عدد سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية يرتفع 757% عام 2030

وفق خطة حكومية

حياة حسين

2024-01-15

0 537

محطة لتزويد سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية بالوقود — محطة لوقود الهيدروجين في سول - الصورة من بال تانز أوتوموتيف نيوز

تشهد سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية زيادة مطّردة يُتوقع أن تتجاوز 757% بحلول 2030، ضمن خطة حكومية، أشار إليها تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتخطط الحكومة لزيادة عدد سيارات الهيدروجين على طرقات البلاد إلى 300 ألف مركبة في نهاية العقد الحالي، مقابل 35 ألف وحدة حاليًا، بزيادة نسبتها 757.14%.

ويأتي ذلك رغم هبوط معدلات تسجيل سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية، خلال 2023، بنسبة 50%.

وعدَّ الكثيرون الهيدروجين، خاصة الذي ينتج عبر استعمال الطاقة المتجددة في التحليل الكهربائي للمياه اللازمة لعملية الإنتاج، من أنواع الوقود الأخضر، الذي يمكنه الإسهام في تحول الطاقة، وتحقيق الحياد الكربوني.

غير أن هذا الوقود يواجه مشكلات تتعلق بارتفاع تكلفته بنسبة كبيرة عن أنواع الوقود النظيف الأخرى، خاصة الشمس والرياح، إضافة إلى شكوك حول مدى نظافته وعدم تأثيره سلبًا بالغلاف الجوي.

تراجع تسجيل سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية

تراجعت تسجيلات السيارات الكهربائية، متضمنة سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية بنسبة 54% في 2023، وفق بيانات حكومية، حسبما ذكر موقع "هيدروجين إنسايت".

وبلغ عدد سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية، التي سُجِّلَت العام الماضي 4635 مركبة، متضمنة وحدات الركوب والشاحنات والحافلات.

وكانت السيارات التي يعمل محركها بوقود الهيدروجين قد انخفضت بشدة في ألمانيا العام الماضي، أيضًا، وهي أكبر سوق أوروبية للسيارات الكهربائية، ما يثير تساؤلات حول قدرة حكومة كوريا الجنوبية على تحقيق أهداف خطّتها، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتستهدف الخطة إطلاق 300 ألف من سيارات الهيدروجين في كوريا الجنوبية مع نهاية العقد الحالي.

ولم يكن الوضع أفضل بالنسبة للسيارات ذات المحرك الذي يعمل بوقود الهيدروجين في أنحاء أوروبا خلال العام ذاته، فقد تراجعت مبيعاتها بنسبة 70%.

الهيدروجين والحياد الكربوني في كوريا الجنوبية

تُعدّ كوريا الجنوبية أكبر سوق لإنتاج السيارات الكهربائية، بعد الصين.

كما أن حكومة سول تشهد اتجاهًا متناميًا نحو الاعتماد على الهيدروجين في تحقيق الحياد الكربوني، في ظل نقص الأراضي اللازمة لبناء مشروعات الطاقة المتجددة، مثل محطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح التي تحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي.

وترى كوريا الجنوبية أن استيراد كميات كبيرة من وقود الهيدروجين النظيف قد يساعدها في تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني.

وأظهرت أرقام حكومية أن تسجيل كل أنواع السيارات في كوريا الجنوبية انخفض بنسبة 25% خلال 2023، مقارنة بالعام السابق (2022).

بينما هبطت تسجيلات السيارات الكهربائية بنسبة 2.8% على مستوى سنوي.

وحذّرت دراسة عالمية، بقيادة مركز سيسيرو النرويجي لأبحاث المناخ (CICERO)، مؤخرًا من تأثير تسرّب الهيدروجين في الغلاف الجوي، خلال عمليات الإنتاج والنقل والتخزين والاستعمال.

واستُعمل الهيدروجين وقودًا في سفن الفضاء منذ ستينيات القرن الماضي.

وأشارت الدراسة، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن تسرّب الهيدروجين يؤثّر في تركيزات الميثان والأوزون؛ ما يُسهم في تغير المناخ بصورة أقوى بمعدل 11.6 مرة من ثاني أكسيد الكربون.

كما يتفاعل الهيدروجين مع جزيئات "جذور الهيدروكسيل" لإطالة عمر غاز الميثان وزيادة إنتاج الأوزون بالغلاف الجوي، وهو أحد غازات الدفيئة.

حافلة تعمل بالهيدروجين في كوريا الجنوبية - الصورة من الموقع الإلكتروني لمنظمة غرينبيس

ارتفاع التكلفة

يرى كثير من الخبراء، ومنهم مؤلف كتاب "تغير المناخ: رؤية واقعية للمستقبل" مالكولم برول، أنه من المبكر جدًا عدّ الهيدروجين وقودًا نظيفًا موثوقًا، نظرًا لارتفاع تكلفته وصعوبة نقله.

وكان برول قد أكد في حوار تلفازي، أن وجود شبكة لنقل الهيدروجين في وقت قريب غير ممكن إلى حدّ كبير.

وبسبب تلك الصعوبات، توالت إلغاءات الشركات لمشروعات خاصة بالهيدروجين.

ومن بين تلك الشركات، شركة الغاز الكندية "أتكو" (Atco) ، التي ألغت مشروعًا عملاقًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا، بسبب عدم جدواه التجارية من وجهة نظرها، رغم الحصول على منحة لدعم المشروع من الوكالة الأسترالية الحكومية للطاقة المتجددة.

وكان من المقرر بناء محلل كهربائي بقدرة 10 ميغاواط بجوار مزرعة رياح بقدرة 180 ميغاواط، لتغذية المحطة بالكهرباء النظيفة، لإنتاج 4.3 طنًا سنويًا من الهيدروجين الأخضر.

كما ألغت شركة أورستد Orsted وشريكتها الألمانية هايده (Heide) خطة مماثلة في الدنمارك؛ بسبب التكاليف الزائدة وما ينتج عنها من مخاطر اقتصادية.

يأتي ذلك بعد شهور على إلغاء أورستد مشروعًا آخر لبناء محلل كهربائي في مصفاة هامبر (Humber) بالمملكة المتحدة؛ بسبب انعدام الجدوى التجارية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..