تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

هل تأثرت الطاقة المتجددة في المغرب بالزلزال؟ تقرير يكشف قدرات عملاقة

أسماء السعداوي

أثبتت الطاقة المتجددة في المغرب، وتحديدًا طاقتا الشمس والرياح، مرونة كبيرة في تلبية احتياجات المناطق المنكوبة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة في شهر سبتمبر/أيلول المنصرم (2023).

وأشاد تقرير حديث، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بطاقتي الشمس والرياح في مواجهة الكوارث الطبيعية؛ إذ استمر عمل أكبر محطة طاقة شمسية مركّزة في العالم في ورزازات رغم الزلزال.

كما أسهمت الألواح الشمسية في تقديم الخدمات الأساسية بمستشفيات منطقة جبال الأطلس، بحسب موقع "إنفورمد كومنت" (Informed comment) الأميركي.

وأهّلت إمكانات الطاقة المتجددة المغرب لتصدير الكهرباء النظيفة المنتجة من الشمس والرياح، إلى المملكة المتحدة، عبر مشروع إنشاء خط بحري يصل البلدين، وسيمد 7 آلاف منزل بريطاني بالكهرباء النظيفة.

ومحليًا، نجحت طاقة الشمس والرياح في المغرب بتلبية 16.1% من إجمالي الطلب على الكهرباء خلال العام الماضي (2022).

كما تستهدف الرباط رفع حصة الطاقة المتجددة في المغرب، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية، إلى أكثر من 52% بحلول عام 2030، مقابل 38% فقط بنهاية 2022 المنصرم.

إمكانات الطاقة المتجددة في المغرب

تُسهم الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الشمس والرياح في المغرب، بنحو 38% من إنتاج الكهرباء بالبلاد الواقعة بأقصى شمال غرب أفريقيا.

يقول تقرير إنفورمد كومنت، إن المغرب ربما تكون الدولة الوحيدة التي قطعت شوطًا طويًلًا في اعتماد طاقة الشمس والرياح، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتسطع أشعة الشمس بوفرة على أرض المغرب، كما أن الرياح تهب بقوة، ما يؤهلها لإنتاج الكهرباء النظيفة لتعويض شح إمدادات الوقود الأحفوري الذي يكلف خزينة مبالغ باهظة نظير الاستيراد من الخارج.

كما أن الرباط على الطريق الصحيح في مسيرة تحول الطاقة؛ لتؤدي دورها العالمي في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وجهود خفض درجات حرارة الأرض دون مستوى 1.5 درجة مئوية.

يوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- نمو الطاقة المتجددة في المغرب خلال عام 2022:

المغرب

أكبر محطة طاقة شمسية مركزة في العالم

تضم منطقة ورزازات في المغرب محطة نور أكبر محطة طاقة شمسية مركّزة في العالم بقدرة 580 ميغاواط، وهو ما يعادل إنتاج محطة نووية صغيرة.

ويضم "نور" 4 محطات طاقة شمسية، وترتكز محطات نور 1 و2 و3 على التقنيات الحرارية المركّزة، في حين تعتمد محطة نور 4 على التقنيات الفوتوضوئية.

لم يتسبب زلزال المغرب بقوة 6.8 درجة، الذي ضرب مراكش وورزازات ومنطقة حبال الأطلس وأسقط نحو 3 آلاف قتيل، سوى بإلحاق أضرار طفيفة بمحطة الطاقة الشمسية المركزة الأكبر في العالم.

وواصلت الكهرباء المنتجة من محطة نور، رغم الدمار الذي لحق بكل شيء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبها، قالت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إن أضرارًا طفيفة لحقت ببعض التجهيزات في محطة نور، وأُصلِحَت سريعًا، وعادت الخدمة بشكل طبيعي.

يوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إمكانات مشروع نور للطاقة الشمسية في ورزازات:

المغرب

الطاقة الشمسية في المغرب

ساعدت الوحدات الشمسية، التي تبرعت بها إحدى شركات الطاقة المستدامة، في تخفيف وطأة الزلزال واستمرار تقديم الإمدادات الأساسية في المستشفيات بقرى جبال الأطلس.

ووفر 400 لوح شمسي تبرعت بها شركة إيكوفلو إمدادات الكهرباء المطلوبة لسكان إقليم تارودانت الذين تضرروا من الزلزال، بحسب تقرير نشره موقع "إي إس آيأفريكا" (esi-africa)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ووزعت منظمة المجتمع غير المدني الدولية "تويزا هيلفت ستيفتنغ" (Tuisa-hilft Stiftung) ألواح الطاقة الشمسية على مواقع فرق الإنقاذ والمستشفيات في منطقتي أغبارانه وزاويات تاسافت.

جاء ذلك في ضوء العودة البطيئة للتيار الكهربائي لمناطق جبال أطلس المنكوبة.

كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الشركات الأخرى على أن تحذو حذو شركة "إيكو فلو"، مؤكدةً الحاجة للطاقة الشمسية لتعزيز معايير السلامة وتوفير الإضاءة.

كما أكدت أن الألواح الشمسية أكثر أمانًا في الطهي من أسطوانات الغاز الطبيعي المحمولة؛ إذ تقلل مخاطر نشوب حرائق.

ورغم التأخيرات التي طالت بعض مزارع الطاقة الشمسية المخطط لإنشائها، تأمل الحكومة بدخولها حيز التشغيل في عام 2025.

تركيب ألواح شمسية في المغرب بعد الزلزال
تركيب ألواح شمسية في المغرب بعد الزلزال- الصورة من موقع "إي إس آي أفريكا"

مشروع الربط الكهربائي البحري

يبدو أن مشروع الربط الكهربائي البحري بين المغرب والمملكة المتحدة سيرى النور قريبًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستصبح الكهرباء المولدة من طاقة الشمس والرياح في المغرب بمتناول 7 آلاف منزل أو نحو 8% من احتياجات الكهرباء بالمملكة بحلول عام 2030، عبر إنشاء خط تحت سطح البحر بتكلفة 21 مليار دولار أميركي.

ووصفت وزيرة أمن الطاقة البريطانية المشروع بأنه "يحظى بأهمية وطنية"؛ إذ يساعد البلاد على التخلص من الوقود الأحفوري الملوث للبيئة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فايناشيال تايمز".

من جانبه، وصف الرئيس السابق لشركة تيسكو (Tesco) والرئيس التنفيذي لمشروع إكس لينكس (Xlinks) الخطوة بـ"العلامة الفارقة".

وبموجب الخطة، ستنتقل الكهرباء المنتجة من جنوب المغرب عبر خطوط تحت البحر بطول 3 آلاف و800 كيلومترًا، إلى قرية في شمال ديفون، ومن هناك ستوزَّع الكهرباء عبر الشبكة الوطنية.

وبحسب لويس، تصل قدرة توليد الكهرباء من المشروع إلى 10.5 غيغاواط؛ مقسمة بين 7 غيغاواط من الطاقة الشمسية و3.5 من طاقة الرياح، إذ أضاف: "الشمس تشرق يوميًا هناك، والرياح تهب كل مساء".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق