نفطأسعار النفطالتقاريرسلايدر الرئيسية

محللون: أسعار النفط لن تتأثر بحرب غزة.. إلا في حالة واحدة

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • السعودية تجمّد التطبيع مع إسرائيل ما يؤثر في زيادة إنتاج النفط
  • تدخل إيران في مضيق هرمز يؤثر سلبًا في تدفق خُمس الإنتاج العالمي
  • محللون يستبعدون فرض أميركا عقوبات إضافية على إيران
  • الانتخابات الرئاسية الأميركية تمنع بايدن من فرض عقوبات جديدة على طهران

اتفق محللون وخبراء على أن الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية الدائرة في غزة حاليًا لن ترفع أسعار النفط، إلا في حالة واحدة فقط.

ولفت المحللون، في تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن هذه الحالة هي تدخل إيران بصورة أو بأخرى، من خلال عرقلة الملاحة في مضيق هرمز.

ورأى المحللون أن وضع الحرب الحالية مختلف عما حدث في أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين مصر وإسرائيل، إذ قادت السعودية حظرًا على شحنات النفط المتجهة إلى الدول الداعمة لإسرائيل، ما دفع أسعار النفط إلى تحقيق قفزات كبيرة، وفق تقرير تحليلي، نشرته وكالة رويترز.

وشنت حركة حماس الفلسطينية، يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، عملية "طوفان الأقصى"، التي هاجمت خلالها إسرائيل، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، وهي عملية نوعية تختلف عن كل ما سبقها، ما دفع إسرائيل إلى إمطار قطاع غزة بالصواريخ والقنابل، وشن غارات جوية شرسة.

خطر جيوسياسي

قد تمثّل الحرب الدائرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ثاني أسوأ المخاطر الجيوسياسية على أسواق الطاقة، بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

ورغم أن إسرائيل ليست منتجًا مؤثرًا للنفط في أسواق الطاقة مثل روسيا، لكن الخطر يأتي من إمكان امتداد آثارها إلى المنتجين الكبار في منطقة الشرق الأوسط.

وبينما لم تتأثر إمدادات النفط من تلك الدول حتى الآن، يرى محللون أن أسعار النفط قد ترتفع إذا تصاعدت حدة الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار النفط

ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أولها؛ أن أميركا قد تزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، بسبب اتهامات بتورطها في دعم الهجمات الفلسطينية، ما يضع ضغوطًا إضافية على الإمدادات في السوق، الضعيفة أصلًا.

كما تفرز هذه الفرضية احتمالات وجود رد إيراني، ينعكس على حركة الملاحة في مضيق هرمز، ما يعوق وصول خام جاراتها من دول الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية.

وقد يتأثر مسار تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران سلبًا، وهي الصفقة التي تجري برعاية واشنطن، والتي تسفر عن زيادة إمدادات النفط إلى الأسواق.

وقفز خام برنت بنحو 5 دولارات للبرميل منذ بداية الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، ليتجاوز 90 دولارًا، ويدور في هذا النطاق على مدار الأيام الماضية.

حرب مختلفة

يرى محللون وعاملون في سوق الطاقة، أن وضع الحرب الحالية (بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية) مختلف عن حرب 1973، إذ إن الأخيرة تأتي في وقت يخفّض فيه أعضاء تحالف أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا الإنتاج بكميات هائلة، وهي مستمرة حتى نهاية 2023.

ودفعت تلك التخفيضات إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في 10 أشهر، خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن تتراجع مجددًا الأسبوع قبل الماضي، بسبب مخاوف الاقتصاد الكلي وتباطؤ النمو العالمي والركود.

جنود إسرائيليون يهاجمون فلسطينيون في الضفة
جنود إسرائيليون يهاجمون فلسطينيين في الضفة - الصورة من فوكس

وقال مبعوث الطاقة الأميركي الرئاسي الخاص السابق دايفيد غولدوين: "من وجهة نظر التحليل المالي فإن تخفيضات الإنتاج من قبل تحالف أوبك+ ستظل العامل الأكبر المؤثر في أسعار النفط أكثر من الحرب الدائرة حاليًا في المنطقة".

بينما أكد مدير المحافظ الاستثمارية في "تورتيز كابيتال" (Tortoise Capital) روب ثامل، أن أسعار النفط لن ترتفع إلا إذا حدث ما يؤثر سلبًا في تدفق النفط بمضيق هرمز بسبب إيران أو غيرها من الدول.

وأشار إلى أن دول المنطقة تمثل مصدرًا لخُمس الإمدادات العالمية، لذلك تأثيرها في أسواق الطاقة ملحوظ، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

صادرات نفط إيران

رغم العقوبات الأميركية على إيران، فإن صادرات نفط طهران نمت بقوة خلال 2023، إذ بلغت 1.3 مليون برميل يوميًا، ما عوّض نقص الإنتاج الروسي والسعودي.

ونفت إيران تورطها في هجوم حماس على إسرائيل، وذلك بعد تكرار التهديدات الأميركية ضد تدخل أي دولة في هذا الصراع.

وفي الوقت ذاته، أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، يوم الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنه لا وجود لأي إشارات على أن أميركا ستفرض عقوبات إضافية على طهران، إذا ظهر دليل على أنها متورطة في هجوم حماس على إسرائيل.

يُذكر أن أميركا بقيادة الرئيس جو بايدن، أعلنت تأييدها الكامل لإسرائيل، كما زودت تل أبيب بأسلحة لحمايتها من هجوم الفلسطينيين، وفق إعلان البيت الأبيض، بالإضافة إلى إجراء وزير الخارجية أنتوني بلينكن، زيارة عدّها دعمًا للإسرائيليين، الأسبوع الماضي.

وكان وزير النفط الإيراني جواد أوجي، قد صرح الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قائلًا: "إن أسعار النفط ستزيد إلى 100 دولار بسبب الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط".

وزير النفط الإيراني جواد أوجي
وزير النفط الإيراني جواد أوجي - الصورة من راديو فري يوروب

واستبعد محللون أن تفرض واشنطن عقوبات إضافية على طهران، وتهدد الإمدادات، في وقت يستعد فيه الرئيس جو بايدن لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة.

وأشاروا إلى أن أميركا حرصت على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق في أشد أوقات الحرب بأوكرانيا.

ضمانة ضخ النفط السعودي

قال محللو "إف جي إي" إن أميركا لن تفرض عقوبات إضافية على إيران، ما لم تضمن ضخ السعودية كميات بديلة من الخام إلى الأسواق حتى لا تتأثر أسعار النفط وترتفع.

وفي سياق متصل، قالت مصادر إن السعودية جمدت مشروع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، الذي كانت تُعد له برعاية أميركية، لإعادة تقييم الأوضاع بعد الحرب مع الفلسطينيين.

وذكرت المصادر أن السعودية كانت تعتزم زيادة إنتاج النفط في بداية 2024، في إطار الإعداد لعملية التطبيع بتعاون أميركي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان

وأكّد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، استمرار التشاورات داخل تحالف أوبك+، من أجل دعم استقرار أسواق النفط، وذلك في تصريحات لوسائل إعلام روسية، يوم الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال: "إن سوق النفط ينبغي ألا تبقى دون مراقبة.. نحن نعيش في حالة من عدم اليقين، وعلينا أن نكون حذرين.. لا ينبغي ترك سوق النفط بمفردها، وإنما يجب أن نكون استباقيين في ظل التحديات العديدة".

وشدد وزير الطاقة السعودي على أن الرياض وموسكو ستراجعان شهريًا سياسة إمدادات النفط لزيادة أو تخفيف سياستهما الإنتاجية في ضوء المتغيرات التي تشهدها الأسواق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق