التغير المناخيتقارير التغير المناخيحصاد 2023سلايدر الرئيسية

4 كوارث طبيعية لتغير المناخ تضرب 6 دول عربية في 2023.. أبرزها حرائق الجزائر

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • مصر تضطر إلى قطع الكهرباء يوميًا بسبب القبة الحرارية في الصيف
  • الإعصار دانيال يسبب فيضانات ليبيا ويقتل الآلاف
  • الحرارة في الكويت تتجاوز 50 درجة مئوية في بعض الأيام
  • الجفاف يهاجم دول المنطقة والعالم بشراسة

يختبر العالم كوارث تغير المناخ الطبيعية منذ سنوات، إلا أنها كشرت عن أنيابها خلال السنوات الأخيرة، ولم تستثن أحدًا.

وفي 2023، عاش مواطنو الدول العربية من المحيط إلى الخليج 4 كوارث طبيعية لتغير المناخ، فمن الحرائق في الجزائر إلى فيضانات ليبيا، ومن القبة الحرارية في مصر، إلى ارتفاع الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في الكويت.

ولا تُسهم الدول النامية -متضمنة الدول العربية- إلا بنسبة محدودة جدًا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهي أقل من 10%، لكنها باتت في مواجهة مع أسوأ وجوه التغيرات الجوية، في وقت تعاني فيه هشاشة اقتصاداتها، وضعف التمويل اللازم للحد من هذه الآثار.

وربما أثر عقد قمتي المناخ الأخيرتيْن، كوب 27 في شرم الشيخ المصرية في 2022، وكوب 28 في دبي الإماراتية في مطلع ديسمبر/كانون الأول (2023)، في لفت الانتباه إلى معاناة تلك الدول، ومحاولات تبني مشروعات خفض الانبعاثات، خاصة في مجال الطاقة المتجددة، لكن تفاقم كوارث تغير المناخ الطبيعية العام الجاري يؤشر على طول الطريق الذي من المفترض أن يوصلها إلى طوق النجاة، وأن هذا لن يحدث دون ضحايا جدد.

القبة الحرارية في مصر

شهدت مصر الواقعة شمال شرق أفريقيا ارتفاعًا غير مسبوق في درجة الحرارة خلال الصيف الماضي، بسبب وقوعها في دائرة ما يسمى "القبة الحرارية"، خلال شهر يوليو/تموز 2023.

وزادت الحرارة خلال هذا الشهر بنحو 1.1 درجة مئوية فوق مستواها قبل الثورة الصناعية.

وسجّلت دول في قارّات أميركا وأوروبا وآسيا التي طالتها القبة الحرارية زيادةً قياسية في درجة الحرارة، كان أكثرها في الصين وإيطاليا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعمل القبة الحرارية على احتجاز الهواء الساخن ذي الضغط المرتفع في طبقة قريبة من سطح الأرض، بطريقة تشبه عمل الصوبات الزجاجية.

وبسبب ارتفاع الحرارة، اضطرت القاهرة إلى قطع التيار الكهربائي بصورة منتظمة ولمدة ساعة، ارتفعت إلى ساعتين يوميًا، ما زاد من معاناة السكان.

ورغم تكرار إعلان عودة الكهرباء فإن المتحدث الرسمي للحكومة المستشار سامح الخشن، أدلى بتصريحات في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، بخصوص زيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء في مصر، وأرجع -وقتها- سبب زيادة مدة الانقطاع إلى ارتفاع درجات الحرارة عن مثيلاتها في المدة نفسها من العام السابق، بالتزامن مع انخفاض كميات الغاز المورّدة من خارج مصر، وتحديدًا من إسرائيل، من 800 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى صفر، عقب بدء الحرب في غزة الفلسطينية.

وأكدت مصادر -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول 2023- أن وزارة الكهرباء تتلقى حاليًا إمدادات من الغاز والمازوت تسمح بتقليل ساعات قطع الكهرباء، لكنها لا تسمح بالإنهاء الكامل.

وتوقعت المصادر استمرار العمل بقطع الكهرباء لمدة ساعة يوميًا إلى مدة غير محددة، قد تصل إلى منتصف الشتاء الحالي أو فبراير/شباط من العام المقبل (2024).

حرائق في الجزائر وتونس وسوريا

كانت حرائق الغابات في الجزائر من بين أهم 4 كوارث طبيعية لتغير المناخ في الدول المطلة على البحر المتوسط، إذ اشتعلت حرائق الغابات في ما لا يقل عن 9 دول في المنطقة، بدءًا من 25 يوليو/تموز 2023.

ولقي ما لا يقل عن 40 شخصًا مصرعهم في الجزائر، وشارك 8 آلاف فرد من فرق مكافحة الحرائق في إخماد حرائق الغابات التي امتدت إلى 15 محافظة، ما اُضطر السلطات إلى إجلاء ما يزيد على 1500 شخص من منازلهم.

ووصف شهود عيان النيران الضخمة التي دمّرت المنازل والمنتجعات الساحلية بـ"المشهد الفوضوي"، وتحولت الغابات إلى أراضٍ قاحلة واكتست باللون الأسود.

وارتفعت درجات الحرارة في الجزائر، لتقترب من 50 درجة مئوية (122 درجة فهرنهايت) في بعض المناطق، وفق الديوان الوطني للأرصاد الجوية.

كما اندلعت الحرائق في منطقة طبرقة الشمالية الغربية في تونس، ما دفع إلى إجلاء ما يزيد على 300 شخص من قرية ملولا الساحلية عبر القوارب، في حين ظل رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على حرائق الغابات في المناطق الـ3 شمال غرب البلاد: بنزرت وسليانة وبجا.

وكافحت فرق الإطفاء لإخماد الحرائق التي اشتعلت في الغابات ومزارع الحمضيات.

ولم تنج غابات سوريا، إذ اشتعلت النيران في محافظة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط شمال غرب البلاد، ما دفع السلطات المحلية إلى الاستعانة بالمروحيات لإخمادها، بعد صعوبة السيطرة عليها لعدة أيام.

جانب من دمار فيضانات ليبيا
جانب من دمار فيضانات ليبيا - الصورة من سكاي نيوز

فيضانات ليبيا

في 10 سبتمبر/أيلول 2023، ضرب الإعصار "دانيال" ليبيا، الواقعة في شمال أفريقيا، ما تسبب في واحدة من أسوأ 4 كوارث طبيعية لتغير المناخ في المنطقة، بحسب تقرير منشور على الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونيسف.

وتسبب دانيال في هبوب رياح قوية وأمطار كثيفة ومفاجئة على مناطق عدة في أنحاء ليبيا، وفيضانات عاتية، ما قتل أكثر من 4 آلاف و300 شخص، وأسفر عن فقد أكثر من 8 آلاف و500 شخص (لم يُحدد حتى الآن ما إذا كانوا أحياء أم أمواتًا).

وفقدت آلاف العائلات القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه النظيفة اللازمة للشرب، بسبب دمار البنية التحتية، إذ إنه بالإضافة إلى القتلى والمصابين، جرفت الفيضانات كل ما واجهته في طريقها من مبانٍ وطرق وسدود وجسور، وأجبرت الآلاف على النزوح.

وكان الإعصار دانيال قد ضرب السواحل الشمالية الشرقية وأجزاء من غرب ليبيا، قادمًا من اليونان. ووفق معهد الدراسات الأمنية الأفريقي (issafrica)، فإن الدمار الذي سبّبته الفيضانات في الدولة العربية الأفريقية، خاصة في درنة الليبية، يلقي الضوء على التقاء مخاطر المناخ والتنمية والأمن في نقطة واحدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف المعهد الأفريقي أن ارتفاع حرارة المياه في البحر المتوسط حفّز العاصفة وأدّى إلى قدوم دانيال إليه. وبلغ معدل سقوط الأمطار ذروته في 10 سبتمبر/أيلول 2023 حينما وصلت مستوى قياسيًا عند 414.1 ملليمتر، بارتفاع مهول عن المتوسط الشهري الذي هو أقلّ من ملليمترين اثنين.

ولا وجود لأنهار في ليبيا، لذلك حولت الوديان مسار مياه الأمطار باتجاه منطقة الجبل الأخضر المرتفعة، ثم إلى مدينة درنة، وبلغت شدة السيول مداها، إذ اخترقت سدّين لم يخضعا للصيانة منذ سنوات، وهو ما تسبّب في النهاية باكتساح السيول المدينة التي فقدت ملامحها في مدة وجيزة.

حرارة الـ50 درجة مئوية في الكويت

شهدت دولة الكويت في الخليج ارتفاعًا غير مسبوق للحرارة في صيف 2023، ما دفع الطلب على الكهرباء إلى تسجيل مستويات قياسية -أيضًا- في بعض الأيام.

وعلى سبيل المثال، تجاوزت الحرارة في بعض المناطق حاجز الـ50 درجة مئوية يوم الثلاثاء 1 أغسطس/آب (2023)، لذلك سجّل مؤشر الأحمال الكهربائية في الكويت رقمًا قياسيًا جديدًا يُعدّ الأعلى في تاريخ البلاد، إذ بلغت الأحمال 16.5 ألف ميغاواط، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ووجدت دراسة أجرتها "بي بي سي العالمية" أنه مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تضاعف عدد الأيام التي تصل فيها درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية منذ الثمانينيات.

ومع ارتفاع الحرارة، تبقى أزمة الجفاف التي تمتد إلى مناطق شاسعة في المنطقة العربية على وجه الخصوص، وباقي أنحاء العالم عامةً.

وأثر الجفاف سلبًا في توليد الطاقة الكهرومائية لدى الدول الأفريقية والصين وأميركا، كما ضرب قناة بنما التي يمر بها أكثر من 6% من تجارة البضائع العالمية المنقولة بحرًا، ما دفع السلطات المسؤولة إلى خفص عدد السفن إلى أقل من النصف تقريبًا، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

شبكة الكهرباء في الكويت تعرضت لواحدة من 4 كوارث طبيعية لتغير المناخ في المنطقة
جانب من شبكة الكهرباء في الكويت - الصورة من الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق