التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقةنفطوحدة أبحاث الطاقة

مضيق باب المندب.. لماذا يتصارعون حوله وما أهميته لتجارة النفط والغاز؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عزالدين

اقرأ في هذا المقال

  • مضيق باب المندب لم يكن ذا أهمية كبيرة قبل افتتاح قناة السويس
  • 8.8 مليون برميل نفط يوميًا مرت عبر مضيق باب المندب خلال النصف الأول من 2023
  • اضطرابات باب المندب تدفع الناقلات لتحويل مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح
  • 3 دول نفطية في الشرق الأوسط تستطيع تجاوز أي اضطرابات بالمضايق المالية

استحوذ مضيق باب المندب المطل على البحر الأحمر على اهتمام دولي وإقليمي مكثف، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وتزايد المخاطر المحيطة بحركة الشحن والملاحة.

وأدى دخول جماعة الحوثي اليمنية على خط المواجهة المسلحة مع إسرائيل منذ شهرين -من خلال مهاجمة السفن المتجهة إلى المواني الإسرائيلية عبر البحر الأحمر- إلى تزايد اضطرابات حركة الشحن، واضطرار عدد متزايد من ناقلات النفط والغاز المسال وحاويات البضائع إلى تحويل وجهتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأعلى تكلفة.

وتمر عبر مضيق باب المندب كميات كبيرة من النفط ومشتقاته وأيضًا الغاز المسال، باتجاه أوروبا والأميركتين والأسواق الآسيوية، ما جعله واحدًا من أهم المضائق المائية في العالم بجانب مضيقي ملقا وهرمز.

وحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة، بلغ حجم تدفقات النفط العابرة من مضيق باب المندب أكثر من 8 ملايين برميل نفط يوميًا، وأكثر من 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا من الغاز المسال في عام 2023.

ما هو مضيق باب المندب؟

هو ممر مائي طبيعي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي من ناحية، كما يصله بالبحر الأبيض المتوسط من الجهة الأخرى عبر قناة السويس.

يقع مضيق باب المندب في أقصى جنوب البحر الأحمر على سواحل اليمن وجيبوتي وإريتريا.

ويبلغ عرض المضيق 30 كيلومترًا مربعًا، وتقسمه جزيرة بريم اليمنية في مدخل المضيق الجنوبي إلى قناتين، إحداهما صغيرة في جهة الشرق وتُسمى قناة "باب إسكندر"، ويبلغ عرضها 3 كيلومترات وأقصى عمق لها 30 مترًا، والأخرى أكبر وتقع غربًا، وتسمى "دكة المعيون أو المايون"، يبلغ عرضها نحو 25 كيلومترًا وعمقها 310 أمتار.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- موقع مضيق باب المندب على خريطة المضائق والممرات المائية في الشرق الأوسط:

خريطة المضائق والممرات المائية في الشرق الأوسط

واشتق اسم مضيق باب المندب من اللفظ العربي "الندب"، الذي يعني البكاء على الميت بصوت مرتفع، ما جعل العديد يطلق عليه "باب الدموع".

ويقال إن سبب التسمية هو دموع السيدات اليمنيات على بعض البحارة الذين فقدوا خلال عبورهم المضيق، أو دموع الأفارقة على أولادهن وبناتهن الذين أُخذوا عبيدًا وسبايا إلى الجزيرة العربية عبر المضيق في أثناء مرحلة غزو القبائل العربية لأفريقيا، بحسب بيانات تاريخية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ويُصنّف مضيق باب المندب ضمن الممرات الطبيعية، أي التي لم يتدخل الإنسان في تكوينها أو إنشائها، وقد ظهرت أهميته الحديثة بعد افتتاح قناة السويس (أكبر ممر اصطناعي في العالم) عام 1869، مع ربطها البحر الأحمر بالبحر المتوسط، ما أسهم في تعزيز وزن المضيق بالنسبة إلى قناة السويس.

كما ظهرت الأهمية الإستراتيجية المعاصرة للمضيق بوضوح خلال حرب عام 1973 بين مصر وسوريا وإسرائيل، حين اتفق اليمن ومصر على إغلاق المضيق أمام إسرائيل، واستمر ذلك لمدة 3 أسابيع، وهي من المرات القليلة التي أُغلق فيها الممر جزئيًا أمام حركة الملاحة، لكنه لم يغلق كليًا من قبل، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما زادت أهمية المضيق الأمنية عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، إذ أسست الولايات المتحدة قاعدة عسكرية لها في جيبوتي عام 2002، لتأمين الملاحة بالمضيق في مواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة المنتشرين بمنطقة القرن الأفريقي المجاورة للمضيق.

التنافس الدولي حول المضيق

زاد التنافس الدولي حول مضيق باب المندب مع تصاعد ظاهرة القرصنة منذ عام 2008، ما دفع دولًا عديدة إلى إنشاء قواعد عسكرية في الدول المطلة على المضيق أو المجاورة له، وفق ما يُعرف بمنطقة القرن الأفريقي التي تضم جيبوتي وإريتريا والصومال، بحسب دراسة لهيئة التعاون الدولي اليابانية جايكا (JICA).

وتشمل الدول المؤسسة للقواعد العسكرية في هذه المنطقة كلًا من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا واليابان والإمارات والسعودية وتركيا وإسرائيل، بالإضافة إلى الصين التي تمتلك قاعدة في جيبوتي، وتتطلع إلى دمج اليمن ومضيق باب المندب ضمن مبادرة الحزام والطريق العالمية.

ووقّعت الصين، في أبريل/نيسان 2019، مذكرة تفاهم أولية مع وزير الصناعة والتجارة اليمني آنذاك الدكتور محمد الميتمي للانضمام إلى هذه المبادرة، لكن تطورات الصراع في البلاد ما زالت تحول دون المضي قدمًا في مشروعات المبادرة.

وأعلنت الولايات المتحدة في 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، تشكيل تحالف عسكري دولي متعدد الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر وتأمين حركة الملاحة في مضيق باب المندب من هجمات الحوثيين.

ويضم التحالف البحري كلًا من بريطانيا، وفرنسا، وكندا، وإيطاليا، والبحرين، وهولندا، والنرويج، وسيشل، وإسبانيا، تحت إشراف الأسطول الأميركي الخامس المستقر في البحرين، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتسيطر جماعة الحوثي اليمنية على مضيق باب المندب منذ اندلاع الحرب في البلاد عام 2014، ما مكّنها من تهديد الملاحة الإقليمية والدولية جزئيًا أكثر من مرة طيلة هذه السنوات، بدعم من طهران التي تزودهم بالصواريخ والطائرات المسيرة وأحدث المعدات العسكرية المتطورة.

وأعلن الحوثيون في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إغلاق باب المندب والمياه المحيطة به في وجه السفن الإسرائيلية وأي سفن حربية تحميها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ردًا على عدوانها على غزة.

ويركز الحوثيون عملياتهم العسكرية على استهداف سفن بعينها، لكنهم لم يلجؤوا إلى إغلاق المضيق بصفة جزئية أو كلية حتى الآن، كما أكدوا أكثر من مرة حرية مرور السفن والناقلات من وإلى قناة السويس، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

تدفقات النفط عبر باب المندب

يحتل مضيق باب المندب المركز الثالث عالميًا من حيث حجم تجارة الطاقة التي تمر عبره، بعد مضيقي ملقا وهرمز، إذ تمر منه معظم صادرات النفط والغاز المسال من الخليج العربي، التي تعبر قناة السويس أو خط أنابيب "سوميد" إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

ويقدر عدد السفن التي تمر عبر المضيق بأكثر من 23 ألف ناقلة سنويًا، أو ما يعادل 63 سفينة يوميًا، ويؤدي إغلاقه في وجه الملاحة إلى ضرروة تحويل وجهة السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول مسافة بما يصل إلى 6 آلاف ميل بحري، ما يزيد تكلفة الشحن على السفن.

وتُعد المضائق المائية من أكثر قنوات المرور الإقليمية والدولية حساسية للاضطرابات الأمنية والجيوسياسية، وعادة ما ينعكس أثر تلك التوترات بسرعة في شكل أزمات عبور للسفن أو تأخرها لأيام.

وتُصنّف المضائق لهذه الأسباب، إلى مناطق اختناق على طول الطرق البحرية عالميًا ذات أهمية قصوى لضمان أمن الطاقة العالمي، إذ يمكن أن تتسبب إعاقة تدفقات النفط عن المرور عبر ممر رئيس -ولو بصورة مؤقتة- في تأخيرات كبيرة بالإمدادات وزيادة تكاليف الشحن بصورة كبيرة سرعان ما تنعكس في صورة زيادات واضحة في أسعار الطاقة العالمية.

وعلى الرغم من إمكان التحايل على معظم نقاط الاختناق أو المضائق المائية في العالم، عبر اللجوء إلى طرق بحرية أخرى، فإنها غالبًا ما تؤدي إلى زيادة وقت العبور بصورة كبيرة، كما أن بعض الممرات ليست له بدائل عملية، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حجم تدفقات النفط عبر مضيق باب المندب خلال 6 سنوات:

حجم تدفقات النفط عبر مضيق باب المندب

وبلغ حجم تدفقات النفط العابرة للمضيق قرابة 8.8 مليون برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2023، وهي أحدث بيانات متاحة عن المضيق على موقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

بينما بلغت تدفقات النفط العابرة في عام 2022 كاملًا قرابة 7.1 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 4.9 مليون برميل يوميًا في عام 2021، و5 ملايين برميل يوميًا في عام 2020، ما يشير إلى زيادة هائلة في التدفقات خلال العامين الأخيرين.

وبلغت كميات النفط الخام والمكثفات العابرة خلال النصف الأول من عام 2023، قرابة 4.5 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 3.3 مليون برميل يوميًا في عام 2022 كاملًا.

بينما بلغت تدفقات المنتجات النفطية العابرة للمضيق خلال النصف الأول من 2023 قرابة 4.4 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 3.8 مليون برميل يوميًا في عام 2022، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

تدفقات الغاز المسال عبر مضيق باب المندب

بلغ حجم تدفقات الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق باب المندب قرابة 4.1 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال النصف الأول من عام 2023، مقارنة بنحو 4.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في كل من 2022 و2021.

بينما بلغ حجم تدفقات الغاز المسال نحو 3.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2020، مقارنة بمستواها البالغ 3.9 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2019، ومستواها البالغ 3.1 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2018.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حجم تدفقات الغاز المسال عبر مضيق باب المندب في 6 سنوات:

حجم تدفقات الغاز المسال عبر مضيق باب المندب

وعلى الرغم من أن اتجاهات تدفق النفط عبر مضيق باب المندب مماثلة لتلك الموجودة في قناة السويس، فإن كمية النفط التي تخرج من البحر الأحمر (شمالًا عبر قناة السويس وجنوبًا عبر المضيق)، أكبر من تلك التي تدخل البحر عبر هذه الممرات.

أما من حيث تدفقات الغاز المسال عبر مضيق باب المندب، فتبدو متطابقة مع الموجودة في قناة السويس إلى حد كبير، بسبب الاستعمال الضعيف لمحطات استيراد الغاز القليلة على البحر الأحمر.

وتشير بيانات مجمعة حديثًا، إلى أن صادرات الغاز المسال الأميركية غيّرت وجهتها بالكامل من قناة السويس إلى قناة بنما أو طريق رأس الرجاء الصالح خلال شهر يناير/كانون الثاني 2024.

وبلغ حجم صادرات الغاز المسال الأميركية -حتى 17 يناير/كانون الثاني- 4.55 مليون طن متري، توزع مرورها على قناة بنما بنحو 280 ألف طن متري، في حين استحوذ طريق رأس الرجاء الصالح الأكثر طولًا على النصيب الأكبر بنحو 530 ألف طن متري، بحسب بيانات منصة ستاندرد أند بورز غلوبال.

وتتفق هذه البيانات مع بيانات هبوط إيرادات قناة السويس بنسبة 40% خلال الأيام الـ11 الأولى من عام 2024، مقارنة بالمدة ذاتها العام الماضي 2023، بحسب تصريحات رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع.

وكانت قناة السويس الممر الرئيس لعبور صادرات الغاز المسال الأميركية إلى آسيا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ما يشير إلى تحول كبير في وجهتها منذ يناير/كانون الثاني 2024 على الأقل، وربما يكون ذلك مرتبطًا بالهجمات العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات مشتركة من الولايات المتحدة وبريطانيا على الحوثيين في اليمن.

وتقدّر وكالة ستاندرد آند بورز شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية عبر قناة السويس بـ14.8 مليون طن سنويًا، والشحنات الأميركية بـ8.8 مليون طن والشحنات الروسية بـ3.7 مليون طن.

لهذه الأسباب ترتبط حركة الملاحة في قناة السويس بمضيق باب المندب بصورة قوية، إذ يمثّل كل منهما بوابة للآخر، ما قد يجعل اضطراب أحدهما يؤثر في الآخر بشدة، كما ترتبط بهما حركة تدفقات النفط في خط أنابيب سوميد المصري، بوابة النفط الخليجي إلى أوروبا، بطاقة 2.5 مليون برميل يوميًا.

ويربط كل من قناة السويس وخط أنابيب سوميد ومضيق باب المندب البحر الأحمر بالبحر المتوسط، ما يجعلها طرقًا إستراتيجية لشحنات النفط والغاز القادمة من الخليج العربي إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وتمثّل شحنات النفط عبر هذه الطرق الثلاثة 12% من إجمالي تجارة النفط العالمية المنقولة بحرًا، كما تمثّل شحنات الغاز المسال قرابة 8% من تجارته العالمية، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

ناقلات النفط والغاز تحول مسارها

تفاقمت المخاوف بشأن حركة النقل والتجارة في مضيق باب المندب، بسبب تهديدات الحوثيين واستهدافهم بعض السفن، ما أدى إلى إعلان عدد من شركات نقل الحاويات وبعض شركات النفط والغاز تحويل مسارها إلى طرق أكثر أمنًا من بينها طريق رأس الرجاء الصالح، لتجنب المخاوف الأمنية في البحر الأحمر.

ومن أبرز هذه الشركات، شركة النفط البريطانية العملاقة بي بي التي أعلنت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، وقف عمليات عبورها من البحر الأحمر مؤقتًا لاعتبارات السلامة، وهو الموقف نفسه، الذي اتخذته شركة النفط النرويجية إكوينور.

كما أعلنت شركة قطر للطاقة في منتصف يناير/كانون الثاني 2023، وقف مرور ناقلات الغاز المسال عبر مضيق باب المندب، بعد الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن وتهديد الحوثيين بالرد وتوسيع مهاجمة السفن.

وأعلن عدد من شركات الشحن ونقل الحاويات في العالم تحويل مسارات سفنها بعيدًا عن مضيق باب المندب خلال الأسابيع الماضية، من أبرزها شركة ميرسك الدنماركية (Maersk)، ويوروناف (Euronav)، وهاباغ لويد (Hapag-Lloyd)، وفي غروب (V. Group).

احتجاز سفينة بالقرب من سواحل اليمن
يمنيون يأخذون صورًا تذكارية على متن سفينة محتجزة في اليمن - الصورة من ynetnews

السعودية تستطيع تجاوز اضرابات المضيق

تستطيع بعض الدول النفطية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية، تجاوز اضطرابات مضيق باب المندب، عبر خط أنابيب خاص يربط منشآتها النفطية الشرقية بساحلها الغربي، ويتيح لها الوصول بصورة أسرع إلى قناة السويس، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر.

ويبلغ طول هذا الخط -الذي تديره شركة أرامكو- 1200 كيلومتر يبدأ من شرق البلاد، حيث يتركز إنتاج النفط، ويصل إلى مدينة ينبع الساحلية على البحر الأحمر غرب المملكة.

وتبلغ طاقة هذا الخط في نقل النفط الخام قرابة 5 ملايين برميل يوميًا، تم توسعتها مؤقتًا إلى 7 ملايين برميل يوميًا عام 2019، عندما حولت الشركة بعض خطوط أنابيب سوائل الغاز الطبيعي إلى خطوط مهيأة لنقل النفط الخام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق