التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

خطط تصنيع السيارات الكهربائية في أميركا تهدد مصير العمال (دراسة)

هبة مصطفى

بينما تمضي خطط السيارات الكهربائية في أميركا قدمًا مدعومة بإقرار تشريعات جديدة وحزمة استثمارات ضخمة، باتت تلك التطورات تشكل تهديدًا لعمال صناعة السيارات ممن اعتادوا على تصنيع ودعم السيارات التقليدية.

ويخشى العمال المساهمون في عملية تصنيع السيارات بمنطقة وسط غرب أميركا، ألا يتمكنوا من مواكبة التوجه الجديد، خاصة أن تصنيع السيارات العاملة بالكهرباء والتعامل مع قطع الغيار المتعلقة بها يختلف عن السيارات التقليدية، وفق ما نقله الموقع الإلكتروني لشبكة سي إن بي سي (CNBC) عن دراسة.

في الوقت ذاته، يتطلع مُصنعو السيارات الكهربائية في أميركا إلى تلقي دعمًا بموجب تشريعي "خفض التضخم" و"قانون الرقائق" اللذين أقرهما الرئيس الأميركي جو بايدن في شهر أغسطس/آب الماضي (2022).

وبموجب القانونين تتلقى الشركات العاملة في قطاع الطاقة النظيفة حوافز تصل إلى المليارات، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

العمالة والسيارات الكهربائية

يقدر الباحثون أن تصنيع السيارات الكهربائية في أميركا محليًا قد يدفع نحو خفض العمالة بنسبة 30% مقارنة بتصنيع السيارات التقليدية، مع الأخذ في الاعتبار -أيضًا- أن التوظيف في مصانع السيارات الحديثة يتطلب تلقي تعليمًا إضافيًا بتقنيات أحدث.

بجانب ذلك، قلل الباحثون من إمكان توافر فرص العمل بمصانع السيارات الكهربائية، حسبما أكدوا في دراسة الحالة للمنطقة الصناعية المعروفة بـ"هارت لاند".

بدوره، أكد المسؤول السابق عن وزارة العمل في ولاية ميتشيغان أن خطوط دفع النفط والغاز حول محركات الاحتراق الداخلي لن تشكل جزءًا من صناعة السيارات الكهربائية في أميركا.

وأشار إلى أنه بالنظر إلى الأمر لن تؤدي صناعة السيارات الحديثة إلى خفض العمالة فقط لكنها تتطلب استبدالهم بعمال آخريين على دراية بالتقنيات الجديدة.

السيارات الكهربائية في أميركا
خط إنتاج من السيارات الكهربائية - الصورة من (Green Car Reports)

من جانب آخر، تثير تلك التوسعات قلق العاملين في توريد قطع غيار السيارات خاصة أن غالبيتهم يقبعون في منطقة وسط غرب أميركا في مدن: كوكومو وإنديانا وليما وأوهايو وديترويت وميتشيغان.

معضلة الضرائب

تطرقت الأستاذة بجامعة إنديانا المساهمة في الدراسة سانيا كارلي إلى أن شركات تصنيع السيارات التقليدية في المناطق موقع عينة الدراسة تُسهم بحصة جيدة من عائدات الضرائب كما أنها تعكف على منح أبناء تلك المجتمعات الوظائف.

وبالنظر إلى ذلك، قالت كارلي إن مصير الشركات المُصنعة للسيارات التقليدية يرتبط بمصير تلك المجتمعات، ما يثير التساؤلات حول مصير الشركات وعائدات الضرائب في ظل توسعات السيارات الكهربائية في أميركا بمصانع وتقنيات وعمالة جديدة.

وكانت الصناعة المتوائمة مع خطط الحياد الكربوني قد تلقت تعزيزًا الشهر الماضي بإعلان مجلس الشيوخ الأميركي دراسته مقترحًا يربط ما بين الدخل والسعر والمكون المحلي للسيارة، وبين حجم الإعفاء الضريبي الذي تحصل عليه.

وبموجب المقترح تتلقى صناعة السيارات الكهربائية في أميركا دعمًا بتعزيز التصنيع المحلي، ومنح مبيعات الطرازات المنتجة داخل البلاد إعفاءات ضريبية تصل إلى 7 آلاف و500 دولار، شريطة التصنيع الكامل لها محليًا.

وتأتي تلك الخطوة في محاولة لخفض حجم الهيمنة الصينية على تصنيع مكونات الصناعة ومعداتها.

تشريعات داعمة

تعول صناعة السيارات الكهربائية في أميركا على التشريعات المُسنة حديثًا، لتوفير المزيد من الدعم والاستثمارات لها، للاسهام في التحول نحو النقل النظيف.

وكان الرئيس جو بايدن قد أقر الشهر الماضي قانوني "خفض التضخم والرقائق" وهما قانونان يسمحان بتقديم دعمًا بمليارات الدولارات للصناعة في صورة حوافز للشركات.

ودفع توافر التمويل اللازم لدعم خطط النقل النظيف في البلاد بموجب خطة بايدن المعلنة مسبقًا، وكذا التمويل المرتقب بموجب التشريعات المُسنة مؤخرًا، نحو زيادة تطلعات مُصنعي السيارات الكهربائية وزيادة المبيعات.

وشكلت السيارات الكهربائية على الصعيد العالمي 9% من إجمالي المبيعات، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية للعام الماضي (2021).

ويوضح التصميم التالي حجم مبيعات السيارات الكهربائية في العالم خلال العام الماضي (2021)، وخطط المبيعات المستهدفة حتى عامي (2025) و(2030).

مبيعات السيارات الكهربائية

ولم تقف عوائد دعم الصناعة على الصعيد المحلي عند العوائد المالية، وفطمها عن المكونات الصينية فقط، بل انعكس على الاعتبارات الصحية للمواطنين الأميركيين بإثبات دراسة قدرة تلك السيارات على إنقاذ حياة 100 ألف أميركي بحلول منتصف القرن (2050).

واعتبرت الدراسة التي أعدتها جمعية الرئة الأميركية أن جودة الهواء والعوائد الصحية يجب أن يندرجا ضمن فوائد الانتقال نحو السيارات النظيفة وكهربتها بالكامل، إذ أنها أثبتت قدرة السيارات الكهربائية على تحقيق 1.2 تريليون دولار طوال 30 عامًا تحت بند وفورات الصحة العامة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق