التغير المناخيأنسيات الطاقةالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير التغير المناخيتقارير التكنو طاقةتكنو طاقةسلايدر الرئيسية

هل تؤثر المعادن اللازمة للتحول الأخضر في الأمن القومي الأميركي والأوروبي؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

الولايات المتحدة بدأت حربًا اقتصادية ضد الصين

أحمد بدر

طرح مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، تساؤلات حول دور المعادن اللازمة لتحقيق الحياد الكربوني في حدوث حروب مستقبلية تشنها الولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" على موقع تويتر، بعنوان "هل تهدد سياسات التغير المناخي الأمن القومي الأميركي والأوروبي؟"- أن الولايات المتحدة سبق لها أن شنت حروبًا من أجل النفط وأنفقت عليها مليارات الدولارات، وقُتل فيها ربما ملايين من شبابها.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة: "إذا كان هذا هو الحال، والولايات المتحدة لديها أكثر من 60 دولة يمكنها أن تشتري منها النفط، فماذا سيحدث في المستقبل عندما يزيد الضغط على هذه المعادن المتركزة فقط في 4 أو 5 دول، منها روسيا والصين؟".

وتابع: "هنا نجد موضوع الأمن القومي، هو عنوان الحلقة، لذلك نقول إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواصل حربها التجارية ضد الصين، وأقرت بمئات المليارات مشروعات داخل الولايات المتحدة للتخفيف من الاعتماد على الصين بالذات، خاصة في مجال الليثيوم".

المعادن والأمن القومي

المعادن والأمن القومي الأميركي والأرووبي
منجم لاستخراج المعادن النادرة في الصين - الصورة من منصة "مايننغ" المتخصصة

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الولايات المتحدة تحاول التركيز بصفة كبيرة على بعض المعادن المهمة لتحقيق الحياد الكربوني، التي تدخل في صناعات مهمة، مثل رقائق الكمبيوتر وألواح الطاقة الشمسية وعنفات طاقة الرياح وغيرها من التقنيات المستقبلية المهمة.

ولفت الحجي إلى أن هذه المعادن تشكّل أهمية للأمن القومي، ولكن الإشكالية هنا أن الفرق في التكاليف مهم جدًا، فعند الحديث عن دولة مثل بوليفيا أو مدغشقر، نجد أن تكلفة الإنتاج منخفضة، لأن أجور العمال منخفضة جدًا.

وأضاف: "لكن إذا انتقلنا إلى مناقشة الإنتاج في أميركا، في البداية نجد أن هناك شروطًا بيئية قاسية، وهو ما يرفع التكاليف، ثم نجد أن أجور العمال والموظفين مرتفعة جدًا، وهو ما يرفع التكاليف بدرجة أكبر، وبالتالي فإذا قررت أميركا التحول إلى الإنتاج بالداخل فسترتفع تكلفة الاقتصاد الأخضر بصفة كبيرة جدًا".

لذلك -بحسب الحجي- هناك حاجة إلى الموازنة بين موضوع الأمن القومي واقتصادات الاقتصاد الأخضر، وهو أمر يُرجح أن يشهد فشلًا.

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن هناك إشكالية كبيرة أخرى لا تتعلق بالأرقام، وإنما ما بعد استخراج هذه المعادن من أي دولة من الدول التي تحتوي عليها، إذ إنها تحتاج إلى تنقية ونوع من المعالجة لاستخدامها في الإلكترونيات ومكونات طاقة الرياح أو السيارات الكهربائية والبطاريات.

وهذه المعالجة -وفق الحجي- تسيطر عليها الصين بصفة كبيرة، أي أنها بخلاف السيطرة في الإنتاج والإمدادات، تسيطر أيضًا على تنقية بعض المعادن ومعالجتها، بنسبة تصل إلى 90%، لذلك فإن أغلب بطاريات السيارات الكهربائية تُصنع في الصين.

وأشار الحجي إلى أن هذه السيطرة الصينية تُعد أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت شركة تيسلا وبعض الشركات الأوروبية إلى الانتقال للصين، ليس فقط لاستهداف سوقها المحلية بالسيارات الكهربائية، ولكن لأنها تجعل التكاليف أقل.

الشركات المنتجة للمعادن

المعادن والأمن القومي الأميركي والأوروبي
تعدين الليثيوم في بوليفيا - الصورة من منصة "مايننغ" المتخصصة

أشار مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي إلى الشركات التي تنتج المعادن في أفريقيا ودول أميركا اللاتينية، قائلًا إنها ليست أوروبية أو أميركية، رغم أن بعضها منها، ولكن السيطرة في هذا المجال للشركات الصينية.

ووجّه الحجي حديثه إلى العرب المقيمين في الغرب، ممن اشتروا أو اقتنعوا بفكرة تغير المناخ، قائلًا إن الأمور المتعلقة بالأمن القومي صعبة جدًا، وقد يأتي رئيس يجعل الوطنية هي الهدف الرئيس، لدرجة أن يأتي بتصرفات تدمّر الاقتصاد الأخضر بالكامل وما تم بناؤه.

وأضاف: "رأيي الخاص أن موضوع الاقتصاد الأخضر لن يستمر كما يقولون، فهو سينمو ويكبر، ولكن بمستويات أقل بكثير مما يزعمون، وسينتج عن ذلك أمر حتمي، وهو زيادة الطلب على النفط والغاز والفحم بصفة غير متوقعة وغير متضمنة في أي من التوقعات الموجودة حاليًا".

ولأنه لا توجد استثمارات كافية في مجالات النفط والغاز والفحم -وفق الحجي- فستكون هناك عودة إلى فكرة "أننا قادمون"، أي ستكون هناك أزمة طاقة طاحنة تضرب العالم كله بسبب هذه السياسات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق