سلايدر الرئيسيةالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير الهيدروجينعاجلغازهيدروجين

أمينة بنخضرة: المغرب يتفاوض لبيع الغاز من الأنبوب النيجيري.. ومفاجأة حول موعد التدشين (حوار)

عبدالرحمن صلاح

تراهن الرباط وأبوجا على تنفيذ الأنبوب النيجيري للغاز، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها المشروع العملاق، إذ تعمل البلدان على المضي قدمًا في التنفيذ، من أجل تحقيق طموحات دول غرب أفريقيا.

وفجّرت مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، عدّة مفاجآت في حوارها مع منصة الطاقة ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، حول موعد البدء في تنفيذ المشروع، وخطط بلادها لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا.

وكشفت أن بلادها تدرس استغلال مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري في تصدير الهيدروجين إلى أوروبا، سواء من خلال مزجه بالغاز في المرحلة الأولى، أو تنفيذ أنبوب مستقل، إذا دعت الحاجة في المستقبل.

وشددت المسؤولة المغربية على أن بلادها ستطلق بداية العام المقبل مشروع الهيدروجين الأخضر، لتجسّد طموح المملكة لاستغلال موقعها الإستراتيجي من أجل الحصول على الريادة في سوق الوقود الأخضر.

وإلى نص الحوار، الذي جاء على هامش مشاركة أمينة بنخضرة في مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر بدولة قطر:

وكالات دولية تضع المغرب في مرتبة متقدمة لتصدير الهيدروجين.. هل هناك خطوات ملموسة سنراها قريبًا؟

بالفعل، المغرب لديه خطط وبرامج كبيرة في هذا الإطار، بدأها مبكرًا من خلال تبنّي الطاقة المتجددة، كما أن لديه بنية تشريعية مميزة لجذب الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين.

ويحتلّ المغرب أيضًا موقعًا جغرافيًا مميزًا، يمكّنه من إنتاج الهيدروجين الأخضر في المستقبل من الطاقة المتجددة، ويتيح أيضًا إمكان الاستثمار في مشروعات الأمونيا الخضراء، وإنتاج العديد من المواد الصناعية المرتبطة بالهيدروجين، وتصديرها إلى الخارج.

ويقدّم الموقع الجغرافي للمغرب إمكانات كبيرة للبلاد، من أجل احتلال مكانة ملائمة في سوق الهيدروجين، إذ يخطط المغرب لأداء دور رائد في المستقبل، من خلال المشروعات التي قد تدخل حيز الإنتاج قبل 2030.

متى نتوقع أول إنتاج للهيدروجين الأخضر في المغرب؟

تعتزم الحكومة البدء في تجسيد خريطة طريق إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب، خلال العام المقبل 2024، عبر إطلاق تنفيذ عدّة مشروعات، بعد أن أبدى عدد من الشركات العالمية رغباته للدخول إلى السوق المغربية.

وبداية العام المقبل (2024)، سيكون لدينا تجسيد للمشروعات ووضع الخطط الإستراتيجية ودعوة الشركات العالمية لبدء التنفيذ من خلال خريطة الطريق التي أطلقتها المملكة لجذب الاستثمارات العالمية لهذا القطاع الحيوي.

وكان العاهل المغربي محمد السادس قد دعا، نهاية يوليو/تموز الماضي، الحكومة إلى الإسراع بإعداد مشروع عرض المملكة في مجال الهيدروجين الأخضر.

ويُخطط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، إذ يسعى في مرحلة أولى لإنتاج الأمونيا الخضراء التي تُستعمل في قطاع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، ويتجه في مرحلة ثانية لإنتاج الوقود الاصطناعي مثل الكيروسين والديزل، وفي مرحلة ثالثة لتعميم استعمالات الهيدروجين الأخضر على الصناعة والتصدير نحو الخارج.

مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة مع مدير تحرير منصة الطاقة
مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة خلال حوارها مع منصة الطاقة

هناك شراكة كبيرة مع إسبانيا وتعاون كبير على مدار المدة الأخيرة، خاصة في قطاع الغاز المسال.. هل يمكن أن يستفيد المغرب من خط أنابيب الغاز الواصل إلى إسبانيا في تصدير الهيدروجين الأخضر؟

حاليًا، نحن نخطط في إطار البنية التحتية لنقل الغاز للاستفادة من مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري الضخم لخدمة تنمية دول غرب أفريقيا واستعماله في نقل الهيدروجين وتصديره إلى أوروبا.

إذن المشروع المرتقب للخطّ المغربي النيجيري مخطط لنقل الهيدروجين أيضًا؟

مشروع خط الأنابيب من نيجيريا إلى المغرب مهمته الأساسية نقل الغاز من نيجيريا، وفي المستقبل موريتانيا والسنغال، وتصديره إلى أوروبا عبر المغرب.

ويدرس المغرب حاليًا استغلال هذا الخط في القطاع الواصل من المغرب إلى أوروبا بإمكان تصدير الغاز والهيدروجين الأخضر.

هل سيكون خط منفصل للهيدروجين، أم هناك إمكان لتحويل أنبوب الغاز إلى الهيدروجين مستقبلًا؟

سيكون لدينا خط أساس لنقل الغاز، وطلبنا من المكاتب الاستشارية دراسة الأمر من أجل الخروج بأفضل الطرق لنقل الهيدروجين الأخضر، من الناحية التقنية والأمنية، وحتى الآن توصّلنا إلى إمكان المزج بنسبة 15% للهيدروجين الأخضر و85% للغاز من خلال الخط نفسه.

ومع تطور إمكانات التصدير في المستقبل، من الممكن أن يكون هناك خط منفصل لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، إلى جانب خط أنابيب الغاز.

يرى خبراء أن مشروع الغاز النيجيري المغربي يواجه تحديات، أبرزها طول مسار الخط الذي يمر عبر 13 دولة، بطول يزيد عن 5 آلاف كيلو متر.. هل تتوقعون تجاوز التحديات واتخاذ قرار استثمار نهائي قريبًا؟

منذ البداية ونحن نعمل يدًا بيد بين المغرب ونيجيريا، وبين شركة النفط الوطنية النيجيرية والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وقد أنجزنا دراسات الجدوى، وبدأنا بعد ذلك في الدراسات التقنية، والتي انقسمت إلى مرحلتين.

نحن حاليًا في المرحلة الثانية التي قاربت على نهايتها، وقد راعت جميع الدراسات إنجاح المشروع من خلال وضع حلول وتدابير لجميع التحديات سواء الأمنية أو التقنية، إذ قررت الدراسات مسار المشروع ليمرّ بحريًا من نيجيريا إلى موريتانيا، ومنها يتحول بريًا داخل الأراضي المغربية، وصولًا إلى ربطه بخط الأنابيب المغاربي الأوروبي.

ولدينا أيضًا اتفاقيات وقّعناها من الدول الأفريقية التي يمر بها خط الغاز، بما يضمن التزاماتهم بتنفيذ المشروع والجدول الزمني له، إذ يهدف المشروع إلى إحداث قفزة نوعية وتطوير اقتصادي لمنطقة غرب أفريقيا وخدمة نحو 400 مليون مواطن ليس لديهم وصول إلى الكهرباء والطاقة النظيفة.

فبالنظر إلى الأرقام العالمية، هناك نحو مليار مواطن غير مخدومين بالكهرباء، 600 مليون منهم في أفريقيا، ومنطقة غرب أفريقيا تحتضن نحو 400 مليون مواطن من بينهم، هذا المشروع لديه أهداف مهمة من ناحية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم تطوير العديد من القطاعات في البلدان التي يمرّ بها منها القطاع الصناعي والمعدني والفلاحي، ومع التطور والنمو الاقتصادي من المتوقع أن يسهم في توفير فرص عمل ووقف الهجرات غير الشرعية إلى أوروبا.

هل نتوقع اتخاذ الاستثمار النهائي خلال عام أو عامين؟

نتوقع اتخاذ القرار النهائي للاستثمار في مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري نهاية العام المقبل (2024)، أو مع بداية 2025.

في حال اتخاذ قرار الاستثمار، توقعاتكم للمدة التي قد يستغرقها تنفيذ المشروع، خاصة أن بعضهم قَدَّر أنها قد تصل إلى 10 أو 12 عامًا؟

المشروع ضخم فيما يخصّ طوله الذي يمتد لأكثر من 5 آلاف كيلو متر، ولكن بإدارة مشتركة مع شركائنا النيجيريين ومكاتب الدراسات، قُسِّم المشروع إلى نحو 3 أو 4 مراحل وقطاعات من أجل الإسراع في عملية تنفيذها، بمعنى أنه من الممكن بدء تنفيذ الخط من نيجيريا إلى غانا وكوت ديفوار، وفي الوقت نفسه، يمكن التنفيذ المرحلة من السنغال إلى موريتانيا، وصولًا إلى المغرب، كما يمكن بالتزامن مع ذلك بدء تنفيذ الخط البري داخل الأراضي المغربية، وصولًا إلى الخط الواصل إلى أوروبا، وبعد ذلك يمكن تنفيذ خط الربط من السنغال وكوت ديفوار.

ونتوقع بدء عمليات التنفيذ عام 2025 من خلال أكثر من قطاع بالمشروع في الشمال والجنوب، وقد نصل إلى عام 2028.

مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة
مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة

إذن ستكون البداية الفعلية للتنفيذ عام 2028؟

لا.. بداية ضخ الغاز في المرحلة الأولى من خط الأنابيب قد تكون بنهاية عام 2028، إذ سيُنَفَّذ المشروع خلال 3 سنوات من خلال عدة قطاعات ومراحل، قد تبدأ في تنفيذ المشروع خلال الوقت نفسه، وهو ما قد يقلّص مدد التنفيذ، إذ قد يكون لدينا خط ممتد من نيجيريا إلى ساحل العاج بنهاية هذه المدة، وفي الوقت نفسه مع تشغيل مشروع الغاز في السنغال وموريتانيا، قد يُشَغَّل الجزء الشمالي من المشروع، وبعد ذلك يجري الربط ما بين القطاعين.

بعضهم يتساءل، بأن المستقبل للغاز المسال، والمغرب يبني خط أنابيب غاز طبيعي؟

المستقبل للغاز بجميع أشكاله، ولكن الغاز عبر الأنابيب أكثر تنافسًا من الغاز المسال، وأقلّ تكلفة، ويعدّ الحل الأمثل لبلدان غرب أفريقيا، لدينا بلدان متجاورة وكلها تحتاج إلى الطاقة المستدامة، والوصول إلى الكهرباء، ما يمنحهم تطوير اقتصاداتهم والقطاعات الصناعية، وهو ما قد يكون أفضل من الغاز المسال لهذه الدول، ولديه مردود عالٍ.

بمجرد إعلان الاستثمار النهائي للمشروع، هل نتوقع أن يوقّع المغرب اتفاقيات شراء مع شركات عالمية؟

كل هذه الأمور في طور التدقيق الآن، ونحن حاليًا نُجري محادثات مع عدد من الشركات لتوقيع اتفاقيات لشراء الغاز بمجرد إتمام المشروع.

عقد شراء الغاز المسال من شركة شل يبلغ نصف مليار متر مكعب ومدّته 10 سنوات.. متى سيكون البدء في تنفيذ العقد؟

يتعلق المشروع بتأمين احتياجات قطاع الكهرباء من خلال شراء الغاز المسال بعد طلب عروض من الشركات العالمية، وفازت به شركة شل من أجل تزويد محطات الكهرباء باحتياجاتها من الغاز.

هل هناك نية لزيادة عدد محطات مشروع نور ورزازات للطاقة الشمسية؟

المغرب لديه منذ نحو 15 عامًا برامج ضخمة فيما يخص استعمال الطاقات المتجددة، مع الطاقات الأخرى، ما رفع مساهمتها إلى نحو 40% من إجمالي الطاقة في المغرب، ونهدف برفع هذا المزيج إلى 52% بحلول عام 2030، ما يوفر نحو 7.5 آلاف ميغاواط من مصادر نظيفة، إذ تعمل المملكة على تسريع وتيرة بناء المحطات في جميع المناطق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق