التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

تحول مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح يزيد من انبعاثات قطاع الشحن (تقرير)

نوار صبح

يزيد تحوُّل مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح من انبعاثات قطاع الشحن، بسبب طول المسافة التي يتعيّن اجتيازها هربًا من التوترات الراهنة في البحر الأحمر.

على مدى الشهرين الماضيين، منذ تدخل الحوثيين في الحرب المستمرة في غزة، أصبحت إعادة رسم خريطة التجارة البحرية بين آسيا وأوروبا تنطوي على تأثيرات ضارة في الانبعاثات الكربونية لقطاع الشحن.

ويشير تقرير جديد إلى أن شركات الشحن قد تواجه أكثر من 5 أضعاف الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل حاوية يجري شحنها، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويبدو أن التعطيل المستمر لحركة الشحن العابر لمنطقة البحر الأحمر سيؤدي إلى زيادة انبعاثات السفن، إذ يتعيّن على السفن التي يُعاد توجيهها بعيدًا عن قناة السويس أن تأخذ رحلات أطول بكثير إلى الأسواق الرئيسة.

وأثارت الهجمات الأخيرة -التي شنتها قوات الحوثيين المتمركزة في اليمن على السفن التجارية في المنطقة، وأعقبتها ضربات انتقامية شنتها الطائرات الحربية والسفن والغواصات الأميركية والبريطانية على قواعد الحوثيين- مخاوف بشأن اتساع نطاق الصراعات في المنطقة.

نتيجة لذلك، تحول شركات الشحن عددًا متزايدًا من السفن من منطقة البحر الأحمر، التي تُعدّ تقليديًا واحدة من أكثر الطرق التجارية ازدحامًا في العالم، وإرسالها إلى وجهاتها عبر قنوات أخرى.

ويتعيّن -حاليًا- على السفن التي تحمل البضائع من آسيا إلى أوروبا أن تدور حول الطرف الجنوبي لأفريقيا بدلًا من عبور قناة السويس، وهو ما يمكن أن يزيد أوقات الرحلات بمقدار الثلث أو أكثر، ويؤدي إلى زيادة متناسبة في استعمال الوقود والانبعاثات، بحسب وكالة رويترز (Reuters).

الرحلات حول رأس الرجاء الصالح

على الرغم من أن الرحلات حول رأس الرجاء الصالح تستغرق وقتًا أطول، فإنها تعني حرق المزيد من الوقود وانبعاث المزيد من الكربون، ترى شركة إم إس آي MSI، المتخصصة في أبحاث الشحن، أن شركات النقل تتمتع بزيادات غير متناسبة في الإيرادات، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتختار السفن من جميع الأشكال والأحجام المرور عبر رأس الرجاء الصالح بدلًا من المخاطرة بالعبور في البحر الأحمر، إذ هاجم الحوثيون من اليمن نحو 35 سفينة تجارية بطائرات مسيرة وصواريخ منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالإضافة إلى اختطاف حاملة سيارات واحدة.

وتظهر أحدث البيانات الصادرة عن شركة كلاركسونز للأبحاث، أن وصول السفن إلى خليج عدن أصبح الآن أقل بنسبة 65% عن مستويات عام 2023، مع بقاء وصول سفن الحاويات المسجلة عند مستويات منخفضة للغاية بنسبة 90%.

وتراجع وصول ناقلات النفط إلى خليج عدن بنسبة 45%، وانخفض وصول ناقلات الغاز بنسبة 90%، وشحنات البضائع السائبة الوافدة نحو 30%، بحسب موقع سبلاش 24/7 (Splash 24/7)، المعني بأخبار وتحليلات النقل والشحن البحري العالمي.

وفي الأحوال العادية، تستغرق سفن الحاويات 31 يومًا في السفر لمسافة 10 آلاف ميل بحري (18 ألفًا و520 كيلومترًا) بين ميناء شنتشن في الصين وميناء روتردام في هولندا على الطريق التقليدي عبر قناة السويس.

وتقفز مسافة الرحلة تلك إلى أكثر من 13 ألف ميل بحري (24 ألفًا و76 كيلومترًا)، ولا تقل عن 41 يومًا، إذا كان الطريق عبر جنوب أفريقيا.

حركة الملاحة في مضيق باب المندب

قياس التلوث الإضافي

تمكن الباحثون في شركة "سي-إنتليجنس" Sea-Intelligence الاستشارية الدنماركية من قياس التلوث الإضافي على أساس كل حاوية نمطية في دراسة جديدة تأخذ في الاعتبار مسافات الإبحار الأطول، فضلًا عن زيادة السرعات، وانبعاثات السفن الصغيرة التي تسلك الطريق البديل عبر رأس الرجاء الصالح.

واقترحت الدراسة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل حاوية نمطية يمكن أن ترتفع بين 31 و575%.

وتؤثر الرحلات الأطول في مؤشر كثافة الكربون الخاص بالسفينة، بالإضافة إلى مخطط تداول الانبعاثات الذي حدده الاتحاد الأوروبي، مؤخرًا.

وتدرس شركة كلاركسونز للأبحاث التغيرات الشاملة في الطلب على شحن البضائع بحرًا لعام 2024، الناجمة عن أزمة الشحن في البحر الأحمر، بحسب موقع سبلاش 24/7 (Splash 24/7 ).

على سبيل المثال، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا والحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على منتجات النفط الروسية إلى زيادة بنسبة 5.5% في الطلب على ناقلات المنتجات لكل طن/ميل.

وتُعدّ تقديرات كلاركسونز لزيادة الطلب على تحويل مسار السفن عبر رأس الرجاء الصالح من جانب قطاع الشحن هي الأكثر تفاؤلًا بالنسبة إلى سفن الحاويات وشركات نقل السيارات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق