم بموجب عقود طويلة الأجل، ما يساعد في عزل الأسواق والمشترين عن الأسعار الفورية المرتفعة، لذلك فإن استجابة الطلب على الغاز في آسيا غير متماثلة.

ويرى التقرير أن آسيا ستظل محركًا لنمو الطلب على الغاز الطبيعي المسال في المدى الطويل، مع الانخفاض المتوقع للأسعار بعد عام 2026، لكن ذلك يعتمد على مستويات الأسعار وسياسة الحكومات تجاه الفحم.

ويوضح الرسم البياني التالي معدل نمو الطلب على الغاز الطبيعي حسب المناطق خلال المدة من عام 2009 حتى عام 2019.

أوابك والغاز الطبيعي المسال

الطلب على الغاز في آسيا

تعتمد استجابة الطلب (التغيّر في الاستهلاك من قبل العملاء، سواءً نتيجة للأسعار أو التحول لمصادر بديلة) في آسيا خلال العام الجاري على عاملين رئيسين، هما مدى الحاجة إلى الغاز المسال من السوق الفورية وتوافر أنواع الوقود البديلة.

ويزيد التعرض الفوري -مدى تعرّض الدولة لشراء الوقود من السوق الفورية- والتوافر الكبير للوقود البديل من التغيرات التي يشهدها الطلب على الغاز، وهذا ما يميز أسواقًا مثل الصين والهند، والتي شهدت أكبر تخفيضات حتى الآن في الطلب على الغاز، مع تحول المستهلكين إلى الفحم وزيت الوقود.

بينما يكون الوضع أكثر خطورة في بنغلاديش وباكستان وتايلاند، كون هذه البلاد تحتاج كثيرًا للسوق الفورية، مع وجود خيارات محدودة من الوقود البديلة، لذلك يجب أن يستمر الشراء الفوري للغاز الطبيعي المسال لتجنّب انقطاع التيار الكهربائي وتدمير الطلب.

في الطرف الآخر، توجد الأسواق ذات التعرض المنخفض للسوق الفورية مع بدائل محدودة للوقود البديلة، مثل سنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية، وتكون هذه الأسواق أبطأ في الاستجابة، كونها تعتمد على عقود الشراء طويلة الأجل.

وكما هي الحال في الدول، تختلف استجابة الطلب على مستوى القطاعات، إذ يُظهر قطاعا الكهرباء والصناعة مرونة أكبر من القطاعات السكنية والتجارية، وهذا يحدّ من التأثير المباشر الذي يتركه تراجع إمدادات الغاز لدى السكان.

خيارات الوقود البديلة

من الناحية التقليدية، كان الفحم البديل الأول في حالة تغيّر الطلب على الغاز من قطاع الكهرباء بشمال شرق آسيا، لكن هذا الاتجاه كان محدودًا في 2022، مع ارتفاع أسعار الفحم لمستويات قياسية، ما يجعل التحول غير مؤثّر في فواتير الواردات.

وفي جنوب آسيا، يُعدّ النفط البديل الأساس للغاز في القطاعات الرئيسة، إذ خفضت الهند الطلب على الغاز المسال بنسبة تتراوح بين 30% و40% على أساس سنوي في المصافي ومصانع البتروكيماويات.

ويوضح الرسم البياني التالي مزيج الطاقة في الهند، بالاعتماد على بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ووكالة بلومبرغ.

مزيج الطاقة - الهند

وفي أماكن أخرى من جنوب آسيا، كان زيت الوقود عالي الكبريت هو الوقود المفضّل بصفته بديلًا عن الغاز، كما هي الحال في باكستان وبنغلاديش حتى الآن.

ويستمر الطلب على الغاز المسال في باكستان فوق مستويات عام 2020، ولكن من المحتمل أن يكون هذا الاتجاه غير مستدام.

في المقابل، أوقفت بنغلاديش واردات الغاز الطبيعي المسال المكلفة منذ يوليو/تموز 2022، بحسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق