أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

أنس الحجي: الغاز الإسرائيلي في ورطة.. وهذا موقف مصر

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن فكرة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا شهدت جهودًا جبارة من جانب تل أبيب، لإقناع الأميركيين والأوروبيين ببناء أنبوب غاز في شرق المتوسط.

وأوضح الحجي -خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، التي قدّمها على موقع "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "أثر عملية طوفان الأقصى وردة فعل إسرائيل عليها في أسواق الطاقة العالمية"-، أن الهدف كان إرسال الإمدادات من الحقول الإسرائيلية مباشرة إلى أوروبا، بصفتها بديلة للغاز الروسي.

وأضاف: "الفكرة كانت بسيطة جدًا، تل أبيب لديها غاز، وهي لن تستثمر دولارًا واحدًا في الأنابيب، فهي تريد أن تأتي الشركات الأجنبية وتستثمر في بناء الأنابيب، والحصول على الغاز الإسرائيلي، وهي الفكرة التي بذلت إسرائيل جهودًا كبيرة مع رؤساء الدول الأوروبية والحكومة الأميركية لإقناعهم بها".

جدوى الأنبوب لإسرائيل

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه لا توجد جدوى اقتصادية لهذا الأنبوب، إذ إن كميات الغاز الإسرائيلي ليست كبيرة بالصورة الكافية لتقديم هذه الاستثمارات الضخمة، بجانب وجود مشكلات حدودية بين الدول في منطقة شرق المتوسط، وهذه لا حل لها إلا إذا قررت هذه الدول التوصل لحل نهائي، وهو أمر صعب.

ولفت إلى أن هذه الدول تشمل اليونان وقبرص وتركيا، لذلك فإن إسرائيل استثمرت وقتًا طويلًا في محاولة الضغط على القيادات الأوروبية والقيادة الأميركية، لحل مشكلات الحدود بين هذه الدول من جهة، وإيصال فكرة أن الغاز الإسرائيلي سيكون بديلًا للغاز الروسي وبالتالي أمن الطاقة الأوروبي.

الغاز الإسرائيلي

يقول الدكتور أنس الحجي: "الفكرة هنا مهمة جدًا، أن إسرائيل تحاول أن تثبت للعالم أنها بديل آمن، ولكن الأحداث في الأيام الأخيرة أثبتت أن الغاز الإسرائيلي ليس بديلًا آمنًا، ومثله مثل أي غاز آخر في المنطقة، وأن هذا الأنبوب في خطر مثله مثل أي أنبوب في مكان آخر".

وأوضح أن من أهم نتائج الحرب الدائرة الآن أنها أفشلت المخطط الإسرائيلي المتعلق بالغاز، لأن أي شركة تحاول الآن الدخول على الخط ستزيد نسبة المخاطرة في التقييم، ومن ثم يصبح الموضوع غير ذي جدوى على الإطلاق.

وقف تطوير حقل غزة مارين

الأمر الآخر -وفق الدكتور أنس الحجي- يتعلق بحقل "غزة مارين"، وهو حقل الغاز الموجود أمام القطاع في المياه التابعة له، إذ إنه بسبب نقص الغاز، ومحاولة إسرائيل دعم فكرة الأنبوب، اضطرت إلى قبول تطوير الحقل بإشراف وإدارة مصرية، والآن بعد هذه الأحداث يبدو أن المشروع كله سيتوقف، ربما لمدة طويلة.

ومن ثم، فإن فكرة وجود بديل للغاز الروسي في منطقة شرق المتوسط تضاءلت الآن بصورة كبيرة، وهذه أيضًا واحدة من أهم نتائج الحرب الدائرة حاليًا، فما يحدث الآن أن كل التكاليف التي قدمتها تل أبيب أو معلومات التكاليف التي قدمتها للدول الأوروبية والإدارة الأميركية لا معنى لها الآن.

حقل غزة مارين الفلسطيني

وبرر الدكتور أنس الحجي ذلك بأن التكاليف الآن ارتفعت بصورة كبيرة، لأن أي شركة تريد أن تدخل المشروع وتستثمر في خط تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، سترفع من معدل عائدها بسبب المخاطرة التي لم تكن موجودة في السابق، وبالتالي يجب إعداد تكاليف جديدة ستكون أعلى بكثير، وهذه إشكالية كبيرة.

إغلاق حقل تمار وتضرر مصر

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إغلاق حقل الغاز الإسرائيلي تمار بصورة مؤقتة يُعد أمرًا مهمًا، لأن هذا الحقل يصدّر الغاز إلى مصر، التي تعمل على إسالته ثم تصدره إلى أوروبا.

ولفت إلى أن القاهرة كان من المفترض أن تبدأ خلال الأسبوع الجاري إعادة تصدير الغاز المسال إلى أوروبا، ولكن الآن جزء من الغاز من حقل تمار توقف، وبالتالي لن تحصل أوروبا على الغاز المسال الذي توقع المحللون أن يتجه إلى هذه السوق المهمة.

حقل تمار الإسرائيلي للغاز
حقل تمار الإسرائيلي للغاز - الصورة من رويترز

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "الآن سيغيّر الأوروبيون أنفسهم وجهة نظرهم في موضوع شرق المتوسط بالكامل، عما كان عليه سابقًا، لذلك فإن نتائج ما حدث أغلبها في الغاز وليست في النفط".

وأوضح أن بعض المشاهير في أوروبا وأميركا يتحدثون الآن عن قناة السويس المصرية، وأن الأزمة ستؤثر فيها، "لكننا في تقريرنا الذي أصدرناه يوم السبت طالبنا الناس بأن يراقبوا مصر، وذلك لأسباب عديدة، من بينها موضوع الغاز المسال، وهو ما حدث فعلًا وكان التوقع صحيحًا".

ولكن -وفق الحجي- موضوع مصر ما زال أساسيًا في القضية، ولكن التركيز الشديد على موضوع ضرب إيران ورد الأخيرة بالنسبة إلى السعودية ومضيق هرمز ثم الحديث عن قناة السويس، يشير إلى محاولات تجييش من فئات معينة للموضوع، لإقناع العالم بأن المعركة لا تخص إسرائيل وإنما تخص الغرب بالكامل.

وتابع: "هناك تجييش واضح في وسائل الإعلام، وسببه أنه لما حدثت حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وجاء في بداية المقاطعة النفطية العربية، استغلوا كل هذه الأوضاع بصورة كاملة، ولكن من يعرف قناة السويس، يعرف أن تجارب إغلاقها كانت مدمرة".

لذلك -بحسب الحجي- تعلّم السياسيون في مصر والدول الأخرى دروسًا مهمة، فأصبح لقناة السويس حرسها الخاص الذين يحمونها، ومن خلفهم -بالطبع- الجيش المصري، والدول المجاورة، وكلهم يحمون قناة السويس، ومعهم دول أجنبية منها أميركا وأوروبا، وهناك إدراك عام للأمر، حتى في 2011 عند تغيير نظام الحكم في مصر لم تتأثر القناة على الإطلاق.

ويبدو الأمر هنا أنه تجييش من جانب وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من ناحية مضيق هرمز وقناة السويس، ومحاولة إقناع الناس أن المعركة معركة الغرب، ولا تخص إسرائيل وحدها، وهو ما أثّر في أسعار الغاز والنفط، وبالطبع تأثرت الأسعار مباشرة بعد إغلاق حقل تمار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق