أخبار النفطرئيسيةنفط

عملية أميركية لتأمين ناقلات النفط من الهجمات في البحر الأحمر

دينا قدري

تعتزم الولايات المتحدة إطلاق عملية بحرية في منطقة البحر الأحمر، بهدف تأمين ناقلات النفط -وغيرها من السفن التجارية- من هجمات جماعة الحوثي اليمنية.

وتنشر واشنطن أصولًا بحرية في البحر الأحمر، مع تباطؤ التجارة بين آسيا وأوروبا في أعقاب الهجمات المتعددة على السفن، التي تمرّ قبالة سواحل اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتتزايد التوقعات -على نطاق واسع- بأن يُطلق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عملية "حارس الازدهار" هذا الأسبوع، في محاولة لتأمين البحر الأحمر، إذ استهدف الحوثيون أكثر من 20 سفينة في أول 18 يومًا من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري (2023).

وبالإضافة إلى الأصول البحرية الأميركية، من المتوقع أيضًا أن تشارك السفن البريطانية والفرنسية في المهمة.

حماية السفن في البحر الأحمر

علّق رئيس المنظمة الوطنية لأصحاب السفن في فرنسا، إدوارد لويس دريفوس: "نعتمد على وجود السفن العسكرية الفرنسية في المنطقة، وكذلك القوات البحرية المتحالفة لحماية السفن التجارية وضمان حرية الملاحة.. من الضروري تعزيز موقف أوروبا في حماية مصالحنا الإستراتيجية".

وحتى مع إنشاء نظام قوافل بحرية، يشير المحللون إلى أن هذا سيؤدي إلى إبطاء التجارة، بحسب ما نقلته منصة "سبلاش 247" (Splash 247)، عن بنك الاستثمار جيفريز (Jefferies).

وذكر التقرير الذي أصدره بنك الاستثمار: "ستستغرق هذه القوافل وقتًا لتكوينها، وليست حلًا مثاليًا على المدى الطويل، إذ تواجه السفن وقتًا إضافيًا في قائمة الانتظار وسرعات إبحار أبطأ ومحدودية في التنوع.. ومع ذلك، فهي بديل أفضل بكثير من حيث الوقت من الإبحار حول أفريقيا".

وقالت هيئة قناة السويس المصرية، إنه منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، غيّرت 55 سفينة مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، في حين عبرت 2128 سفينة القناة في المدّة نفسها.

الهجمات على ناقلات النفط

منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، نُفِّذت سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط وسفن الشحن المرتبطة إسرائيل، بعد أن أصدر المتمردون الحوثيون المتمركزون في اليمن، تهديدًا بمواصلة استهداف السفن حتى تنتهي العملية العسكرية ضد القطاع.

واستهدفت جماعة الحوثي اليمنية ناقلة نفط نرويجية تحمل اسم "ستريندا" بصاروخ بحري، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، كانت في طريقها إلى إسرائيل، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما استولى مهاجمون على ناقلة نفط تُدعى "سنترال بارك"، تابعة لشركة إسرائيلية، قبالة سواحل عدن باليمن، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

السفينة ترفع العلم الليبيري، وتديرها شركة زودياك ماريتايم (Zodiac Maritime) -ومقرّها لندن- والتي تُعدّ جزءًا من مجموعة "زودياك غروب" (Zodiac Group) التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر.

ناقلة النفط "سنترال بارك"
ناقلة النفط "سنترال بارك" - الصورة من منصة "إيه بي سي"

وجاء ذلك بعد تعرّض سفينة حاويات مملوكة لملياردير إسرائيلي لهجوم يوم الجمعة (24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023)، من قبل طائرة دون طيار يُشتبه أنها إيرانية، في المحيط الهندي؛ وذلك بعد أسبوع من اختطاف الحوثيين سفينةً مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

ففي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أكد الجيش الإسرائيلي أن الحوثيين اختطفوا حاملة السيارات "غالاكسي ليدر" التي ترفع علم جزر الباهاما، ووصف ذلك بأنه "حادث خطير للغاية ذو عواقب عالمية"، فيما يتعلق بأمن خطوط الشحن العالمية.

مدى تأثير الهجمات بأسعار النفط

في سياقٍ متصل، رأى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن أسعار النفط لم تتأثر بالهجمات الأخيرة على ناقلات النفط والسفن التجارية.

وقال الحجي -في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة-: "ما دامت الهجمات تتركز على سفن الشحن، وهذه السفن تابعة لدول معينة، فناقلات النفط ليست في خطر.. الخطر الكبير ليس في ضرب سفينة أو ناقلة نفط، لأننا وجدنا سابقًا أن عدّة سفن ضُربت في مضيق هرمز، ولم ترتفع الأسعار بشكل كبير".

وتابع: "الإشكال هو ضرب ناقلة نفط في المضيق نفسه، الأمر الذي يؤدي إلى انسكاب كبير من شأنه أن يلوث المياه، ما قد يؤدي إلى إغلاق المضيق بالكامل.. فالخطر من الانسكاب، وليس من الهجوم".

وعن توقعاته لأسعار النفط في عام 2024، صرّح الدكتور أنس الحجي بأن المستويات الحالية -ربما مع ارتفاع قليل- ستكون هي النطاق الذي ستتحرك فيه أسعار النفط.

وقال الحجي: "نريد أن نرى معدلات نمو اقتصادي أعلى في عدّة مناطق في العالم، بما في ذلك الصين والهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حتى ترتفع أسعار النفط".

وأشار إلى وجود حروب تجارية بين أوروبا وأميركا من ناحية، والصين من ناحية أخرى، تمنع أسعار النفط من الارتفاع، فضلًا عن فرض المزيد من التعرفات الجمركية وضريبة الكربون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق