نفطتقارير النفطرئيسية

7 خبراء: ابتعاد السفن عن قناة السويس يهدد سلاسل التوريد العالمية

أسماء السعداوي

تهدّد التوترات في مضيق باب المندب استمرار قناة السويس في أداء دورها بوصل نقاط حركة التجارة العالمية، لا سيما الخاصة بالنفط والغاز.

ويربط الممر المائي آسيا وأفريقيا وأوروبا، وشهد إضافات جديدة أدت إلى زيادة عدد ناقلات النفط العابرة فيه بين عامي 2019 و2023 بنسبة 70%، وفق البيانات التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة.

لكن استهداف جماعة الحوثي اليمنية لأكثر من 20 سفينة في أول 18 يومًا من شهر ديسمبر/كانون الأول (2023)، بدعوى المطالبة بوقف الحرب في غزة، دفع عمالقة النقل البحري إلى تغيير دفة سفنهم من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

واستدعى خبراء ومحللون من داخل الصناعة إلى لأذهان ذكرى جنوح السفينة "إيفرغيفن" (Ever Given) في القناة خلال مارس/آذار 2021، وهو ما أصاب حركة الشحن بالشلل لأيام، وكبّد القناة خسائر قُدرت بملايين الدولارات.

ولم يُخفِ 7 خبراء قلقهم إزاء الوضع المتوتر حاليًا، معددين تأثيرات اتخاذ طريق بديل لقناة السويس في صناعة الشحن وسلاسل التوريد العالمية، منها: تباطؤ وصول السلع، وطول مدة الوصول، وارتفاع تكلفة الشحن والتأمين، فضلًا عن الخسائر التي سيتكبدها التجار.

أهمية قناة السويس

يمر 12% تقريبًا من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، وهي أقصر الطرق الواصلة بين قارتي أوروبا وآسيا.

ويقول الخبراء، إن الطريق الجديد سيرفع تكلفة الشحن البحري ومدته، إذ سيضيف 10 أيام تقريبًا لمدة الرحلة من آسيا إلى شمال أوروبا وشرق البحر المتوسط، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وكان الطريق التقليدي من شنغهاي إلى روتردام يستغرق نحو 27 يومًا.

والآن مع زيادة سعات الشحن، يتوقع خبراء ألا تؤدي أزمة توترات باب المندب إلى حدوث أزمة تعادل حادثة إيفرغيفن 2021، ولكنهم يتوقعون ارتفاع أسعار الشحن.

السفينة إيفرغيفن
السفينة إيفرغيفن - الصورة من موقع قناة السويس

الأمر مختلف

يقول الرئيس التنفيذي لمنصة الشحن العالمية "فريتوس" (FREIGHTOS)، زفي شرايبر، إن الأزمة الحالية مختلفة عما حدث في 2021.

وأوضح: "في 2021، لم تكن هناك سفن إضافية لتحل بدلًا من السفن المتأخرة في مواني القيام.. هذه المرة ثمة مستوى قياسي من القدرات الفائضة".

وتابع: "لذلك من الممكن أن تتوقع شركات الشحن مددًا زمنية أكبر بسبب طول مسار الرحلات، لكن العمليات يجب أن تستمر على نحو جيد بصورة معقولة".

وتوقع زيادة أسعار الشحن، لأن شركات النقل تسعى لاستغلال قدرات السفن الفائضة، لكن من غير المحتمل أن ترتفع تلك الأسعار إلى المستويات المشهودة خلال مدة الوباء.

حالة رعب

أكد كبير محللي شركة "أوشن فرايت شيبينغ داتا" (OCEAN FREIGHT SHIPPING DATA) ومنصة بيانات السوق "زينيتا" (XENETA)، بيتر ساند، أن صناعة الشحن البحري أصابها ضرر بالغ من جنوح إيفرغيفن، وهي "مرعوبة من إغلاق قناة السويس".

وأضاف: "بالنظر إلى أهمية قناة السويس لسلاسل التوريد العالمية، فأي إرباك بسيط ستكون له عواقب ضخمة".

كما أيّد احتمال حدوث ارتفاع كبير في تكلفة الشحن البحري، موضّحًا أنه قياسًا على مدة الإرباك وحجمه في القناة، فقد تصل الزيادة في أسعار الشحن إلى 100%.

لن يكون كارثيًا

يؤكد مستشار شحن الحاويات في شركة "فيسبوتشي ماريتيم" (VESPUCCI MARITIME) للاستشارات، لارس جنسن، أن الكثير من قدرات الشحن بالحاويات ستدخل السوق خلال هذا العام (2023).

وأضاف: "لا يوجد نقص في السفن حاليًا، ولذلك فإذا طال هذا (الأزمة)، فإنه لن يكون كارثيًا على سلاسل التوريد".

وأوضح: "تُنتج الكثير من السلع في الصين قبل حلول العام الصيني الجديد، وهو ما يفرض ضغوطًا على صناعة الشحن لتصدير تلك البضائع، لكن بعض السفن التي ستكون مطلوبة هناك في يناير/كانون الثاني متوقفة الآن أو تدور حول أفريقيا، وهو ما يعني أنها ربما لن تصل إلى الصين في الموعد المقرر".

تجار التجزئة

بدوره، أشار المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية، ماركو فورغيوني، إلى أن التوترات في خط الشحن البحري عبر مضيق باب المندب مرورًا بقناة السويس في البحر الأحمر سيكون لها تأثير كبير في أعمال تجار البيع بالتجزئة كافّة، خاصة مع اقتراب حلول العام الصيني.

وأوضح: "يجب أن تكون البضائع في المتاجر في الوقت الصحيح من الموسم، وإذا فاتك ذلك الموسم، فلن تكون السلع مجارية للسوق، ثم ستتعرض لخطر وجود مخزون كبير من السلع بلا قيمة لدى كبار تجار التجزئة والعلامات التجارية الضخمة".

وتابع: "سترتفع أسعار الحاويات وتكلفة الشحن، وكل ذلك سيكون له تأثير في سعر المستهلك".

ويختلف مع ذلك الرأي المحلل في مصرف "إيه بي إن أمرو" الهولندي (ABN AMRO) ألبرت جان سوارت، بقوله إنه لا يتوقع نقصًا حادًا في السفن، أو ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الشحن كما حدث في فترة الوباء.

مسلحون حوثيون وفي الخلفية سفينة مارة بباب المندب-
مسلحون حوثيون وفي الخلفية سفينة مارة بباب المندب - الصورة من "ariananews"

الأسعار

من جانبه، يقول المحلل في مجموعة "إي إن جي" الهولندية (ING) ريكو لومان، إن الهجمات في باب المندب ستؤدي -على الأقل- إلى تأخيرات في أواخر ديسمبر/كانون الأول، إلى جانب تأثيرات غير مباشرة خلال يناير/كانون الأول ومن المحتمل أن تمتد إلى فبراير/شباط.

كما قد تؤدي الاضطرابات إلى ارتفاع متجدد للأسعار الفورية، لأن المرور عبر قناة بنما محدود حتى 2024 المقبل.

وأكد أن الوضع يعقّد على نحو خاص سلاسل التوريد المرتبطة بالولايات المتحدة، لأن الطريق البديل (قناة السويس) متضرر أيضًا حاليًا.

سوق الغاز

علّق خبير صناعة الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" المهندس وائل حامد عبدالمعطي، على تأثير الاضطرابات الحالية في سوق الغاز الأوروبية.

وقال عبدالمعطي، في تدوينة على منصة "إكس"، إن المتأثر الأكبر في أسواق الغاز من اضطراب الملاحة في البحر الأحمر هو السوق الأوروبية، التي تعتمد بصفة كبيرة على الغاز المسال، إذ يصلها جزء منه من دول الشرق الأوسط مرورًا بقناة السويس.

وأضاف: "قرابة مليون ونصف المليون طن شهريًا تمر من الشرق الأوسط عبر البحر الأحمر متجهة إلى أوروبا، وفق أحدث تقديراتنا".

خبير أوابك المهندس وائل عبدالمعطي

 

 

 

 

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق