أخبار منوعةرئيسيةعاجلمنوعات

ميرسك: اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر يرفع فاتورة الوقود 50%

دينا قدري

أثارت اضطرابات حركة الشحن في البحر الأحمر مخاوف شركة ميرسك الدنماركية (Maersk)، نظرًا لما قد تفرضه من تداعيات اقتصادية وتضخمية هائلة، بعد أن اضطرت إلى تحويل خط سير السفن.

وقال رئيس الشركة فانسان كليرك، إن فاتورة الوقود ستكون أعلى بنسبة 50% نتيجة لسلوك السفن طريقًا أطول، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وحذّر كليرك من أن إعادة فتح طريق البحر الأحمر قد تستغرق أشهرًا، مشيرًا إلى أنه "لم يكن هناك فائزون" نتيجة لهذا الوضع، الذي أجبر السفن على اتخاذ طرق تحويلية طويلة ومكلفة حول جنوب أفريقيا.

وأكد أنه حال عدم التوصل إلى حل للمشكلة، فستخرج السفن عن مواقعها قريبًا، ما يهدد الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد العالمية.

حركة الشحن في البحر الأحمر

أوضح رئيس شركة ميرسك، فانسان كليرك أن إغلاق البحر الأحمر أمام معظم السفن بعد سلسلة من الهجمات التي شنّتها جماعة الحوثي في اليمن كان "قاسيًا ودراماتيكيًا"، في مقابلة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال: "ليس من الواضح بالنسبة لنا ما إذا كنا نتحدث عن إعادة إنشاء ممر آمن إلى البحر الأحمر في غضون أيام أو أسابيع أو أشهر.. من المحتمل أن يكون لهذا الأمر عواقب وخيمة على النمو العالمي".

وحثّ كليرك المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، على بذل المزيد من الجهود للسماح بإعادة فتح البحر الأحمر أمام السفن، بعد التصعيد الأخير للهجمات في المنطقة، حسب مقابلته مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).

وقال: "إننا نحثّ المجتمع الدولي على التعبئة والقيام بما يلزم لإعادة فتح مضيق باب المندب.. فهو أحد الشرايين الرئيسة للاقتصاد العالمي، وهو مسدود في الوقت الحالي".

وأضاف: "يمكن أن يكون لهذا الأمر عواقب واسعة النطاق، ليس فقط على الصناعة، ولكن على المستهلكين النهائيين، وتوافر المنتجات، والاقتصاد العالمي عمومًا".

وصرّح كليرك بأن تحويل سفن الحاويات عبر رأس الرجاء الصالح يضيف نحو 13 ألف كيلومتر من المسافة، ومئات الدولارات لكل حاوية.

وأضاف: "في هذا الوقت الذي يُعدّ فيه التضخم مشكلة كبيرة، فإن تحويل السفن يفرض ضغوطًا تضخمية على تكاليفنا، وعلى عملائنا، وفي النهاية على المستهلكين في أوروبا والولايات المتحدة".

وتابع: "على المدى القصير، يمكن أن يسبّب تحويل السفن اضطرابات كبيرة في نهاية يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط وحتى مارس/آذار".

إحدى سفن الشحن التابعة لشركة ميرسك
إحدى سفن الشحن التابعة لشركة ميرسك - الصورة من صحيفة "الغارديان"

هجمات على سفن ميرسك

تُعدّ شركة ميرسك رائدة التجارة العالمية، إذ تنقل نحو خُمس الشحنات البحرية، وقد ارتفع سعر سهم ميرسك بمقدار الربع في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، مع ارتفاع أسعار شحن الحاويات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وعندما سئل عن شعوره وهو يجني المزيد من المال من موقف أضرّ بعملائه والاقتصاد العالمي، أجاب كليرك: "دعوني أكن واضحًا: هدفنا هو إنشاء ممر آمن والعودة إلى نمط التداول الطبيعي.. هذا هو ما ننشر جميع أصولنا للقيام به.. بينما نقوم بذلك، علينا أن نبحر حول رأس الرجاء الصالح، وهناك عواقب لذلك".

وتعرضت سفينة تابعة لشركة ميرسك لهجوم في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023، ما دفع المجموعة الدنماركية إلى تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر، وهو رابط حيوي بين آسيا وأوروبا.

واستأنفت المجموعة رحلاتها بعد بضعة أيام، بعد أن حاول التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة توفير ممر آمن، لكنها تعرضت لهجوم آخر في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.

وقالت ميرسك -في بيان أصدرته في 5 يناير/كانون الثاني 2024-: "الوضع يتطور باستمرار، ويظل متقلبًا للغاية، وجميع المعلومات الاستخبارية المتاحة تؤكد أن المخاطر الأمنية ما تزال عند مستوى مرتفع بشكل كبير".

ونتيجةً لذلك، ستحوّل الشركة جميع سفن ميرسك حول رأس الرجاء الصالح "في المستقبل المنظور".

ارتفاع التكاليف.. والتضخم

أدت اضطرابات حركة الشحن في البحر الأحمر وتحويل خط سير السفن إلى تفاقم المخاوف بشأن انقطاع طويل الأمد في تسليم وإمدادات السلع، من الملابس إلى السيارات.

بالإضافة إلى ميرسك، تكبدت شركة هاباغ لويد (Hapag Lloyd) تكاليف تصل إلى عشرات الملايين من اليورو، في المدّة من 18 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول، بعد تحويل مسار 25 سفينة، ما أدى إلى تأخّر الرحلات لمدة تتراوح بين أسبوع و3 أسابيع، حسب المنطقة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

ويسلك نحو ثلث شحنات سفن الحاويات العالمية قناة السويس، ومن المتوقع أن تكلف إعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا ما يصل إلى مليون دولار إضافية من الوقود لكل رحلة ذهابًا وإيابًا بين آسيا وشمال أوروبا.

ومع ذلك، كان الاضطراب إيجابيًا بالنسبة لأسهم شركات الشحن، التي كانت الأفضل أداءً في أوروبا منذ بداية عام 2024، إذ يراهن المستثمرون على أن تعزيز أسعار الشحن ينعش حظوظ القطاع.

إلّا إن ارتفاع التكاليف أثار -أيضًا- المخاوف بشأن عودة التضخم إلى الارتفاع، وخاصةً في منطقة اليورو؛ إذ رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته للتضخم الأساس في منطقة اليورو لشهر مايو/أيار إلى 2.3%، من 2.2%، نتيجة للقفزة في تكاليف الشحن.

وقال، إن إعادة توجيه البضائع لمدّة طويلة بعيدًا عن البحر الأحمر، سيكون لها على الأرجح تأثير تضخمي أكبر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق