رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

واردات الهيدروجين الأخضر تنقذ كوريا الجنوبية من عقبات الإنتاج

دينا قدري

تحتلّ واردات الهيدروجين الأخضر مركز الاهتمام في إستراتيجية كوريا الجنوبية لتنويع إمدادات الطاقة، في ظل التباطؤ الملحوظ بتطوير مشروعات الطاقة المتجددة.

وتمتلك البلاد كميات كبيرة من إمكانات الطاقة المتجددة، التي يُمكن استعمالها لتلبية طلب العديد من القطاعات، بشكل أكثر كفاءة وبتكلفة أقل من إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون أو استيراده.

إلّا إنه لا يُمكن للبلاد -التي تعتمد على الوقود الأحفوري- التحول إلى طاقة الرياح البحرية على الفور، إذ يستلزم تطوير تلك الصناعة نحو 10 سنوات، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولذلك، ستطلق كوريا الجنوبية في العام المقبل (2024) أول مزاد لدعم الهيدروجين الأخضر، ومن المقرر تسليم أول شحنة من الهيدروجين والأمونيا في عام 2027، قبل وقت طويل من توفّر كميات كبيرة من إمدادات الطاقة المتجددة المحلية.

واردات الهيدروجين الأخضر

نظرًا للتقدم البطيء في مشروعات الطاقة المتجددة، فمن الصعب جدًا توفير الكهرباء النظيفة لمطوري أعمال الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في كوريا الجنوبية، وفق ما أكده نائب رئيس وحدة الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة في شركة "إس كيه إيكوبلانت" (SK Ecoplant)، ووجين جانغ.

وقال جانغ: "لذلك، طورت شركات توليد الكهرباء والشركات الخاصة الكورية الجنوبية مشروعات خارجية بشكل رئيس، لتأمين الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء"، في مقابلة مع منصة "هيدروجين إنسايس" (Hydrogen Insight)، اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيلها.

الكثير من الطلب على الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، في المزادات التي تعتزم البلاد إطلاقها، سيأتي من شركات توليد الكهرباء الكورية الجنوبية، مثل شركة "إس كيه إي آند إس" (SK E&S) التابعة لشركة "إس كيه"، والتي تخطط للمشاركة في تزويد محطات توليد الكهرباء الكورية التي تعمل بالفحم، بالأمونيا المستوردة من أجل خفض الانبعاثات.

وقد حذّر بعض النقّاد من أن حرق الوقود المشترك "قذر ومكلف" مثل حرق الوقود الأحفوري الملوث، إلّا إن جانغ يرى أن هذا الإجراء ضروري لكوريا الجنوبية، نظرًا لأنها تعتمد على الفحم والغاز، ولا يمكنها تغيير مصدر الطاقة بشكل كبير.

وقدّر تحليل -أجرته مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس (BNEF)- أنه في حين كون حرق الأمونيا مع الفحم بنسبة 50% يقلل من انبعاثات محطة توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، فإنها تنتج عمومًا ثاني أكسيد الكربون أكثر من محطة الغاز الأحفوري، وبتكلفة أعلى من الطاقة المتجددة.

إلّا إن جانغ يرى أن الطلب الصناعي الهائل في كوريا الجنوبية على الهيدروجين والأمونيا من صناعات الأسمدة والمواد الكيميائية، هو على وجه التحديد سبب يُبرر استعمالهما في محطات الكهرباء.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطلب العالمي على الهيدروجين وفق القطاعات المختلفة بحسب بيانات عام 2022:

الطلب على الهيدروجين

وأوضح جانغ أن واردات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء أمر لا مفرّ منه، وربما تُوَسَّع أيضًا لإزالة الكربون جزئيًا من محطات الكهرباء المعتمدة على الوقود الأحفوري.

وقال: "نحن بحاجة إلى التنويع على أيّ حال.. في عام 2027، سنستورد الهيدروجين الأخضر أو الأمونيا الخضراء من السوق العالمية، لأنها المواد الأساسية للعديد من المركبات الكيميائية".

علاوةً على ذلك، أعرب جانغ عن ثقته في الجهود التي تبذلها الجهات التنظيمية الكورية الجنوبية لتنظيم عملية حرق الأمونيا والهيدروجين مع الفحم والغاز على التوالي، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة.

تصدير الهيدروجين الأخضر إلى الخارج

تؤكد الشركات الكورية الجنوبية، التي تنفق الأموال على مشروعات التصدير الدولية القائمة على الهيدروجين الأخضر، حتمية وارداتها من الوقود.

ويشمل ذلك مشروع نوجيوكونيك التابع لشركة وورلد إنرجي جي إتش 2" (World Energy GH2) بقدرة 1.5 غيغاواط في شرق كندا، والذي اشترت فيه شركة "إس كيه إيكوبلانت" مؤخرًا حصة 20%.

وفي العام الماضي (2022)، وقّعت شركة "إس كيه إيكوبلانت" -أيضًا- اتفاقية أولية لبناء مصنع هيدروجين يعمل بالطاقة الشمسية في أستراليا مع شركة "إيست-ويست باور" (East-West Power).

كما ترأس شركة الصلب الكورية العملاقة بوسكو (Posco) مجموعة من الشركات التي تأمل في إنتاج 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، لتصديرها على شكل أمونيا من سلطنة عمان، ومن المتوقع أن تصل الأحجام إلى كوريا الجنوبية بحلول عام 2030.

إلّا إن جانغ أشار إلى أن جميع الكميات من المشروعات التي تشارك فيها الشركات الكورية الجنوبية لن تصل إلى البلاد، خاصةً إذا زاد عملاؤها الدوليون الطلب.

وعلّق على مشروع نوجيوكونيك: "إذا أُخذت في الحسبان المسافة من كندا إلى كوريا الجنوبية، فسيكون نقل الهيدروجين مكلفًا للغاية.. لكننا قد نفكر في تصدير هذا الهيدروجين إلى بعض المنشآت التي تديرها الشركات الكورية الجنوبية في السوق الدولية".

علاوةً على ذلك، من المتوقع أن يُسلّم مشروع نوجيوكونيك كميات كبيرة في المقام الأول إلى أوروبا، إذ لدى شركة إس كيه وغيرها من الشركات الكورية العديد من العملاء الصناعيين.

عقبات أمام التحليل الكهربائي

يقول نائب رئيس وحدة الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة في شركة "إس كيه إيكوبلانت" ووجين جانغ، إن الافتقار إلى إمدادات كهرباء موثوقة ومستقرة وبأسعار معقولة لتشغيل جهاز التحليل الكهربائي هو أكبر عقبة أمام نشره.

إلّا إن الأمر يتعلق -أيضًا- بنقص المتعهدين في الأسواق الأساسية لشركة "إس كيه" للهيدروجين الأخضر الذي يُمكن أن تنتجه أجهزة التحليل الكهربائي، ولهذا السبب، لا تقوم الشركة حاليًا بتوريد معدّات التحليل الكهربائي في كوريا الجنوبية، أو تصنيعها.

كيف يعمل جهاز التحليل الكهربائي

في الواقع، في حين كان أنصار الهيدروجين في الغرب وفي الصين يركّزون على بناء العرض، ركّزت الشركات الكورية الجنوبية بشدة على القطعة المفقودة من اللغز الذي يسعى منافسوها الآن للعثور عليه: الطلب.

وقال جانغ: "ربما نفكر ببناء مصنع في كوريا الجنوبية، أو بعض الأماكن الأخرى في آسيا، لتوفير الحزمة الكاملة لجهاز التحليل الكهربائي في المستقبل.. لكن هذه مجرد فكرة في هذه اللحظة".

في نهاية المطاف، ستقوم شركة "إس كيه إيكوبلانت" ببساطة بتوليد الطلب الخاص بها، كما يقول جانغ؛ وهي وجهة نظر غير مفاجئة بالنظر إلى تاريخ المجموعة الكورية في تقديم كل خدمة يمكن تخيّلها.

وتابع: "نحن بحاجة إلى تطوير المشروعات.. إذا قمنا بتطوير المشروعات، فبالتأكيد سنقدّم أجهزة التحليل الكهربائي.. لكن الموقع المثالي للمصنع سيكون بجوار البلد الذي يوجد به الكثير من الطلب".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق