أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

خبير دولي: منطقة شرق المتوسط مرتبكة "طاقويًا" بعد حرب غزة (صوت)

أحمد بدر

قال الباحث في أسواق الطاقة الدولية اللبناني مارك أيوب، إن حرب غزة أربكت كل الترتيبات التي كانت تنتظرها منطقة شرق المتوسط فيما يتعلق بمجال الطاقة، وخلطت كل الأوراق.

جاء ذلك خلال مشاركة أيوب في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، أدارها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، والخبير الاقتصادي رئيس المركز العربي الأفريقي للاستثمار والتسهيلات المستشار عيد العيد، على منصة "إكس" بعنوان "الحرب على غزة.. آثارها في غاز شرق المتوسط وإمدادات الطاقة".

وأوضح أن العقد الماضي، وتحديدًا السنوات الـ3 أو الـ4 الأخيرة، شهد أوهامًا بُنيت على إمكان أن تكون منطقة شرق المتوسط مركزًا للاستقطاب والاستقرار الأمني والطاقوي، بما يضمن مصلحة إسرائيل، وأن تقدم الأخيرة الدور الرئيس والمحوري في موضوع الطاقة.

كيف أظهرت حرب غزة ضعف المنطقة؟

ردّ الباحث في أسواق الطاقة الدولية مارك أيوب، على سؤال لمستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، بشأن قبول لبنان أن تعمل في أراضيه شركات تعمل في إسرائيل، مثل إيني (Eni) الإيطالية، خاصة أن منطقة شرق المتوسط تتضمن دولًا أخرى مثل قبرص، ومشروعات لخطوط غاز مثل خط شرق المتوسط والخط التركي للنفط وغيرهما.

مقر شركة إيني الإيطالية
مقر شركة إيني الإيطالية - الصورة من premiumtimesng

وقال مارك أيوب، إن حرب غزة خلطت كل الأوراق وأظهرت مدى هشاشة المنطقة، خاصة أنه كانت هناك العديد من الآمال خلال العامين الماضيين على موضوع ترسيم الحدود وما عُرف بـ"دبلوماسية الطاقة"، مع إصرار الولايات المتحدة الأميركية على تقديم دور الوسيط في حل النزاعات.

ولفت الباحث الدولي إلى أن الهدف الأميركي من هذه الوساطة كان أن تصبح المنطقة منطقة استقطاب طاقوي وليس منطقة نزاعات، إلا أن كل هذه الآمال أصبحت اليوم في مهب الريح.

وبالنسبة إلى قبرص، أوضح أن خلال العام الجاري 2023، أدخلت قبرص تغييرًا جذريًا على إستراتيجيتها للطاقة، وذلك بعد انتخاب رئيس جديد وتعيين وزير جديد للطاقة، إذ أصبحت الخطط والإستراتيجيات منحصرة في التعاون الطاقوي مع إسرائيل في موضوع أنبوب غاز شرق المتوسط.

وأضاف: "تسعى قبرص إلى ربط الأنبوب جنوب الجزيرة وتحديدًا منطقة (فاسيليكوس) بالحقول الإسرائيلية، وأيضًا التعاون الكهربائي أو الربط الكهربائي بين قبرص وإسرائيل، وكانت هناك لجان تقنية هذا الصيف اجتمعت وعملت على هذا الموضوع".

يُشار إلى أن قبرص كانت وقّعت مع إسرائيل اتفاقية مبدئية في عام 2021، حول مشروع الربط الكهربائي، لمدّ أطول خط كهرباء تحت المياه في العالم، يربط شبكات الكهرباء الخاصة بالبلدان الثلاثة قبرص وإسرائيل واليونان، الذي من المتوقع تشغيل المرحلة الأولى منه بحلول عام 2025.

وتابع أيوب: "اليوم نتحدث عن الأنبوب مع تركيا، في حين آمال قبرص أصبحت اليوم في مهب الريح، وهناك علامات استفهام كبيرة في موضوع الدور القبرصي أيضًا".

لبنان وغاز منطقة شرق المتوسط

قال الباحث اللبناني في أسواق الطاقة الدولية مارك أيوب، إن لبنان في ظل هذا التخبط الاقتصادي والطاقوي، هناك أسئلة مطروحة بشأن ما حدث مع شركة توتال إنرجي (Total Energy) الفرنسية، وما إذا كانت إيني الإيطالية (Eni) ستبقى شريكة في الحقول الجنوبية التي تقدمت إليها أم لا.

وأوضح أن السؤال المتعلق بشركة إيني الإيطالية يُعد سياسيًا أكثر منه طاقويًا، لأن القرار السياسي اليوم في لبنان ينبغي أن يجيب عن هذا السؤال، بشأن إمكان قبول شركة أصبحت تملك 6 حقول تقريبًا في منطقة شرق المتوسط مع إسرائيل، أو تملك منطقة بكاملها، وهي ليست بقريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية.

منصة الحفر ترانس أوشن في المياه الإقليمية اللبنانية
منصة الحفر ترانس أوشن في المياه الإقليمية اللبنانية

وأضاف مارك أيوب: "لكن هناك اليوم مصالح اقتصادية تربط بين إسرائيل -وهي عدو- وشركة إيني الإيطالية، فما هو رد السلطة اللبنانية المسؤولة عن موضوع الطاقة في هذا المجال؟".

وتابع: "الآمال اللبنانية أصبحت اليوم في مهب الريح، ونحن بالفعل لا نعرف إلى أي مدى سوف تستمر الحرب في غزة وإلى أي مدى ستصل، فإذا توسعت الحرب في المنطقة كلها، فستتحول إلى منطقة غليان، ولن يكون هناك أي حقل أو بئر بمنأى عن هذه الصراعات".

ولفت إلى أن أسعار الغاز يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وتصل إلى مستويات خيالية، كما يمكن أن يقفز سعر النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، مؤكدًا أن الأمل الطاقوي لمنطقة شرق المتوسط أصبح غير معروف أو مستقر.

وأردف: "في ظل هذا التخبط وخلط الأوراق، لا يمكن الاعتماد على منطقة شرق المتوسط خلال العقد المقبل، لتكون المغذي أو المصدر للغاز إلى أوروبا أو أي منطقة أخرى في العالم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق