أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعاتنفط

خبير لوجستيات: قناة السويس تفيد الحوثيين.. وهدفهم إسرائيل وليس البحر الأحمر

وهذه أهداف الممر الهندي

أحمد بدر

حقّقت قناة السويس، خلال العام الماضي 2023، أرقامًا قياسية في الإيرادات وعدد السفن وناقلات النفط والغاز المارة فيها، ولكن الأسابيع الأخيرة تشهد أزمة ضخمة، مع تصاعد هجمات الحوثيين على السفن المارة في البحر الأحمر، وتدخل القوات البحرية الأميركية والبريطانية.

ويرى أستاذ الاقتصاد، العميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات في القاهرة الدكتور محمد علي إبراهيم، أن أحدًا لم يغفل أهمية البحر الأحمر والقناة، ولكن تاريخيًا أُغلقت في السنوات بين 1967 و1973، قبل أن تعيد مصر افتتاحها في عام 1975.

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور محمد علي إبراهيم في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان: "هجمات الحوثيين على السفن وناقلات النفط.. وآثارها اللوجستية والاقتصادية والمالية".

ولفت إلى أن هذا يعني أن دول الغرب تمكّنت من الاستغناء عن قناة السويس بالكامل، وعلى الرغم من أن هناك تركيزًا عليها حاليًا فإنه ليس كبيرًا، لأن حجم التجارة التي كانت تمر منها كان يمثّل 10% فقط من التجارة الدولية.

حركة التجارة الدولية في القناة

أوضح أستاذ الاقتصاد، العميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات في القاهرة الدكتور محمد علي إبراهيم، أنه في السابق كانت 8% من حركة التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس، وزادت هذه النسبة إلى 10% بعد حفر القناة الجديدة، وبلغت حاليًا نحو 12% بسبب الظروف الدولية الحالية.

وأضاف: "هناك ما يُسمى (نمط التجارة) الذي بدأ يتغيّر، إذ تشير إحصاءات دولية إلى أن التجارة بين دول آسيان زادت على حساب التجارة بين الشرق والغرب، أي أن نمط التجارة نفسه بدأ يتغير، وهو ما يمكن أن يصبح اتجاه التجارة في المرحلة المقبلة".

وتابع: "لقد أصبحت الصين مصنع العالم، وبدأت تتاجر مع جيرانها، وبدؤوا يشكّلون تحالفات، مثل البريكس وغيرها، وأصبح هناك تحول نوعي، في حين أن دولًا أوروبية كثيرة تعاني حاليًا نقص الطاقة وإمدادات بعض الأغذية، وأغلقت بعض المتاجر لعدم وجود مخزونات للمدد المقبلة، منها آيكيا في أميركا".

لذلك، وفق أستاذ الاقتصاد، أصبح العالم أمام ظاهرة، فرغم تزايد أهمية البحر الأحمر وقناة السويس فإن الحوثيين لا يستهدفون إنقاص أهميته، لأنهم يستفيدون من وجوده، إذ إن مرفأ عدن أهم مرفأ بحري لتموينات السفن في المنطقة، واستقراره يفيد المواني اليمنية، لأنها منفذ للعديد من الدول.

قناة السويس

وقال الدكتور محمد علي إبراهيم، إنه لا يمكن في الوقت الحالي القول إن الحوثيين يستهدفون الإضرار بأمن البحر الأحمر، فما يعلنه هو أنه يحاول أن يرد على ما تقوم به إسرائيل مع أهلنا في فلسطين، من منع وصول الإمدادات الرئيسة، أي "إمدادات مقابل إمدادات".

وأكد إبراهيم، أن ما يحدث حاليًا هو ترك المشكلة الأصلية، أي ترك المرض ومعالجة الأعراض، فالأعراض هي التأثير في حركة الملاحة، ولكن لم يتطرق أحد إلى أن هناك شعبًا كاملًا يموت دون دواء أو كهرباء أو مياه أو غذاء، والأصل أن الحوثي لم يهدد الملاحة، فهو يهدد تجارة إسرائيل.

وأردف: "هم جزء من أمن البحر الأحمر، فاليمن جزء من الدول المشاطئة له، ويستفيد إذا انتعشت التجارة فيه وفي قناة السويس، وهناك أطماع أخرى، قد يكون هناك من يريد السيطرة على مضيق هرمز أو باب المندب، ولكن من يدعون إلى قوات دولية لهذه السيطرة هم من يفتحون الباب لصراعات إقليمية ودولية".

الصين والصراع في البحر الأحمر

ردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، بشأن الصراع في البحر الأحمر بوجود الصين، من بعد إغلاق قناة السويس في السابق، قال الدكتور محمد علي إبراهيم، إنه بالعودة إلى ما قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في فلسطين، كان هناك إعلان أميركي إماراتي، وأيضًا سعودي مع الأردن والهند والاتحاد الأوروبي، لتدشين الممر الاقتصادي.

وأضاف: "هذا الممر كان يتبعه خط سكك حديدية بمباركة وتمويل أميركي في أفريقيا، أي الالتفاف على مبادرة الحزام والطريق، وهذا الصراع الحاصل في البحر الأحمر امتداد لهذا الصراع، لأنه لكي تستثمر بهذه الضخامة في الممر الهندي، تُستبدل قوة الهند بالصين، ومن ثم فإن الأمر يشير باتجاه صراعات دولية".

وتابع: "كل منهم يدشّن الخط الذي سيخدم مصالحه وتجارته، ويحاولون اليوم استبدال الهند بالصين، أي تدخل أي دولة الهند وتنقل الصناعات والاستثمارات إليها من الصين، لتصبح الهند قوة عظمى، ويتدفق الإنتاج إلى أوروبا عبر طريق بديل لقناة السويس، سيمر من الهند إلى مواني الإمارات، ومنها بالسكك الحديدية عبر السعودية ثم الأردن ثم إسرائيل، ومنها إلى مواني البحر المتوسط، وهذا كلام معلن".

وأوضح الدكتور محمد علي إبراهيم، أن كل هذه الأمور تجري بمباركة أميركية، وموافقة كاملة، ولكن -بالطبع- هناك صراعات دولية، مع رغبة كل طرف في تأكيد وجوده على الخريطة، والمأمول الآن ألا نصبح ضحايا لهذا الحراك الدولي.

تأثر حركة الإمدادات العالمية

بدوره، طرح مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة عبدالرحمن صلاح، سؤالًا جاء فيه: لم تتأثر حركة سلاسل الإمداد حتى الآن بأزمة الشحن والتوترات في البحر الأحمر، إذ إنه عالميًا لم تشهد الأسعار زيادة تتجاوز 2 إلى 5%، فهل يعني هذا أن الوضع سيستمر كثيرًا فيما يخص هدوء الأسعار وسلاسل الإمداد؟ وهل يعني ذلك عدم وجود دافع للقوة الدولية لوقف حرب غزة وإعادة الهدوء إلى المنطقة؟

وردًا على ذلك، قال أستاذ الاقتصاد، العميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات في القاهرة الدكتور محمد علي إبراهيم، إن عدم ظهور آثار في الأسعار بصورة واضحة عالميًا مرجعه أن النفط لم يشهد ارتفاعًا كبيرًا، والأمر الآخر أن هناك ما يُسمى "الفجوة الزمنية" بين الحدث والآثار المترتبة عليه.

وأردف: "يعني ذلك أن هناك اليوم آثارًا تراكمية تحدث، ستترك أثرًا في الأسعار بعد مدة، أي أن تأخر الإمدادات سيترتب عليه تعطل برامج الإنتاج، ومن ثم تتعطل المخزونات، وسيؤدي ذلك إلى نقص في السلع النهائية الموجودة بالأسواق، وبالتالي سيزيد الطلب على العرض، ثم يحدث التضخم".

ناقلة نفط في البحر الأحمر
ناقلة نفط في البحر الأحمر

وحول ارتباط عدم تأثر سلاسل الإمداد العالمية بعدم تدخل القوى العالمية لوقف حرب غزة، قال الدكتور محمد علي إبراهيم، إن هذا ليس سببًا، فهم مستعدون لدفع أي ثمن، وسبق أن عبّر رئيس أميركا عن ذلك عندما قال بوضوح شديد "إسرائيل اختراع مهم، لو لم تكن موجودة لاخترعناها".

وأشار إلى أن الأمر يرتبط بالمصالح، فهو يرى الناس تُقتل يوميًا وتحدث مجازر، ولا يرى مشكلة في ذلك، ومن ثم فهو كأنه متفق على أن إسرائيل تتوسع على حساب الشعب الفلسطيني الذي لا يوجد مبرر لوجوده، ولن يحدث شيء إذا أُزيل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحية اعتزاز وتقدير إلى جميع الزملاء ..تقومون بجهد وعمل متميز فى كل شيء ..من حيث المحتوى الجاد الذى يجمع بين التقارير الصحفية الإخبارية المتخصصة والمعلوماتية الدقيقة والموثقة والحوارات الكاشفة الذكية ..اما طريقة العرض - ماشاء الله عليكم - توصلتم إلى الطريقة المثلى التى تفتقدها المنصات والمواقع الناطقة بالعربية ..صياغة لغوية رصينة وجزلة ..تبسيط المعلومات والمصطلحات دون الوقوع فى الركاكة أو الابتذال..وتلك مهمة شاقة اقدرها تماما لأننى عايشتها وعانيت منها حينما كنت اقوم بهذه المهمة فى القسم الاقتصادى بجريدة الاهرام ..اما اختيار وصيانة العناوين واستخدام الفواصل والنقطتين الجانبيتين أو الفوقيتين فاشهد لكم بأنكم الافضل على مستوى كل الناشرين بلغة الضاد .. حقيقى من شدة اعجابى اتخيل اننى انا الذى قام بصياغة العناوين !! فقط كنت ساحذف ولو العطف من الجزء الثانى من العنوان ليكون ..هدفهم إسرائيل..بدون واو العطف لأن المسند فى الجزء الأول من العنوان جملة فعلية والمسند والمسند اليه فى الجزء الثانى حملتنا اسميتان؛ لذا فالجرس الصوتى افضل مع عدم العطف . وكنت أيضا سأضع علامات تعجب فى نهاية التقرير بدلا من النقطة ولو ان هذا ممكن ان يخل بمبدأ الحيدة ..اسف للاطالة لكن اجمل شهادتي..لقد نجحتم باعلى تقدير فى إنتاج محتوى احترافىمنفرد بلغة الضاد على الشبكة العنكبوتية يرقى إلى المعايير المثالية فى الصحافة المتخصصة ..اكررى شكرى وتقديرى لكل فريق العمل المميز ..عبد الناصر عارف الكاتب الصحفى بالأهرام ..رئيس القسم الاقتصادى سابقا ..المستشار الإعلامى لوزير التجارة والصناعة الاسبق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق