رئيسيةتقارير منوعةروسيا وأوكرانيامنوعات

المعادن اللازمة لتحول الطاقة.. الغرب يبحث في أفريقيا عن بدائل للإمدادات الروسية

بعد فرض عقوبات اقتصادية على موسكو

حياة حسين

بحثًا عن المعادن اللازمة لتحول الطاقة، يشهد مؤتمر "إنفستينغ إن أفريكان ماينينغ إندابا كونفنشن" السنوي في جنوب أفريقيا حضورًا استثنائيًا هذا العام، من مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، إضافة إلى شركات نفط وغاز ومعادن عالمية، في ظل تغييب روسيا عن السوق بسبب غزوها لأوكرانيا، وفرض عقوبات اقتصادية عليها.

ويبدأ المؤتمر غدًا الإثنين 9 مايو/أيار، ويستمر حتى الخميس 12 مايو/أيار، وتشارك فيه شركة "جوغمك" اليابانية للنفط والبنزين والمعادن، إضافة إلى مسؤولين أميركيين من أعلى المستويات الإدارية.

وتعكس هذه المشاركات رفيعة المستوى، القلقَ والمخاوف الغربية بشأن المعادن اللازمة لتحوّل الطاقة، حسبما ذكرت وكالة رويترز..

وتزوّد روسيا العالم بنسبة كبيرة من المعادن اللازمة لتحوّل الطاقة، إذ إنها مصدر لنحو 7% من النيكل، و10% من البلاتينيوم، و25 إلى 30% من البلاديوم.

في مقابل ذلك، وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، تكتسب موسكو عداوة الغرب الذي يسعى إلى إنهاء الاعتماد على أيٍّ من الواردات الروسية.

ثراء أفريقيا

تتّسم قارّة أفريقيا بثراء أراضيها بالخامات والمعادن اللازمة لتحول الطاقة، لذلك أصبحت أكثر جاذبية وإغراء للدول الغربية، عقب الحرب الروسية الأوكرانية، بوصفها بديلًا محتملًا لموسكو في توفير تلك المعادن.

المعادن اللازمة لتحول الطاقة
شاحنة في أحد مناجم المعادن في زامبيا - الصورة من رويترز

وتتنوع المعادن اللازمة لتحوّل الطاقة بين الليثيوم الضروري في تصنيع السيارات الكهربائية، والنيكل، والبلاديوم، وغيرها من الخامات، كما إنها مهمة في تصنيع معدّات محطات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ويعوّل العالم على الطاقة المتجددة وكهربة قطاع النقل في خفض الانبعاثات الكربونية والتخلص من غازات الاحتباس الحراري، تمهيدًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

الحياد الكربوني

تُجري شركات عالمية وحكومات دول مبادرات كانت تتجاهلها في السابق، تتمثل في الوصول إلى المعادن اللازمة لتحول الطاقة في أفريقيا، لضمان توفر كميات كافية لتحقيق الحياد الكربوني، لكن المخاطر في القارّة السمراء مرتفعة.

وقال الرئيس الحكومي لشركة "نيويورك" لاستشارات المخاطر السياسية، ستيفن فوكس: "إن المشكلة تتمثل في أن الأصول التي تتوفر فيها الخامات اللازمة لتحوّل الطاقة عادةً ما تكون مواقع صعبة".

وأضاف أن الإدارة الأميركية تحتاج إلى تعزيز مبادرات توفير مصادر المعادن التي تحتاجها البطاريات الكهربائية في منطقة افريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ورغم الصعوبات في أفريقيا، فإن فوكس يرى أنها أقلّ صعوبة من التحديات التي تواجهها عملية التزود بالمعادن اللازمة لتحوّل الطاقة في دول مثل كندا أو الولايات المتحدة.

وكانت أميركا قد صوّتت على مشروع شركة ريو تينتو للمعادن، والذي عُلِّق بسبب دعاوى من السكان الأصليين بشأن الأرض التي سيستخرج منها النحاس.

ارتفاع المخاطر

قائمة المعادن الضرورية لعام 2022
قائمة المعادن الضرورية لعام 2022.. الصورة من موقع مايننغ

ترتفع المخاطر في دول أفريقيا جنوب الصحراء بشدة، وقد ألقى الضوء على هذه الحالة هروب شركة نوردغولد الروسية من منجم تاباركو للذهب في دولة بوركينا فاسو -في غرب أفريقيا- الشهر الماضي، خوفًا من هجمات المتشددين.

ولا يتوقف الأمر على مخاطر المتشددين، بل يزداد الوضع سوءًا بسبب تدهور البنية التحتية الشديد، الذي يجبر بعض منتجي الفحم على نقله عبر الموانئ بدلًا من السكك الحديدية.

غير أن غزو روسيا لأوكرانيا، وبحث الدول عن بدائل لمنتجات روسيا، متضمنة الخامات اللازمة لتحوّل الطاقة، أعاد توجيه الأنظار إلى دول أفريقيا، رغم المخاطر.

وقال مراقب المحافظ بشركة "ناينتي وان"، جورج تشيفلي: "لا توجد بدائل عديدة، لذلك الدول مضطرة إلى التحرك نحو مناطق أكثر خطورة".

وأطلقت الشركات العالمية بعض المبادرات لإنتاج المعادن اللازمة لتحوّل الطاقة منذ عدّة أشهر، مثل شركة "كابانغا نيكل"، التي أطلقت مشروعًا بتمويل من "بي إتش بي" العالمية، وقال رئيسها التنفيذي، كريس شولتر، إنه يلاحظ طلبًا كبيرًا من المتعهدين المحتملين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق