تقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا تواجه تهديدًا وجوديًا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • • الهيدروجين الأخضر رقم مهم في معادلة الحياد الكربوني
  • • عنصر التكلفة المرتفعة قد يقوّض تنفيذ العديد من المشروعات في أوروبا
  • • مشروعات الهيدروجين الأخضر تعاني زيادة في تكاليف العمالة
  • • يفتقر قطاع الهيدروجين إلى إستراتيجية واضحة في أجندة سياسات الطاقة الوطنية
  • • يتطلّب إنتاج الهيدروجين النظيف كميات معينة من المياه لأجهزة التحليل الكهربائي

ما تزال الرهانات مستمرة على مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا في تسريع وتيرة التحول الأخضر عبر إزالة الانبعاثات الكربونية من اقتصادات الدول، غير أن هناك العديد من التحديات التي قد تحول دون تنفيذ تلك المشروعات على الأرض.

ومن المرجح أن يقود التأخر في تنفيذ تلك المشروعات إلى نقص في إمدادات الهيدروجين النظيف المُنتَج بتقنية التحليل الكهربائي للمياه، ما قد يعرّض الأهداف المناخية للخطر، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما يُعد باعثًا على القلق ربما تواجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا التي ستدخل حيز التشغيل بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، زيادة في التكاليف بمعدل الضعف، قياسًا بما كان متوقعًا حتى وقت قريب، وفق ما أورده موقع أورأكتيف (EURACTIV) الأوروبي.

تحديات بالجملة

في العام الماضي (2022)، شهد الاقتصاد العالمي ارتفاعًا حادًا في معدلات التضخم، وصعودًا كبيرًا في أسعار الفائدة، تلتها زيادة مطردة في تكاليف رأس المال، كما أصبحت الاستفادة من الديون لصالح مشروعات الطاقة المتجددة -خصوصًا مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا- مسألة صعبة جدًا ومكلفة وغير مأمونة المخاطر.

كما تواجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا ارتفاعًا في تكاليف العمالة، ومشكلات ذات صلة بجلب المواد الخام، ما تنتُج عنه مراجعات صعودية للتكاليف، بل وقد يؤدي هذا -أحيانًا- إلى إلغاء المشروع.

وقادت التكلفة المرتفعة لرأس المال إلى زيادة أسعار أجهزة التحليل الكهربائي عالميًا، التي تراوحت بين 1590 يورو (1740 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة بالنسبة إلى التحليل الكهربائي للمياه القلوية، و1758 يورو (1924 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة بالنسبة إلى التحليل الكهربائي بغشاء تبادل البروتون المشار إليه اختصارًا بـ"بي إي إم إي إل" PEMEL.

(اليورو = 1.10 دولارًا أميركيًا)

ويمثّل هذا زيادة نسبتها 9% على أساس سنوي، مقارنة بالتكاليف المسجلة في العام قبل الماضي (2021)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر تحول دون نشره

ارتفاع أسعار الكهرباء

شهدت أوروبا زيادة كبيرة في أسعار الكهرباء منذ أواسط عام 2021، مدفوعة -أساسًا- بالارتفاع الكبير في أسعار الغاز الطبيعي، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت شرارتها الأولى في 24 فبراير/شباط (2022).

وقاد هذا إلى نمو تكاليف مصادر الطاقة المتجددة أهم عنصر في تكاليف مشروعات الهيدروجين الأخضر، لا سيما بالنسبة إلى أجهزة التحليل الكهربائي التي تستمد الكهرباء عبر الشبكة.

كما أدى هذا إلى مراجعة التقديرات السابقة على ارتفاع يتراوح بين 5 يوروهات (5.48 دولارًا أميركيًا) و8 يوروهات (8.76 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوغرام بالنسبة لوسط أوروبا، نظرًا إلى ارتفاع تكاليف العمالة، والارتفاع المتوسط المرجح لرأس المال، إلى جانب فرضيات أسعار الكهرباء التي جرت مراجعتها.

يُشار إلى أن التقديرات السابقة كانت تتوقع هبوطًا في تكاليف إنتاج مشروعات الهيدروجين الأخضر العالمية في عام 2030 إلى ما بين 1.20 يورو (1.31 دولارًا أميركيًا) و4.15 يورو (4.54 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوغرام.

ومع ذلك فإنه من المتوقع أن تكون تلك الزيادة في تكلفة مشروعات الهيدروجين الأخضر مؤقتة.

توقعات متفائلة

رغم الصورة الضبابية تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يؤدي الإنتاج الضخم إلى خفض التكاليف الرأسمالية لأجهزة التحليل الكهربائي بأكثر من النصف إلى ما يتراوح بين 673 (737 دولارًا أميركيًا) و757 يورو (829 دولارًا أميركيًا ) لكل كيلوواط بحلول 2030.

وحال اتساع قاعدة التصنيع وإنجاز مشروعات الهيدروجين الأخضر التي ما تزال قيد التنفيذ -الآن- يمكن أن تهبط التكاليف بنسبة 70% بحلول 2030، مقارنة بما هي عليه الآن.

وفيما يُتوقع أن تهبط تكاليف المعدات، ومعها أسعار الفائدة والتكلفة الرأسمالية في المستقبل، قد تتخذ مشروعات الهيدروجين الأخضر التي ستدخل حيز التشغيل بحلول 2030 قرارات الاستثمار النهائية خلال المدة من العامين إلى الأعوام الـ3 المقبلة.

غير أنه ليس من المرجح أن تستفيد تلك المشروعات كاملاً من التكاليف المنخفضة.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أكبر 11 مشروع هيدروجين أخضر في العالم:

أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم

3 تحديات رئيسة

رغم كل المزايا التنافسية التي يحظى بها قطاع الهيدروجين الأخضر في صناعة الطاقة العالمية، تبقى هناك 3 تحديات رئيسة قد تحول دون اقتناص هذا الوقود منخفض الكربون حصة عادلة في مزيج الطاقة العالمي.

وحدّد خبير صناعة الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، هذه التحديات في ثنايا ورقة بحثية بعنوان "تطورات الهيدروجين في الدول العربية.. الواقع والآفاق"، التي قدّمها خلال فعاليات مؤتمر الطاقة العربي الـ12 الذي انعقد في دولة قطر يومي 11-12 ديسمبر/كانون الأول (2023)، وجاءت كالآتي:

1- الجدوى الاقتصادية وتكاليف الاستثمار العالية

تقف تكلفة تصنيع المحللات الكهربائية حجر عثرة أمام تنفيذ العديد من مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم، إذ تلامس 840 إلى 1000 دولار لكل كيلوواط من السعة المركبة، علاوة على صعوبة إيجاد مصادر التمويل، وارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين التي تبلغ 32 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة بـ5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في حال الغاز الطبيعي (أي نحو 7 أضعاف تقريبًا).

2- السياسات والإجراءات التنظيمية

يفتقر قطاع الهيدروجين إلى إستراتيجية واضحة في أجندة سياسات الطاقة الوطنية للدول، ومن ثم يتعيّن تطوير الإجراءات التنظيمية وتوفير المناخ التشريعي الصحي اللازم لتنظيم الاستثمار.

3- متطلبات التكنولوجيا

يتطلّب إنتاج الهيدروجين النظيف كميات معينة من المياه لأجهزة التحليل الكهربائي (10 لترات من الماء منزوع الأملاح لكل كيلوغرام)، إلى جانب التحديات ذات الصلة بنقل الهيدروجين وتخزينه، التي ما تزال بحاجة إلى التطوير وإتاحتها بأسعار معقولة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق