توترات مضيق باب المندب.. شركات النفط والغاز تعلن تعليق نقل الشحنات

آخرها "بي بي" البريطانية وإكوينور النرويجية

حياة حسين

2023-12-18

0 652

توترات مضيق باب المندب — ناقلة نفط في البحر الأحمر - الصورة من جيه إن إس

تواصل شركات النفط والغاز العالمية إعلانها تعليق تسيير رحلاتها التجارية التي تتضمّن نقل الشحنات المارة عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر، أو تغيير المسار، متبعةً خطى كيانات اللوجستيات العملاقة مثل "ميرسك" الدنماركية (Maersk Tankers)، بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن الداعمة لإسرائيل، والتي تشن حربًا وحشية على قطاع غزة الفلسطيني.

وأعلنت شركة النفط البريطانية "بي بي" (BP)، في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، اليوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول (2023)، وقف كل عمليات النقل في البحر الأحمر مؤقتًا، وأن القرار سيبقى قيد المراجعة وفق تطور الأحداث في المنطقة.

بدورها، أعلنت شركة إكوينور النرويجية (Equinor) تعديل مسار سفنها، وفق تصريحات من المتحدثة الرسمية إيلين ماريا سجلسباك، نشرها محلل أسواق السلع جيوفاني ستاونوفو، عبر حسابه على منصة "إكس".

في السياق ذاته، أعلنت أميركا بدء مفاوضات لتشكيل تحالف بحري عالمي يحمي السفن المارة بالمنطقة من هجمات جماعة الحوثي، حسبما ذكر موقع "ريفيرا".

وأشار مسؤولون بالحكومة الأميركية إلى أن بلادهم تجري تلك المحادثات، وهو الذي قابلته إيران بمعارضة شديدة، نُشرت في وسائل إعلام مملوكة للدولة.

قرار إكوينور

قالت شركة إكوينور النرويجية، التي قررت تغيير مسار السفن في منطقة البحر الأحمر، بسبب هجمات الحوثيين، إنها ستراقب الوضع عن كثب، في حين تجري مباحثات مع الشركات المالكة للسفن والتي تنقل شحناتها، وأطراف الصناعة الفاعلة الأخرى في هذا الشأن.

وأعلنت كبريات شركات النقل البحري في العالم، تعليق رحلاتها في منطقة البحر الأحمر؛ إذ قالت شركات ميرسك الدنماركية، وهاباغ-لويد الألمانية (Hapag-Lloyd)، و"إم إس سي" الإيطالية السويسرية (CMA)، إن سفنها لن تعتمد على النقل في البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

وأفادت تقارير بأن شركتي ميرسك ويوروناف (Euronav) طلبتا الانضمام إلى اتفاقيات استئجار السفن؛ ما يسمح لهما بنقل البضائع عبر طريق رأس الرجاء الصالح، إذا اقتضت الحاجة لذلك.

وبات مضيق باب المندب هدفًا لهجمات متزايدة على السفن التجارية من جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقع مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي بأقصى جنوب البحر الأحمر، ويربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، مرورًا بقناة السويس المصرية.

وجاء هجوم جماعة الحوثي على السفينة التجارية "أردمور إنكاونتر"، في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد مدة قصيرة من تهديد الجماعة باستهداف كل السفن المتجهة إلى إسرائيل (بغضّ النظر عن جنسيتها)، محذّرة شركات الشحن الدولية من التعامل مع مواني تل أبيب.

أفراد من جماعة الحوثي مسلحون بالقرب من ساحل البحر الأحمر في اليمن - الصورة من أبا

شحنات آسيا المنقولة عبر مضيق باب المندب

أصبحت السفن التجارية؛ بما فيها تلك التي تنقل شحنات شركات النفط والغاز، على خط النار في البحر الأحمر بسبب هجمات جماعة الحوثي، التي تتزايد عددًا ونوعيًا؛ إذ تُستهدف بصواريخ أو مقذوفات متفجرة، وقد تتعرّض لزوارق مائية صغيرة مسلحة.

وتزود دول مثل ليبيا والجزائر وقازاخستان وأذربيجان عددًا من مصافي التكرير بشرق آسيا، بشحنات النفط الخام المنقولة عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر.

وبسبب تلك الهجمات من جماعة الحوثي، والتوتر في منطقة البحر الأحمر، أعربت مصافٍ تايلندية وإندونيسية وكورية جنوبية عن مخاوفها جراء الهجمات التي كان آخرها اليوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، عندما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بوقوع حادث بالقرب من مضيق باب المندب، على بُعد ميلين بحريين من إحدى السفن.

وعلى غرار ميرسك وإكوينور وغيرهما من الشركات، أعلنت أنها تبحث اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح لتسليم شحنات النفط، تجنبًا لمخاطر الشحن في المضيق، بحسب تقرير نشرته وكالة "إس آند بي غلوبال".

وتُنقل نفوط حقل الشرارة ومزيج مسلة ومكثفات مليتة في ليبيا، إضافة إلى مزيج الصحراء الجزائري و"سي بي سي" القازاخستاني، وآذري الأذربيجاني الخفيف، في ناقلات أصغر حجمًا -من تلك التي تمر في طريق رأس الرجاء الصالح- عبر قناة السويس المصرية؛ مرورًا بمضيق باب المندب، وصولًا إلى مواني الشرق الأقصى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..