التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

6 تساؤلات عن طريق رأس الرجاء الصالح ومقارنته مع قناة السويس (أرقام وخرائط)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • رحالة برتغالي اكتشف طريق رأس الرجاء الصالح بمساعدة رحالة عربي في القرن الـ15
  • افتتاح قناة السويس عام 1869 سحبَ البساط من الطريق وحوّله لمسار بديل
  • قناة السويس أغلقت 9 مرات في تاريخها لأسباب حربية أو جوية، آخرها عام 2021
  • ناقلات النفط والغاز تحوّل وجهتها إلى رأس الرجاء الصالح بسبب هجمات الحوثيين
  • ارتفاع تكاليف الشحن على الشركات الكورية بقيمة مليونَي دولار لكل رحلة

استحوذ طريق رأس الرجاء الصالح على اهتمام بالغ من شركات الشحن وناقلات النفط والغاز وحاويات البضائع المارة من -وإلى- البحر الأحمر؛ بسبب الاضطرابات الحاصلة في مضيق باب المندب.

وأدت هجمات جماعة الحوثيين في اليمن على السفن المارة من مضيق باب المندب إلى تحول عدد كبير من ناقلات النفط والغاز المسال إلى هذا الطريق الأطول مسافة، لتجنّب المخاوف الأمنية المتزايدة على البحر الأحمر.

ورغم أن طريق رأس الرجاء الصالح هو أحد الطرق البحرية العالمية المستعملة منذ القرن الـ15 في نقل البضائع من آسيا وأفريقيا إلى أوروبا، فإنه فقدَ زخمه بصورة حادة، ولم يعد يُستعمل إلا نادرًا منذ افتتاح قناة السويس عام 1869، بحسب مشهد حركة الملاحة العالمية الذي ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.

وبلغت كميات النفط العابرة لقناة السويس 7.2 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 10% من تجارة النفط العالمية المنقولة بحرًا خلال عام 2023، كما تحكمت القناة في مرور 8% من شحنات الغاز الطبيعي المسال عالميًا، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

ويمرّ أغلب صادرات الشرق الأوسط من النفط والغاز المسال المتجهة إلى آسيا وأوروبا والأميركيتين عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر، قبل أن تصل لقناة السويس لتكمل رحلتها إلى الأسواق العالمية؛ ما يشير إلى أن أيّ اضطراب في حركة النقل بإحداهما يؤدي إلى تحول السفن نحو طريق رأس الرجاء الصالح المهجور منذ عقود.

متى اكتُشف طريق رأس الرجاء الصالح؟

اكتُشف رأس الرجاء الصالح في القرن الـ15، على يد البحارة البرتغاليين بهدف إيجاد طريق يصل الغرب بالهند، موطن التوابل التي كانت تحتاج إليها أوروبا بشدة في ذلك الوقت.

ويعدّ بارتولوميو دياز أول بحار برتغالي يبحر حتى أقصى نقطة في جنوب القارة الأفريقية، ليكتشف طريق رأس الرجاء الصالح لأول مرة في مايو/أيار 1488، ويسميه "رأس العواصف"، بحسب موقع (cape of good hope tour) المتخصص في تزويد السياح بالبيانات.

وسهّل هذا الاستكشاف الأولي الأمر كثيرًا على الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما، الذي يشاع أنه التقى الرحالة العربي أحمد بن ماجد، فدلّه على طريق العبور باتجاه مدينة كاليكوت الساحلية جنوب الهند عبر أفريقيا.

ويتكون طريق رأس الرجاء الصالح من نتوءات صخرية على هيئة رأس على بعد 90 ميلًا من أقصى جنوب القارة الأفريقية؛ ما جعل البحار "دياز" يُطلق عليه في أول الأمر "رأس العواصف"، لكن ملك البرتغال جواو الثاني أعاد تسميته لاحقًا باسم "رأس الرجاء الصالح"؛ لما كان له من أثر في تغيير حركة الملاحة وتسهيل وصول البضائع دون أن تتعرض للخطر.

كما أسهم هذا الطريق في إضعاف دولة المماليك الكبرى عسكريًا واقتصاديًا، وكانت آنذاك في حالة صراع وتنافس مع البرتغاليين، مع سيطرتها البحرية الواسعة على منافذ التجارة العالمية.

وأسهم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في جعل الهيمنة على الطرق التجارية الكبرى بيد البرتغاليين، الذين حققوا مكاسب تجارية واقتصادية كبيرة من ذلك.

ورغم ما مثّله اكتشاف هذا الطريق بالنسبة للبرتغاليين على المستوى الاقتصادي والعسكري، فإن الإبحار عبره ظل محفوفًا بالمخاطر؛ بسبب ظروف الطقس القاسية والرياح القوية، خاصة في الشتاء؛ ما جعل المرور منه صعبًا.

وتزخر حوادث التاريخ بقصص عديدة عن حاويات لقيت حتفها خلال المرور من طريق رأس الرجاء الصالح خلال القرون الماضية، حتى أُطلق عليه في بعض الأدبيات "مقبرة السفن"، من كثرة السفن التي عُثر على حطامها بالقرب منه، والتي تتجاوز ألف حطام، وفق بعض التقديرات.

كيف تأثر رأس الرجاء الصالح بافتتاح قناة السويس؟

وفّرت قناة السويس المُفتتحة عام 1869 طريقًا قصيرًا بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، لكنها كانت ملائمة لمرور البواخر في السنوات الأولى من افتتاحها، ولم تكن مناسبة كثيرًا لإبحار القوارب بسبب نشاط الرياح.

وتقوم فكرة قناة السويس على اختصار مسافة العبور بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، عبر ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط بممر اصطناعي بطول 193 كيلومترًا، بينما يوفر رأس الرجاء الصالح الأمر نفسه، عبر الدوران حول أفريقيا بمسافة أطول كثيرًا.

وأدى افتتاح القناة إلى سحب البساط التجاري من طريق رأس الرجاء الصالح تدريجيًا، ليتحول إلى مزار سياحي، وأحد أبرز الأماكن المشهورة لسباق اليخوت في العالم.

سياح يزورن منطقة رأس الرجاء الصالح
سيّاح يزورون منطقة رأس الرجاء الصالح -الصورة من wandering world

كما تحول ميناء كيب تاون، أحد أشهر مواني طريق رأس الرجاء الصالح قديمًا، من محطة رئيسة للسفن إلى ميناء حاويات تجاري مزدحم، يضم 4 أحواض و34 رصيفًا تتعامل في تجارة الفواكه الطازجة والنبيذ واللحوم والآلات والملابس، إلى جانب كونه موطنًا لأساطيل الصيد ومرافق الإصلاح، بحسب موقع مارين إنسيت المتخصص (marine insight).

وتتميز منطقة رأس الرجاء الصالح حاليًا بكونها من أهم الوجهات السياحية المشهورة في جنوب أفريقيا، خاصة في فصل الصيف، إذ تتميز بمناخ معتدل صيفًا، بينما تتزايد فيها العواصف الشديدة شتاء، كما تشتهر بكثرة وتنوع الحيوانات والطيور البحرية.

ما فروق المسافة بين قناة السويس ورأس الرجاء؟

مع افتتاح قناة السويس أصبح المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح مكلفًا في الوقت والمال بالنسبة للسفن والناقلات، مقارنة بالقناة التي توفر 30% إلى 70% من المسافة، أو ما يعادل 5 إلى 15 يومًا في متوسط الرحلات مقارنة به.

وتبلغ المسافة من ميناء رأس تنورة في السعودية إلى ميناء كونستانتسا في رومانيا عبر قناة السويس قرابة 4.1 ألف ميل بحري فقط، بينما تبلغ عبر رأس الرجاء الصالح أكثر من 12 ألف ميل، بزيادة 66%، أو ما يعادل 8 آلاف ميل.

(الميل البحري = 1.852 كيلومترًا).

كما تبلغ المسافة من رأس تنورة إلى ميناء فوس لافيرا في فرنسا عبر قناة السويس 4.6 ألف ميل بحري فقط، في مقابل 10.7 ألف ميل عبر رأس الرجاء الصالح، بزيادة 57%، أو ما يعادل 6 آلاف ميل.

أمّا المسافة من رأس تنورة إلى نيويورك عبر قناة السويس، فتبلغ 8.2 ألف ميل بحري، في مقابل 11.8 ميل عبر طريق رأس الرجاء الصالح، بزيادة 30%، أو ما يعادل 3.5 ألف ميل.

كما تبلغ المسافة من جدة إلى ميناء روتردام في هولندا قرابة 3.9 ألف ميل عبر قناة السويس، بينما تبلغ عبر طريق رأس الرجاء الصالح نحو 10.7 ألف ميل، بزيادة 63%، أو ما يعادل 6.8 ألف ميل.

وتوضح الخريطة التالية -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- فرق المسافات الشاسع في المرور من طريق رأس الرجاء الصالح وقناة السويس:

المسافة بين طريق رأس الرجاء الصالح وقناة السويس

على الجانب الآخر، تبلغ المسافة من طوكيو إلى ميناء روتردام في هولندا قرابة 11.1 ألف ميل بحري عبر قناة السويس، بينما تبلغ 14.5 ألف ميل عبر رأس الرجاء الصالح، بزيادة 23%، أو ما يعادل 3.3 ألف ميل.

كما تبلغ المسافة من سنغافورة إلى الميناء الهولندي نحو 8.2 ألف ميل عبر قناة السويس، مقابل 11.7 ألف ميل عبر طريق رأس الرجاء الصالح، بزيادة 29%، أو ما يعادل 3.4 ألف ميل، بحسب بيانات الهيئة العامة لقناة السويس.

لهذا السبب، كان افتتاح قناة السويس بمثابة تحول كبير في مشهد التجارة العالمية، لنجاحها في اختصار المسافة؛ ما مكّن السفن من زيادة عدد رحلاتها السنوية وخفض استهلاك الوقود، إلى جانب خفض رسوم التأمين و التكاليف التشغيلية المتعلقة بالأجور والصيانة وغيرها.

ماذا لو أغلقت قناة السويس؟

يُستعمل طريق رأس الرجاء الصالح حاليًا في صورة طريق بديل في حالة تعطّل حركة المرور في قناة السويس لأيّ سبب، كما يُستعمل للسفن والناقلات التي لا ترغب في عبور القناة لأيّ سبب، وكذلك للسفن التي لا ترغب في دفع رسوم عبور القناة.

وأصبح اسم رأس الرجاء الصالح يتردد دائمًا مع كل مشكلة تحدث في قناة السويس أو البحر الأحمر، وهو ما تزخر به الحوادث التاريخية الحديثة و المعاصرة.

وأُغلقت قناة السويس 9 مرات منذ افتتاحها عام 1869، وكان ذلك لأسباب مختلفة، بعضها لظروف حرب أو اضطرابات أمنية، وبعضها لظروف جوية، بحسب بيانات تاريخية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وكانت أول مرة تُغلَق فيها القناة أمام حركة الملاحة بعد افتتاحها بنحو 13 عامًا، في أعقاب الثورة العرابية عام 1882، ولم يستمر هذا التوقف أكثر من يومين، كما أُغلقت مرتين خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، بسبب غرق بعض السفن في بورسعيد.

وأُغلقت القناة أمام الملاحة خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، غير أن أكثر مدة أُغلقت فيها القناة كانت بعد اندلاع الحرب بين مصر وإسرائيل عام 1967، وظلّت كذلك سنوات، إلى أن أُعيد افتتاحها في يونيو/حزيران 1975، بحسب موقع بزنس إنسايدر (business insider).

أمّا آخر إغلاق للقناة، فكان في مارس/آذار 2021، بسبب الظروف الجوية التي أدت إلى جنوح سفينة إيفرغيفن (EverGiven)، واستمر الإغلاق نحو أسبوع، إلى أن نجحت جهود تعويم السفينة الجانحة.

لماذا تتحول ناقلات النفط والغاز إلى رأس الرجاء؟

عادةً ما تضطر سفن البضائع وناقلات النفط والغاز إلى تحويل دفّتها لطريق رأس الرجاء الصالح الأطول مسافة والأكثر تكلفة، في أوقات الاضطرابات الأمنية أو الجوية التي تضرب المضائق والممرات المائية في الشرق الأوسط، خاصة قناة السويس أو مضيق باب المندب.

ويتحكم مضيق باب المندب في مرور السفن والناقلات من البحر الأحمر إلى قناة السويس، والعكس، كما تمر منه أحجام ضخمة من النفط والغاز المسال.

ووصل حجم تدفقات النفط العابرة للمضيق إلى 8.8 مليون برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2023، مقارنة بنحو 7.1 مليون برميل يوميًا في عام 2022 كاملًا، كما يرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

حجم تدفقات النفط عبر مضيق باب المندب

وبلغت تدفقات الغاز الطبيعي المسال 4.1 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال النصف الأول من عام 2023، مقارنة بنحو 4.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2022، وهي أحدث بيانات نشرتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وأعلن عدد متزايد من ناقلات النفط والغاز المسال وحاويات البضائع تحويل مساره إلى طريق رأس الرجاء الصالح، لتجنّب مخاطر الوقوع في مرمى استهداف الحوثيين المتحكمين في المضيق.

وشملت قائمة الشركات المعلنة لذلك، كلًا من شركة النفط البريطانية العملاقة بي بي، وشركة النفط النرويجية إكوينور، وشركة قطر للطاقة، إضافة إلى عدد من شركات الشحن ونقل الحاويات الأوروبية والآسيوية، أبرزها شركة ميرسك الدنماركية (Maersk)، ويوروناف (Euronav)، وهاباغ لويد (Hapag-Lloyd)، وفي غروب (V. Group).

كما غيّرت ناقلات الغاز المسال الأميركية وجهتها بالكامل من قناة السويس إلى قناة بنما أو طريق رأس الرجاء الصالح خلال شهر يناير/كانون الثاني 2024، لتجنّب الوقوع في مرمى ضربات الحوثيين، بحسب منصة ستاندرد أند بورز غلوبال المتخصصة (S&P Global Commodity Insights).

وبلغ حجم صادرات الغاز المسال الأميركية خلال أول 17 يومًا من شهر يناير/كانون الثاني 4.55 مليون طن متري، مرَّ منها قرابة 280 ألف طن متري عبر قناة بنما، بينما استحوذ طريق رأس الرجاء الصالح على الكمية الأكبر بنحو 530 ألف طن متري، حسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ما تكلفة المرور من رأس الرجاء الصالح؟

أدى تحول ناقلات النفط والغاز وشركات شحن البضائع من المرور عبر البحر الأحمر المضطرب، إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن والوقود والتأمين على السفن، إضافة إلى تكاليف تأخّر مواعيد تسليم السلع والإخلال بالالتزامات التعاقدية لشركات الشحن، بسبب طول مسافة الطريق بما يزيد عن أسبوعين للرحلة مقارنة بطريق قناة السويس، الأقصر مسافة والأقل تكلفة.

وزادت التكاليف على شركات الشحن الكورية، على سبيل المثال، بما يتراوح بين 1.5 إلى 2 مليون دولار لكل رحلة تضطر إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح بدلًا من قناة السويس، بحسب موقع بزنس كوريا المتخصص (business korea).

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- عدد ناقلات النفط العابرة لقناة السويس في 5 سنوات وحتى عام 2023:

عدد ناقلات النفط العابرة من قناة السويس

وتزيد مسافة مرور السفن الكورية من رأس الرجاء الصالح بنحو 5 آلاف كيلومترات عن قناة السويس؛ ما يتطلب زيادة في وقت الرحلة بنحو 10 أيام على الأقل، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما قدرت شركة ميرسك الدنماركية المتحكمة في نقل خمس شحنات التجارية البحرية عالميًا، نسبة الزيادة في تكاليف الوقود بعد تحولها إلى طريق رأس الرجاء الصالح بما يصل إلى 50%، بسبب سلوك ناقلاتها طريقًا أطول.

وقررت ميرسك (Maersk) في 5 يناير/كانون الثاني 2024، تحويل جميع سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، بعد تعرُّض إحدى ناقلاتها المارة بالقرب من مضيق باب المندب لهجمات الحوثيين في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض شحنات النفط المارة عبر قناة السويس بصورة كبيرة خلال الأشهر المقبلة، إذا ظلت التوترات الحالية في محيط مضيق باب المندب.

وحذّرت الوكالة الدولية من تزايد تحول ناقلات النفط لطريق رأس الرجاء الصالح، وآثارها غير المباشرة في ارتفاع أسعار المنتجات النفطية المتجهة إلى أوروبا، كما توقعت امتداد التأثير إلى دول الشرق الأوسط المصدّرة للنفط والغاز المسال.

كما يؤثّر مرور السفن عبر هذا الطريق في زيادة استهلاك الوقود الأحفوري، ما يزيد من انبعاثات النقل البحري بمعدلات كبيرة تتراوح بين 31% و575% لكل حاوية نمطية، حسب دراسة حديثة أعدّتها شركة خدمات الاستشارات الدنماركية "سي-إنتليجنس" Sea-Intelligence".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق