واردات اليابان من الغاز المسال تهبط لأدنى مستوى في 10 سنوات

انخفضت واردات اليابان من الغاز المسال لشهر يناير/كانون الثاني إلى أدنى مستوى خلال الشهر الأول من العام منذ أكثر من 10 سنوات.

ويرجع ذلك إلى توفير بدائل مختلفة من الوقود؛ إذ أعادت طوكيو تشغيل أحد المفاعلات النووية، كما ارتفع إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، فضلًا عن استجابة الأفراد والشركات لدعوات الحكومة بخفض استهلاك الكهرباء؛ ما أدى إلى تقليص متطلبات البلد الآسيوي من الوقود الأحفوري، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت واردات اليابان من الغاز المسال في 2023 قد تراجعت بنسبة 8% على أساس سنوي، لتهبط إلى 66.2 مليون طن فقط، لتبقى عند أدنى مستوياتها منذ عام 2009.

انخفاض واردات الغاز المسال

انخفضت واردات اليابان من الغاز المسال إلى ما يقل قليلًا عن 6 ملايين طن خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وهذا هو أدنى حجم للواردات خلال الشهر الأول من العام منذ 2009، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي نشرتها بلومبرغ، في 2 فبراير/شباط 2024.

تجدر الإشارة إلى أن متطلبات اليابان من الغاز المسال كانت قد شهدت ارتفاعًا بعد كارثة فوكوشيما عام 2011 التي أدت إلى إغلاق مفاعلات البلاد البالغ عددها 54 مفاعلًا؛ ما أجبر طوكيو على الاعتماد بشكل أكبر على الغاز.

وقد تضاءل الطلب على الغاز المسال منذ ذلك الحين مع إعادة تشغيل بعض المفاعلات غير العاملة، في حين دفعت الحكومة الأسر والشركات إلى خفض استهلاك الطاقة.

وكانت مخزونات الغاز المسال في اليابان مرتفعة خلال المدة التي سبقت شهر يناير/كانون الثاني الماضي؛ ما دفع المستوردين اليابانيين إلى إعادة بيع الشحنات التي كان من الممكن تسليمها خلال الشهر الماضي.

وانخفضت الأسعار الفورية للوقود فائق التبريد هذا الشتاء، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ضعف الطلب في جميع أنحاء شمال آسيا، موطن أكبر المستوردين في العالم.

الغاز المسال في اليابان

ظلّت اليابان أكبر مستورد في العالم للغاز المسال حتى النصف الأول من العام المنصرم (2023) حينما انتزعت منها الصين هذا اللقب.

وكانت واردات اليابان من الغاز المسال قد هبطت بنسبة 13.3% على أساس سنوي، مسجلةً 32.6 مليون طن، خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2023، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويشكل الغاز المسال ما نسبته 34% من مزيج الطاقة الكهربائية في اليابان.

وجاء انخفاض واردات اليابان من الغاز المسال خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي عكس دعوات زيادة المخزونات التي طالبت بها مرافق الكهرباء الوطنية في مطلع شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي زيادة الكميات الإستراتيجية المُخزّنة من الغاز المسال في اليابان، لضمان إمدادات مستقرة من الوقود وسط استمرار مخاطر انقطاع الإمدادات بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية.

الطاقة النووية والمتجددة

في عام 2023، شهدت الطاقة النووية في اليابان صعودًا لافتًا، فقد بدأت طوكيو إعادة تشغيل محطاتها النووية بدءًا من عام 2015، بعدما أغلقت 54 مفاعلًا نوويًا في أعقاب كارثة فوكوشيما النووية 2011.

ويصل إجمالي قدرات 11 مفاعلًا نوويًا قيد التشغيل حاليًا إلى 10.7 غيغاواط، من أصل 12 مفاعلًا جرى تطهيرها لتوليد الكهرباء.

كما تعاظم دور مصادر الطاقة المتجددة بصورة كبيرة في اليابان، وتبدي الحكومة اهتمامًا كبيرًا بهذا القطاع؛ ففي مجال طاقة الرياح، تستهدف اليابان أن تصبح أكبر منتج لطاقة الرياح البحرية في العالم.

وتخطط طوكيو للإعلان بحلول نهاية شهر مارس/أذار 2024 عن الفائزين بالجولة الرئيسة الثانية من مناقصات طاقة الرياح البحرية لبناء قدرة 1.8 غيغاواط في 4 مناطق، بحسب ما نشرته وكالة رويترز.

ويستهدف البلد الآسيوي الوصول إلى قدرات 10 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، يمكن أن تصل إلى 45 غيغاواط تشغيلية بحلول عام 2040.

كما تستهدف اليابان حصة تتراوح بين 36% و38% لمصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الخاص بها بحلول نهاية العقد الجاري، مقارنة بنحو 20% في عام 2019، ضمن جهودها لتحقيق مستهدفاتها للحياد الكربوني بحلول 2050.

موضوعات متعلقة..

• واردات اليابان من الغاز المسال في 2023 عند أدنى مستوى في 14 عامًا
• الطاقة النووية في اليابان تنتعش بتشغيل مفاعل مغلق منذ كارثة فوكوشيما
• صناعة الغاز المسال في اليابان تترقب مساعدات مالية لمشروعات جديدة

اقرأ أيضًا..

• واردات آسيا من النفط الخام عند ذروة 8 شهور في يناير 2024
• 6 خبراء يكشفون لـ"الطاقة" دوافع أرامكو السعودية لوقف زيادة الإنتاج
• 6 تساؤلات عن طريق رأس الرجاء الصالح ومقارنته مع قناة السويس (أرقام وخرائط)