التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

خبير بريطاني: علاج تغير المناخ صعب.. والحياد الكربوني لن يتحقق في 2050

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • الساسة يخشون فقد أصوات الناخبين عند اتخاذ قرارات مكافحة تغير المناخ
  • ممارسة الهندسة المناخية قد تأتي بنتائج غير مطلوبة
  • يصعب بناء شبكة لنقل الهيدروجين حاليًا
  • تمويل صندوق الخسائر لا شيء بالنسبة للاحتياجات

مع تنامي تداعيات تغير المناخ وظهورها المتزايد بأشكال كارثية عديدة في كثير من دول العالم، تتصاعد الدعوات الحكومية والمجتمعية لإيجاد حلول عاجلة توقف عجلة التسارع، وتخفف من آثار الكوارث المتوقعة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومنذ عقود قليلة، بدأت عدّة حكومات باتخاذ إجراءات على أرض الواقع لتحقيق ذلك الهدف، وتنوعت هذه الإجراءات بتنوع آراء الخبراء والمختصين.

لكن خبيرًا بريطانيًا أكد مؤخّرًا أنه لا يوجد لتلك المعضلة سوى حل وحيد ممكن في الوقت الراهن، هو "خفض الاستهلاك".

ويعلل مؤلف كتاب "تغير المناخ: رؤية واقعية للمستقبل" مالكولم برول، رأيه بأن "التمويل غير كافٍ، والساسة خائفون على مناصبهم، والحروب تندلع في كل مكان، من أوكرانيا إلى غزة؛ ما يصعِّب المواجهة". وفق ما ذكره في حوار تلفازي.

وقال: "بحثت كثيرًا في قضية المناخ، وكان هناك تساؤل مهم، وهو: هل نحن على الطريق الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050؟ والإجابة أنه لا يمكن أن يحدث ذلك".

وتمنى أن يكون مخطئًا بهذا الشأن: "آثار تغير المناخ لن تنعكس عليّ شخصيًا، بالنظر إلى عمري الطويل، لكن أبنائي وأحفادي سيعيشون هذا الأمر، وأتمنى أن أكون مخطئًا".

وأوضح برول أن من أهم مظاهر تغير المناخ هو ارتفاع درجة الحرارة في أنحاء العالم، موضحًا: "لقد أصبح الطقس شديد السخونة، وهذا المؤشر الرئيس لتغير المناخ، ويزداد الأمر سوءًا في العقد الأخير.. هناك ارتفاع الحرارة –أيضًا- في المحيطات".

وأضاف أن المشكلة لا تكمن في ارتفاع الحرارة بحدّ ذاتها، ولكن في آثار هذا الارتفاع، مثل تنشيط الأعاصير العنيفة والقياسية، أو هبوط الحرارة إلى مستويات قياسية –أيضًا-.

الوقود الأحفوري

يرى مؤلف كتاب "تغير المناخ: رؤية واقعية للمستقبل" مالكولم برول أن السبب الأول في أزمة تغير المناخ ظهرَ قبل أكثر من 150 عامًا، عندما بدأ الإنسان باستعمال الوقود الأحفوري (النفط والغاز)، في الأنشطة البشرية كافة، وتزامنًا مع الثورة الصناعية، ما أدى إلى انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وغازات الدفيئة الأخرى، مثل الميثان، بكميات هائلة تصل إلى ملايين الأطنان.

وأشار الكاتب، الخبير في إدارة الأداء المالي والإستراتيجي –أيضًا- إلى أن الشكوك التي تنتاب بعض الناس حول تغير المناخ، رغم كوارثه الطبيعية الواضحة، يرجع إلى إنكار بعضهم ذلك.

كما أن هناك من يحاول الحفاظ على استثمارات الوقود الأحفوري، ودول عديدة تضخ استثمارات في هذه الصناعة للحفاظ على الإيرادات، "وشاهدنا ذلك خلال قمة المناخ كوب 28 في الإمارات".

وقال في الحوار التلفازي الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة، إن من أهم توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، هو الحفاظ على زيادة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية، فوق مستواها قبل الثورة الصناعية.

وقد حذّرت الهيئة من احتمالات ارتفاعها إلى 4 درجات مئوية، "وهذا كارثي"، وفق الكاتب.

ويرجع ذلك إلى ثاني أكسيد الكربون، وصعوبة الغاز تأتي من أنه يمرّ بعدّة دورات، لذلك يلوّث الهواء والتربة، كما أنه يظل ملايين السنين.

وبالنسبة للميثان، فهو ثاني أكثر غازات الدفيئة تلويثًا، بعد ثاني أكسيد الكربون، وغالبًا ما يصدر من أنشطة إنتاج الغذاء وتربية الماشية، لكنه يتّسم بعدم الاستمرار.

10 دول تصدر 70% من الانبعاثات

قال مؤلف كتاب "تغير المناخ: رؤية واقعية للمستقبل" مالكولم برول، في حوار مع تلفاز "إنرجي نيوز"، إن 10 دول فقط تصدر أكثر من 70% من غازات الاحتباس الحراري، على رأسها الصين والهند وأميركا.

ورغم أن دولًا أوروبية مثل فرنسا وغيرها تقوم بإجراءات للتخفيف من حدّة تغير المناخ، فإن تلك الإجراءات لن تسفر عن شيء إذا استمرت الصين والهند في بثّ هذا الكم من الغازات في الهواء.

ويعتقد أن أول الإجراءات المهمة في مكافحة تغير المناخ، هو التوقف عن حرق الوقود الأحفوري، والتحول إلى الطاقة المتجددة.

وربما يكون قطاع الطاقة الأهم في المقام الأول، "لكن كهربة النقل في كل الصور -سواء البري أو الجوي- مهمة أيضًا".

وأشار إلى أن قطاع الإنشاءات، الذي يستعمل كميات كبيرة من الأسمنت، يعدّ من الأنشطة الضرورية التي يجب علاجها.

ولفت الانتباه إلى عمليات الغسل الأخضر من قبل الشركات، قائلًا: "أعرف أن هناك شركات تعمل على خفض الانبعاثات.. لكن هناك أسماء كبيرة تردَّد أنها تخفض الكربون، لكن الحقيقة هي أنها تمارس الغسل الأخضر".

وشرح الغسل الأخضر الذي تمارسه تلك الشركات بأنه يحدث من خلال تشجيع المستهلكين على زيادة الاستهلاك، وقال، إن الشركات تخفض انبعاثات الكربون خلال عملياتها التشغيلية، لكنها تشجع على استهلاك أكبر.

"ما نريد عمله الآن في الدول الغنية هو استهلاك أقلّ، فتلك الدول تهدر كميات هائلة من الطعام، وتشتري كميات ضخمة من الهدايا في أعياد الميلاد وملابس كثيرة، لقد أنفقنا مبالغ هائلة في أعياد الميلاد".

وأوضح أن آثار تغير المناخ السلبية ستضرب الدول والأشخاص الأكثر هشاشة اقتصاديًا، "الدول الغنية ستنجو رغم شكاوى ارتفاع الحرارة والظواهر الأخرى، لكن بالنسبة للفئات الأفقر ستكون المسألة كارثية".

وهناك دول في أفريقيا وآسيا لن تستطيع العيش؛ بسبب دمار التربة والجفاف وارتفاع الحرارة؛ لذلك يهاجر سكانها نحو الدول الغربية.

وتوقّع زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين، بسبب تغير المناخ من هذه الدول مستقبلًا.

تعهدات التمويل الضئيلة

تعهدت الدول بتمويل يُقدَّر بـ400 مليون دولار لصندوق الخسائر والأضرار، خلال قمة المناخ كوب 28، لمساعدة الدول الفقيرة، لكن هذا الرقم ضعيف جدًا، ويحتاج الأمر إلى 400 مليار دولار، وفق مؤلف كتاب "تغير المناخ: رؤية واقعية للمستقبل" مالكولم برول.

وتثير مسألة تطوير تقنيات تعالج تغير المناخ حس الحذر لدى الكاتب، إذ يرى أنها قد لا تحدث، أو تستغرق وقتًا طويلًا.

ومن ذلك، على سبيل المثال: تطوير تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، إضافة إلى أنظمة توليد الطاقة النووية والهيدروجينية المدمجة، والمعروفة باسم أنظمة الطاقة النووية المتجددة المتكاملة، التي بدأت في أميركا، موضحًا أنها "تقنيات مرتفعة التكلفة جدًا حاليًا".

وأشار إلى أن بعض التقنيات قد تكون ذات آثار عكسية، مثل "هندسة المناخ"، فقد جرت محاولة سابقة للتأثير بالسحب لدفع الأمطار إلى الهطول، تسببت في سقوط ثلوج كثيفة في الجانب المقابل.

وقال: "قرأت بعض المعلومات تشير إلى أن البنتاجون (وزارة الدفاع الأميركية) سيستعمل هندسة المناخ في الحرب ضد الدول الأخرى.

وتابع أن حكومة بريطانيا، وهي من البلدان التي تعاني بشدة من مشكلات تغير المناخ، تؤكد من خلال وسائل الإعلام قدرتها على تحقيق الحياد الكربوني في 2050، "أنا لا أعتقد ذلك.. هناك بعض الأشخاص يعتقدون أنهم يسهمون في علاج تغير المناخ بشراء سيارة كهربائية أو إعادة تدوير العبوات البلاستيكية".

ارتفاع حرارة المحيطات
ارتفاع حرارة المحيطات وذوبان الجليد - الصورة من ماجا إنسايت

وقف تغير المناخ

قال مؤلف كتاب "تغير المناخ: رؤية واقعية للمستقبل" مالكولم برول: "إن العلاج الأمثل هو العمل على وقف استمرار تغير المناخ".

وردًا على تساؤل حول وجود مخاوف لديه بشأن تأثير السياسة والشركات في مكافحة تغير المناخ، قال، إن العلماء يعملون كثيرًا على الأبحاث، ويصدرون معلومات ونتائج مهمة طوال الوقت، ولا يكون هناك إجراءات مقابلها.

وبالمثل على مستوى الإعلام، فهو لا يتعامل مع مسألة تغير المناخ بالجدّية والمعرفة التي تستحقها، فعند تحديد تمويل بقيمة 400 مليون دولار لصندوق الخسائر والأضرار، هللت له وسائل الإعلام، ولم تذكر أن هذا التمويل "لا شيء" مقابل الاحتياجات في الدول الفقيرة.

وأكد أن معظم المتشككين في قضية تغير المناخ وآثارها هم الساسة الذين يحكمون؛ لذلك لا يرغبون في ضخ تمويلات للمواجهة.

وقال: "أعرف سياسيين يرفضون اتخاذ قرار بشأن تغير المناخ خوفًا من خسارة التصويت".

ويرى أن الهيدروجين قد يكون أحد الحلول المهمة في قطاع النقل، لكن لديه شكوك في إمكان وضع البنية التحتية لنقله وتداوله قبل وقت طويل.

وتابع قائلًا: "استغرقت بريطانيا سنوات عديدة في تطوير صناعة الطاقة المتجددة، ورغم ذلك ما تزال شبكة نقل الكهرباء غير جاهزة، وقرأتُ تقريرًا مؤخرًا يشير إلى أن البلاد تحتاج إلى إجراءات للشبكات في السنوات السبع المقبلة، بحجم ما نُفِّذ خلال الأعوام الـ30 الماضية.. إذا كان هذا الوضع في شبكة الطاقة المتجددة، فكيف سيكون في نقل الهيدروجين الذي ما يزال في بداياته؟".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام متوقع من صاحب موقع يعمل محلل لدول عماد ايراداتها من الوقود الاحفوري ، ولكن المشكلة انه يكلم نفسه فمن يستمع له اصلاً !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق